قصص قصيرة جدًا عالمية
هناك الكثير من القصص قصيرة جدًا عالمية شأنها أن تُفيد الأشخاص بالكثير من الحكم والمواعظ منها ويعلموهم لأطفالهم أو لأي شخص، فالقصة القصيرة تحتوي على الكثير من العبر، وتختلف القصة القصيرة عن الرواية، وبرغم قصرها فهي تؤثر في نفس السامع أو القارئ، ومن خلال موقع البلد سنتعرف على الكثير من قصص قصيرة جدًا عالمية.
قصص قصيرة جدًا عالمية
إن رواية القصص القصيرة مهمة جدًا للإنسان، حيث إن القصة تحتوي على الكثير من الأحداث ورغم قلة مفرداتها إلا أنها تحمل أسرار ومعانٍ لم يستطيع فهمها إلا من يقرأها بتمعن وتركيز، لذا سنذكر العديد من القصص القصيرة التي يوجد في طيات كلماتها معانٍ كثيرة ومهمة فيما يأتي:
1- العجوز التعيس وحديقة المنزل
منذ زمن بعيد خاصةً في أطراف قرية صغيرة كان يوجد رجل عجوز تعيس للغاية، وكان دائم الجلوس وحده في المنزل، فكان أهل القرية يعاملونهُ برفق وحب، ولكنه كان يبادلهم المعاملة الحسنة بالسيئة، فكانوا عند الذهاب لزيارته وقضاء بعض الوقت معه ليؤنسوا وحدته.
كان العجوز يعاملهم بطريقة سيئة حتى يرحلوا من منزله، ولكن لم يسأم الناس منه أو من طريقته معهم، وفي يوم من الأيام طلب العجوز من شاب كان مارًا أمام منزله أن يُخبر سكان القرية أن يأتوا إليه سريعًا، واندهش الشاب مما يقوله العجوز، ولكن كان اندهاشه الأكبر من الإبتسامه المرسوم على وجه العجوز.
حيث كانت هذه هي أول مرة يبتسم فيها العجوز منذ فترة طويلة، فأسرع الفتى بالذهاب للقرية وأخبر أهلها بما قاله العجوز، وأخبرهم بأنه سعيد، فتعجب سكان القرية مما سمعوه، وعندما ذهبوا لمنزل العجوز وجدوه سعيدًا حقًا، وقام العجوز بالترحيب بهم بحرارة وقدمهم ما لذ وطاب من طعام وشراب وحلوى.
فزاد تعجبهم مما يروا وبدأوا يتسائلون عما حدث له حتى ترتسم الابتسامة على وجهه ويسعد لهذه الدرجة ويعاملهم جيدًا أيضًا، فاقترب طفل صغير من العجوز وقال له احترامًا لكِبر سنه “يا جدي ما الذي حدث ليتغير شأنك هكذا وتصبح سعيدًا لهذه الدرجة؟”
فقال الجد وهو يجلس وسط أهل القرية “لقد وجدت صباح اليوم كنزًا في حديقة منزلي، وقررت أن أتبرع به للقرية”، فاندهش كل الحضور وقالوا “ماذا!! كنز في حديقة المنزل؟!”، فأردف العجوز قائلًا: “نعم، وبواسطة هذا الكنز سنتمكن من توفير كل ما تحتاجه القرية أيًا كان.
فيمكننا أن نُنشئ مستشفى جديدة، والعديد من المدارس والجامعات التي ستساعد أولادنا من الدراسة والتقدم في الحياة، والعديد من الأشياء الأخرى”، فصاح سكان القرية فرحين، وشكروا العجوز كثيرًا، وعاش الجميع في سعادة وهناء.
تحمل هذه القصة من قصص قصيرة جدًا عالمية العديد من الحكم والعبر التي يجب تعليمها للأطفال الصغار، من أجل التنشئة السليمة والمعاملة الجيدة مع الآخرين.
2- الفيل والذئب
من إحدى قصص قصيرة جدًا عالمية هي قصة تحكي عن مساعدة الغير والصداقة والتعاون، ففي إحدى الغابات كان يوجد ذئب يبحث عن شيءٍ ما يروي بهِ عطشه، فوجد أمامه شجرة عنب كبيرة وكان بها عنب طازج، فحاول مرارًا وتكرارًا أن يصل للغصن الذي يحتوي على العنب ولكنه لم يستطع.
فذهب لقطيع الذئاب وطلب منهم المساعدة، ولكن لم يذهب أيًا منهم للمساعدة، فذهب وحيدًا وحزينًا للشجرة مرة أخرى، وحاول مجددًا أن يصل للعنب حتى يأكله ويروي عطشه من مائه، ولكنه لم يستطع، وفي هذا الوقت كان يوجد فيل يمر بجانب الشجرة.
شاهد الذئب ومحاولاته الفاشلة في الوصول لغصن العنب، فقرر أن يساعده على ذلك، واِقترب الفيل أكثر من الشجرة ومد خرطومه وأحضر العنب من على الغصن وأعطاه للذئب، ففرح الذئب كثيرًا مما فعله الفيل، ولمساعدته له في حال أنه لم يقبل أحد من قطيعِه أن يساعده، لأنه وأخيرًا سيروي عطشه، وشكر الفيل وذهب كلٌ منهم في طريقة.
بعد عدة أيام كان يتجول الفيل في الغابة، وأُصيب بقطعة خشبية في قدمه، ولم يستطع أن يُخرجها منها، وطلب كثيرًا من أصدقائه الأفيال أن يساعدوه على نزعها، ولكن لم يوافق أيًا منهم خشية أن يُصابوا هُم بها في محاولة نزعها عنه، وجلس الفيل يبكي ألمًا من الخشبة التي أُصيب بها.
في هذه الأثناء كان الذئب الذي ساعده سابقًا يمر بجانب مكان تواجد الفيل وسمع بكائه، وتتبع الصوت حتى وصل إليه، وقال الذئب سائلًا: “ماذا حدث وما الذي يُبكيك؟” فقال الفيل مُجيبًا: “لقد دخلت قطعة خشبية في قدمي ولم أستطع اِنتزاعها، ولم يقبل أحد من أصدقائي مساعدتي أيضًا”.
فظل الذئب يبحث في أقدام الفيل عن القدم المصابة، وعندما وجدها أخرج منها قطعة الخشب بواسطة أنيابه، فشعر الفيل بالراحة وزوال الألم من قدمه، واستطاع الوقوف على قدمه مرة أخرى دون ألم، وشكر الفيل الذئب لمساعدته له، وبسبب مساعدتهم لبعضهم البعض قررا أن يُصبحا أصدقاء مقربين.
3- الأب والابنة
واحدة من أروع القصص قصيرة جدًا عالمية، فيُحكى أنه كان يوجد أب وابنته الصغيرة، وكان الأب يحب طفلته جدًا، فكان دائمًا ما يأخذها للتنزه، وفي يوم من الأيام أخذ الأب ابنته من المدرسة وذهب بها للحديقة حتى يتنزهون قليلًا، وبعد أن استمتعوا طوال اليوم معًا جاء وقت العودة للمنزل، وكان عليهم أن يعبروا الطريق.
فقال الأب لابنته: “أعطيني يدكِ وتمسكي بي جيدًا حتى نعبر الطريق سويًا”، فتزمرت الفتاة وقالت: “لكنني أريد أن أعبر دون أن تُمسك بيدي، فقد كبرت الآن يا أبي” فجثا الأب على ركبتيه للحديث مع طفلته بوضوح أكثر، وأمسك يديها وقال:
“أعلم أن إبنتي الصغيرة قد كبرت الآن ويمكنها أن تعبر الطريق بمفردها، ولكنني أريد أن نمسك يد بعضنا البعض حتى لا يفلت أي منا يد الآخر، ولأنني أحب ذلك أيضًا” فابتسمت الفتاة وتمسكت بيد والدها، وعبرا الطريق بسلام.
بعد مرور الكثير من الأعوام، خاصةً في عيد ميلاد الأب الستين، فكرت الابنة أن تأخذ والدها للتنزه كما كان يفعلون عند صِغرها، وقضوا يوم رائع ومليئ بالحب والسعادة، وفي وقت العودة للمنزل كان يجب عليهم أن يعبروا الطريق، فأمسكت الفتاة يد والدها حتى يعبروا الطريق، وأبتسم الأب وتذكر مما حدث بينهما منذ زمن وقال:
“لقد كبرت ابنتي حقًا وأصبحت تُمسك بيدي حتى نعبر الطريق” فابتسمت ابنته وتذكرت أيضًا ما حدث سابقًا، وعبرا الطريق سويًا، وبعد ذلك قبلت الابنة يد والدها وقالت مُبتسمه: “لقد أمسكت بيدك لأنني أحب ذلك”، كانت هذه واحدة من أجمل قصص قصيرة جدًا عالمية.
4- ابن الملك
من أفضل القصص قصيرة جدًا عالمية، أنه منذ زمن بعيد كانت توجد مدينة صغيرة يحكمها ملكٌ ظالم، وكان لدى هذا الملك ابن متسلط ومتعجرف في تصرفاته، وقاسي الطباع أيضًا، ولم يكن هناك أحد غني ويملك أموال في المدينة سوى العائلة الملكية، وكان أهل المدينة شديدي الفقر والحاجة للمال.
كان يوجد بينهم شاب فقير ولكنه كان مكافح ومجاهد وذو أخلاق حسنة، وكان يحبه كل سكان المدينة لمساعدته لمن يحتاجه في فعل شيء دون مقابل، وفي يومٍ ما قرر الملك أن يتنازل عن منصبه لابنه الأمير، وعندما علم سكان المدينة قرروا أن يثوروا على الحاكم وعلى قراراته الظالمة.
كان قائدهم هو الشاب الفقير، وفي يوم تتويج الأمير ليصبح ملكًا عليهم ثاروا عليه إعتراضًا عما يحدث، وعن قرار الملك الظالم، وتحت قيادة الشاب الفقير إقتحم سكان المدينة القصر الذي يعيش فيه الملك، وأجبروا الملك على التنازل عن الحكم، وقاموا باختيار الشاب الفقير بأن يكون هو المسؤول عنهم وعن حوائجهم.
كان أهل المدينة يريدون الإنتقام من الملك وعائلته لأنهم كانوا السبب في الفقر والقحط الذي كانوا يعيشون فيه طوال حياتهم، ولكن قام الشاب بفعل شيء صدم الجميع حيث عفي عن الملك وابنه وجميع أفراد العائلة الملكية أيضًا، رغم إنهم كانوا سبب في فقره طوال عمره، ووسط دهشة أهل المدينة خطب الشاب فيهم وقال:
“ما الفائدة من الانتقام من الملك وعائلته عما كانوا يفعلوه بنا طوال هذه السنوات، فالإنتقام لن يعيد لنا أموالنا أو أرضنا التي أخذوها لهم، ويجب على الإنسان أن يتعلم معنى التسامح والعفو حتى يتقدم في حياته”.
ففهم أهل المدينة الغرض والمغزى مما فعله الفتى، وتيقنوا أن اختيارهم له بأن يكون مسؤول عنهم كان اختيارًا صائبًا، وفي محله، ويجب عليهم أن يعفو عند قدرتهم لذلك، لأن الانتقام لا يولد سوى الكره والحقد بين الناس، وأن أساس مدينتهم الجديدة سيكون بالتسامح والحب بينهم وبين بعضهم لكي يتمكنوا من العيش في سعادة وهناء.
5- الطبيب والمرضى
في قرية بعيدة كان يوجد طبيب حكيم، وكان يأتي لهذا الطبيب الكثير من الأشخاص كل يوم من أماكن عديدة وبعيدة أيضًا ليأخذوا منه العلاج لمرضٍ ما أو الحكمة وبعض النصائح التي تساعدهم على حل مشاكلهم، فكان يجد لكل منهم علاج أو حل لمشاكله حتى لو كانت مستعصية.
إلا بعض الأشخاص الذين كانوا دائمًا ما يتذمرون من الكثير من الأشياء معًا، مثل: التذمر من العمل والأطفال والمسؤولية، وغيره الكثير، فكان كلما يجد حلًا لهم لا يرغبون به ويريدون حلًا آخر، فقرر في إحدى المرات أن يحضرهم جميعًا معًا، وحدد معهم جميعًا موعد واحد ليأتوا فيه إليه دون علم أحدٍ منهم عما سيفعل عند مجيئهم.
في اليوم الموعود حضر كُل الأشخاص المتذمرين، وأجلسهم الطبيب معًا، وطلب من كل شخص فيهم أن يتحدث عما يزعجه، فبدء الأول بالحديث وعند انتهائه من حديثه بدء الثاني، ثم الثالث والرابع، وعلى هذا المنوال حتى انتهوا جميعًا من الحديث.
تعجبوا كثيرًا منهم من مشاكل بعضهم البعض، وبدأوا في إخبار بعضهم عن حلول لهذه المشاكل، عندما انتهوا من حل مشاكل بعضهم قال الطبيب “إن هذا ما تحتاجونه”، فتعجبوا وتساءلوا عما هو هذا الشيء؟
فأردف الطبيب قائلًا: “تحتاجون الحديث مع الغير على مشاكلكم، الحديث مع شخص لديه نفس المشاكل التي تُعانون منها حتى يتمكن من إيجاد حل مناسب، فعندما سمع كلٌ منكم مشاكله ولكن على لسان غيره قال إن حلها سهل جدًا وأعطى صاحب المشكلة الحل، فلماذا لا يطبق هذا الحل على نفسه أيضًا؟
يجب عليكم ألا تشعروا أن المشاكل صعبة أو يستحيل حلها، فهي في نظر الغير في غاية السهولة وحلها بسيط جدًا”، ففهم هؤلاء الأشخاص المراد من جلوسهم معًا والحديث عن مشاكلهم أمام بعضهم.
فيما بعد لقى الطبيب بعضًا من هؤلاء الأشخاص، وهَموا بإلقاء التحية عليه وشُكرهُ على ما قد فعله سابقًا، وأنه كان حلًا رائعًا لمعرفة كيف يتخطون مشاكلهم، وأن عدم التفكير في المشكلة التي حدثت تجعلها تتلاشى مع الوقت، وكانت هذه القصة من أفضل قصص قصيرة جدًا عالمية.
يوجد العديد من القصص الرائعة التي تعبر عن التسامح والحب والمساعدة، وغيرها أيضًا من قصص قصيرة جدًا عالمية يحبها الكبار والصغار، ويستمتعون بقرائتها أو سماعها.