تفسير الآية الكريمة ” إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار “
إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ، خلق الله سبحانه وتعالى الناس لأمر عظيم وأيضًا لغاية كريمة كما إنه أرسل الرسل وأرسل معهم الكتب كما خلق السماوات السبع كل هذا، حتى تتحقق غاية عظيمة وهي توحيد الله عز وجل وعبادته، وسوف نوضح لكم اليوم من خلال موقع البلد الإلكتروني تفسير الآية الكريمة ” إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار “.
يمكن التعرف على معلومات عن فوائد سورة الرحمن الروحانية وسبب تسميتها بهذا الاسم وأسباب نزولها اضغط هنا: فوائد سورة الرحمن الروحانية وسبب تسمتها بهذا الاسم واسباب نزولها
أصناف البشر
- وعلى ذلك فقد انقسم الناس منهم من آمن وهم المؤمنون ومنهم من كفر وهم الكافرون وكذلك منهم من آمن ظاهرًا وهو كافر باطنًا وهؤلاء هم المنافقون ومنهم أيضًا من آمن باطنًا وكفر ظاهرًا لقول الله تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
- لذلك فقد أرسل الله سبحانه وتعالى النبيين لكي يكونوا مبشرين ومنذرين يكونوا مبشرين بالتوحيد ويكونوا منذرين عن الشرك بالله.
يرشح لك موقع البلد التعرف على سبب نزول سورة الطارق ما هو سبب نزول سورة الطارق وتفسيرها بالتفصيل من خلال الاطلاع على هذا الموضوع: سبب نزول سورة الطارق ما هو سبب نزول سورة الطارق
من هم المنافقون ؟
- يقول الإمام بن القيم أن الناس إما يكونوا مؤمن ظاهرًا وباطنًا، وإما أن يكونوا كافرًا ظاهرًا وباطنًا، أو مؤمن ظاهرًا كافرًا باطنًا، أو كافر ظاهرًا مؤمن باطنًا وقد بين القرآن العظيم أحكامه في هذه الأقسام الثلاثة والتي قد بينتها أول سورة البقرة.
- أما القسم الرابع ففي قوله تعالى: ﴿وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾.
وننصحك أيضًا بمعرفة المزيد عن ذكر الله مما قدمناه لكم من معلومات عبر: كيف يستجيب الله الدعاء بسرعة؟ ومواضع استجابة الدعاء
صفات المنافقين
- لابد لنا من معرفة من هم المنافقين لنتعرف على خطرهم وأيضًا نعرف بلائهم لأنهم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والمكر وكذلك الخداع للمسلمين وقد أنزل لنا الله تعالى سورتان لكي نتعرف عليهم من خلالهما وهما سورة التوبة وسورة المنافقين.
- وقد بين الله لنا أول ظهور للمنافقين في غزوة بدر عندما نصر الله عز وجل المؤمنين على الكافرين فأحب المنافقين أن تحقن دمائهم وتسلم أموالهم وكذلك لحفظ مكانتهم ولكي يستطيعوا أن يكيدوا للمسلمين فأظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر وهذا هو مكمن الخطر.
- للمنافقين أيضًا علامات وسمات يعرفون بها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان}.
- قال صلى الله عليه وسلم أيضًا: {أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا}.
للمزيد من الإفادة قم بالإطلاع على سورة الزلزلة في المنام وقراءة سورة الزلزلة سورة الزلزلة لرؤية ما تريد في المنام: سورة الزلزلة في المنام وقراءة سورة الزلزلة سورة الزلزلة لرؤية ما تريد في المنام
ما هي أنواع النفاق ؟
النفاق نوعان سوف نتطرق لكل نوع منهما بالتفصيل فيما يلي:
النوع الأول: النفاق الاعتقادي
- وهذا النوع هو النفاق الأكبر هو أن يظهر صاحبه الإسلام ولكن يبطن الكفر وهذا النوع يخرج من الملة مثل الكفر وعدم الإيمان وأيضًا الاستهزاء بالدين وكذلك السخرية منه وأيضًا الميل بالكلية إلى أعداء الدين وهذا مثل تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وبغضه وأيضًا بغض ما جاء به والسعادة في إيذاءه.
