أهمية فلسطين الدينية
أهمية فلسطين الدينية تجعل لها مكانة خاصة في الديانات السماوية الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية، حيث قامت معظم الحروب على الأراض الفلسطينية عبر تاريخها العظيم من أجل أهميتها الدينية التي تتميز بها دونًا عن سائر البلاد العربية، فهي من الأراضي المباركة، لذا يقدم لكم موقع البلد أهمية فلسطين الدينية بالنسبة للثلاث ديانات، بالإضافة إلى بعض المعلومات حول المقدسات الدينية في فلسطين وذلك من خلال السطور القادمة.
أهمية فلسطين الدينية
ميز الله -سبحانه وتعالى- فلسطين بالمكانة الدينية المميزة في بقاع الأرض العديدة، حيث تعد فلسطين مهدًا للحضارات والتراث والرسالات الدينية العريقة، وتتمثل أهمية فلسطين الدينية في الديانات السماوية فيما يلي:
أولًا: أهمية فلسطين في الدين الإسلامي
ذكر الله -سبحانه وتعالى- مدينة القدس في العديد من الآيات والسور التي وردت في القرآن الكريم، حيث فضل الله -عز وجل- أن يُسرى بالرسول -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الأقصى إلى السماوات، وقد تم فرض إقامة الصلوات على المسلمين من أرض فلسطين، وأصبحت القدس هي القبلة الأولى للمسلمين قبل أن تصبح مكة القبلة التي يتجه إليها المسلمون في الصلاة.
منذ إقامة الدولة الإسلامية والمسلمون يهتمون بمدينة القدس بشكل خاص، حيث أقاموا فيها العديد من المساجد والمباني التراثية المزخرفة بشكل مميز لجعل القدس مدينة مميزة عن غيرها من المدن الدينية الأخرى.
الآيات الدينية التي ذكر فيها الله القدس والمسجد الأقصى
ذكر الله -سبحانه وتعالى- القدس والمسجد الأقصى في أكثر من موضع في آيات القرآن الكريم، مما يدل على أهمية فلسطين الدينية، ومن ضمن الآيات ما يلي:
- قال الله -تعالى- في سورة الإسراء في الآية رقم :1 “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ“.
- قال الله -عز وجل- في سورة البقرة في الآية رقم 144: “قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”.
- قال -تعالى- عندما نجا سيدنا إبراهيم وأبن أخيه من قوم لوط، في سورة الأنبياء في الآية رقم 71: “وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ”.
- كما ذكر الله في سورة المائدة في الآية رقم 21: “يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ”.
- قال الله -سبحانه وتعالى- في سورة الأنبياء في الآية رقم 105: “وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ”، وقد قيل في معظم التفسيرات أن الله -سبحانه وتعالى- يقصد بالأرض “الأراضي المقدسة” التي ترثها أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- قال الله -عز وجل- في سورة التين في الآية رقم 1 و2 و3: “وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)” وقد قيل في تفسير ابن عباس أن يقصد بالزيتون بلاد فلسطين.
- في سورة النمل في الآية رقم 17 و18 قال الله -سبحانه وتعالى-: “وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ” وقد قيل أنه يقع وادي النمل في فلسطين بجوار عسقلان.
ثانيًا: أهمية فلسطين في الدين المسيحي
قد مر على فلسطين خلال العصور المختلفة العديد من الأنبياء، فقد ولد سيدنا عيسى -عليه السلام- في بيت لحم بفلسطين، وهي تعد المكان الأول الذي بدأ به رسالته الدينية، كما أن فلسطين تحتوي على العديد من الأماكن المقدسة للدين المسيحي، والتي من ضمنها كنسية المهد، وكنسية البشارة وهي التي أتت منها بشارة ولادة مريم العذراء لعيسى -عليه السلام-.
كما أن العديد من المسحيين يؤمنون بأنه بعد أن صُلب سيدنا عيسى -عليه السلام-، تم دفنه داخل كنسية القيامة التي توجد في القدس، وتعد هذه الكنيسة أحد أهم المعالم والأماكن المقدسة لدى المسحيين، حيث يأتي الحجاج المسحيين بشكل سنوي من جميع أنحاء العالم لزيارتها.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء لفلسطين والمسجد الأقصى والقدس مكتوب
ثالثًا: أهمية فلسطين في الدين اليهودي
يطلق اليهود على أرض فلسطين في الديانة اليهودية اسم “أرض الميعاد”؛ وذلك لأنه يؤمن معظم اليهود بأن أرض فلسطين هي الأرض التي وعد الله -سبحانه وتعالى- بها أبناء سيدنا إبراهيم وإسحاق بأنها ستكون ملكًا لهم.
كما يؤمن العديد منهم منذ العصور القديمة بقيام مملكة إسرائيل على أرض فلسطين وانفصلت فيما بعد إلى مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا، وينتمي اليهود إلى يومنا هذا إلى مملكة يهوذا.
كما يعتقدون بأن مدينة القدس “أورشليم” كانت عاصمة تابعة لهم، وقد دفن فيها هيكل سيدنا سليمان، وتعد هذه المدينة من أكثر الأماكن المقدسة حسب الاعتقادات اليهودية.
قد عاش في فلسطين طائفة السامريين، وهم طائفة يعيشون داخل جبل جرزيم في نابلس، وهي طائفة تشبه إلى حد كبير الديانة اليهودية، ولكن هذه الطائفة تعتبر نفسها تنتمى في المقام الأول إلى مملكة إسرائيل التي قد انفصلت عن مملكة يهوذا منذ قديم الأزل.
الأماكن المقدسة والدينية في فلسطين
يوجد العديد من الأماكن المقدسة والأثرية التي تزيد من أهمية فلسطين الدينية للديانات السماوية، وذلك على الرغم من وجود العديد من المنازعات والاضطرابات داخل الأراضي الفلسطينية بسبب الصراع الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة، إلا أنه يأتي العديد من الزوار إلى مدن فلسطين التي تسود عليها الصبغة الدينية للتمتع بزيارة تلك الأماكن المقدسة، وتتمثل تلك الأماكن فيما يلي:
أولًا: المسجد الأقصى
تم بناء المسجد الأقصى خلال عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، وهو يقع في الجهة الجنوبية للحرم القدسي الشريف، إلى جانب ذلك فله عدة مميزات تجعله من أكثر الأماكن المقدسة عند المسلمين في جميع أنحاء العالم، ومن ضمن هذه المميزات ما سنشير إليه عبر النقاط المقبلة:
- يبلغ عرض المسجد الأقصى حوالي 32 متر مكعب، ويبلغ طول المسجد حوالي 88 متر مكعب.
- يحتوي المسجد الأقصى على 53 عمود مصنوع من الرخام.
- تعرض المسجد أثناء عهد الخليفة أبي جعفر لتدمير قوي نتيجة لحدوث زلزال في ذلك الوقت، وتم ترميم المسجد استبدال أبوابه بأبواب مطلية الذهب والفضة.
الجدير بالذكر أنه في عهد احتلال الصلبيين للأقصى قاموا بتقسم الأقصى إلى جزأين، بحيث يتمثل الجزء الأول في مسكن للفرسان والجنود ومخزن ومستودع للذخائر، والجزء الآخر كان يتمثل في جعله كنيسة لهم لإقامة الشعائر الدينية الخاصة بهم، واستمر الوضع هكذا إلى أن قام صلاح الدين بتحرير المسجد الأقصى وقام بتعديل وإصلاح ما قاموا بتدميره الصليبيون.
ثانيًا: مسجد قبة الصخرة
يعد مسجد قبة الصخرة من الأماكن المقدسة التي تزيد من أهمية فلسطين الدينية، وذلك لعدة أسباب سنعرضها لكم فيما يلي:
- اتخذ سيدنا إبراهيم -عليه السلام- قبة الصخرة مذبحًا ومعبدًا له.
- أقام سيدنا يعقوب -عليه السلام- مسجده بجانب قبة الصخرة الشريفة.
- قام سيدنا داود -عليه السلام- ببناء المحارب الخاص به عن قبة الصخرة الشريفة.
- عرج منها سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات من خلال رحلة الإسراء والمعراج.
- قام موسى -عليه السلام- بإنشاء ونصب خيمة الزمان أو الاجتماع في قبة الصخرة.
- في العصر الأموي وعهد الخليفة عبد الملك بن مروان، تم بناء مسجد فوق قبة الصخرة الشريفة.
ثالثًا: الجامع العمري
يعد الجامع العمري من أكثر الأماكن المقدسة والتي يأتي المسلمون لزيارتها في القدس، حيث إنه هو الجامع الذي أقام فيه الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الصلاة وذلك عندما كان داخل كنسية القيامة وحضره وقت الصلاة.
قام البطريرك بعرض إقامة الصلاة على عمر بن الخطاب داخل الكنسية، ولكن خشى الخليفة عمر أن يتسبب ذلك في حدوث نزاعات وخلافات بين بعضهم البعض، فخرج خارج كنيسة القيامة وقام برمي حجر وأقام الصلاة عند مرمى الحجر، وبعد ذلك تم إنشاء مسجد العامري مكان مرمى الحجر وصلاة الخليفة عمر، وأصبح من أهم المعالم الأثرية والمقدسة للمسلمين.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عدد الفلسطينيين في العالم في الأعوام الأخيرة
رابعًا: مسجد المصلي المرواني
يوجد مسجد المصلى المرواني داخل الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، وكان يطلق عليه قديمًا اسم “التسوية الشرقية من المسجد الأقصى”، ويتمتع هذا المسجد ببناء تراثي مميز كما يلي:
- يتكون المسجد من ستة عشر رواقًا، حيث إن تبلغ مساحته حوالي 2775 متر مربع.
- كان يستخدم خلال عهد الملك بن مروان في تعليم أصول الفقه للمسلمين لذلك أُطلق عليه اسم “المصلى المرواني”.
- أطلق عليه اسم “إسطبلات سليمان” خلال فترة الاحتلال الصليبي لبيت المقدس؛ وذلك لأنه كان يستخدمه الجنود كإسطبل للخيول ومخزن للذخائر والمعدات الحربية، وقام صلاح الدين بفتحه مرة أخرى بعد تحرير بيت المقدس.
- تم تجديد المصلى في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، وأصبح على شكله الحالي، وقد أعيد ترميم المسجد وتم افتتاحه مرة أخرى للمسلمين عام 1996.
خامسًا: المسجد الإبراهيمي
يوجد مسجد الإبراهيمي داخل مدينة الخليل بفلسطين، وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبةً إلى قبر سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الذي يوجد بداخله، ويوجد حوله سور قديم قد تم بناءه منذ حوالي 2000 عام.
سادسًا: جدار البراق
يعبر عن هذا الجدار بحائط كبير تم بناءه من الحجارة الضخمة، ويتميز بشكله الفريد، حيث يبلغ طوله حوالي 156 متر مربع، وعرضه 65 متر مربع، وهو يمثل أهمية كبيرة للمسلمين حيث إنه أثناء رحلة الإسراء والمعراج التي خاضها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قام الرسول بالبقاء في هذا الجدار في تلك الليلة.
سابعًا: كنيسة القيامة
تتمتع هذه الكنيسة بالمكانة القدسية والأهمية الفريدة بالنسبة للمسحيين، وهي توجد داخل أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس، وقد تم بناءها فوق منطقة الجلجلة وهي المنطقة التي يعتقد المسحيين أن المسيح ابن مرين -عليه السلام- قد صُلب عليها، وهي تمتاز بتصميمها الفريد والداخلي الذي يمتلئ بالفسيفساء المميزة والنقوش الرائعة.
كما استغرق بناء كنسية القيامة 11 عام، حيث إنه بدأ العمل عليها عام 325م وأنتهى عام 363م، وقد أشرفت على أعمال بناء الكنيسة الملكة هيلانة وهي والدة إمبراطور قسطنطين، ويقال في بعض الأحيان أن الملكة قد عثرت على خشبة الصليب التي صُلب عليها عيسى -عليه السلام-، ومن ثم أمرت الملكة ببناء كنيسة القيامة بداخل هذه المنطقة.
ثامنًا: كنيسة المهد
ولد عيسى ابن مريم داخل هذه الكنيسة لذلك أُطلق عليها كنسية المهد، وهي توجد داخل بيت لحم في القدس، وهذا ما يزيد من أهميتها المقدسة والدينية إلى المسحيين، ويأتي إليها الزوار من جميع أنحاء العالم.
تاسعًا: كنسية مريم المجدلية
واحدة من أهم كنائس فلسطين والتي تقع في منطقة جبل الزيتون في القدس، حيث تم بناء هذه الكنسية خلال القرن التاسع عشر، وهي تتميز بالمظهر التراثي الفريد والقبب الذهبية الملفتة، وتدرج من أهم معالم الآثار السياحية في فلسطين.
عاشرًا: كنيسة كل الأمم
يطلق عليها في بعض الأحيان “كنيسة الكرب” وهي توجد على جبل الزيتون في مدينة القدس بجانب بستنا جثماني، وقد تم إنشاء هذه الكنيسة من عام 1919 إلى عام 1924، وذلك من خلال الدعم المالي المقدم من قِبل البلاد العديدة والمختلفة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أين تقع غزة في فلسطين
عرضنا لكم في السطور السابقة أهمية فلسطين الدينية، إلى جانب شرح تلك الأهمية بالنسبة للدين الإسلامي والمسيحي واليهودي، بالإضافة إلى عرض بعض المساجد والكنائس التي تزيد من أهمية فلسطين الدينية بين الدول، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم معلومات مفيدة.