الأم والطفلقصص أطفال

قصص قصيرة معبرة عن الحياة الاجتماعية

قصص قصيرة معبرة عن الحياة الاجتماعية شأنها أن تُعلمنا الكثير في كيفية التعامل مع الآخرين، يوجد العديد من القصص التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار حتى نتعلم من مواقف الآخرين ونعمل على تصليح عيوبنا وندرك قيمة الأشخاص المحيطين بنا فلا نندم على فعل شيء ولا نخزى شخص وثق فينا، ومن خلال موقع البلد سنسرد بعض القصص قصيرة معبرة عن الحياة الاجتماعية.

قصص قصيرة معبرة عن الحياة الاجتماعية

هذه الحياة عبارة عن مواقف وقصص تحدث معنا ومع من حولنا نأخذ منها المواعظ والعبر لنتعلم قيم ومبادئ وقوانين نسير عليها في الحياة، ليس فقط هذا بل نتعلم من الأخطاء ونعمل على تصليح العيوب التي بداخلنا حتى نكون أشخاص صالحين أسوياء نستطيع العيش بسلام، فيوجد العديد من القصص التي تعبر عن الحياة الاجتماعية سواء حزينة أو مفرحة نقوم بذكرها لكم تباعًا في السطور التالية:

1- قصة نكران جميل الأم

تبدأ القصة من قصص قصيرة معبرة عن الحياة الاجتماعية بامرأة تدعى ناهد لديها من الأطفال أربع، مات زوجها والأطفال في سن صغير فتحملت الأم المسؤولية الكاملة عن هؤلاء الأطفال فقامت بدور الأب الذي ينفق على أولاده ويحميهم من المخاطر ودور الأم الحنون التي ترعى شؤون أولادها في المنزل وخارج المنزل لتقوم بتربيتهم على أكمل وجه.

عملت ناهد في تفصيل وخياطة الملابس وحتى لا تترك صغارها بمفردهم قامت بفتح هذا المشروع الصغير في منزلها فهي لا تملك إرث من زوجها ولا مال ولا شيء غير هذا المنزل الذي يحميها هي وأولادها.

إلى أن كبر الأطفال وأصبحوا في ريعان شبابهم، فوصلت الابنة الكبرى إلى الثانوية العامة الذي تحتاج فيها الابنة مصاريف طائلة للدروس والكتب وما إلى ذلك، فلم تقصر الأم في حق أولادها وابنتها تلك على وجه الخصوص.

فعملت في المنازل بجانب عملها الأساسي حتى تلبي كافة احتياجات ابنتها لتمر تلك الفترة دون أن تشعر الابنة بالضغوط النفسية بسبب الأموال، وتمر الأيام والشهور إلى أن نجحت ابنتها ودخلت كلية الطب البشرى، وجاءت بعدها ابنتها الثانية فدخلت كلية التربية ثم جاء بعدها الصبيان ودخلا كلية الآداب.

مرت السنوات ومازالت الأم تعمل وتتعب وتشقى من أجل تلبية احتياجات أولادها إلى أن تخرجا من الجامعات وبدأوا بشق طريقهم في العمل ثم الزواج، وعلى غير المتوقع انشغل جميع الأبناء في حياتهم الجديدة ونسيا والدتهم التي كافحت سنين من أجلهم.

تاركين هذه الأم في منزلها بمفردها تشكو عناء الأيام والوحدة وازدادت عليها الأمراض نتيجة تعبها وشقائها طوال هذه السنوات السابقة، وبالرغم من ذلك جاء يوم على السيدة ناهد لم تكن تتوقعه طوال حياتها، يوم جعل الحزن ينهش في قلبها نهشًا كبيرًا لم تقوى على تحمله.

هو اليوم الذي جاءت فيه الابنة الكبرى التي كانت في كلية الطب إلى والدتها في زيارة سريعة تقول فيها هذه الابنة إلى الأم: لقد جئت حتى أخذك من هذا المنزل إلى دار المسنين لعلكِ تجدي أحدًا يرعاكِ هناك ولا تشكي من ألم الوحدة ثانيًا، لأن أنا وأخوتي لا يسع معنا الوقت في رعايتكِ ورعاية شؤوننا.

بالإضافة إلى أني اتفقت مع أخوتي على بيع هذا المنزل حتى لا نتذكر أيام الفقر والحاجة التي كنا نعيشها، فقد أصبح كل واحد منا في منصب رفيع في عمله وبين زملائه ونملك العديد من الأموال فلا نريد أن نتذكر هذا البيت وهذه الأيام ثانيًا.

كلمات صعبة ومؤلمة اخترقت قلب الأم قبل أذنيها مزقته وحطمته ولم تستطع الرد على ابنتها التي عانت سنوات طويلة لتصل بها إلى ما هي عليه الآن هي وأخوتها، ما كان للأم رد إلى أن استسلمت لرغبة أبنائها في الذهاب إلى دار المسنين، وهما في الطريق قالت جملة لابنتها لعلها تشعر بما تفعل وتتعظ من هذا الفعل، قالت لها: يومًا ما سوف يذهب بكِ أحد أبنائِك إلى دار المسنين فاحفظي الطريق جيدًا ابنتي.

2- قصة رجل السراويل

في إطار سرد قصص قصيرة معبرة عن الحياة الاجتماعية كان يوجد في إحدى القرى رجل بسيط يدعى عم صابر كان يعمل في صناعة الأقمشة الخاصة بالمراكب، على الرغم من بساطة العمل ولكنه كان يربح منه الكثير لأنه يعتبر الوحيد بين أهل بلدته الذي يعمل في هذه المهنة.

إلى أن جاء يوم مشؤوم على عم صابر ذهب فيه حتى يبيع الأقمشة الخاصة به إلى أصحاب المراكب فتفاجأ بأن رجلًا آخر من أهل بلدته عمل في نفس المهنة وسبقه إلى أصحاب المراكب وباع إليهم الأقمشة، فحزن عم صابر حزنًا شديدًا لأن هذا العمل هو مصدر رزقه الوحيد.

هذا بالإضافة إلى أن أحد الرجال سخر منه وهو جالسًا يبكي وقال له: استخدم هذا القماش في صناعة السراويل وقم بارتدائهم بدلًا من البكاء كالأطفال فضحك الرجل وضحك جميع الرجال الموجودين معه ولم يهتم أحد بمشاعر هذا الرجل البسيط.

فعلى الرغم من أن الكلام الذي ذكره هذا الرجل لعم صابر هو محض السخرية إلا أن هذه الجملة لم تؤثر في عم صابر بالسلب، ولكنها دخلت في عقله وجلس يفكر فيها مليًا إلى أن عزم الأمر على العمل في صناعة السراويل بدلًا من الأقمشة وبيعها للناس.

فبعدما صنع السراويل من القماش الذي كان معه ذهب إلى أصحاب المراكب وقال بصوتًا عاليًا: السراويل التي معي مصنوعة من قماش ذات جودة عالية يتحمل ظروف العمل في البحر بثمن رخيص للغاية، اندهش الرجال من عم صابر وما يقوله ولكن أقبل عليه العديد من الرجال يشترون منه السراويل الذي يحتاجونها بالطبع في عملهم.

حصل عم صابر على مكسب قليل ولكنه لم يسخط أبدًا بل رضي وقام بصنع السراويل مرة أخرى ولكن في هيئة جديدة وأشكال جميلة ليبيعها بأسعار تناسب جميع الفئات ويحصل منها على مكاسب كبيرة.

بالفعل ذهب إلى أصحاب المراكب واشتروها منه جميعها وحقق مكاسب كبيرة لم يكن يحلم بها في يوم من الأيام حتى إن الأموال التي حصل عليها كانت أكثر من الأموال التي يحصل عليها في صناعة أقمشة المراكب.

