الملك سعود بن عبد العزيز
الملك سعود بن عبد العزيز أحد أفراد العائلة المالكة وأحد الملوك الذي تولوا حكم المملكة العربية السعودية لفترة من الوقت، فهناك العديد من الحكام والولاة الذين وردوا على حكم المملكة، كما كان له العديد من الإنجازات في الفترة القصيرة التي تولى فيها الحكم، لذا سنعرض لكم من خلال موقع البلد كل ما تحتاجون معرفته عن الملك سعود بن عبد العزيز.
الملك سعود بن عبد العزيز
يعد الملك سعود بن عبد العزيز أحد الملوك الذين حكموا المملكة العربية السعودية في البداية، فهو ثاني الحكام الذين أتوا بعد أن توفي والده الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
فكان بمثابة الذراع الأيمن للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طوال فترة توليه الحكم وحتى وفاته، كما كانت للملك سعود بن عبد العزيز العديد من الإنجازات التي يُشهد بها له، ومن خلال الفقرات التالية سنعرض كل ما يخص حياة هذا الملك.
كان اسمه بالكامل هو سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن نقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي، وكان نسبه ينتسب إلى بكر بن وائل بني أسد بن ربيعة، وكان أبوه هو الملك عبد العزيز بن عبد الحمن آل سعود مؤسس المملكة، وأمه وضحى بنت محمد بن برغش العريعر.
مولد الملك سعود بن عبد العزيز
ولد الملك سعود في مدينة الكويت بالعام 1319 من الهجرة والعام 1902 من الميلاد تحديدًا في اليوم الخامس عشر من شهر يناير، وكان ذلك بمدينة الكويت لكنه انتقل فيما بعد مع عائلته إلى الرياض، وهناك تلقي العلم ومبادئ القراءة والكتابة إضافةً إلى العديد من العلوم الدينية، وتلقي العلم ونشا في مدرسة أبيه عبد العزيز.
تولي الملك الجليل سعود بن عبد العزيز الحكم
كان لدى الملك عبد العزيز بن سعود اثنين من الأبناء الذي كان يخشى للغاية التنافس الذي قد يحدث بينهما بعد وفاته فيما يخص تولي الحكم، لذا قبل أن يتوفاه الله في التاسع من شهر نوفمبر بعام 1953 من الميلاد (الثالث من ربيع الأول لعام 1373 من الهجرة) جعلهما يقسمان آلا يتقاتلا بعد وفاته خوفًا من أن تتشتت مملكته التي أنشأها، واتفقوا على أن يكون الملك سعود بن عبد العزيز هو الملك بعد وفاة أبيه وأن يكون لأخيه فيصل منصب ولاية العهد.
لذا وبعد أن أذيع خبر وفاة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن تغمده الله برحمته وتجمع الأسرة المالكة حول جثمانه، خرجوا من عنده وبايع العديد من ولاة المدن والناس الملك القادم سعود بن عبد العزيز ملكً على المملكة العربية السعودية، وبايعوه على السمع والطاعة واتباع نهج والده رحمه الله، كما أعلنت في وقتها تولي أخيه فيصل بن عبد العزيز ولاية العهد.
على الرغم من اليمين الذي أقسمه الأخوين على عدم النزاع لتولي الحم إلا أنها خالفاه وكان بينهما نزاعًا مستمرًا على السلطة والأمور المتعلقة بإدارة شؤون البلاد، لكن الملك سعود بن عبد العزيز تمكن من تولي الحكم لأن عدد أبناءه كان حوالي أربعين ولدًا أما أخاه فيصل فكان له من الأولاد الثمانية فقط وكان قد أرسلهم إلى البعثات الدراسية للخارج وفي البلاد الأمريكية.
في نهاية الأمر استقر الوضع على تولي فيصل بن عبد العزيز منصب نيابة رئيس الوزراء كما عينه أخوه وزيرًا للخارجية، واحتفظ الملك سعود بأمور الحكم ورئاسة الحكومة لنفسه فقط.
سياسة الملك الراحل سعود بن عبد العزيز
في شهر مارس للعام 1954 من الميلاد عقد الملك سعود أول اجتماعًا لمجلس الوزراء بصفته ملكًا للملكة العربية السعودية، وأعلن أن أول الأمور التي يهتم بها هي التمسك بأعمدة الدين الإسلامي لحكم البلاد، وأنه عمل على اتباع الأسلوب والدرب الذي رسمه والده الراحل فيما يخص سياسة الحكم، وأضاف أن هدفه الأول هو تثبيت أصول الدين والشرع في المملكة بأكملها.
كما قال إن وظيفة حكومته هي تقوية الجيش والتصدي للفقر والجوع والمرض الذي كان موجودًا بالمملكة في هذه الفترة، كما أراد من الحكومة والوزراء الذين اجتمع بهم أن يحسنوا من الخدمات الطبية والخدمات العامة بالمملكة، وأراد تأسيس بعض الوزارات الجديدة للمعرف والمواصلات والزراعة، وأكد في خطابه على ضرورة الالتزام بالقواعد والتقاليد التي تحكم المملكة، وفي نفس الوقت محاولة التطوير المستمر فيما يخص أمور حكمه وحكومته.
تابع سياسة الملك الراحل سعود بن عبد العزيز
في هذه الفترة تأسست في المملكة العربية السعودية العديد من الوزارات التي وصل عددها إلى ثمانِ وزارات، وكان الوزراء المسؤولين من الأسماء التي سيل التاريخ يذكرها دائمًا، ومن هذه الوزارات والوزراء ما يلي:
- أنشأت وزارة المعارف التي كان مسؤولًا عنها الوزير فهد بن عبد العزيز.
- وزارة المواصلات التي تولاها الوزير سلطان بن عبد العزيز.
- وزارة الصحة التي تولاها الوزير رشاد فرعون.
إضافةً إلى وزارة التجارة والزراعة ووزارة المالية والاقتصاد الوطني ووزارة الطيران والدفاع والداخلية، كما كان الملك سعود يتحكم في الأمور التي تخص حكم أخيه وكان يضيق عليه الخناق، وفي الفترة بأواخر الخمسينات بدأ الصراع الخفي الذي يدور بينهما واضحًا للناس، فأصبح الكثير من الوزراء وأفراد الشعب يتحدثون عنه.
اتجه انتباه الملك سعود بن عبد العزيز قبل كل شيء إلى كيفية تطوير التعليم وتوسيع نطاقه في كافة المجالات، فقام بإنشاء أو جامعة في الجزيرة العربية وسماها جامعة الملك سعود وكانت تقع في الرياض بعام 1957 م والعام 1377 هـ.
ثم افتتح معهد الإدارة العامة للتنظيم الإداري وتلاه إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وتلاها العديد من الجمعيات والمعاهد التعليمية التي ساعدت كثيرًا في تطوير التعليم أثناء فترة حكمه.
تأزم الوضع الداخلي للمملكة بعهد الملك سعود
لم يكن لدى الملك سعود بن عبد العزيز الهيبة والشخصية القوية التي تمتع بها والده، لكنه تمكن من محاكاه العديد من النواقص التي كانت تفتقرها المملكة في عهد والده، فكان يعتبر أن مال المملكة ماله الخاص، فأصبح يبذر فيه في الأمور الشخصية التي ليس لها علاقة بمملكة.
في هذه الفترة ظهر أحد المواطنين الذي كان اسمه فيلبي والذي كان يعتبر الملك عبد العزيز آل سعود بطلًا، فأخذ ينتقد حكم ابنه ويثور عليه حتى طرده الملك سعود من المملكة بالكامل، وبمجرد أن حدث هذا ظهرت العديد من الأصوات التي تحدثت عن مدى فساد الحكم وفساد المملكة في ولاية الملك سعود بن عبد العزيز، مما اضطر الملك أن يسمح لفيلبي بالعودة إلى بلاده ليقضي السنوات الأخيرة من حياته ببلده.
بدأت الرشوة تتسلل إلى الجهاز الحكومي للملكة العربية السعودية من أعلاه، فوصل الأمر إلى دفع الرشاوى للإفراج عن المساجين الذين ارتكبوا الأعمال المخالفة للقانون، وأصبحت الوزارات والمحافظات تمارس العديد من العمليات النقدية الغير مشروعة وإجبار البنوك المالية على بيع النقد الأجنبي وفقًا للأسعار الرسمية.
حتى فترة الخمسينات كانت المملكة العربية السعودية تنتشر بها ثقافة تجارة العبيد وإقامة أسواق الرقيق، وكان العبيد من الصومال وأثيوبيا والسودان المستعمرات الفرنسية التي وجدت وقتها في غرب أفريقيا.
على الرغم من الكفاح الدولي الذي استمر تجاه المملكة العربية السعودية للتخلص من هذه السياسة، إلا أن المملكة وحكومتها لم تهتم إلا بعد مرور الكثير من الوقت، فأعلت أن استيراد العبيد الحر من الأمور الغير قانونية التي سيعاقب عليها القانون بالسجن الذي لا يقل عن السنة.
انتشر الفساد التام بين أفراد الفئة الحكمة للمملكة، فأصبح التبذير في أموال الدولة من الأمور التي مارسها كل المسؤولين عن الدولة في هذه الفترة ولم يهتموا إلا بالترف والملبس والسيارات والبيوت.
تابع تأزم الوضع الداخلي للمملكة بعهد الملك سعود
في بداية فترة الخمسينات بالأخص بعد الثورة المصرية التي قامت في العام 1952 ظهر بعض أفراد تنظيم ثوري ديموقراطي الذي عارض كل ما يخص نظام الحكم، وكانت تلك المجموعة هم أول من أقاموا الإضراب العمالي والامتناع عن العمل اعتراضًا على الحكم، وكانت أهداف تلك الحملة الأساسية تتمثل في بعض النقاط التالية:
- تحرير المملكة من التسلط الاقتصادي لشركان النفط والبترول.
- إتاحة حرية الاعتراض والتظاهر، واعتماد دستور خاص بالانتخابات البرلمانية.
- التطوير في الصناعات المحلية الوطنية وتوفير الأسمدة والبذور والآلات الزراعية للفلاحين والزراعين بأسعار مخفضة.
- الإلغاء التام لسياسة الرق وتجارة العبيد.
- أعادة النظر فيما يخص الاتفاقيات التي تم عقدها مع شركات النفط والبترول، وإعادة صياغتها بشكلٍ يضمن إمكانية وحق استثمار الموارد الطبيعية وثروات البلد.
- التصدي للأمية وتأسيس المدارس المخصصة للبنات، وتوسيع نطاق التعليم العالي والمعاهد.
في عام 1956 بدأت الحكومة بالمملكة العربية السعودية قرارتها بتصفية كل من ينضم إلى تلك الجبهة التي سميت بجبهة الإصلاح الوطني.
فبدأ اعتقال الأعداد الكبير من أعضائها أي من الشباب الذين عرفوا بأفكارهم الديموقراطية، لذا أصبح من الصعب ممارسة نشاطات الحملة بالمملكة، لكن أعضائها لم يتوقفوا وواصلوا إرسال صوتهم من مصر وسوريا وغيرها من البلدان العربية.
وصل الأمر إلى خوف الحكومة من تطور التعليم لكيلا تظهر لديهم العديد من الأفكار الواعية والديموقراطية التي ستعترض على الحكم، وفي أبريل لعام 1955 أصدر الملك سعود بن عبد العزيز قرارًا بمنع الدراسة في الخارج وأرسل لكل الطلاب السعوديين المسافرين لأجل الدراسة لكي يعودوا إلى بلادهم، عدا طلاب الطب والحقوق والهندسة.
هناك العديد والعديد من مظاهر الفساد التي ظهرت في حكم الملك سعود بن عبد العزيز للملكة العربية السعودية، فتسببت تلك السياسة الداخلية الفاسدة التي اتبعتها المملكة في استياء العديد من فئات السكان، وبدأت تتكون العديد من العناصر الثورية المعارضة، الأمر الذي سبب تأزم بالغ في الوضع الداخلي للمملكة العربية السعودية.
الحركة العمالية بعهد الملك الراحل سعود بن عبد العزيز
في الفترة بأواخر الأربعينات وبداية الخمسينات ظهرت بعض القوى الاجتماعية الجديدة بالمملكة العربية السعودية، وازدادت النزاعات الاجتماعية بطريقة لم يسبق لها مثيل، ولأول مرة بدأت الفئة العُمالية بطرح مطالبها.
حدث أول إضراب للعامل العاملين بشركة أرامكو بعام 1945 م، هنا قامت الإدارة بتقديم العديد من التنازلات التي كان منها أن يصبح العمل لمدة ثماني ساعات فقط باليوم ويكون لهم عطلة ليومٍ واحدٍ في الأسبوع، مع إعطاء العمال إجازة سنوية مدفوعة الأجر مدتها أسبوعين.
بعد ذلك قام عمال شركة أرامكو بتشكيل لجنة كالنقابة لضمان حقوقهم والمطالبة بها بقوة، والتي تتمثل في توفير مساكن للعمال المغتربين الأجانب ورفع الأجور وغيرها، فبدأت إدارة الشركة إهمال كل تلك المطالب ولم تقم بتنفيذها، كما قامت الحكومة باعتقال 12 عضو من هذا اللجنة.
فاضطر العمال للإضراب ثانية وهكذا استمرت الخلافات والاعتراضات العُمالية على الشركات والحكومات، وبعد مرور عامين أصدر الملك سعود بن عبد العزيز قرارًا يمنع المظاهرات الإضرابات وتوقيع مخالفة بالحبس لمدة لا تقل عن الثلاث سنوات على من يخالف هذه القوانين.
كما بدأت الحكومة حملة كبيرة من الاعتقالات والاغتيالات لمنع العمال والمواطنين من التظاهر أو الاعتراض على نظام الحكم الموجود بالمملكة.
الصراع بين فيصل وسعود على الحكم
كما سبق وذكرنا أن الصراع بين الملك سعود بن عبد العزيز وأخيف فيصل قد استمر طوال فترة الحكم، وكان النزاع بينهما قائمًا على مرحلتين:
المرحلة الأولى: استيلاء فيصل بن عبد العزيز على الحكم
في مرحلةٍ ما اتهم الملك سعود بن عبد العزيز بالتآمر لاغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر، هذا الامر الذي تسبب بحدوث الجلبة بداخل المملكة العربية السعودية لما كان للرئيس الراحل جمال عبد الناصر من شعبية كبيرة.
في نفس الفترة كانت المملكة العربية السعودية تعاني من أزمةٍ مالية فادحة بسبب إهدار الملك سعود بن عبد العزيز المال العام للدولة على اهتماماته الشخصية وقصوره وحاشيته.
نتيجة لذلك وللعديد من الاضطرابات الأخرى التي حدث في نظام الحكم بالمملكة وإلى انتفاضات العمال التي بدأت بالظهور بمرةً أخرى، رأى أل سعود أنه من الضروري إجراء انقلاب في القصر الحاكم وتسليم الحكم لولي العهد فيصل بن عبد العزيز.
بعد العديد من الصراعات والخلافات التي قامت بين الأخوين وامتناع الملك سعود بن عبد العزيز عن تسليم ذمام الحكم لأخيه، تمكن الملك فيصل من تولي زمام الأمور وحكم المملكة العربية السعودية.
المرحلة الثانية: عودة الملك سعود بن عبد العزيز للسلطة
بعد مرور عامين توالت فيهم العديد من التغيرات والأحداث التي جالت المملكة العربية السعودية، قام الملك فيصل بتقديم مرسوم ملكي بالميزانية الخاصة بأمور المملكة، فرفض الملك سعود توقيعها لأنه رأى أنها لا تحتوي على الكثير من التفاصيل.
في مساء نفس اليوم رفع الملك فيصل رسالة احتجاج واعتراض على ما فعله الملك، فاعتبرها الملك رسالة استقالة، الأمر الذي وافق عليه الملك فيصل، وتمكن الملك سعود من العودة لتولي ذمام الحكم بعام 1960.
الإنجازات في عهد الملك الراحل سعود بن عبد العزيز
تمثل الاقتصاد في عهد الملك سعود بن عبد العزيز في بعض النقاط التالية:
- ظهور أول إصدار سعودي (اتحاد البريد العربي) في عهد الملك سعود
- ظهور بعض الطوابع في عهده وإصدار جامعة الدول العربية.
- شارك الملك سعود في مؤتمر بيروت لملوك ورؤساء الدول العربية بعام 1375 هـ.
- مؤتمر الاتحاد البريدي بالرياض في عام 1379 هـ.
- افتتاح أول خط عالمي لا سلكي.
- الاتحاد العربي للمواصلات اللاسلكية والسلكية.
- توسيع ميناء الدمام.
- إصدار أول وآخر مجموعة من الطوابع في عهد الملك سعود.
- افتتاح مطار الظهران الدولي.
- التوسعة الفخمة في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
- إعلان حقوق الإنسان الذي كان آخر الإصدارات السعودية في عهد الملك سعود.
- كان للملك سعود دورًا في العديد من التحديثات والتغيرات العمرانية التي حدثت في عهده.
- ساعد على رفع المستوى الاقتصادي للمملكة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
- أطلق العديد من المشاريع التنموية.
- عمل على زيادة الأرباح التي تدخل سنويًا للمملكة العربية السعودية.
خلع الملك سعود من حكم المملكة العربية السعودية
في اليوم التاسع والعشرين من شهر مارس للعام 1964 أصدر الأمراء والعلماء بالإجماع أنه يجب تسليم كامل ذمام وأمور السلطة إلى الملك فيصل بن عبد العزيز وأن الملك سعود يبقى في حكمه بالاسم فقط.
نتيجة لهذا أصدر مجل الوزراء سلسلة من القرارات التي تنص على انقضاء سيطرة الملك سعود على الحرس الملكي وحرسة الخاص كذلك، وتم تسليم التشكيل الوزاري الأول لوزارة الدفاع والثاني للداخلية، كما تم إلغاء البلاط الملكي وأصبحت المخصصات السنوية للملك سعود تصل إلى نصف قيمتها، إلى أن وصلت إلى 238 مليون ريالًا سعوديًا.
صدرت مثل هذه القرارات بحثًا عن مصلحة البلاد العامة، لأن الأمراء رأوا أنه يجب اتخاذ تلك القرارات منعًا لحدوث ما لم يكن بالحسبان، وقد استمر حكم الملك سعود الأسمر إلى الثاني من شهر نوفمبر للعام الميلادي 1964، وعزل من منصبه وتولى الملك فيصل بن عبد العزيز الحكم مكانه.
لجوء الملك فيصل إلى مصر
وصل الملك سعود بن عبد العزيز للأراضي المصرية بالعام 1966 وتم استقبله في المطار محافظ القاهرة سعد زايد، وبعد القليل من الأيام التي مكثها في مصر التقى بالرئيس جمال عبد الناصر، وتحدثا بكل ما يخص العداوة التي كانت بين مصر والسعودية في فترة حكمه، والدور التي شاركت به المملكة لتمويل التآمر لفض المملكة العربية السعودية.
عرف جمال عبد الناصر من خلال حديثه مع الملك سعود أن السعودية قامت بدفع 12 مليون جنيهًا إسترليني لمجموعة الانقلاب عليه، وتقدم الملك سعوط بطلب من الرئيس جمال عبد الناصر أن يساعده في العودة إلى المملكة وتولي الحكم مرة أخرى، فوافق الرئيس جمال عبد الناصر وبدأ الاثنين في التعاون لهدم المملكة وإقامة العديد من التفجيرات على الأراضي السعودية.
وفاة الملك سعود بن عبد العزيز
توفي الملك سعود بأثينا باليونان، وذلك في التاريخ الموافق 13 من شهر فبراير لعام 1969 من الميلاد، وكان ذلك بسبب إصابته بالعديد من الامراض في الفترة الأخيرة من حياته، وكانت آخرها الإصابة بنوبةٍ قلبية أدت إلى وفاته.
تم نقل جثمانه إلى مكة المكرمة، وأقيمت الصلاة عليه في المسجد الحرام، ودفن في مقبرة تسمى مقبرة العود بالرياض، وكان الملك الرحل سعود بن عبد العزيز هو الملك الوحيد الذي تم خلعه من منصبه في تاريخ المملكة العربية السعودية.
على الرغم من العديد من المشكلات والصراعات السياسية والاقتصادية والعمالية التي حدثت في عهد الملك سعود، إلا أنه قد ساهم في العديد من التطورات التي حدثت بالمملكة العربية السعودية، وكان ذلك كل ما تحتاجون معرفته عن الملك الراحل سعود بن عبد العزيز.