قصة النمرود بن كنعان كاملة
قصة النمرود بن كنعان كاملة من أكثر القصص بحثًا وتشويقًا، وهي قصة ذات موعظة حقيقة، تحوي النهاية المتوقعة للكبر والتعظم على الآخرين، والمعاملة السيئة للآخرين على كونهم أقل منه بكثير، ورؤية نفسه بأنه الإله الوحيد الذي يجب أن يعبدوه.
لذا من خلال موقع البلد سوف نتعرف على قصة النمرود بن كنعان كاملة.
قصة النمرود بن كنعان كاملة
بدايةً نتعرف من هو النمرود؟ احتار الكثيرون فى اسمه فمنهم من قال النمرود ينتهي اسمه بحرف الذال، ومنهم من قال النمرود ينتهي اسمه بحرف الدال، واسمه الكامل هو النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح عليه السلام، أي أنه ابن حفيد سيدنا نوح.
قصة النمرود بن كنعان كاملة هي قصة توضح مدى ظلم الحاكم لشعبه ومدى سوئه وكبره، وإلى أين سيصل به الأمر فى النهاية، فالنمرود كان حاكم قوي شديد غليظ يهاب منه شعبه ومن المستحيل أن يصفه أحد بالطيبة.
هو أول من تعلم السحر على يد الشيطان نفسه وكان يستخدمه أثناء حُكمه والنمرود كان يحب نفسه كثيرًا، لذلك طلب من الشعب أن يتخذونه إله أي أنه ادّعى الربوبية.
فعندما كان يذهب إليه أي أحد من الشعب لطلب شيء فيقول له النمرود من هو ربك؟ يقول أنت، حتى حدثت قصته مع سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهي القصة المعروفة التي سوف نتحدث عنها في الفقرات التالية.
تابع قصة النمرود بن كنعان
كما ذكرنا بأن النمرود كان من أكثر الملوك الطغاة على الأرض وعُرف أيضًا بأنه أول جبار على الأرض كوصف له، وهو واحد من ملوك الدنيا الأربعة الذين ذُكروا في القرآن الكريم على أنه من الكافرين.
أيضًا هو أول الملوك الذين ارتدوا تاجًا على رؤوسهم، وحكم النمرود لمدة 400 عام، ولقد رأى النمرود فى يوم من الأيام في حلمه أن هناك كوكب طالع في السماء، فاختفى نور الشمس وضوئها حتى لم يتبقى أي ضوء.
بسبب ذلك الحلم حدث أفظع الأشياء التي قد تحدث استنادًا إلى تفسير الكهنة والمنجمين له، فقد قالوا أن هناك طفل سيولد سيكون هلاك النمرود على يديه.
لذلك أمر النمرود بذبح كل ذكر يولد في الأنحاء هذا العام لأن تفسيره أن الطفل سوف يولد في هذا العام، و بالفعل ولد سيدنا إبراهيم عليه السلام، ولكن قد قامت والدته بإخفائه ولم يعلم النمرود بوجوده.
النمرود قبل الحُكم
متابعة قصة النمرود بن كنعان كاملة من خلال سردنا لأحداثها قبل الحكم، فلقد كان النمرود مُنعمًا ومترفًا قبل توليه الحكم، وكان عندما يستحم تصطف النساء حوله.
في يوم من الأيام كان النمرود يغتسل فدخل عليه رجل يرتدي ملابس سوداء وأحدب الظهر، وهنا غضب النمرود كيف دخل هذا الرجل إلى هنا؟
نظر هذا الرجل للنمرود باستهزاء وقال له: أنت من ستحكم الأرض ومن عليها؟ هنا ازداد غضب النمرود أكثر، وأمر الجنود بقتله الآن وقتل جميع النساء الواقفات بجانبه أو من معه بالغرفة لأنهم سمعوا الكلام الذي تحدث به هذا الرجل.
