مال وأعمالمهن ومهارات

صناعة الفخار في المغرب

صناعة الفخار في المغرب تختلف عن صناعته في أي دولة أخرى على الصعيد العربي والعالمي، وذلك لما للمغرب من مكانة تاريخية وحضارية كبيرة جدًا لا تضاهيها دولة أخرى، ولا تزال المغرب حتى الآن تحتل المركز الأول بين الدول في صناعة الفخار، وسوف نستعرض كل التفاصيل الخاصة بهذه الحرفة والصناعة في دولة المغرب من خلال موقع البلد.

صناعة الفخار في المغرب

إن تاريخ صناعة الفخار في المغرب يرجع إلى آلاف السنوات الخالية، ولكنه لا يزال حيًا حتى يومنا هذا، حيث إن المغرب تعد من أشهر وأهم الدول التي تقوم بإنتاج الفخار وتصنع الأعمال الخزفية التي تعتمد عليه، وهو يشكل ركنًا هامًا للاقتصاد لكون المغرب تصدر الخزف للخارج، وتبيعه أيضًا للسياح بأسعار متوسطة بالعملة الصعبة.

فقد اشتهرت المغرب بصناعة الفخار في حقب زمنية عتيقة وبحضارات مختلفة ومتباينة مرت بأراضيها، مثل الحضارة الفينيقية والحضارة الرومانية وغيرها من الحضارات الأخرى، وجدير بالذكر أيضًا أن الأواني والصناعات الفخارية بالمغرب تشكل جزءًا لا يتجزأ عن التاريخ التراثي للحضارة المغربية.

كما أنه يعد من موروثات حضارة الأندلس، والسر وراء كون صناعة الفخار لا تزال مزدهرة كل هذا الازدهار في بلاد المغرب حتى وقتنا الحالي هو اهتمام أهل المغرب بحرفة الفخار والخزف اليدوية، وتمسكهم واعتزازهم بها لكونها رمزًا من رموزهم التاريخية والقومية.

مظاهر الاهتمام بصناعة الفخار في المغرب

إذا وجهنا الأنظار إلى دولة المغرب وركزنا على ما تنتجه من منتجات فخارية لوجدنا أنها وحتى الآن لا تزال معتزة كل الاعتزاز ومتأثرة كل التأثر بالحضارة الإسلامية، وهناك بعض المدن في المغرب كانت ولا تزال هي الأشهر في صناعة أجمل منتجات الفخار.

من بين هذه المدن سلا والرباط وآسفي إلا أن الأخيرة تفردت دونًا عن سائر المدن بأنها أول مدينة يصنع فيها الفخار والخزف، والخزف هو أحد أنواع الفن التشكيلي الذي يصنع من الفخار، والسر وراء ذلك هو أنها تقع على مقربة كبيرة من وادي شعبة، الذي يعرف بتربته الطينية التي تتناسب لتنفيذ وإتقان هذا الفن.

أنواع الفخار في المغرب

إن صناعة الفخار تعد من أقدم الحرف الموجودة على الأرض، وقد اشتهرت بها العديد من الدول منذ أمد بعيد مثل المغرب ومصر وفلسطين وسوريا، إلا أن المغرب قد وجهت اهتمامًا وعناية خاصة بهذا الفن وعملت على تطويره حتى بات من الحرف التراثية الجميلة.

يرجع السبب في انتشار هذه الحرفة في المغرب بالرغم من مرور كل تلك السنوات وتعاقب الحقب الزمنية وتوالي الحضارات وسيادة التطور التكنولوجي لما تتمتع به الأراضي المغربية من تربة طينية مميزة جدًا تجعل طينتها جيدة جدًا، وقابلة للتشكيل بسهولة وتدويرها أيضًا، وللفخار أكثر من نوع مثل:

  • الأواني الفخارية.
  • الفخار الحجري.
  • فخار البورسلان ومن أنواعه البورسلان الناعم، والبورسلان الصلب وعظام الصين.
  • الخزف بأنواعه المختلفة.

 طريقة صنع الفخار بالمغرب

يقوم الحرفيون في المغرب بصناعة الفخار وفقًا لترتيب دقيق للخطوات، وهذا الترتيب يسير على النحو التالي:

  • يستخرج الطين من الأرض علمًا بأن للطين أنواعًا مختلفة مثل الطين الأبيض والطين الأصفر والطين الأحمر وغيرها.
  • يجهز الطين المستخرج من الأرض وتتم مُعالجته.
  • يبدأ الحرفيون في تفتيت الطين ومن ثم تصفيته وإضافة الماء إليه، وعجنه ثم تركه لبضع دقائق.
  • يقوم الحرفيون بعجن الفخار مرة ثانية ثم يتركه حتى يصبح صلبًا ومتماسكًا لتبدأ بعد ذلك عملية التشكيل.
  • يقوم الحرفي بأخذ كمية قليلة من عجينة الفخار لكي يضعها على آلة يطلق عليها اسم لولب، حتى تبدأ بعدها مرحلة تشكيل القطع والأدوات الفخارية بمختلف أشكالها وأنواعها.
  • تتم إضافة الألوان المختلفة لكي ينتج عنها في النهاية قطعًا أثرية جميلة.
  • توضع قطعة الفخار في الفرن بدرجة حرارة مناسبة لكي يتم تثبيت الشكل الذي سبق العمل عليه.
  • الخطوة الأخيرة في صناعة الفخار هي وضعها أسفل أشعة الشمس لكي تجف تمامًا، ومن ثم توضع فوقها مادة تهدف إلى تلميعها حتى تصبح بعدها جاهزة للبيع.
  • أشهر المنتجات الفخارية في المغرب

    من صناعة الفخار يتم إصدار العديد من المنتجات الشهيرة التي لا غنى عن وجودها في كل بيت بالمغرب، ومن بين أشهر المنتجات الفخارية هناك:

    • أواني فخارية لوضع الطعام وتقديم الأطعمة المختلفة في شكل جميل ومرتب.
    • أواني مخصصة لحفظ الأغذية مثل الجرة.
    • أواني مخصصة لحفظ السوائل كالماء مثل الزير وهو من القدور الطينية الفخارية كبيرة الحجم.
    • أواني خاصة بطهي الطعام مثل الطنجرة لكونها تتحمل أعلى درجات الحرارة.
    • أواني وأشكال متنوعة ومختلفة للزينة مثل التماثيل واللوحات والزهريات.

    فوائد استخدام الفخار

    إن سيادة حرفة الفخار وانتشارها والاهتمام بها في دولة المغرب لم يأتِ من فراغ، أو حتى لأنها من الحرف القديمة التي عرفت على مدار تاريخ الدولة، بل لأن استخدام الفخار في الحياة اليومية له العديد من الأهميات، مثل:

    • يعتبر الفخار من المواد الآمنة على الإنسان لاستخدامها في طبخ طعامه، وذلك لكونه لا يتفاعل أبدًا مع الطعام مثل باقي مواد صناعة أواني الطهي.
    • الفخار يحافظ على مذاق الطعام ونكهته ويزيد من لذته.
    • يتميز بأنه لا يستغرق وقتًا كبيرًا على النار لطهي الطعام، مما لا يضيع من الطعام عناصره الغذائية التي من شأنها أن تفيد جسم الإنسان.
    • لأن الفخار لا يحتاج إلى وقت طويل أثناء طهي الطعام، يحافظ على القوام المتماسك للخضروات ولا يتسبب في نضجها بشكل زائد عن الحد.
    • المواد المستخدمة في صناعة الفخار وتكوينه تحافظ على صحة وحالة المصابين بأمراض الكلى المختلفة.
    • للفخار تأثير جيد على الماء عند تخزينه به، فبعد أبحاث ودراسات كثيرة ثبت أن الفخار هو المادة الوحيدة التي تمكنت من حماية الماء من البكتيريا، والحفاظ على العناصر الحيوية الموجودة بها.
    • البخار أو الأدخنة التي تتصاعد من الفخار ليست سامة ولا ضرر منها مطلقًا.
    • الفخار يعمل على حفظ درجة حرارة الطعام أكثر من أنواع الأواني الأخرى.

    تتسم صناعة الفخار في المغرب بجودتها والدقة الشديدة في صنع القطع والمنتجات الفخارية بأنواعها، سواءً كانت هذه المنتجات للزينة والديكور أو حتى للاستخدام اليومي كالطهي وتقديم الطعام والمشروبات.

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى