مدح الله بأسمائه الحسنى
مدح الله بأسمائه الحسنى لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان فسّواه وعدله، وصوّره فأحسن صورته، وكرّمَه ومنحه العقل، وجعله خليفة في الأرض، وسخّر له كلّ ما فيها، وأكرمه بالتّكليف وهداهُ السبيل، وبعث إليه الرّسل مُبشرين ومنذِرين حتى لا يزّل أو يضلّ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، ومن حقّ الله -سبحانه وتعالى- على العباد أن يوحِّدوه ولا يشركوا به شيئاً، فهو الخالق وما سواه مخلوق ضعيف، وهو الرازق وما سِواه مرزوق محتاج، وهو الفعّال لما يريد، وكلّ ما سواه عاجزون عن خلق ذبابة، وله الملك والأمر، فلا ربَّ سواه، ولا إله غيره، وواجب العباد أن يعرفوا عظمة الله -سبحانه وتعالى- وفضله، فيُثنون عليه الثناء الحسن، ويمجدّونه ويذكرونه بما هو أهل له تابعنا عبر موقعنا البلد .
إقرأ أيضًا: أسرار اسماء الله الحسنى الروحانية
مدح الله بأسمائه الحسنى
اللهُ اكرمُ من يُدعى وليسَ لهُ
نِدٌّ تعالى الذي أرجوهُ مُفتقِرا
هو الرّحيمُ هو الرحمنُ أُشهِدُهُ
ألاّ إلهَ سِوى من أنفذَ القدَرا
المالِكُ الملِكُ القدّوسُ أحمدُهُ
حمداً كثيراً وحمديْ النّزرُ إنْ كثُرا
هو المليكُ سلامٌ جلّ خالِقُنا
هوَ المُهيمِنُ يهديْ اللهُ منْ ذَكَرا
المؤمِنُ اللهُ لا أرجو سِواهُ وفيْ
دعائهِ الفوزُ .. نِلتُ الخيرَ والظَّفَرا
هوَ العزيزُ هو الجبّارُ أشكُرُهُ
واللهُ أكرمُ من يُدعى ومنْ شُكِرا
هوَ الكبيرُ الذيْ لا شيء يُشبِهُهُ
مُتْكَبِرٌ خالِقٌ .. كُلٌّ لهُ فُقرا
تباركَ البارئُ الغفّارُ أعلمُهُ
ربّاً كريماً إذا استغفرتَهُ غفرا
هو الغفورُ فما ذنبٌ تعاظَمَهُ
الغافِرُ اللهُ .. تبّاً للذي كفرا
هو المُصوِّرُ والقهّارُ ما أحدٌ
يستنصِرُ اللهَ إلا فازَ وانتصرا
القاهِرُ اللهُ وهّابٌ وذو مِنَنٍ
الرّازِقُ اللهُ كانَ البَرُّ مُقتدِرا
سألتُكَ اللهُ يافتّاحُ ما أحدٌ
يرجوكَ إلا ويلقى الخيرَ والدُّررا
أنتَ العليمُ وعلاّمٌ وتسمعُني
أنت السميعُ بصيرٌ .. جئتُكُمْ سَحَرا
الباسِطُ اللهُ فابسُطْ ليْ فبيْ أمَلٌ
ماخابَ واللهِ من يرجوكَ مُفتقِرا
القابِضُ اللهُ فاقبِضْ ما أُحاذِرُهُ
عنّيْ وجئتُكَ بالآمالِ مُتَّزِرا
أنتَ اللطيفُ خبيرٌ شاكِرٌ صمَدٌ
أنتَ الشكورُ تزيدُ العبدَ إنْ شَكَرا
أنتَ العليّ تعالى مجدُ خالِقِنا
سُبحانَ من أنزلَ القُرآنَ والسُّورا
سبحانَ منْ سبّحتْهُ الطيرُ خاشِعةً
سُبحانَ من أنزَلَ الخيراتِ والمطرا
هو الحفيظُ الذي لا شيء يُعْجِزُهُ
الحافِظُ الوترُ ربّيْ خيرُ من سترا
هو المُقيتُ الذيْ يُعطيْ وفي يدِهِ
رِزقُ الخلائقِ ربّي الحيُّ مَنْ غفرا
هوَ الحسيبُ جميلٌ أكرمٌ ولهُ
كلُّ المحامِدِ ذو عفوٍ لِمنْ عثرا
هو الرقيبُ قريبٌ واسِعٌ ولهُ
كلُّ الثناءِ مُجيبٌ للذي ذَكَرا
الحاكِمُ اللهُ أدعوهُ الحكيمُ فمِنْ
أقدارِهِ حِكَمٌ كانتْ لنا عِبرا
الحُكْمُ للهِ ربٌّ قادِرٌ حَكَمٌ
هو الودودُ نصيرٌ جلّ منْ نصرا
هو المجيدُ شهيدٌ ناصِرٌ أحدٌ
هو المبينُ وكان الحقُّ مُقتدِرا
هو الوكيلُ قويٌّ أولٌ صمدٌ
والآخِرُ اللهُ والأكوانُ قدْ فطرا
الغافِرُ اللهُ والمولى فلا أبداً
أدعو سِواهُ ومنْ يُشرِكْ بِهِ خسِرا
هو الوليُّ الذيْ ملأى خزائنُهُ
هو الحميدُ تعالى اللهُ منْ شَكَرا
أنتَ المُقدِّمُ قدِّمني فلا أبداً
أكونُ في آخِرِ الأقوامِ مُنكسِرا
أنتَ المؤخِّرُ أخِّرْ كُلَّ سيئةٍ
عنّيْ فلا أعرِفُ الأكدارَ والضّررا
الأولُ اللهُ جلّ اللهُ أسألُهُ
والآخِرُ اللهُ جلّ اللهُ منْ ستَرا
الظاهِرُ اللهُ جلّ اللهُ أشْكُرُهُ
الباطِنُ اللهُ جلّ اللهُ منْ غفرا
الرّبُّ أنتَ عفوٌّ ذو الجلالِ وذو
إكرامِ منْ جاءَ للسِّتِّيرِ مُعتذِرا
أنتَ الغنيُّ وأنتَ النورُ مُنفرِدٌ
إقرأ أيضًا: صيغ الثناء على الله قبل الدعاء وكيف يستطيع الإنسان تحقيق الثناء لله؟
صيغ الثناء على الله
بدء الدعاء بالثناء على الله وتمجيده، والاعتراف بنعمه وفضله، ومن ذلك:
- دعاء يوسف عليه السلام: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ)، ودعاء الملائكة: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ).
- الدعاء بما قال به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قبل الدعاء، فكان إذا قام في الليل يتهجَّد يُكثِر من حمد الله وتمجيده بين يدي الدّعاء، ويُقرّ لربّه -جلّ وعلا- بالألوهية؛ حيث كان يقول: (اللهمّ لك الحمدُ، أنت نورُ السماواتِ والأرضِ ومن فيهن، ولك الحمدُ، أنت قيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومن فيهن، ولك الحمدُ، أنت الحقُّ، ووعدُك حقٌّ، وقولُك حقٌّ، ولقاؤك حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، والنبيون حقٌّ، ومحمدٌ حقٌّ، اللهمّ لك أسلمتُ، وعليك توكلتُ، وبك آمنتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنت المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، لا إله إلا أنت)، وهذا من آداب الدعاء؛ حيث يُقدّم المسلم دعاءه بالثناء على الله، ووصفه بما يليق به من صفات الجلال والكمال ممّا يكون أبلغ في استجلاب رضا الله تعالى وإجابة الدّعاء.
- يتّجه المسلم بدعائه بذكر أسماء الله الحسنى، وأفعاله العظيمة، واستحضار آلاءه، وقد جاء عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في أذكار النوم قوله: (اللهمَّ ربَّ السماوات ِوربَّ الأرضِ وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلّ شيء، فالقَ الحبِّ والنوى، ومنزلَ التوراةِ والإنجيلِ والفرقانِ، أعوذ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، اللهمَّ أنت الأولُ فليس قبلك شيء، وأنت الآخرُ فليس بعدك شيء، وأنت الظاهرُ فليس فوقَك شيء، وأنت الباطنُ فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدَّينَ وأغنِنا من الفقرِ).
- الثناء على الله -تعالى- في الصلاة بالأدعية المأثورة الصحيحة، منها دعاء الرفع من الركوع وهو: (اللَّهمَّ ربَّنا لَكَ الحمدُ ملءَ السَّماواتِ وملءَ الأرضِ وملءَ ما شئتَ مِن شيءٍ بعدُ أَهْلَ الثَّناءِ والمَجدِ).
إقرأ أيضًا: كيفية الثناء على الله وما أهمية شكر الله
ثناء ومناجاة من السنة النبوية
- ((سبحان الذي تعطف العزّ وقال به، سبحان الذي لبس المجد وتكرم به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي الفضل والنعم، سبحان ذي المجد والكرم، سبحان ذي الجلال والإكرام)).
- ((سبحان الله عددَ ما خلق في السماء، وسبحان الله عددَ ما خلق في الأرض، وسبحان الله عددَ ما بين ذلك، وسبحان الله عددَ ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك))
- ((سبحان الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً…))
- ((سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته))
- ((سبحان الله ذي الملكوت والجبروت، والكبرياء والعظمة))
- ((اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان، بديعُ السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام…))
- ((الحمد لله عدد ما خلق الله، والحمد لله ملء ما خلق الله، والحمد لله عدد ما في السموات والأرض، والحمد لله ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شيء، وسبحان الله مثلهن))
- ((ربَّنا لك الحمد، مِلْءَ السموات والأرض ومِلْءَ ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناءِ والمجد، أحقُّ ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ))
إقرأ أيضًا: اجمل دعاء للتقرب الى الله ومظاهر البعد عن الله وأسباب البعد عن الله
في النهاية رأينا أن مدح الله بأسمائه الحسنى هو البدء بحمد الله تعالى وشكره، وذكر بعض أسمائه الحسنى وصفاته العلى، والاعتراف بين يديه سبحانه وتعالى بالذل والفقر إليه، لتكون هذه الكلمات تمهيدا لسؤاله عز وجل، فهو سبحانه يحب من عبده التذلل إليه.