ثم صعد النمرود بعد ذلك إلى غرفته، حينها تفاجأ بشدة عندما رأى الرجل أمامه، أليس هذا الرجل من قُتل أسفل! فسأله النمرود وقال له: من أنت؟ رد عليه الرجل قائلًا: “أنا أمير النُور يوم خُلق النور فإذا أردت أن تحكم الأرض ما عليها يجب أن تراني على هيئتي الحقيقية”.
هنا وافق النمرود ثم ظهر الرجل له، وتجسد بصورته وهيئته الحقيقية حيث كان شديد البنية ويكسو الشعر جسده، وكان هذا أول لقاء بين النمرود وإبليس، وهنا أمر إبليس النمرود أن يسجد له و فى المقابل سيعطيه القوة.
فكان هذا هو أول يوم يتعهد فيها بشريّ إنسي ببيع نفسه وروحه للشيطان مقابل الحصول على السُلطة، ومن هنا بدأ إبليس يعلم النمرود السحر، وكيف يسحر الناس وكيف يمكنه امتلاك الأرض بالسحر.
بعد فترة تعلم النمرود السحر، وأمره بأن يقتل والده من أجل أن يصبح هو الحاكم، لأن والده هو فقط الذي يقف عائقًا بينه وبين تحقيق حلمه، وبالفعل قتل والده وأصبح حاكمًا للبلاد، فكان النمرود حاكمًا مستبدًا و متسلطًا، وفى نفس الوقت كان ساحرًا قويًا جدًا.
تابع النمرود والحكم
استكمالًا لقصة النمرود بن كنعان كاملة، فبعد تعلمه السحر من إبليس وقتله لوالده قام النمرود بوضع التاج الذهبي على رأسه لأول مرة في تاريخ أي حاكم، وأمر الناس بأن يخضعون له، وبالفعل هذا ما حدث.
ظل من ذلك الحين النمرود و جيشه يقومون بالغزو على البلاد والمماليك الأخرى، حتى أصبح ملك الأقاليم السبعة، فقد أصبح النمرود يملك كل الطعام في البلاد بما فيه القمح، ولذلك كان يأتي إليه الجميع من كل حدب وصوب من أجل الحصول على الطعام.
في تلك الأثناء خرج وسطهم سيدنا إبراهيم عليه السلام حتى يختار الطعام مثلما يفعل باقي الناس، وكان النمرود يسألهم أولًا من هو ربك؟ فكانوا يقولون أنت، ثم عندما جاء الدور على سيدنا إبراهيم فقال: ربي هو الذي يحيي و يميت.
فرد عليه النمرود قائلًا: أنا أحيي و أميت، فقام بأخذ اثنين من رجاله أمر بإعدام أحدهم و ترك الأخير يعيش، فطلب منه سيدنا إبراهيم قائلًا: أحيي الذي قتلته، وهنا لم يستطع النمرود أن يرد فلقد عجز عن ذلك.
ثم سأل النمرود سيدنا إبراهيم قائلًا: وماذا يفعل ربك؟ فرد عليه سيدنا إبراهيم أن ربه الذي يأتي بالشمس من المشرق، وطلب منه أن يأتِ بها من المغرب، وهنا عجز النمرود للمرة الثانية عن الرد و أمر جنوده بعدم إعطاء سيدنا إبراهيم الطعام.
فطلب سيدنا إبراهيم بعضًا من الرمل لأهل بيته كرائحة من روائح المدينة، وعاد سيدنا إبراهيم إلى منزله وقام بوضع رحله، وعندما ذهبت زوجته لتنظر على ما بداخلها وجدت أشهى الطعام وأجوده.
فعندما وجد سيدنا إبراهيم الطعام سأل زوجته قائلًا: من أين لكي هذا؟ ردت قائلة: أنت من أحضرته معك، فعلم في ذلك الحين أنه من عند الله وشكر الله كثيرًا.
دعوة إبراهيم عليه السلام لعبادة الله وحده
بعد ما سبق ذكره ضمن قصة النمرود بن كنعان كاملة، ذهب سيدنا إبراهيم من أجل أن يدعو الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد، وأن يتركوا عبادة الأصنام والنمرود الذي صنعوا تمثالًا له حتى يعبدوه، و لكنهم لم يستمعوا لكلامه.
لذلك انتظر سيدنا إبراهيم خروجهم للاحتفال و قام بكسر جميع الأصنام و ترك الصنم الكبير لم يكسره، فعندما رجع الناس من الاحتفال سألوه قائلين: من فعل هذا بآلهتنا؟ رد قائلًا لهم: فعلها كبير الأصنام فاسألوه، فردوا عليه قائلين: كيف لصنم أن يفعل هذا وهو لا ينفع ولا يضر!
ثم أخذوه للنمرود حتي ينال عقابه وهنا وجد النمرود أنها فرصة حتي ينتقم منه وطلب منهم أن يصنعوا حفرة كبيرة عظيمة ويشعلون بها النار، و كانت شدة النار وعلوها من أكبر و أعظم النيران التي أقيمت في البلد، وتركوا سيدنا إبراهيم أيامًا ثم ذهبوا حتى يجمعون رماده المتبقي منه.
كانت المفاجأة أنهم وجدوه كما هو لم يمسه أي سوء، فهو مثلما دخل مثلما خرج، هنا تفاجأ النمرود وغضب غضبًا شديدًا، وبدأ الكثيرون من الناس يؤمنون برب إبراهيم، وهنا طلب النمرود من إبليس أن يساعده، فقال له الشيطان أن إبراهيم هو شيطان من الشياطين.
فلم يخبره أنه نبي من عند الله، وهنا سأل النمرود الشيطان قائلًا: ماذا عنده وليس عندي؟ فرد عليه إبليس و قال له: أنه لا يملك غير الحيلة فقط.
النمرود و إصابته بجيش من الذباب
استكمالًا لقصة النمرود بن كنعان كاملة، فبعدما وجد النمرود أن الشيطان ليس أقوى أحد فى الكون مثلما قال له، وأن هناك من هو أقوى منه، تمرد النمرود على إبليس، وأرسل إليه الله عز وجل ملكًا حتى يؤمن بالله الواحد الأحد، و يظل محتفظًا بملكه الكبير.
فرد النمرود عليه قائلًا: هل هناك ربٌّ غيرى! فأرسل الله له ملكًا آخر فرفض، فأرسل له ثالث فرفض، ثم قال له اجمع جموعك فأخذ النمرود يجمع جيشه في ثلاثة أيام وفى اليوم الثالث أرسل الله عليه جيشًا كبيرًا من البعوض.
فشربت من دمائهم وأكلت من لحمهم وتبقى فقط النمرود، فأرسل الله له بعوضة دخلت من أنفه و مكثت فى دماغه، و كانت كلما تتحرك يشد ألم النمرود.
نهاية النمرود
آخر أجزاء قصة النمرود بن كنعان كاملة هي نهاية ذلك الطاغية، حيث كان النمرود لا يستطيع تحمل البعوضة التي دخلت إلى دماغه، ولم يكن يهدأ إلا إذا ضربت رأسه بالأحذية، حتى أنه كان يعين أشخاصًا لذلك الأمر، وكانوا يضربونه على رأسه بالمطارق الحديدية لكثرة ألمه الذي لا يهدأ أبدًا.
ظل النمرود يتعذب و يتألم لسنين طويلة بلغت حوالي 400 عام، وهي كما ذكرنا من قبل مدة حُكمه، ومات النمرود مجنونًا من كثرة الضرب و الآلام التي لم تذهب.
لقد تحدثنا عن قصة النمرود بن كنعان كاملة والتي كان النمرود يستحق نهايتها نظرًا لجبروته و كفره بالله سبحانه و تعالى.