لماذا سُمي قوس قزح بهذا الاسم
لماذا سُمي قوس قزح بهذا الاسم؟ وما أسباب ظهوره؟ غالبًا ما يثير ظهور قوس القزح إعجاب الناس وخاصة الأطفال، لأنهم يشعرون بدهشة عندما يشاهدونه.
لكن متى يتكون هذا القوس؟ كل هذا وأكثر سنجيب عنه من خلال موقع البلد، وبعد قراءتكم لهذا المقال ستكونون قد عرفتم لماذا سُمي قوس قزح بهذا الاسم بشيءٍ من التفصيل.
لماذا سُمي قوس قزح بهذا الاسم
لقد اختلف كثيرًا من الناس في فهم معنى اسم (قُزح) الذي سُمي به ذلك القوس الملون الذي يظهر في وقت معين بالسماء، ولكن قبل أن نطرح لكم الآراء المختلفة المتعلقة بتسمية (قوس القُزح) بهذا الاسم يجب أولًا أن نعرف ماهية قوس القزح، وكيفية تكونه، وهل يمكن أن يرجع أصل تسميته إلى شكله وتجمع ألوانه مع بعضها البعض بترتيب محدد؟
هنالك أقوال تُفيد أن هذا الاسم مكروه في الإسلام، وهنالك أقوال أخرى تفيد بأنه أطلق منذ أيام الجاهلية على ما يدعونه بإله المطر أو إله الطقس ظنًا منهم أنه يظهر لهم بعد هطول المطر، وهنالك أقوال عديدة أخرى، ولكننا سنتعرف الآن عن أصل كل ذلك بسهولة ويُسر، ودون خلط الأمور بعضها ببعض؛ حتى تتم الفائدة وتستطيعون الوصول إلى إجابة منطقية.
فهيا بنا نتعرف على لماذا سُمي قوس قزح بهذا الاسم؟ وهل لتسميته أصل علمي أم لُغوي؟ من خلال ما عرضناه بإيجاز في البداية، والآن سنقوم بعرضه بشيء من التفصيل.
ماهية قوس قُزح
إن قوس القزح هو عبارة عن ظاهرة بصرية وليس له وجود مادي ملموس، ولكن كيف نراه إن كان غير موجود؟ كما نعلم أننا لا نستطيع رؤية الأشياء إلا من خلال الضوء الساقط عليها، فإذا لم يكن هنالك وجود للضوء في المكان.
فبالتالي لا يمكننا رؤية أي شيء وإن كان موجود بالفعل، فما بالكم من تحلل ذلك الضوء ـالذي يُمكِّنُنا من رؤية الأشياءـ من خلال انكساره إلى ألوان الطيف عبر قطرات الماء!
إن ترجمة قوس القُزح بالإنجليزية هي (Rainbow) وتلك الكلمة مشتقة من كلمة (Regnboga) القديمة؛ حيث إن (Regn) تعني (Rain) حاليًا؛ أي المطر، و(Boga) تعني (Bow) حاليًا؛ أي قوس، وهكذا المعنى المراد هو قوس المطر.
أُطلقت هذه التسمية عليه لأنه يستلزم وجود قطرات الماء الطافية في الهواء، وهذه القطرات لا توجد بكثرة إلا بعد هطول الأمطار وسطوع الشمس وانسحاب الغيوم من السماء.
إذن لكي تحدث تلك الظاهر البصرية التي تُدعى بـ (قوس القزح) لا بد من اجتماع ظروف مناخية محددة، ووجود زاوية رؤية محددة، وتكون تلك الزاوية بمقدار 42 درجة.
كما نعلم أن ألوان قوس القُزح أو ألوان الطيف هي ستة ألوان مرتبة من الخارج إلى الداخل كالآتي: “أحمر، برتقالي، أصفر، أخضر، أزرق، بنفسجي”، ويقول البعض أنه مكون من سبعة ألوان حيث يستطيعون تمييز اللون النيلي بين الأزرق والبنفسجي، والبعض الآخر لا يستطيعون تمييزه، ويعتبرونه هو والأزرق لونًا واحدًا.
أمور مدهشة عن ظاهرة قوس قزح
من المثير للدهشة أنه في بعض الأحيان يمكن رؤية قوسان، أحدهما أساسي والآخر ثانوي، والسبب في ذلك يعود إلى أن الأساسي هو انعكاس واحد للضوء داخل قطرات الماء، أما الثانوي فهو عبارة عن الانعكاس الثاني للضوء، ولكن يكون بزاوية مختلفة عن الأساسي.
فزاوية القوس الأساسي تكون 42 درجة، أما زاوية القوس الثانوي فتكون 50 درجة، والأكثر إثارة هو أن القوس الثانوي يُعاكس القوس الأساسي في ترتيب الألوان بحيث يظهر اللون البنفسجي من الخارج، واللون الأحمر من الداخل.
يظن أغلب الناس أن قوس القزح يتكون من سبعة ألوان كحد أقصى، ولكن هذه المعلومة غير صحيحة، لأن قوس القزح ليس طيفًا نقيًا 100%، مما يعني أنه يتكون من عدد هائل من درجات الألوان المشتقة والمختلطة ببعضها.
يرجع سبب ذكر ألوان قوس القزح بأنها سبعة، هو أننا لا يمكننا تذكر أسماء درجات كل تلك الألوان، وذلك بالإضافة إلى عدم قدرتنا على تمييزها بالعين المجردة.
من المعلومات المثيرة، هو أن قوس القزح في الحقيقة عبارة عن دوائر كاملة، ولكن لا يستطيع رؤيتها بشكل واضح سوى الناظر من الطائرة، أما بالنسبة لنا أي نحن الواقفون على الأرض نستطيع رؤيتها على هيئة قوس، والأكثر من ذلك دهشة، أن كل شخص يرى قوسًا مختلفًا عن الآخر، وذلك بحسب وضعه بالنسبة للشمس.
آراء مختلفة حول تسمية قوس قزح في اللغة العربية
بعدما تعرفنا على إجابة سؤال لماذا سُمي قوس قزح بهذا الاسم في لغتنا العربية، الآن سنقوم بتعريف قوس القزح في المعجم: هو قوس ينشأ في السماء عند المطر أو على مسقط من مساقط الماء كالشلالات وغيرها، ويكون في ناحية الأفق المقابلة للشمس، وتُري فيه ألوان الطيف متتابعة.
يُعرف أيضًا بأنه حادث جوي يُشكل قوس يتكون من الألوان الآتية من الخارج إلى الداخل: الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي، البنفسجي.
تلك التعريفات ليست هي محل الاختلاف أو التساؤل، وإنما الاختلاف يكمن في معنى كلمة (قُزح) المضافة إلى كلمة (قوس):
- القَزح: (اسم) يعني صوت الغليان شديد الفوران بدأ يَقطر الماء خارجًا.
- قَزَحَ: (فعل) قزح يقزح، قَزْحًا وقَزَحَانًا، فهو قازح
- تأتي بمعنى ارتفع، قزحت الأسعار أي ارتفعت.
- أما عن (قُزح): فقيل إنها جمع (قُزحة) وهي الطريقة التي تتركب منها ألوان هذا القوس، وهذا كله بالنسبة للتعريف اللغوي للاسم.
قيل قُزح: هو اسم الملك الموكل بالسحاب، وقيل: هو اسم من أسماء الشيطان، وقيل أيضًا: هو اسم إله الرعد والخصب والمطر، وذلك عند بعض أهل الكفر أيام الجاهلية، وكان يعتقد الجاهليين أن قُزح هو إله الطقس في المزدلفة، وكانوا يعتقدون أنه يُظهر نفسه إليهم بعد هطول المطر، فلذلك سُمي القوس باسمه، وقيل كذلك: إنه اسم ملك من ملوك العجم.
هل اسم قوس قزح مكروه في الإسلام؟
لم يثبت النهي عن قول ذلك الاسم في الإسلام، في أي حديث من أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وقول البعض بأن لفظ (قُزح) هو اسم للشيطان لم يثبته أي دليل قاطع بعد.
على ذلك فإن من قال إن (قوس قُزح) وقصد به شيء مخالف للعقيدة كأنه اسم إله أو شيطان أو أي من تلك المعاني الفاسدة، فلا شك أن قوله لهذا الاسم منهي عنه، أما إذا قال الاسم ولا يقصد به أيًا من المعاني المتضمنة للكفر، وأطلقه فقط كما يُطلقه الآخرون، لأنه هو التسمية المُتعارف عليها بين الجميع، فلا حرج عليه من ذكر اسمه كما هو.
ها نحن الآن قد أجبنا عن سؤال لماذا سُمي قوس قزح بهذا الاسم، من كل الجوانب سواء عن طريق أصل التسمية الإنجليزية، أو عن طريق أصل الاسم في المعجم، وتحدثنا أيضًا عن كيفية تكون قوس القزح وما هي ألوان الطيف الموجودة به، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة المرجوة.