أدعيةاسلاميات

دعاء زيارة القبور

إن دعاء زيارة القبور من الأمور التي يجب معرفتها، فهناك الكثير لا يعرفون ما يجب قوله في مثل هذا الموقف، وخاصةً إذا كانت أول مرة يزورون فيها قبر الميت، حيث تعتبر زيارة القبر سُنة عن النبي وأمر أتاحه للناس بغرض تذكر الآخرة، والاتعاظ في ظل العيش في حياة الدنيا الفانية، وبالطبع الدعاء للميت والترحم عليه، لذا ومن خلال موقع البلد سوف نذكر دعاء زيارة القبور وأيضًا شروط الزيارة.

دعاء زيارة القبور

الدعاء إلى الميت من الأمور المفضلة لدى الكثير من الناس عند زيارة القبور، فهي الرغبة الأساسية من الزيارة بجانب ضرورة الاتعاظ وتذكر الآخرة ووضعها في الاعتبار، وهو الغرض الذي نصح الرسول صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور من أجله، فقال: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة) رواه أبو هريرة.

للتعرف على دعاء زيارة القبور لابُد من معرفة القول المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي قال إنه مستحب القول عند زيارة القبور بشكل عام، وهو المنقول عن بُريدة رضي الله عنه:

(كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُهم إذا خرجوا إلى المقابِرِ، فكان قائِلُهم يقول: السَّلامُ عليكم أهْلَ الدِّيارِ من المؤمنينَ والمُسلمينَ، وإنَّا إنْ شاءَ الله لَلاحِقونَ، أسأَلُ الله لنا ولكم العافِيةَ) ويُقصد بالعافية للأموات الرحمة في الحساب وتخفيف العذاب.

هناك أيضًا صيغة أخرى يُمكن اعتبارها دعاء زيارة القبور، وهي منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: (السَّلامُ عليْكُم يا أَهلَ القبورِ يغفرُ اللَّهُ لنا ولَكُم أنتُم سلفُنا ونحنُ بالأثَرِ) رواه عبد الله بن عباس.

أفضل الأدعية للميت عند زيارة القبر

جدير بالذكر أن هناك الكثير من الأدعية اللانهائية التي يُمكن قولها عند زيارة المقابر، والتي تساعد على تخفيف عذاب الميت من خلال دعاء الله برحمته، والتي نُقلت بعضها عن الرسول صلى الله عليه وسلم مروية عن الصحابة أو التابعين أو أتباع التابعين، وهي الموضحة فيما يلي:

  • «اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه» رواه أبو هريرة.
  • «اللهمّ اجزه عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا، اللهمّ إن كان محسنًا فزد من حسناته، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيّئاته، اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب، اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته».
  • «اللَّهمَّ اغفرْ لَهُ وارحمهُ، وعافِهِ واعفُ عنهُ، وأكْرِم نُزَلَهُ، ووسِّع مُدَخلَهُ، واغسلْهُ بالماءِ والثَّلجِ والبَردِ، ونقِّهِ منَ الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ الدَّنسِ، وأبدِلهُ دارًا خَيرًا مِن دارِهِ، وأهلًا خَيرًا مِن أهلِهِ، وزَوجًا خَيرًا مِن زَوجِهِ، وأدخِلهُ الجنَّةَ ونجِّهِ منَ النَّارِ» رواه عوف بن مالك الأشجعي.
  • «اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم، اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته. اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنًّا، وعند قيام الأشهاد آمنًا، وبجود رضواك واثقًا، وإلى أعلى درجاتك سابقًا».
  • «اللهمّ إنّه كان لكتابك تاليًا وسامعًا، فشفّع فيه القرآن، وارحمه من النّيران، واجعله يا رحمن يرتقي في الجنّة إلى آخر آية قرأها أو سمعها، وآخر حرفٍ تلاه، اللهمّ ارزقه بكلّ حرفٍ في القرآن حلاوةً، وبكلّ كلمة كرامةً، وبكلّ اّية سعادةً، وبكلّ سورة سلامةً، وبكل جُزءٍ جزاءً».
  • «اللهمّ ارحمه فإنّه كان مسلمًا، واغفر له فإنّه كان مؤمنًا، وأدخله الجنّة فإنّه كان بنبيّك مصدّقًا، وسامحه فإنّه كان لكتابك مرتّلًا. اللهمّ ارحمنا إذا أتانا اليقين، وعرق منّا الجبين، وكثر الأنين والحنين».
  • «اللهم اجعل عن يمينه نورًا، حتّى تبعثه آمنًا مطمئنًّا في نورٍ من نورك، اللهمّ انظر إليه نظرة رضا، فإنّ من تنظُر إليه نظرة رضًا لا تعذّبه أبدًا، اللهمّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم، وتجاوز عمّا تعلم يا عليم».
  • «اللهمّ احشره مع المتّقين إلى الرّحمن وفدًا، اللهمّ احشره مع أصحاب اليمين، واجعل تحيّته سلامٌ لك من أصحاب اليمين، اللهمّ بشّره بقولك “كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيّام الخالية”، اللهمّ اجعله من الّذين سعدوا في الجنّة، خالدين فيها ما دامت السّماوات والأرض».
  • «اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها، اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور. اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم».
  • «اللهمّ أنزله منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين، اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقًا، اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار، اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة».
  • «اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابه إن كان مُحسناً فزده في حسناته، وإن كان مُسيئاً فتجاوز عنه».
  • «اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال، اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه، اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين».

شروط زيارة القبور للنساء

مال الكثير من أهل العلم إلى أن زيارة النساء للقبور غير مستحبة، ونبع هذا الرأي عن عدة أسباب مختلفة، منها عدم قدرتها على تحمل المصائب بسبب رقة قلبها ولين مشاعرها، أو أن النساء دائمًا ما تطلق أصوات النحيب والعويل عند زيارة الميت من الحزن عليه وهو أمر مكروه.

بينما ذهب الحنفية إلى أن زيارة المرأة للقبور أمر مندوب أي يُمكنها الذهاب دون إلزام لكنها لن تُعاقب إن لم تفعل، وفي ظل الحديث عن دعاء زيارة القبور وجدنا أنه تم وضع بعض الشروط اللازم اِتباعها من قِبل المرأة إذا رغبت في زيارة القبور، وهي المذكورة فيما يلي:

  • عدم إصدار أي أصوات سواء كان عويل أو بكاء أو نحيب، فتلتزم السكينة والهدوء دون رفع الصوت.
  • أن تجعل الاتعاظ هو غايتها الأولى من زيارة المقابر.
  • في حالة كانت المقابر في منطقة نائية أو منعزلة عن الناس يلزم ذهابها مع أحد محارمها لا أن تكون وحدها.
  • عدم الاختلاط بالرجال أثناء الزيارة.
  • ارتداء الملابس المحتشمة بحيث تكون مستورة جسديًا، وأيضًا عدم استخدام أي نوع من أنواع المزينات أو العطور، وهو أمر واجب عليها في حالة خروجها إلى الناس سواء كانت ستزور المقابر أم لا.

نواهي زيارة القبور

بعد التعرف على دعاء زيارة القبور لابد أن تعرف أن هناك بعض الأمور المُنهى عنها عند تأدية تلك الزيارة، والتي يجب على المسلم الابتعاد عنها تمامًا، وهي الموضحة فيما يلي:

  • الذبح عند المقابر حتى ولو كان لوجه الله تعالى.
  • الجلوس على المقابر أثناء الزيارة وهو المثبت في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يجلِسَ أحدُكم على جَمرةٍ فتحرِقَ ثيابَه، حتَّى تخلُصَ إلى جلدِه، خيرٌ لَهُ من أن يجلِسَ على قبرٍ) رواه أبو هريرة.
  • تحديد مواعيد ثابتة لزيارة القبر في المناسبات والأعياد، وهو ما ذُكر عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ) رواه أبو هريرة.
  • لم يُنقل عن أحد الصحابة أو التابعين وضع جريد النخل أو الزهور على القبور، لذا فإنه أمر غير مشرع به.
  • السير بين القبور بارتداء الحذاء، إلا في بعض الحالات الضرورية مثل أن يكون الجو شديد الحر أو البرودة، أو أن يتواجد الشوك أو الحصى في أرض المقابر فتتأذى القدم عند خلع الحذاء، لكن غير ذلك فإنه يُفضل خلع الحذاء في المقابر، وهو ما جاء في قول بشير بن معبد بن الخصاصية:

(حانت من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ نظرَةٌ، فإذا رجلٌ يمشي في القبورِ عليْهِ نعلانِ، فقال: يا صاحبَ السِّبتيَّتينِ، ويحَكَ ألقِ سبتيَّتيْكَ فنظرَ الرَّجلُ فلمَّا عرفَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ خلعَهما فرمى بِهما).

  • الصلاة إلى القبور، وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تَجْلِسُوا علَى القُبُورِ، ولا تُصَلُّوا إلَيْها) رواه أبو مرثد الغنوي.
  • قراءة القرآن في المقابر، حيث جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ) رواه أبو هريرة، وهو توضيح من الرسول عليه الصلاة والسلام بألا تتم المشابهة بين البيوت والمقابر فمن المستحب قراءة القرآن في البيت لتملأه بالبركة والخيرات، وهو المتعارف عليه.

قول دعاء زيارة القبور المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور المستحبة بشكل كبير، ويجب على المسلم اِتباعها عند زيارة المقابر بجانب الدعاء للميت بالأدعية المتنوعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى