شخبوط بن سلطان آل نهيان وسيرته الذاتية
شخبوط بن سلطان آل نهيان الذي يعد أحد حكام إمارة أبو ظبي السابقين، وقد حكمها لفترة امتدت لـ38 عام من فترة ١٩٢٨ م وحتى عام ١٩٦٦ م، وقد كان من أكثر الحكام عداوةً مع بريطانيا، كان معروفًا بحميته العربية وقوميته بجانب كونه معروفًا بسخيه وكرمه.
كما كان من أشد الحكام قوة وعنادًا، ودائمًا ما كان يسعى إلى منافسة وتحدي إنجلترا خاصةً إن كانت الأمور متعلقة بالنفط السعودي والاتفاقيات وهذا ما جعل إنجلترا تسعى إلى عزله ونشر العديد من الإشاعات ضده.
شخبوط بن سلطان آل نهيان
إن اسمه بالكامل هو شخبوط بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان الفلاحي، ويعد الشيخ شخبوط بن سلطان هو أكبر أبناء الشيخ سلطان بن زايد من حيث السن، وله 3 أخوات وهم الشيخ زايد وهو حاكم الإمارات والشيخ خالد وكذلك الشيخ هزاع.
بعد أن تم قتل والدهم الشيخ سلطان بن زايد من قبل أخيه الشيخ صقر الذي استولى على الحكم من بعده تم نفي الـ4 أشقاء إلى إمارة الشارقة من قبل الشيخ صقر، ويُقال أنه تم تهريبهم بعد ما تم إهدار دمهم إلى إمارة الشارقة.
حين تم قتل الشيخ صقر بواسطة الشيخ خليفة بن زايد ويعد الشيخ خليفة بن زايد عم الأشقاء الـ4، ومن ثم قام الشيخ خليفة بن زايد بإعادة الشيخ شخبوط وأخواته مرة أخرى إلى إمارة أبو ظبي.
قام الشيخ خليفة بن زايد بتعيين الشيخ شخبوط حاكمًا لإمارة أبو ظبي وقد كان الشيخ شخبوط في أوائل العشرين من عمره، وقام الشيخ زايد بعدها بعزله في عام 1966 وتم نفي الشيخ شخبوط إلى العراق وعاش في فندق بمدينة بغداد وكان الشيخ زايد حريصًا جدًا على إرسال ما يمكن أن يتطلبه الشيخ شخبوط من متطلبات لازمة وضرورية للمعيشة.
قام الشيخ شخبوط والشيخ زايد والشيخ خالد والشيخ هزاع بقطع عهد أمام والدتهم التي كانت تدعى الشيخة سلامة بألا يحاربون بعضهم البعض في سبيل الوصول إلى حكم إمارة أبو ظبي مثل ما حدث مع أعمامهم.
كان الشيخ شخبوط بن سلطان حريصًا كل الحرص على عدم الظهور من قصر الحصن خوفًا من تعرضه للاغتيال والقتل، أما بالنسبة لما يتعلق بأمور الحكم فقد كان عمه الشيخ خليفة هو المسئول عن ذلك الأمر.
كما يعتبر الشيخ شخبوط بن سلطان هو الحاكم الحادي عشر لإمارة أبو ظبي بينما يعد الشيخ صقر هو الحاكم الرابع لإمارة أبو ظبي الذي يتم اغتياله على يد أحد أفراد العائلة الحاكمة، وتوفى الشيخ شخبوط في عام 1989 م.
انقلابات ضد الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان
لم يكن أمر تزعم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أمور الحكم شيئًا تقليديًا في عام 1971 م، فقد قام أولًا بعزل أخيه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان عن طريق إحداث انقلاب غير دموي.
تم التخطيط للانقلاب من خلال الإنجليز والشيخ زايد، وقد تعاون الإنجليز مع الشيخ زايد نظرًا لأن الشيخ شخبوط رفض إعطاء الشركات الإنجليزية أي امتيازات خاصة بالنفط، وحتى بعد أن تم الوصول إلى أماكن بها نفط بكميات تجارية ضخمة داخل بعض المناطق في إمارة أبو ظبي.
لقد كان الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان على عداوة ضارية مع الإنجليز ولم يقبل يومًا التعامل معهم بأي شكل من الأشكال فقد كان يظن أن محاولات الإنجليز للتطوير لن تنفع بدو إمارة أبو ظبي في شيء، بل إن الإمارة ستصير مطمعًا لكثير من القوى، مما قد يؤدي إلى خروج البلاد عن السيطرة، ومنذ ذلك الوقت قد حرصت بريطانيا على البحث عن عدوٍ آخر للشيخ شخبوط لتتمكن من عزله وكان العدو الأكبر والأنسب هو الشيخ زايد الذي كان وفيًا للبريطانيين ومخلصًا لهم طامعًا في حكم الإمارة وعزل الشيخ شخبوط من منصبه بأقصى سرعة.
وقد كان مخططهم لعزل الشيخ شخبوط هو هبوط طائرة خاصة بالسلاح الجوي الإنجليزي داخل مطار أبو ظبي في عام 1966 م، وقامت الطائرة بالإعلان عن حالة الطوارئ بين القوات البريطانية المتواجدة في إمارة أبو ظبي، ومن ثم عزمت على عزل الشيخ شخبوط وتزعم الشيخ زايد الحكم من بعده.
كما تم نقل الشيخ شخبوط إلى المطار ونقله إلى دولة البحرين ومن بعدها إلى بيروت ثم إلى لندن، وتم وضع الشيخ تحت المراقبة بعد أن أقام داخل قصر يمتلكه هناك، وسُمح له بالرجوع إلى بلده تحت إقامة قسرية في إمارة العين.
قامت الحكومة الخارجية البريطانية بالإعلان عن بيان تزعم فيه أن ما حدث داخل الإمارة من تغييرات داخلية ليس من شأنها بل أنها تهتم فقط بالشئون الخارجية للبلاد بجانب الدفاع.
عهد حكم الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان
أثناء تولي الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان الحكم عرفت إمارة أبو ظبي بأنها من ضمن الإمارات المتصالحة، وقد كان يُعرف بالساحل المتصالح أو ساحل عمان، وقد كانت إمارة أبو ظبي ترتبط تلك الفترة ببعض المعاهدات مع الإنجليز، وقد اعتمد اقتصاد الإمارة حينها على الزراعة البسيطة المنتشرة في مناطق الواحات المبعثرة بالإمارة والتجارة الخاصة باللؤلؤ بجانب صيد الأسماك.
بدأت إمارة أبو ظبي ثورتها الصناعية بحلول عام 1962 م، فقد قامت بتصدير أول شحنة من النفط الخام، وقد أثرت الثورة الصناعية في نفوس أهل الإمارة حيث ظهر على الجميع التفاؤل من خلال تقدم وتحسن أحوالهم المعيشية كأقرانهم المتواجدين في دول الخليج.
اتبع الشيخ شخبوط بن سلطان رأيًا مختلفًا يتسم بالتحفظ مقارنةً برأي أخيه الشيخ زايد عن مشاريع التنمية، واجه الشيخ شخبوط العديد من المشاكل الاقتصادية خلال العقدين السابقين، وقد كان يحبذ الشيخ شخبوط الاقتصاد في إنفاق المال على التطور والتقدم العام مما بث في نفوس العائلة الكثير من الإحباط.
استطاعت بعض الشركات الإنجليزية في عهده استخراج العديد من كميات النفط داخل الإمارة، وقد حصد الشيخ شخبوط حينها على العديد من الأموال بسبب مبيعات البترول داخل السوق العالمي، ولكن لم يستطع الشيخ شخبوط معرفة طريقة التصرف في الأموال الهائلة التي حصلت عليها الإمارة.
كما تم الإعلان عن بعض الإشاعات التي تفيد أن الشيخ شخبوط قام بتوزيع كمية من الأموال على سكان إمارة أبو ظبي، ومن ثم أنفق ما تبقى منها في بحر العرب، وقد قال الإنجليز أنه كان يفعل ذلك حرصًا على ألا يطمع سكان الإمارة في الأموال نظرًا لأن طباع البادية تغلب عليهم كالسيطرة والسلطة.
أصدر الشيخ شخبوط أمرًا إلى القوات الإنجليزية لإيقاف استخراج النفط والقيام بإغلاق الآبار، وحين شعر الإنجليز أن قرارات الشيخ ستهدد اقتصادهم وتجارتهم قرروا التخلص منه من خلال الانقلاب الذي خططوا له مع الشيخ زايد شقيق الشيخ شخبوط والذي قد أطلق عليه الانقلاب الأبيض.
الاقتصاد في عهد الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان
قد تمكنت إمارة أبو ظبي خلال فترة تولي الشيخ شخبوط الحكم من أن تمتلك حاكم حقق الكثير من الإنجازات والأهداف النافعة لشعبه، فقام بفرض حالة من الأمان والسلام لمدة تزيد عن 3 عقود كاملة، كما وضع العديد من التقاليد والقواعد الجديدة التي لم تكن معروفة يومًا.
على الرغم من إنجازاته إلا أنه كان يخاف من فكرة التطور والتقدم، حيث لم تقتصر الفكرة على إمارة أبو ظبي فقط بل اقتصرت أيضًا على منطقة الخليج العربي بشكلٍ عامٍ منذ فترة الخمسينيات.
بعد أن عُزل الشيخ شخبوط وتولى الشيخ زايد قام الشيخ زايد بإظهار قدراته الهائلة على تفهم تطورات البيئة وتغيراتها ولم يراها على أنها تهديدًا للإمارة ولحياتها التقليدية المعروفة منذ القدم، بل رآها على أنها فرصة رائعة وعظيمة من أجل أن يتحسن المستوى المعيشي للسكان وتتحقق الرفاهية للجميع.
حين كان الشيخ شخبوط يتعامل مع عملية التطوير والتحسين بشكلٍ متحفظٍ، كان الشيخ زايد يتعامل في المقابل بكثير من التفهم والتقدير للمتغيرات التي تحدث من حوله وفهم التغيرات التي تتأثر بها حركة المجتمع.
كنتيجة لتفهم الشيخ زايد ألا مقاومة لرياح التغيير، عمل على مبادرة الفرص المتاحة له من خلال التغييرات التي تحدث في المجتمع وقام باستغلالها بشكل ذكي لصالحه، وللمرة الأولى قام الشيخ زايد بإحداث طفرة حيث تدفق النفط للمرة الأولى من الفترة التي تمتد من عام 1962 م إلى عام 1964 م.
حين تولى الشيخ شخبوط مقاليد الحكم وزعامة بني ياس في البداية بعد مقتل عمه واجه العديد من المشاكل سواء إن كانت الاقتصادية أو السياسية.
لم يقبل الشيخ شخبوط من قبل أن يتعامل مع إحدى البنوك أو المصارف بشتى أنواعها بل كان يهدف إلى الإنفاق من خلال أمواله الشخصية التي يضعها تحت مجلسه الخرساني وكلما حصل على مال جديد يضعه هناك وفي حالة إن رغب في شراء شيء ما أو سداد أموال مستحقة يقوم بسحب المال من هناك.
اغتيالات ومؤامرات بين أفراد العائلة الحاكمة
لقد قُتل الشيخ صقر بسبب تخطيط من قبل الشيخ خليفة ومن بعده تزعم الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان مقاليد حكم إمارة أبو ظبي، ويوجد أيضًا الشيخ حمدان والذي تزعم الحكم من بعد موت أخيه وتم اغتياله من قبل أخيه الشيخ سلطان، ويوجد الشيخ طحنون والذي قام بتولي الحكم بشكلٍ مباشرٍ بعد أن تم قتل والده وقُتل هو على يد أخيه الشيخ حمدان، بينما تم اغتيال الشيخ سلطان وهو والد الشيخ خالد والشيخ شخبوط والشيخ هزاع على يد أخيه الشيخ صقر.
عائلة الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان
تزوج الشيخ شخبوط من الشيخة موزة القبيسي، ولدى الشيخ شخبوط العديد من الأبناء والبنات ومن ضمنهم:
- روضة بنت شخبوط بن سلطان آل نهيان.
- عوشة بنت شخبوط بن سلطان آل نهيان.
- سلطان بن شخبوط بن سلطان آل نهيان.
- سعيد بن شخبوط بن سلطان آل نهيان.
بهذا نكون قد تحدثنا عن السيرة الذاتية للشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان من حيث ولادته وقصة انتقاله إلى إمارة الشارقة وبعض الأحداث التي اشتهرت بها فترة حكمه، بجانب ما حدث من انقلاب إنجليزي بهدف عزله من منصبه وتولي الشيخ زايد المخلص للإنجليز، كما عرضنا بعض أبناء الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، ونتمنى أن نكون قد أضفنا إليكم بعض المعلومات الخاصة بإمارة أبو ظبي في عهد الشيخ شخبوط.