النوع الثاني: النفاق العملي
- وهو القيام بعمل من أعمال المنافقين مع وجود الإيمان في القلب وهذا النوع لا يخرج من الملة وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أربعة من كن فيه كان منافقًا، أو كانت فيه خصلة من الأربع كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».
ما هي صفات المنافقين ؟
ومن أشهر الأمثلة في هذا الشأن هي فرقة السبئية التي أسسها المنافق اليهودي عبد الله بن سبأ الذي أظهر الإسلام في عهد عثمان بن عفان ــ رضي الله عنه ـــ لأغراضه الخبيثة التي يريد منها أن يدمر الإسلام والمسلمين، وإليكم الآن صفات المنافقين كما ذكرت في القرآن والسنة النبوية بالتفصيل:
الصفة الأولى
أسمى صفة للمنافقين وأشد هذه الصفة على الإسلام والمسلمين لأنهم يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام وهذا في قوله تعالى:﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾.
الصفة الثانية
وهي المكر والخداع فقال تعالى:﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾. لأنهم يحسبون أنهم بهذا يخادعون الله ويخادعون الرسول بأنهم يخفون الكفر وإظهار الإسلام ولكن الله تعالى رد عليهم وقال: {الله يستهزئ بهم}.
الصفة الثالثة
هذه الصفة تبين أن قلوبهم مريضة فقال تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾، فالمرض هنا معناه الشك في حقيقة الدين لحكم الأرض والدنيا جميعًا، وقد قال ابن عباس في تفسيره لقوله تعالى: (في قلوبهم مرض) أي عندهم شك وكما قالت مجموعة من علماء السلف وقال بعضهم أيضًا في قلوبهم رياء.
الصفة الرابعة
مفسدون في الأرض: قال تعالى:﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ﴾ فالمنافقين دائمًا يدعون إلى الإصلاح في الأرض ولكن هم المفسدون لأنهم يثيرون الفساد والظلم كما إنهم يعملون على تخريب كل ما هو خير وما هو طيب وموجود على الأرض.
الصفة الخامسة:
إنهم سفهاء: فقد وصفهم الله سبحانه وتعالى بأنهم سفهاء ومنحرفون وكاذبون وكذلك يتعالون على الناس وقال الله عز وجل فيهم:﴿ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ ﴾.
الصفة السادسة
الغدر ونقض العهد: هم مجموعة من الناس عندما توعد تخلف هذا الوعد كما إنهم يعاهدون الله على فعل كل ما هو خير ولكنهم يبيتون في قلوبهم الكفر والفساد فقد قال الله عز وجل فيهم:﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ، فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ، فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾.
أيضًا من صفاتهم إنهم يفرحون عندما يحزن المسلمين ويحزنون عندما يفرح المسلمون، كما إنهم يتولون يوم الزحف، وأيضًا من صفاتهم أنهم يأمرون الناس بعمل المنكر و يقومون بنهيهم عن المعروف والخير، كما إنهم دائمًا يعملون على تغيير الحقيقة ونشر الشائعات وأيضًا نشر الأخبار الكاذبة.
عقاب هؤلاء المنافقين من الله
- عجز المنافقين عن السجود لرب العالمين: فقد قال الله فيهم:﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ، خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾.
- إطفاء نور الإيمان عنهم على جسر جهنم والتماسها النور فلا يجدونه: فقال الله تعالى:﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ، يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾.
- إنهم في الدرك الأسفل من النار.
ندعوكم للتعرف على فوائد القرآن في علاج الأمراض من خلال الإطلاع على هذا الموضوع: فوائد سور القران الكريم في العلاج من الأمراض
ما هو موقف القرآن الكريم من النفاق ومن المنافقين ؟
لقد ذم الله النفاق والمنافقين وبين لنا خططهم كما بين لنا أساليبهم وكذلك أهدافهم وقد توعدهم الله سبحانه وتعالى بالخزي والفضيحة وأيضًا توعدهم بالعذاب الأليم وقد خصهم بسورة من سور القرآن وهي سورة المنافقين.
تحدثت المقالة عن صفات المنافقين وعقابهم عند الله عز وجل، فهذا الصنف من البشر يمثل خطرًا عظيمًا على المجتمع الإسلامي فظاهره منافي تمامًا لباطنه، لذا وضح لنا رسولنا الكريم صفات المنافق كي نعرفه ونتجنبه حتى لا نقع فريسة لأغراضه الغير سوية.