هل الشعر حرام سوف نتعرف على إجابة هذا السؤال عبر موقع البلد، حيث يبحث الكثير من الناس عن حكم الشعر، وحجة بعض الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لديه شاعر ألا وهو حسان بن ثابت، وفيما يلي سنتعرف على حكم الشعر بالتفصيل.
حكم الشعر في الإسلام
- (حسنه حسن، وقبيحه قبيح) قائل هذه المقولة هو الشافعي رحمة الله عليه، كان يقصد أن الشعر الذي ينصر الحق ويؤيده ويبطل الباطل وأهل الباطل هو الشعر المطلوب، ومشروع أيضاً.
- وهذه النوعية من الشعر هي التي كان يقوم بها حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وسعد بن مالك، وغيرهم الكثير ممن كانوا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده.
- أما إن كان الشعر الذي يؤدي إلى الفجور والزنا ومدح الخنا والفساد وذم الحق، فهذا منكراً لا يجوز.
- يختلف الشعر حسب مقاصده والمعنى الذي يريد الشاعر أن يوصله لنا، فإذا كان الشاعر يريد الحق والخير وشعره يدل على ذلك، فلا بأس في ذلك.
- أما إذا كان الشعر الخاص به يدعو إلى الفساد والباطل، أصبح شعره مذموماً ويجب منعه منه.
هل الشعر حرام
- قال ابن قدامة رحمة الله عليه “وليس في إباحة الشعر خلاف، وقد قاله الصحابة والعلماء، والحاجة تدعو إليه لمعرفة اللغة العربية والاستشهاد به في التفسير.
- وتعرف معاني كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ويستدل به أيضاً على النسب والتاريخ وأيام العرب”.
- لقد قام الكثير من الصحابة بإنشاد الشعر بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر حسان بن ثابت وغيره بإنشاد الشعر.
- ذُم الشعر في الإسلام والسنة بسبب كذب وإسراف الشعراء، فإنهم يقذفون المحصنات، ويهجون الأبرياء، لذلك ذُم اغلب الشعراء، واستثني منهم من لم يفعل ذلك.
أدلة من القرآن والسنة على تحريم الشعر الذي يتضمن الكذب والنفاق
- قال سبحانه وتعالى: (والشعراء يتبعهم الغاوون *ألم تر أنهم في كل واد يهيمون*وأنهم يقولون ما لا يفعلون* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا) [الشعراء:224-227].
- ورد في السنة ذم من يقومون بحفظ الشعر بشكل مبالغ فيه أي يقضون معظم أوقاتهم في حفظ الشعر، لأنه يلهيه ويشغله عن التعلم في دينه وقراءة القرآن وتعلم السنة، أو ما كان فيه تشبيب بالنساء ونحوه.
- عن ابن عمر عن النبي” لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً”.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان “هاجهم وجبريل معك”.
حكم كتابة الشعر
- هل الشعر حرام والإجابة لا حرج فيه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن من الشعر حكمة).
- كتابة الشعر جائزة إذا كان فيه طيب الأخلاق كالحث على الصلاة، بر الوالدين، حسن معاشرة النساء، الأخلاق الفاضلة، صلة الرحم، لا بأس به فحسن الكلام حسن وقبيحه قبيح.
حكم شعر الهجاء
- الهجاء كلمة مضادة لكلمة المدح، حيث اتفق الفقهاء على أن عرض المسلم مصون، وإنه لا يجوز هجوه إلا أن يكون مستحقاً لذلك.
- أيد الفقهاء عدم جواز هجو المسلم بقوله عز وجل: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) الأحزاب/ 58.
- وقول البني صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ) متفق عليه، وقوله أيضاً صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلاَ بِاللَّعَّانِ وَلاَ الْفَاحِشِ وَلاَ الْبَذِيءِ) رواه الترمذي، وصححه الألباني “.
- وقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأْلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإْيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) الحجرات/ 11.
- أما هجو الكافر والمشرك والمرتد فمعظم النصوص أكدت على جواز هجائهم، وأيضاً قد دلت سنة النبي صلى الله عليه وسلم على أن هجوهم يعتبر من الجهاد في سبيل الله.
- عَنْ أَنَس بن مالك أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ) رواه أبو داود (2504) والنسائي (3069)، وصححه الألباني في “صحيح أبي داود”.
حكم شعر الغزل
هل الشعر حرام والإجابة أنه لا حرج في شعر الغزل إذا كان يتوافر به الشروط الآتية.
- ألا يكون تشبيباً بامرأة معينة، وألا ينتهك فيه حرمة من حرمات المسلمين، وألا يعتدي على عرض من أعراضهم المصونة، وأن لا يكون الشعر به غزل خاص بامرأة معينة فإنها تعتبر كبيرة من الكبائر.
- قال الله عز وجل: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) الأحزاب/58.
- ألا يكون الشعر فاحشاً أي أنه يقوم بوصف جسد ومفاتن المرأة، الذي يؤدي إلى إثارة الشخص الذي يقرأ أو يسمع، أو يقوم فيه الشاعر بوصف علاقته الآثمة مع تلك المرأة.
- يعتبر هذا كله من ضمن فواحش الكلام التي نهى عنها الإسلام، وجاء الإسلام ليحرر ألسنة الناس ومسامعهم منه، حتى يقوم بحفظ المجتمعات من الافتخار به وأيضا كي يحد من انتشار الرذيلة وأيضا هي من عادات الجاهلية القديمة والمعاصرة.
- ألا يحتوي هذا الشعر على الغناء والمعازف، ومعروفة هذه الطريقة لدى أهل المعاصي والشهوات الذين اعتادوا عليها.
- لا حرج إذا كان الشاعر يتغزل بمن يحل له كامرأته، أي أن الشعر محصورا بينهما لا ينظر إليه أحد ولا يعرف أحد عنه شيئاً، أما في حالة أراد نشره فذلك غير جائز.
- وأيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن نشره حيث قال صلى الله عليه وسلم (أن تنعت المرأةُ لزوجها كأنه ينظر إليها، فمن باب أولى عدم جواز نعت الرجل زوجته للسامعين).
موضوعات أخرى تتعلق بشعر الغزل
- وبعد ذكرنا لشروط جواز شعر الغزل اتضح لنا أن الكثير من الأشعار التي تنتشر هذه الأيام من أشعار الغزل الغير جائز أي الفاحش، كأشعار نزار قباني وغيره من الشعراء، وهو من قبيح الكلام الذي ينشر الشهوة والرذيلة في المجتمعات.
- ويندرج هذا الشعر تحت بند الشعر الفاحش الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا) رواه البخاري (6154) ومسلم (2257).
- قال ابن القيم رحمه الله: ” غالب التغزل والتشبيب إنما هو في الصور المحرمة، ومن أندر النادر تغزل الشاعر وتشبيبه في امرأته وأمَته وأُمُّ ولده، مع أن هذا واقع، لكنه كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ” انتهى، “مدارج السالكين” (1/486).
بعض أسماء الشعراء الذين لديهم شعر جائز
- عمر فروخ (تاريخ الأدب العربي).
- البخاري (صحيح البخاري).
- شوقي ضيف (العصر الإسلامي).
- مصطفى الشكعة (الأدب في موكب الحضارة الإسلامية).
- جرجي زيدان (تاريخ آداب اللغة العربية).
- ابن كثير (البداية والنهاية).
- محمد بن سلَّام الجمحي (طبقات فحول الشعراء).
- كعب بن زهير (شرح ديوان كعب بن زهير).
- حسان بن ثابت (ديوان حسان بن ثابت الأنصاري).
- طه حسين (من تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي والعصر الإسلامي).
وللمزيد من الإفادة قم بالتعرف على: كلمات عن السعودية روعه واشهر أييات الشعر لدولة السعودية
وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان بعنوان هل الشعر حرام وقمنا بذكر جميع ما يتعلق به وذكرنا آراء الفقهاء واستدلينا ببعض من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وببعض آيات القرآن الكريم.