العبرة من هذه القصة هي اليقين التام في تيسير الرزق مهما بلغ بك الحال فلا يجب أن تحزن على مكانٍ ما أخذه غيرك في العمل بل فكر في حكمة الله الذي يقدر لك رزق أكثر في مكان آخر أو عمل آخر، بالإضافة إلى عدم الانشغال بكلام الناس عنك بل فكر بتحويل حياتك إلى الأفضل حتى لا يسخر منك أحد.

3- قصة الطفل والطبيب

نستكمل معكم قصص قصيرة معبرة عن الحياة الاجتماعية حيث تدور أحداث القصة حول طبيب شهير في بلدة ما يدعى حازم معروف عنه التميز والفناء من أجل العمل هذا ما جعله محبوبًا بين الناس، وفي يوم من الأيام لم يكن الطبيب في المشفى وجاء طفل صغير مصاب في حادثة كبيرة ويجب إنقاذ حياته على الفور لأن الثواني في هذه الحالة يموت فيها إنسان ويعيش فيها آخر.

لم يستطع أحد من الأطباء الموجودين إنقاذ حياة الطفل والدخول في مثل هذه العملية بل يجب حضور الطبيب حازم فهو من يقوم بمثل هذه العمليات، صرخ الأب في وجه الممرضين والأطباء بسبب عدم وجود الطبيب حازم في المشفى وحياة ولده الصغير مهددة بالخطر.

قامت إحدى الممرضات مسرعة بمهاتفة الطبيب حازم الذي ظهر على صوته علامات الحزن من شيءٍ ما، طلبت الممرضة من الطبيب أن يأتي مسرعًا فقال لها أنه سوف يقوم بإنهاء ما يفعل ويأتي على الفور.

وصل الطبيب حازم إلى المشفى فقام والد الطفل بتوبيخه وألقى على مسامعه العديد من الألفاظ البذيئة والكلمات الجارحة، ولكن أصعب جملة قالها الأب إلى الطبيب هي أن لو هذا الولد ابنك ما تأخرت عليه وجئت إليه على الفور مع العلم أن الطبيب حازم لم يتأخر وجاء مسرعًا بعد أن هاتفته الممرضة وأعلمته بالخبر.

ظهرت علامات الحزن والأسى على وجه الطبيب الذي لم يتلفظ بشيء لوالد الطفل غير أنه تأسف على تأخيره ثم دخل إلى غرفة العمليات وقام بأداء العملية على أكمل وجه وأنقذ حياة الطفل ثم خرج من الغرفة تاركًا الأب مع ابنه يشعر بالندم تجاه الطبيب الذي عنفه منذ دقائق معدودة.

كانت الصدمة أكبر والندم أشد على والد الطفل الذي كان مع ولده في غرفة العمليات ليطمئن عليه وسمع الأطباء والممرضين يتحدثون حول الطبيب حازم وأنهم يشعرون بالحزن نتيجة حالة الوفاة التي كانت لديه اليوم.

تعجب الرجل مما سمعه وسأل الأطباء عن الشخص الذي توفى من عائلة الطبيب فقالوا له: ابن الطبيب حازم توفى اليوم وعندما كنا نحدثه في الهاتف ليأتي لإجراء عملية ابنك كان يدفن ولده الصغير، فلم يتردد لحظة واحدة عندما علم بحالة الطفل المصاب ودفن ولده وجاء إلى هنا، فشعر الأب بمزيد من الندم تجاه ما قاله للطبيب.

في صدد التعرف على قصص قصيرة معبرة عن الحياة الاجتماعية نستخلص من هذه القصة أننا لا نحكم على الأشخاص المحيطين بنا ونحن في حالة عارمة من الغضب ولا نقول كلام جارح في هذه الحالة قد نندم عليه لاحقًا، بالإضافة إلى مراعاة ظروف الغير وخلق الأعذار حتى نستطيع العيش مع بعضنا في أمن وسلام دون غضب ومشاحنات.

قصص قصيرة معبرة عن الحياة الاجتماعية من أهم وأجمل القصص التي يجب أن نأخذ منها مواعظ وعبر لنتعلم منها أساليب العيش في هذه الحياة وطرق التعامل مع الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى