اسلامياتفقه

من هم أهل الكتاب

من هم أهل الكتاب؟ وماهي أهم صفاتهم؟ يختلف العلماء والفقهاء على ماهو أصل أهل الكتاب ومن هم الذين تلقوا رسائل الله الذي بعثها لهم الله من خلال الرسل والأنبياء، ولكن أوضح الله من هم في الكتب السماوية، ومن الجدير بالذكر أن لهؤلاء القوم رسل خاصين بهم هما من قاموا بنشر رسائل الله لهم ونشر تعاليم الدين، لذلك سنعرض لكم من هم أهل الكتاب من خلال موقع البلد.

من هم أهل الكتاب

كما سبق القول أن العلماء والفقهاء اختلفوا على تحديد من هم أهل الكتاب، حيث تعدد الأشخاص الذين آمنوا بالله ورسولة والكتب السماوية، حيث يتميز أهل الكتاب بالكتب السماوية عن الوثنيين، اتفق العلماء على أن أهل الكتاب هم النصارى واليهود، ويمكن أن نستدل على ذلك من خلال الآية الكريمة:

( أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ)، الآية 156 من سورة الأنعام.

حيث يقول الله عز وجل في هذه الآية الكريمة أن العلماء غافلين عن معرفة من هم أهل الكتاب، ويقول أن الكتاب المقدس أُنزل على طائفيتن، وهم الذي استطاع العلماء تحديد من هم هاتان الطائفتين وهما النصارى واليهود.

من الجدير بالذكر أن النصارى واليهود يُعدوا من أهل الكتاب على الرغم من أنهم لا يعتنقوا الدين الإسلامي، إلا أنهم يرجع أصلهم إلى بني إسرائيل الذين فضلهم الله على سائر القوم، كما يقول الله سبحانه وتعالى أن اليهود والنصارى تجوز ذبائحهم، ونكاح المحصنات منهم، وذلك ما تشير إليه الآية الشريفة:

( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ)، سورة المائدة، الآية 5.

أهل الكتاب عند الفقهاء

تعددت أقاويل الفقهاء والمفكرين في من هم أهل الكتاب، وذلك لأنه لم يُذكر في الكتب السماوية بشكل مباشر عن من هم، ولكن قام الكثير من العلماء والفقهاء من تفسير وتوضيح هذا الأمر، لذلك سنعرض لكم بعض من هذه الأقاويل في النقاط التالية:

  • توجه فقهاء المذهب الحنفي إلى أن أهل الكتاب هم كل من يؤمن بأي من الأنبياء ويتبع كتابه وأي دين من الأديان السماوية، سواء من آمن بصحف إبراهيم، أو من آمن بالزابور داود- عليهم السلام-.
  • أما فقهاء المذهب الملكي والشافعية والحنبلية، فقد فسروا هذا الأمر أن أهل الكتاب هم اليهود والنصارى بجينع الفرق والطوائف الخاصة بهم، حيث قاموا بإسناد ما يقولونه بقول الله تعالى🙁 أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ).

لذلك نجد أن المفسرين التابعين لهذه المذاهب، قد قالوا أن باقِ الديانات الأخرى التي قام بنشرها ونقلها الأنبياء الأخرين يُعدوا أيضًا التابعين لها من أهل الكتاب، ومن أشهر هؤلاء المفسرين، هو الشهرستاني حيث يقول:

( أهل الكتاب هم الخارجون عن الملة الحنيفية، والشريعة الإسلامية، ممن يقول بشريعة وأحكام وحدود وأعلام ، وما كان ينزل على إبراهيم وغيره من الأنبياء عليهم السلام ما كان يُسمّى كتابًا، بل صحفًا).

  • يقول ابن تميمه في هذا الأمر:” فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ مِنْ عَهِدَ مُوسَى إِلَى الْمَسِيحِ إِنَّمَا كَانُوا يُبْعَثُونَ إِلَى قَوْمِهِمْ، بَلْ عِنْدَهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ أَنَّ الْمَسِيحَ قَالَ لِلْحِوَارِيَّيْنِ: لَا تَسْلُكُوا إِلَى سَبِيلِ الْأَجْنَاسِ، وَلَكِنِ اخْتَصِرُوا عَلَى الْغَنَمِ الرَّابِضَةِ مَنْ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ, وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَهُوَ الَّذِي بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى سَائِرِ أَجْنَاسٍ الْأَرْضِ وَطَوَائِفِ بَنِي آدَمَ, وَهَذِهِ الْبِشَارَةُ مُطَابَقَةٌ لِقَوْلِ الله تَعَالَى🙁 يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا).

كما يطابق قولِ الرسول- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:” بُعِثْتُ إِلَى الْأَسْوَدِ وَالْأَحْمَرِ, وَقَوْلِهِ: وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً”.

  • كما يقول ابن عاشور:” شَمَلَ أَهْلُ الْكِتَابِ: الذِّمِّيِّينَ، وَالْمُعَاهِدِينَ، وَأَهْلَ الْحَرْبِ، وَهُوَ ظَاهِرٌ، إِلَّا أَنَّ مَالِكًا كَرِهَ نِكَاحَ النِّسَاءِ الْحَرْبِيَّاتِ .. وجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ – قال – بِجَوَازِ تَزَوُّجِ الْمُسْلِمِ الْكِتَابِيَّةَ دُونَ الْمُشْرِكَةِ وَالْمَجُوسِيَّةِ، وَعَلَى هَذَا الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَالثَّوْرِيُّ”.

 ذكر أهل الكتاب في القرآن الكريم

كما سبق وذكرنا لكم بعض الآيات القرآنية التي قام بعض المفسرين من الاستناد عليها، حتى اكون تفسيراتهم قوية وبها شيء من الحقيقة، لذلك في إطار حديثنا حول من هم أهل الكتاب، سنعرض لكم الآن بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن هذا الأمر في النقاط التالية:

  • يقول الله تعالى في سورة البقرة الآية 121:( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ)، فنرى في هذه الآية أن الله يمتدح أهل الكتاب ويقول عنهم أنهم يقومون يتلاوة الكتاب حق تلاوة، أي لا يوجد مثلهم في قراءة الكتاب، وذلك لأنهم يؤمنون به ولا يَكذبون به أو يُحرفونه.
  • كما ذكر الله مدح لأهل الكتاب فنرى أنه يوجد آية تذم في أهل الكتاب وهي الآية 23 من سورة آل عمران:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ)، حيث تعمل هذه الآية على ذم أهل الكتاب لعدم أخذهم بحكم الله الذي يتواجد في الكُتب المُقدسة المنزلة إليهم، وبذلك فهم يعرضون عن أوامر الله.
  • ومن الآيات التي تذم في أهل الكتاب هي الآية 47 من سورة النساء🙁 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)، تحث هذه الآية أهل الكتاب وجميع من يؤمن بالله وكتابه ورسلة بأن يتبعوا أحكام الله، حتى لا يلقوا عذاب آليم وشديد في دنيتهم وفي آخرتهم.
  • ومن الأمثلة الأخرى التي تمدح في أهل الكتاب، قول الله تعالى في الآية 113، 114 من سورة آل عمران🙁 منْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)، حيث تصف الآية الكريمة أجمل الصفات التي يتمتع بها أهل الكتاب.

تابع ذكر أهل الكتاب في القرآن

استكمالًا لحديثنا حول من هم أهل الكتاب، نجد أن لأهل الكتاب الكثير من الذكر في القرآن الكريم، لذلك سنعرض لكم الآن المزيد من الأيات القرآنية التي تتضمن ذكر أهل الكتاب في النقاط التالية:

  • قول الله تعالى في سورة آل عمران، الآية 64:( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، نجد في هذه الآية أن الله ينقل ما يريد إيصاله إلى أهل الكتاب على لسان نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم-.
  • وكقوله تبارك وتعالى🙁 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا)، نلاحظ في هذه الآية أن الله عز جل ذكر أهل الكتاب بشكل مباشر وصريح، ومن الجدير بالذكر أنه وجه الحديث إلى أهل الكتاب من المسيحيين، حيث يقول لهم ألا يقولوا ماهو باطل وكاذب عن الله ورسوله، كما يحثهم على الإيمان.
  • أما عن الأمثلة التي تذم في أهل الكتاب قول الله تعالى في سورة البينة🙁 لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ)، حيث تصف هذه السورة أكثر الصفات السيئة التي كانت تتواجد في شخصية أهل الكتاب.

عند الحديث عن من هم أهل الكتاب فإننا نجد أنهم لا يذكرون بشكل مباشر إلا اصطلاحًا فقط في الكتب السماوية، ولكن لم نجد تفسير واضح عن كونهم أي أهل، ولكن كما سبق القول أن المفسرين والفقهاء قاموا بوضع تفسير واضح إلى أن أهل الكتاب هم النصارى واليهود الذين يتبعون الكتب السماوية المُنزلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى