اسلاميات

إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها (سبب نزولها وتفسيرها)

إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها فقد يتساءل البعض عن معنى هذه الآية القرآنية حيث أن الأمانة  من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها العباد، وهي من صفات المؤمنين الصالحين، وسنتعرف من خلال هذا المقال عبر موقع البلد على تفسير قوله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها عند الطبري وابن كثير.

إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها

نزلت هذه الآية في عثمان بن طلحة عندما قام بإغلاق الكعبة وبيت الله الحرام ولم يرد أن يعطي المفاتيح للنبي صلى الله عليه وسلم ولكن علي بن أبي طالب قام بأخذ المفتاح منه عنوةً بعد أن لوى ذراعه.

دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة وصلى ركعتين في بيت الله الحرام، ثم ذهب إلى الخارج والتقى بالعباس فسأله أن يجمع الأصنام من بيت الله الحرام فنزلت هذه الآية.

عندما نزلت الآية الكريمة أمر النبي على أن يرد  مفتاح الكعبة إلى عثمان وحينها استغرب عثمان وتعجب فقال له علي أن الله قد أنزل في شأنه بعض من آيات القرآن وتلاها عليه فانشرح قلب عثمان للإيمان ونطق بالشهادتين معلنًا إسلامه.

يجب العلم أن هذه الآية لا تخص تلك الحادثة فقط وإنما تحث وتدعو إلى الأمانة في جميع الأحوال ومنها:

  • أن يكون الشخص أمينًا مع الله سبحانه وتعالى ويتبع أوامره ويجتنب نواهيه.
  • أن يكون الشخص أمينًا مع غيره من الأشخاص الآخرين سواء إن كان عاملًا أو تاجرًا أو معلمًا مع طلابه، وأن يحب لغيره ما يحب لنفسه.
  • أن يكون الإنسان أمينًا على نفسه ومع نفسه فيعود نفسه القناعة ويخاف عليها ودائمًا يختار الصالح  ولا يضر نفسه.

ومن أبرز التفسيرات التي وردت لنا بشأن تلك الآية ما يلي:

1- تفسير الطبري

يقول الطبري في تفسيره للآية ونقله تفاسير الصحابة والمفسرين والتابعين:

  • أن هذه الآية تشير إلى ولاة المسلمين وفيها أمر لهم بأن يتقوا الله في رعيتهم ومن تولوا أمرهم فيحكمون بينهم بالعدل، ولا يظلمون أحدًا، كما يجب على الرعية أن يطيعوا أولي الأمر منهم.
  • وقال البعض: أمر السلطان بذلك: أن يعِظوا النساء.
  • وقد قيل عن مصعب بن سعد رضي الله عنه أنه قال كلماتٍ أصاب فيهن فيما معناها أنه يجب على الإمام أو الحاكم أن يحكم كما أمر الله سبحانه وتعالى، وإن كان كذلك فواجب على رعيته أن يطيعوه.
  • وقيل أنها تفسر على أنه  لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة وصلى في بيت الله الحرام بعدما أخذ الإمام علي بن ابي طالب مفاتيح الكعبة من عثمان بعد أن يلوي ذراعه، وقد نزلت الآية حتى يعيد المفاتيح إلى عثمان بن طلحة.

2- تفسير ابن كثير

يقول ابن كثير في تفسيره للآية ونقله تفاسير الصحابة والمفسرين والتابعين:

يأمرنا الله سبحانه وتعالى بتأدية الأمانة إلى أهلها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك).

وإن الأمانات لا تقتصر على شيء واحد فقط وإنما الأمانة في عبادة الله وتأدية حقوقه سبحانه وتعالى من صلاة وزكاة وصيام وصلة الأرحام وغير ذلك من الحقوق التي بين العبد وربه.

ومن ضمن الأمانة هو تأدية حقوق العباد مثل حفظ الودائع والأسرار وشهادة الحق، قال عبد الله بن مسعود: إن الشهادة تكفر كل ذنب إلا الأمانة، يؤتى بالرجل يوم القيامة  وإن كان قد قتل في سبيل الله  فيقال: أد أمانتك فيقول وأنى أؤديها وقد ذهبت الدنيا؟ فتمثل له الأمانة في قعر جهنم، فيهوي إليها فيحملها على عاتقه، قال: فتنزل عن عاتقه، فيهوي على أثرها أبد الآبدين، قال زاذان: فأتيت البراء فحدثته فقال: صدق أخي: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)، وكذلك قد فسرت على أن النساء أمانة عند السلطان يجب عليه وعظهن.

وأخيرًا يجب معرفة ما معنى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وذلك لأن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قد أوصانا بالتحلي بالأمانة فعكسها تعني الخيانة وهي من صفات المنافقين والكافرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى