إن وجود أنشودة عن اللغة العربية ليس من الصعب البحث عنه وهذا لأنها من أعظم اللغات الموجودة على وجه الأرض فهي لغة القرآن الكريم والفصاحة في القول ولها في النفس تأثير لا يوجد في أحدًا سواها، ومن خلال موقع البلد سوف نعرض لكم أفضل الأناشيد عن اللغة العربية.
أنشودة عن اللغة العربية
الشعراء العرب برعوا في سرد الأبيات التي تتكلم عن مدى جمال وعراقة اللغة العربية، فمن بداية الزمن القديم والفخر بلغتنا من السمات التي تميزنا، والأناشيد تعد واحدة من الطرق الفنية التي يتم بها التعبير عن القيمة والمعنى.
فهي تكون محببة على أذان الصغار والكبار لأنها من أبيات سهلة الفهم وبسيطة ولا تطرق إلى التعقيد ومع تلحينها تكون مختلفة أكثر، ومن الأناشيد المشهورة التالي:
1ـ أنشودة لا تقل عن لغتي
هي للشاعر وديع عقل وهو من الشعراء التي كانت كلماته تلمس القلوب ولها صوت خاص، ولد في عام 1882م وتوفى في عام 1933م في بيروت، كان يعمل صحفي لبناني وهو درس العربية والفرنسية وساهم في إصدار جريدة الوطن وجريدة الراصد، وصدر له 4 روايات تمثيلية مطبوعة وله ديوان شعر، ويقول:
لا تقل عن لغتي أم اللغاتِ.. إنها تبرأ من تلك البنات
لغتي أكرمُ أمٍّ لم تلد لذويها.. العُرب غيرَ المكرمات
ما رأت للضاد عيني أثراً.. في لغاتِ الغربِ ذات الثغثغات
إنّ ربي خلق الضادَ وقد.. خصها بالحسنات الخالدات
وعدا عادٍ من الغرب على.. أرضنا بالغزواتِ الموبقاتِ
ملك البيتَ وأمسى ربَّه.. وطوى الرزق وأودى بالحياة
هاجم الضاد فكانت معقلاً.. ثابتاً في وجهه كلَّ الثباتِ
معقلٌ ردَّ دواهيهِ فما باءَ.. إلّا بالأماني الخائباتِ
أيها العُربُ حمى معقلكم.. ربكم من شر تلك النائبات
إن يوماً تجرح الضاد به.. هو واللَه لكم يومُ المماتِ
أيها العربُ إذا ضاقت بكم.. مدن الشرق لهول العاديات
فاحذروا أن تخسروا الضاد ولو.. دحرجوكم معها في الفلوات
يوضح الشاعر أن اللغة العربية لا يمكن أن تقارن باللغات الأخرى لأنها تعد أم اللغات ولا يوجد من يشبهها في خصالها الحسنة لأنها هي المكرمة وهي التي تحتوي على حرف الضاد من بين لغات العالم وهذا يدل على تميزها.
ويقول لنا أن لغات الغرب على الرغم من محاولات المعتدين في جعله هي التي تطغى علينا إلا أنها كانت مثل المحاربين ثابتة في الحياة لا تطوى أبدًا، فهم لم يعودوا إلا خائبين بعد كل الشر الذي كان بداخلهم.
والشاعر في نهاية الأنشودة يوجه توصية خاصة لكل العرب بضرورة الحفاظ على الضاد وهو يشير بهذا إلى اللغة العربية الكريمة.
2ـ أنشودة مميزة عن اللغة العربية
ما زلنا في موضوعنا أنشودة عن اللغة العربية ونشير إلى أنه توجد العديد من الأناشيد المميزة التي تصف روعة وجمال اللغة العربية، وفي هذه الفقرة نعرض لكم واحدة منهم وهي قصيدة للشاعر أحمد بن خليفة أبو شهاب وهو من شعراء العرب الشهيرة ولد في الإمارات، كان متمكنًا من اللغة العربية والنحو ويحب القراءة بشكل لا يوصف وبدأ في تعلم الشعر مبكرًا وأتقنه وكان يلقيه في المجالس المتنوعة حتى أصبح من الشعراء المشهورين، وهو يقول:
لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى
هل على وجه الثرى من لغة
أحدثت في مسمع الدهر صدى
مثلما أحدثته في عالم
عنك لا يعلم شيئًا أبدًا
فتعاطاك فأمسى عالِما
بك أفتى وتغنى وحدا
يفتخر الشاعر في بداية الأنشودة باللغة العربية وذكر أهم سمة فيها وهي التي ميزها الله بها وجعلها لغة القرآن الكريم، ويكمل الشاعر وصفه لها ويقوم بخلق صورة جمالية وهي تشبيهها بالشمس.
فاللغة هي التي تنير حياة الفرد وتجعله قادر على التواصل مع من حوله وعلى الأخص إن كان الذي يتكلم به لا يحمل غير الألفاظ الراقية الجميلة، ثم يكمل الشاعر ويذكرنا أن للغة العربية صدى على مر الزمن وهذا حتى يثبت لنا أنها ظلت ثابتة بقوتها ولهذا هو فخور بأنه يتغنى بها في أبيات أنشودته.
شعر عن اللغة العربية
من خلال موضوعنا أنشودة عن اللغة العربية نذكر في هذه الفقرة أجمل الأبيات الشعرية من أقلام مختلفة استطاعت أن تترك أثر في النفوس حتى وقتنا هذا، وفيما يلي بعضًا منها:
1- قصيدة رجعت لنفسي
هي للشاعر حافظ إبراهيم وهو من أشهر شعراء العرب في العصر الحديث ولد في عام 1872م وتوفى في عام 1932م، من مواليد القاهرة أخذ لقب شاعر النيل لأنه كتب العديد من القصائد الهادفة التي كانت تتكلم عن مشاعر الشعب وهو تميز بأسلوبه السلس والبعد عن السطحية في التعبير، ويقول:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن.. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني.. ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني.. أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً.. وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً.. فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
يتكلم الشاعر في القصيدة على لسان اللغة العربية وهي تعبر عن استيائها من الذين يقصدون تحريفها بالألفاظ التي لا تنسب لها ولا تسرها، وتحاول جاهدة في الدفاع عن نفسها من كل تدخل حتى تحمي عراقتها لتثبت.
وهي تشير إلى قدرها بين اللغات بالفخر وتشير إلى أنها البحر العميق الذي لا يمكن أن يتوقع له آخر وهي مليئة بالكنوز في باطنها والأسرار في تعابيرها ومعانيها، ثم تقول في أسى أن هناك من يسيء لها وتحذر أبنائها من تركها فهم من غير لغتهم الأم لن يكون لهم عزة بين الشعوب.
كما توضح أن الغرب يفخرون بلغتهم ويريدون أن تصبح هي من تمتلك العالم وهم عليهم أيضًا فعل هذا، وتختم الأبيات بتذكيرهم بمعجزاتها لذلك عليهم أن يحرصوا على الفصاحة في القول.
2- قصيدة قِف ناجِ أَهرامَ الجَلالِ
هي للشاعر أحمد شوقي الذي لُقب بأمير الشعراء طيلة حياته ولم ينافسه أحد على ذلك فهو اهتم في حياته بما يخص عامة الشعب واتسم شعره بسهولة الأسلوب والدقة في اختيار المعاني لأنه كان على قدر عالٍ من الثقافة والفكر المنفتح والتطلع الدائم، وهو يقول:
قِف ناجِ أَهرامَ الجَلالِ وَنادِ … هَل مِن بُناتِكَ مَجلِسٌ أَو نادِ
نَشكو وَنَفزَعُ فيهِ بَينَ عُيونِهِمْ … إِنَّ الأُبُوَّةَ مَفزِعُ الأَولادِ
وَنَبُثُّهُمْ عَبَثَ الهَوى بِتُراثِهِمْ … مِن كُلِّ مُلقٍ لِلهَوى بِقِيادِ
وَنُبينُ كَيفَ تَفَرَّقَ الإِخوانُ في … وَقتِ البَلاءِ تَفَرُّقَ الأَضدادِ
يتفنن الشاعر في هذه القصيدة في مدح لغتنا العربية، وهو في بداية كلامه يطلب من أبياته أن تقف منتبهة حتى تناجي الأهرام فهو يعتبرها بمثابة الأم والأب وهذا حتى تشكو لهم من عبث البعض باللغة العربية وعدم تقديرها بالشكل المطلوب.
لا تسعنا الفرحة في نشر أنشودة عن اللغة العربية وهذا لأن العرب جميعهم يجب أن يعودوا إلى تعظيم اللغة الأم الأصلية وعدم السير الأعمى وراء اللغات الغربية، فالانفتاح بالطبع مهم لكن دون التخلي عما يميزنا ويجعل لنا قيمة لا مثيل لها.