محمد الفاتح وفتح القسطنطينية
محمد الفاتح وفتح القسطنطينية قد قام بفتحها بصورة كاملة، حيث كانت القسطنطينية حلم لم يتحقق إلا في عهد محمد الفاتح الذي استطاع أن يفتح هذه المدينة الحصينة ونشر الإسلام فيها، وضمها إلى الإمارات الإسلامية التابعة للإمبراطورية العثمانية العريقة، وذلك بفضل من الله وشخصية وذكاء الفاتح العظيم محمد الثاني، لذلك سنعرض لكم الآن من خلال موقع البلد محمد الفاتح وفتح القسطنطينية وكل الأمور المتعلقة بهذا الحدث العظيم.
محمد الفاتح وفتح القسطنطينية
يوجد ارتباط وثيق بين فترة حكم محمد الثاني الذي يرجع أصله إلى عثمان بن أرطغرل المؤسس، وذلك لأن القسطنطينية كانت حلم صعب المنال بالنسبة للعثمانيين، ولم يستطع أي من الحكام السابقيين للسلطان محمد الثاني أن يقوم بمثل ما هو قام به، حيث حاصر محمد الفاتح القسطنطينية لعدة أسابيع.
من ثم استطاع أن يفتح هذه المدينة التي يقال عنها أن أسوارها من تحميها، وذلك لأنها كانت تمتلك أسوار منيعة حصينة لا يمكن لأحد أن يتعداها، والآن سنوضح لكم في إطار الحديث عن محمد الفاتح وفتح القسطنطينية من هو محمد الفاتح وماهي هي أهم صفاته، ومن ثم سنتطرق إلى فتح القسطنطينية، وذلك من خلال الفقرات التالية:
معلومات عن السلطان محمد الثاني
هو السلطان الغازي أبي الفتح والمعالي محمد خان الثاني بن مراد بن محمد العثماني، وهو من أصول عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية، والذي تلقب بعد ذلك بمحمد الفاتح جراء فتحه لمدينة أو عاصمة البيزانطيين القسطنطينية، يُعد سابع السلاطين الذين ينحدرون من نسل آل عثمان بن أرطغرل.
في إطار حديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، فهو خامس سلطان يُلقب بِلقب سلطان، حيث تلقب من قبله بهذا اللقب والده مراد وجده محمد الأول وجداه بايزيد ومراد، وهو أول حاكم عثماني حمل لقب قيصر الروم، يظن المسلمون أنه من تحققت على يديه بشارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- بفتح القسطنطينية، فقام المسلمون بتلقيبه بلقب صاحب البشارة، ومن أشهر ألقابة الأخرى التركي الكبير الذي أشتهر به في أوروبا.
بالإضافة إلى اللقب الذي عُرف به عند شعب اللاتين بإمبراطور الكبير، وُلد في عام 833هـ/ 1429م، ونشأ في مدينة أدرنة الروملي عاصمة الدولة العثمانية، وضعه أبيه حاكمًا على أماسيا، تولى العرش على فترتين:
الفترة الأولى من حكم محمد الفاتح
هي بعد وفاة أخيه علاء الدين، حيث إصيب أبيه بالاكتئاب بعد وفاة أكبر أبناءه وهو السلطان علاء الدين، فتخلى عن الحكم لأبنه محمد الثاني، وكان لا يزال في عمر 14 عامًا، استطاع أن يحكم ويعمل على استقرار الوضع في الإمبراطورية إلى أن وقعت معركة المجر التي لم يتمكن محمد الثاني من أن يسيطر عليها.
فطلب من أبيه في هذه الفترة أن يخرج من خلوته ويعود إلى الإمبراطورية، ولكنه تلقى السلطان محمد الرفض من أبيه فقال له:” إن كنت أنت السلطان فتعال وقف على قيادة جيشك ورياسة دولتك وإن كنت أنا السلطان فإني آمرك بقيادة الجيش”، وبعد هذه الرسالة عاد السلطان مراد ومارس الأعمال السلطانية مرة أخرى.
الفترة الثانية من حكم محمد الفاتح
أما ثاني فترة والتي كانت في 19 فبراير من عام 1451م، وبعد تخلي أبيه مراد عن الحكم مرة أخرى ولكنه هنا وتفرغ إلى الحياة الدينية في تكية مغنيسية، وهي التي تقع في منطقة إيجة، وذلك بعد أن هُزم في معركة نكراء التي كانت ضد الصليبين، وكان لا يزال عمره 21 عامًا، والذي جعله يتولي الحكم بشكل سلس أنه كان يمارس الأعمال السلطانية مع أبيه.
في بداية حكمه كانت الإمبراطورية الرومانية المتأخرة أو ما يطلق عليها الإمبراطورية البيزنطية التي كانت مترامية الأطراف أصبحت تقتصر على مدينة القسطنطينية فقط والضواحي التابعة لها، وهذا ما ساعد السلطان الشاب محمد الفاتح على فتح هذه المدينة التي كان فتحها حلم أبيه قبل أن يعتزل الحكم والحياة عامةً.
مميزات عهد السلطان محمد الفاتح
من الجدير بالذكر أن عهد السلطان محمد الثاني كان يتمتع بالعديد من المميزات التي جعلت المؤرخين يطلقون على العهد الخاص به أنه العصر الذهبي للإمبراطورية العثمانية، حيث عمل محمد الثاني جاهدًا على مزج الحضارة الإسلامية والقبطية بعد فتح القسطنطينية في آن واحد، وهذا هو أهم ما تميز به عهد هذا السلطان المرموق.
كما عمل على بناء العديد من المؤسسات اللازمة لنهضة الإمبراطورية العثمانية، ومن هذه المؤسسات، أنه قام ببناء وتشييد العديد من المدارس والتكايا المكتبات العامة، وذلك حتى يرفع من الوعي الثقافي والعلمي في ثنايا الإمبراطوية، كما قام ببناء بعض المؤسسات الخيرية التي كانت تضم جميع الأطفال الذين يعانون من الفقر والجلد وكان حريص جدًا على تعليم وغذاء هؤلاء الأطفال.
بالفعل استطاع أن ينهض بالإمبراطورية التي أصبحت إمبراطورية عالمية فيما بعد، وذلك كان بفضله وبفضل السلاطين العظام الذين حكموا هذه الإمبراطورية، ومن المتعارف إليه أن الشخص الذي يدعو للعلم لا بد من أن يتمتع به أولًا، فمن الجدير بالذكر أن السلطان محمد الفاتح كان يتقن العديد من اللغات غير اللغة الأم الخاصة به، ومن هذه اللغات: العربية، والفارسية، والرومية، والعبرانية، واللاتينية، والصربية.
بطبيعة الحال من يتقن لغة شعبًا ما لا بد من أن يكون على قدر كبير بثقافة هذا الشعب، فبالتالي كان السلطان محمد الفاتح على علم كبير بأغلب ثقافات العالم القديم، وكان ملم لبعض العلوم التي كان يمارسها على أنها مهارات أو هوايات خاصة به.
مميزات السلطان محمد الفاتح
عند ذكر المميزات الرائعة للسلطان العظيم محمد الفاتح نستطيع أن نقول إنه من أفضل بل أحسن السلاطين الذين مروا على الإمبراطورية العثمانية، وذلك لأنه لم يكن يتمتع بالذكاء أو المهارات العسكرية أو القيادية فقط بل كان يتمتع بالعديد من المميزات في الكثير من المجالات الحياتية.
من ضمن هذه المهارات التي كان يتمتع بها، كالبستنة وصناعة الخواتم، لكنه كان يحب جدًا رسم الخرائط، حيث كان يقوم برسم هذه الخرائط في وقت فراغه، وفي أغلب الأحيان كان يُخصص بعض الوقت حتى يمارس هوايته في رسم الخرائط.
في إطار حديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، نذكر لكم أنه تمتع بذكاء ودهاء سياسي رائع، يالإضافة إلى شجاعته وقدرته الفذة على القيادة سواء قيادة الجيوش أو جميع شؤون الإمبراطورية ككل، حيث هو الوحيد من استطاع أن يجعل البنادقة الذي يجمعهما مع العثمانين تاريخ طويل من الحروب والصراعات أن يوقعوا معاهدة صلح بعد أن دامت هذه الحروب أكثر من 16 عامًا.
أراء بعض المؤرخين في السلطان محمد الفاتح
في إطار حديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، فمن الجديربالذكر أن بعض المؤرخين قد كتبوا وتحدثوا عن هذا السلطان العظيم، وهذا ما سنعرضة لكم في الفقرات التالية:
- حيث يقول أحمد بن يُوسُف القرماني:“…وَهُوَ السُّلطَانُ الضِّلِّيلُ، الفَاضِلُ النَّبِيلُ، أَعظَمَ المُلُوكِ جِهَادًا، وَأَقوَاهُم إِقدَامًا وَاجتِهَادًا، وَأَكثَرُهُم تَوَكُّلًا عَلَى اللهِ تَعَالَىٰ وَاعتِمَادًا. وَهُوَ الذِي أَسَّسَ مُلكَ بَنِي عُثمَان، وَقَنَّنَ لَهُم قَوَانِين، صَارَت كَالطَّوقِ فِي أَجيَادِ الزَّمَانِ. وَلَهُ مَنَاقِبَ جَمِيلَة، ومَزَايَا فَاضِلَة جَلِيلَة، وَآثَارٌ بَاقِيَةٌ فِي صَفَحَاتِ اللَّيَالِي وَالأَيَّام، وَمَآثِرٌ لَا يَمحُوهَا تَعَاقُب السِّنِينِ وَالأَعوَام”.
- كما قال عنه الشاعر نامق كمال في المؤلف الخاص به الذي يُسمى الأوراق المُتعبة:” أَكثَرُ مَا يَلفِتُ الانتِبَاهَ فِيهِ طِبَاعَهُ، وَجَبهَتُهُ العَرِيضَةِ الصَّافِيَةِ، وَعَينَاهُ البَرَّاقَتَانِ الرَّائِعَتَان، وَأَنفِهِ المُقَوَّس الشَّبِيهِ بِمِنقَارِ الصَّقرِ فَوقَ فَمِهِ الصَّغِيرِ جِدًا دَائِم الحَرَكَةِ الأَحمَرِ نَاهِضِ الطَّرَفَينِ. كَأَنَّ تِلكَ العَلَامَاتِ حُفِرَت لِتَكُونَ دَلِيلًا وَاضِحًا عَلَى مِيزَاتِهِ العُظمَى؛ كَذَكَائِهِ الحَاد، وَنَظَرِهِ الثَّاقِب، وَحِلمِه، وَأَخلَاقِه السَّامِيَةِ المَجبُولِ عَلَيهَا، وَمُتعَتِهِ بِالإِدَارَةِ، وَمَوهِبَتِهِ الحَربِيَّةِ”.
- أما المؤرخ الفرنسي إرنست لافيس يقول عنه:” كَانَ مُحَمَّد الثانِي لَا يَحمِلُ إِطلَاقًا مَوقِفًا مُعَادِيًا تِجَاهَ الأَديَانِ الأُخرَى وَذَلِكَ عَلَى خِلَافِ الحُكَّامِ الأَترَاكِ وَالمَغُولِ… وَفِي أَعمَارِ إِسْتَانبُولِ، أَصبَحَ جُستِنيَانَ المُسلِم… وَكَافَّة الرُّوحَانِيَين الأُرثُوذُكسِ يَلهَجُونَ بِالامتِنَانِ لِحَارِسِ دِينِهِمُ العَجِيبِ. وَقَد أَظهَرُوا هَذَا الامتِنَانِ فِي كُلِّ مُنَاسَبَة”
الإعداد لفتح القسطنطينية
عند ذكر محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، نوضح لكم أنه سعى كثيرًا لفتح القسطنطينية، حيث بدء في محاولاته لفتحها بعد وفاة أبيه، وذلك حتى يُحقق حلم أبيه في فتح باقي بلاد البلقان، حيث قام بعمل بعض الخطوات قبل أن يهجم على القسطنطينية، وفي إطار حديثنا عن محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، سنعرض لكم الآن الخطوات التي قام بها السلطان محمد الثاني تجهيزًا لفتح هذه المدينة في الفقرات التالية:
1 – إعداد جيش قوى وتمديد بالمؤن والعتاد
في بداية تحضيره لفتح القسطنطينية بدأ في إعداد جيش قوي ذي مهارات عديدة، حيث قام بتحضير جيش كبير جدًا، تعدى الربع مليون جندي.
كما قام بتدريب هذا الجيش بعناية فائقة على جميع فنون القتال، كما عمل على تدريبهم على مختلف أنواع الأسلحة التي يمكن أن يستخدمونها أو يقابلونها في الحرب المقبلين عليها، ومن أهم ما قام به في هذه الفترة هو زرع الروح والوفاء للإمبراطورية العثمانية داخل جميع الجنود، مما أهلهم معنويًا وجسديًا.
بعد ذلك لم يتوجه السلطان أو القائد ـ إن صح القول ـ إلى القسطنطينية على الفور بل قام بتحصين مضيق البسفور أولًا، وذلك حتى يمتع اتصال القسطنطينية بمملكة طرابزون التي يمكن أن تمد الجيش البيزنطي بالجيش والعتاد، فحرصًا منه وبذكائه الخارق قام بقطع هذا الوصل قبل أن يقوم بالهجوم على عاصمة بيزنطة.
حيث قام بتشييد قلعة ضخمة تطل على هذا المضيق، وحرص على وضعها في أضيق نقطة من الجانب الأوروربي الذي يمكن أن يقوم المملكتين بالاتصال من خلاله، وكانت هذه القلعة تقابل القلعة الذي قام السلطان بايزيد الثاني بتشييدها في الجانب الآسيوي.
فبذلك أصبح جانبي المضيق محصنين بالقلعتين المتواجهين ببعضهما البعض، حيث لم يكن يفصل بينهما إلا 660 مترًا فقط، ومن ثم قام السلطان محمد الفاتح بفرض رسومًا باهظة على السفن التي تريد عبور هذا المضيق.
كما أمر الحاكم الذي وضعه على هذه المنطقة أن يقوم بإغراق أي سفينة ترفض دفع هذه الرسوم، وحدث ذلك بالفعل في إحدى الأيام مع سفينة كانت تعبر هذا المضيق وأمرها العثمانيين بالتوقف عن طريق بعض الإشارات ولكنها لم تأبى لذلك، فقام العثمانيون بإغراق هذه السفينة بطلقة مدفعية واحدة.
أحضر السلطان محمد الثاني كل ما يستلزم للحرب قبلها بفترة كافية حتى يتمكن من تدريب الجيش الإسلامي على هذه المعدات الحربية، كما أمر المهندس الخاص بالدولة العثمانية في هذا الوقت من تصميم وتصنيع بعض المدافع القوية حتى يتم استخدامها في الحرب ضد البيزنطيين، والتي أشتهر به العثمانيون بعد ذلك، وأُطلق عليه المدفع العثماني الذي بلغ وزنه مئات الأطنان.
كذلك حرص على تكوين أسطول بحري على قدر عالٍ من الاتقان، وزود هذا الأسطول بعدد كبير من السفن المختلفة التي بلغ عددها حوالي 400 سفينة حربية مجهزه للحرب، وبذلك يكون عمل محمد الثاني على تحصين وتحضير دفاع بحري وبري للعثمانيين، بحيث إذا لم يستطع أن يفتتح القسطنطينية، لا يتعرض لمخاطر رد فعل البيزنطيين على الإمبراطورية الخاصة به.
2 – عقد معاهدات
كان السلطان محمد الفاتح حريص كل الحرص على نجاح حملته على القسطنطينية فقد عمل قدر استطاعه على تجهيز كل شيء يمكن أن يضر بنجاح هذه الحملة أو يؤثر فيها، لذلك نجد أنه وصل به الأمر إلى عقد وإبرام بعض المعاهدات الخاصة بالصلح أو السلام مع أعداء الإمبراطورية العثمانية.
حيث قام بعمل معاهدة مع إمارة غلطة التي تقع بجوار القسطنطينية من جهة الشرق ويفصل بينهما مضيق القرن الذهبي، وعقد معاهدات أخرى مع الإمارات الأوروبية التي تقع أيضًا بجوار القسطنطينية وهما: جنوة والبندقية، ولكن من الجدير بالذكر أن هذه المعاهدات لم تصمد طويلًا، حيث لاحظ وصول قوات من تلك المدن وغيرها للمشاركة في الدفاع عن القسطنطينية أثناء هجوم جيوش المسلمين عليها.
حدث ذلك بسبب رد الفعل السريع للإمبراطور البيزنطي في هذا الوقت، حيث قام بتقديم الهدايا المختلفة والأموال، بالإضافة إلى رشوة أمراء هذه الإمارات، مما جعلهم يستميلون إليه ويمدوه بما يحتاج إليه سواء جنود أو إمدادات عسكرية، وكل ما يلزمه للانتصار على جيش المسلمين، ولكنه رأى أن سلطان وقائد جيش المسلمين شديد القوة لا يهزمه أي أحد.
لذلك لجأ في هذه اللحظة إلى طلب المساعدات من أغلب الدول الأوروبية وعلى رأسها بابا المذهب الكاثوليكي، ولكن لا يمكن أن ننسى أنه كان يوجد عداء كبير بن هذا الإمبراطور وبين بابا الكاثوليك، لذلك بدأ أن يتقرب له بالعديد من المجاملات والهدايا حتى يتمكن من توحيد الكنيستين المتواجدين في الشرق والغرب ليساندوه في هذه الحرب ولكن كل هذه المحاولات كانت بلا جدوى.
حيث لم ترغب الطائفة الأرثوذكية من القيام بذلك في هذا الوقت، ولكن تمكن في نهاية الأمر من أن يقنع البابا من أنه يستطيع أن يجمع بين هاتين الطائفتين مما أغضب الأرثوذكس كثيرًا، وجعلهم يقومون بعمل ثورة على جراء هذا الأمر، حيث نجد أن التاريخ القبطي يجمع في ثناياه أن أحد من زعماء الأرثوذكس قال:” إنني أفضل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية”.
3 – إيجاد سبب مقنع لبدء الهجوم
لم يرغب السلطان محمد الفاتح في أن يهجم دفعة واحدة هكذا على القسطنطينية بل أراد أن يمهد لهذا الأمر، فقد كان يحاول أن يجد سببًا مقنعًا حتى يبدأ بالحرب عليهم، وبالفعل جاء السبب إليه دون أي تعب أوتفكير، حيث قام الجنود البيزنطيين بالتعدى على بعض قرى الروم التي كان يمكث فيها الجنود العثمانيين لبعض الوقت في طريقهم إلى من أدرنة إلى القسطنطينية، حيث كانوا يمهدون هذا الطريق حتى يتمكنوا من جر المدافع البيزانطية العملاقة، التي احتاج نقلها أكثر من شهرين.
ففي طريقهم إلى هناك قام السلطان محمد الثاني ـ الذي كان على رأس الجيش الإسلامي الذي كان يبلغ أكثر من ربع مليون جندي ـ بإلقاء خطبة غاية في الروعة، وقرأ عليهم بعض الآيات القرآنية حتى يفتح الله عليهم ويمنحهم الانتصار المنشود.
كما قام فيها بتبليغهم برؤيته للرسول الذي قام فيها الرسول- صلى الله عليه وسلم- بتبشير محمد الثاني بإنه المنشود لفتح هذه المدينة الحصينة، حيث وردت هذه الرؤية في حديث شريف للرسول- صلى الله عليه وسلم- جاء على لسان بشر بن ربيعة الخثعمي، ونص هذا الحديث هو:
” حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: ” لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ “. قَالَ: فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَأَلَنِي، فَحَدَّثْتُهُ، فَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ”.
الذي يؤكد لنا الرسول كان يقصد بحديثه الشريف السلطان محمد الفاتح أنه رأه في منامه يحثه على فتح هذه المدينة الحصينة.
خطوات فتح القسطنطينية
من خلال حديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، وبعد كل هذه الاستعدادات الضخمة التي قام بها السلطان محمد الثاني قبل الفتح، جاء الوقت الحاسم لبدء الهجوم، والذي تلى الحادثة التي حدثت في الطريق الفاصل بين أدرنة والقسطنطينية، حيث أخذ السلطان هذه الحادثة كسبب يبدأ به الهجوم على هذه المدينة، وبالفعل هجم بعدها مباشرة عليهم.
بدء السلطان بضرب القذائف على المدينة من ناحية البر، ولم يكتفِ بذلك فقد كان يوجد بعض القذائف التي تطلق عليهم من ناحية البحر، يقول المؤرخون إنه قام بوضع 14 بطارية مدفعية تحيط بالمدينة من جميع الجهات، كما يقولوا إن وزن القذيفة الواحدة حوالي 250 كيلو جرام، وهذا كان الهجوم من ناحية جيش المسلمين.
أما عن الدفاع من ناحية البيزانطيين، فقد كانوا مآمنين المدينة عن طريق سد جميع مداخلها عن طريق سلاسل غليظة، وحدث تدمير العديد من السفن العثمانية نتيجة لهذه السلاسل التي كانت تمنع أي سفينة من الاقتراب إلى المدينة، وعلى الرغم من أنها كانت سلاسل صعبة التدمير، إلا أن الأسطول العثماني استطاع المرور منها والاستيلاء على جزر الأمراء الواقعة على بحر مرمرة.
ففي هذه اللحظة شعر الإمبراطور البيزنطي باقتراب الخطر نحوه، فطلب المساعدة من آخر ملوك الروم في أوروبا، وبالفعل ساعده هذا الملك وأرسل له بعض الإمدادات التي كانت عبارة عن خمس سفن بقيادة القائد العسكري الشهير”جوستنياني” يُرافقه سبعمائة مقاتل متطوع من دول أوروبية متعددة.
في يوم 21 أبريل عام 1353م، نشبت معركة بحرية هائلة بين الجنود المرافقين للقائد الأوروبي وجيش العثمانيين، عندما حاول هذا القائد أن يعبر الميناء الخاص بالقسطنطينية حتى يتمكن من معاونة البيزنطيين، ولكن بطبيعة الحال تلقى الرفض في العبور من قِبل العثمانيين من جهة ومن الجهة الأخرى لم يتمكن من عبور السلاسل الحديدية التي وضعها البيزنطيين.
انتهت هذه المعركة بفوز القائد الأوربي واستطاع دخول القسطنطينية بعد أن أزاح له السلاسل حتى يتمكن من العبور، ولكنهم أعادوا وضعها مرة أخرى بعد عبوره، ومن ناحية العثمانيين فهم تلقوا الفشل في عبور هذه السلاسل المتواجدة عند ميناء المدينة، وأخذت الروح المعنوية تقل تدريجيًا عند جميع الجنود، ولكن لم يغور هذا الأمر على السلطان الداهية العسكري.
فقام بالتفكير في طريقة أخرى تُمكنه من عبور هذه السلاسل بسهولة ويسر أكثر، فخطر بباله فكرة غريبة لم يتوقع أحد أنها يمكن أن تخطر على باله، وهي أنه يقوم بنقل المراكب على البر بدلًا من البحر الذي يحتوي على سلاسل تمنعه من تخطي هذه المنطقة، في البداية أستغرب الجيش وظنوا أن هذه الطريقة لن تنجح معهم، ولكن تم هذا الأمر المستغرب.
تم ذلك عن طريق تمهيد الأرض في ساعات قليلة، بالإضافة إلى إحضار ألواح خشبية وتم دهنها بالزيت والشحم، ومن ثم وضعت على الطريق الممهد حتى يتسهل انزلاج السفن وجرها من خلاله، واستطاع الجيش بهذه الفكرة أن ينقل حوالي سبعين سفينة من البر، وبعد ذلك قاموا بإنزالها في القرن الذهبي مباشرة على حين غفلة من البيزنطيين.
فتح القسطنطينة
استكمالًا لحديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، ففي اليوم الثاني استيقظ أهل القسطنطينية وتفاجأوا بسيطرة وحصار الجيش العثماني على المعبر المائي الخاص بهم، وكانوا في حالة من التعجب من هذا الفعل الرائع الذي قام به السلطان محمد الثاني، الذي من المستحيل توقع أنه يمكن أن يفكر بهذه الطريقة، ويتوضح هذا لتعجب من قول أحد المؤرخين:
“ ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار وتعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الأسكندر الأكبر”.
أصبح بهذا العمل أهل المدينة على تيقن تام بأنه لا مفر من نصر العثمانيين عليهم في هذه الحرب، ولكن لم تخمد عزائمهم بل أرادوا القتال، ولم يحبط محمد الفاتح رغبتهم فدخلوا في شجار عنيف، وقبل هذا الشجار الذي بطبيعة الحال كان النصر فيه للمسلمين.
أرسل محمد الفاتح في يوم 14 مايو عام 1453م إلى الإمبراطور قسطنطين الثالث عشر ـ الذي كان يحكم الإمبراطورية العثمانية في هذا الوقت ـ أنه يريد أن يتنازلوا عن الأرض دون إراقة للدماء، فقام الإمبراطور بجمع المستشارين الخاصين به وهنا حدث افتراق في الآراء.
فهناك من كان يتوافق مع رأي محمد الفاتح ومن كان يعاكس ذلك، فاتفق الإمبراطور مع من كانوا يريدون الحرب، فرد السلطان محمد الفاتح عليهم برسالة تتضمن:” حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر”.
في اليوم التالي لهذا الحديث والذي كان يوافق يوم الثلاثاء 29 مايو 1453م وبالتحديد في الساعة الواحدة صباحًا، بدأ الجيش العثماني في الهجوم على المدينة، حيث حاصروها حوالي 53 يومًا حتى وقعت في أيديهم، ودخل السلطان محمد الفاتح إلى المدينة في وقت الظهيرة، فوجد أن الجنود يقومون بسلب ونهب كل ما يوجد امامهم، فأمر السلطان بوقف هذا الأمر.
توجه على الفور إلى كنيسة آيا صوفية، وهناك اجتمع بالعديد من الرهبان والقساوسة الذين قاموا بفتح أبواب الكنيسة له، وحثهم في هذا الاجتماع على أنه لن يقترب من أهل المدينة، وطلب منهم أن يطمئنوا الشعب، فارتاح قلب الشعب تجاه السلطان محمد الفاتح، ونجد في هذه الفترة دخول العديد منهم في الإسلام.
بعد دخول العديد من أهل المدينة في الإسلام، أعلن السلطان محمد الفاتح تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، حيث قام بالصلاة فيها، وقام بعد ذلك السلطان محمد بفعل متسامح وجميل، حيث أعطى النصارى الحرية في أداء شعائر دينهم، مع أختيار رؤسائهم الدينين الذين لهم حق الحكم في النظر بالقضايا المدنية.
حيث اجتمع النصاري على اختيار جورجيوس كورتيسيوسسكولاريوس Γεώργιος Κουρτέσιος Σχολάριος ليكون بطريركًا لهم، فقام السلطان بمنحه نصف الكنائس المتواجدة في المدينة، أما بالنسبة للجزء الآخر فقام السلطان بتحويلهم إلى مساجد، ومن أهم الأشياء التي قام بها السلطان بعد الفتح مباشرة هي تحويل عاصمة الإمبراطورية العثمانية إلى هذه المدينة وأطلق عليها اسم إسلامبول وهي بمعنى تحت الإسلام أو مدينة الإسلام.
بعد فتح القسطنطينية
استمرارًا لحديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، فبعد فتح السلطان محمد الثاني للقسطنطينية، وقام بتأمينها شجع محمد الثاني المسلمين على الانتقال إليها والتمتع بالمميزات التي تتواجد فيها، حيث كانت القسطنطينية معقل التجارة في العالم القديم، لذلك فهي يمكن أن تفتح بابها للعديد من الشباب والرجال للعمل هناك في التجارة والإبحار على حد سواء.
من الجدير بالذكر أن بعد إتمام النصر وفتح القسطنطينية وتحويلها إلى عاصمة للإمبراطورية الإسلامية، تم تلقيب السلطان محمد الفاتح باللقلب الذي ذكرناه في حديثنا عن شخصه العظيم وهو قيصر الروم Kayser-i Rûm.
ذلك كان بسبب أن هذه المدينة كانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية العظيمة التي كانت تشتمل على أغلب بقاع العالم تحت سطوتها، ولكنها سقطت بفعل الأباطرة الفاشلين الذين حكموها في آخر أيامها، ومن المتعارف إليه أنه كان يطلق على حاكم هذه الإمبراطورية لقب القيصر، وهذا هو السبب وراء تلقيب السلطان محمد بهذا اللقب.
في إطار حديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، فيقول بعض المؤرخين إن السلطان محمد الفاتح ذهب بعد فتح القسطنطينية بحوالي 10 سنوات إلى المنطقة التي كانت تُسمى بطروادة والتي كان يسيطر عليها اليونانيين أي البيزانطيين، حتى يثبت أنه استطاع أن يقضي على أعداء هذه البلدة.
حيث يقول ويروي المؤرخ البريطاني ستيفن رونسيمان:” قصة منقولة عن المؤرخ البيزنطي “دوكاس”، المعروف بإضفائه النكهة الدرامية والمواصفات المؤثرة على كتاباته، أنه عندما دخل محمد الثاني القسطنطينية، أمر بإحضار الابن الوسيم للدوق الأكبر لوكاس نوتاراس البالغ من العمر 14 ربيعًا، ليُشبع معه شهوته، وعندما رفض الأب تسليم ولده إلى السلطان، أمر الأخير بقطع رأس كليهما حيث وقفا”.
اهتمامات السلطان محمد الفاتح
في إطار حديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، وكما سبق القول إن السلطان محمد الفاتح كان يهتم بالعديد من المجالات حتى ينهض بالإمبراطورية العثمانية، ورفع من الوعي الثقافي وجميع جوانب الحياة للشعب العثماني، لذلك في سياق الحديث حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، سنعرض لكم بعض الأمور التي قام بها محمد الفاتح أدت إلى تكون هذه الإمبراطورية العريقة في النقاط التالية:
- قام ببناء جيش قوي وأسطول منيع لم تشهده الدول الإسلامية من قبل.
- ساد العدل في عهده.
- أسس بعض الأسس للتنظيمات الإدارية، والتي سار عليها من تبعوه في الحكم.
- اهتم بالتجارة والصناعة، حيث قام ببناء العديد من المؤسسات التي ساعدت في هذا الأمر.
- حرص على نشر العلم، لذلك قام ببناء العديد من المدارس والتكايا التي كانت أبوابها مفتوحة للجميع حتى يتلقوا العلم فيها.
- توسيع حدود الإمبراطورية العثمانية، والتي نتج عنها تشييد العديد من المباني حيث ازدهر العمران في عهده، وخاصةً بناء المدارس والمستشفيات.
- كما سبق القول أنه كان يتقن العديد من اللغات الأخرى غير لغته الأم، لذلك فقد كان يهتم اهتمام بالغ بالترجمة، كما كان يهتم بالشعراء والأدباء والمفكرين والعلماء.
وفاة السلطان محمد الفاتح
ظل السلطان محمد الفاتح بعد قيامه بفتح القسطنطينية بمحاولة توسعة الإمبراطورية العثمانية من جميع الجهات، فقاد في آخر فترة من حياته حملة عسكرية لم يتمكن المؤرخين من تحديد وجهة هذه الحملة، ولكن يظن البعض أنها كانت متوجهة إلى إيطاليا.
من خلال حديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، وفي الفترة التي تسبق هذه الحملة كان يعقوب باشا يدس السم للسلطان بجرعات ضئيلة، ولكنه كان يتدرج في هذه الجرعة حتى زادها بنسبة كبيرة قبل هذه الحملة مباشرةً، وتوفي السلطان جراء هذا السم المدسوس له، وكان هذا في عام 1481م عن عمر ينهز 49 عامًا.
وصل خبر موت السلطان الجليل محمد الفاتح إلى جميع بقاع الإمبراطورية العثمانية في رسالة كانت مضمونها أربع كلمات فقط وهي” لقد مات النسر الكبير”، نزل هذا الخبر كالصاعقة على أغلب الإمبراطورية العثمانية، وخاصةً على الكنائس.
فقد قامت جميع الكنائس التي تتواجد في الإمبراطورية بدق أجراسها لمدة ثلاثة أيام حزنًا على وفاة السلطان، وكان هذا بأمر من البابا الذي قاموا باختياره في حياة السلطان محمد الفاتح، بعد وفاته فُضح أمر يعقوب باشا، فقام حراس السلطان بإعدامة.
الإمبراطورية العثمانية
استكمالًا لحديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، فمن الجدير بالذكر أن الحكم العثماني بدء منذ عام 1281م واستمر حتى عام 1924م أي استمر حوالي 600 عام، ومن الجدير بالذكر أن الحكم العثماني أو الإمبراطورية العثمانية هي من أكبر وأعظم دول العصر الإسلامي، وذلك من حيث فترة الحكم، واتساع حدود الإمبراطورية، وقوة حكم الخلفاء.
كما تعددت الدول التي كانت تحت إمارة الإمبراطورية العثمانية، فبالتالي سوف يتعدد سلاطين هذه الإمبراطورية، وبعد أن أجبنا لكم عن سؤال متى سقطت الدولة العثمانية وكيف، سنعرض لكم الآن ترتيب سلاطين الدولة العثمانية في النقاط التالية:
- عثمان الأول بن أرطغرل.
- أورخان.
- مراد الأول.
- بايزيد الأول.
- محمد الأول.
- مراد الثاني.
- محمد الثاني.
- بايزيد الثاني.
- سليم الأول.
- سليمان الأول.
- سليم الثاني.
- مراد الثالث.
- محمد الثالث.
- أحمد الأول.
- عثمان الثاني.
- مصطفى الأول.
- مراد الرابع.
- إبراهيم.
- محمد الرابع.
- سليمان الثاني.
- أحمد الثاني.
- مصطفى الثاني.
- محمود الأول.
- مصطفى الثالث.
- عبد الحميد الأول.
- سليم الثالث.
- مصطفى الرابع.
- محمود الثاني.
- عبد المجيد الأول.
- عبد العزيز.
- مراد الخامس.
- عبد الحميد الثاني.
- محمد الخامس.
- محمد السادس.
- عبد المجيد الثاني.
أهم الأعمال التي قام بها عثمان بن أرطغرل
عند الحديث عن الإمبراطورية العثمانية وتخصيص فترة حكم محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، لا بد من ذكر الجذور التي نشأ منها هذا السلطان مع ذكر الإنجازات التي قام بها العثمانيين منذ أقد العصور، ولذلك لا بد من الحديث عن أهم الأعمال التي قام مؤسس الإمبراطورية العثمانية، وهذا ما سنعرضه لكم في النقاط التالية:
- وضع الأسس الرئيسية التي قامت عليها الإمبراطورية العثمانية من بعد وفاته، ولكن يُحتسب له الفضل في تأسيسها، كما عمل على اختيار موقع متميز لتكوين هذه الإمبراطورية التي تُعد أكبر دولة من دول العصر الإسلامي تخليدًا في الحكم.
- توطيد العلاقات السياسية بين إمارته وبين الإمارات المجاورة لها.
- فتح قلعة قراجة حصار، وذلك في عام 1289م.
- الاستقلال بالإمارة الخاصة به عن حكم الدولة السلجوقية وكان ذلك في عام 1291م.
- فتح قلاع بيله جك ويار حصار وإینه گول، وكان ذلك في العام التالي لفتح قلعة قراجة حصار.
- كان له يد في سقوط سلطنة سلاجقة الروم، الذي حدث في عام 1335م.
- حاول واستطاع فعل تحالف بينه وبين الإمبراطورية البيزنطية التي كانت قائمة في هذا الوقت بالقرب من مقر الإمبراطورية العثمانية الذي سوف يقوم محمد الفاتح بهدم الإمبراطورية البيزنطية، وتأسيس عاصمة الإمبراطورية العثمانية على انقاضها.
- انتصاره في معركة بافيوس، التي قامت بعد استقلاله بحكم الإمارة الخاصة به مع الدول والإمارات التي قام بفتحها، وفي هذه الفترة قامت مجموعة من القبائل الصليبية بالتحالف ضده وضد دولته، مما أدى إلى حدوث معركة بينهما في عام 1302م، والتي انتهت بانتصار الجيش الإسلامي وهزيمة الصليبيين.
- قبل وفاته ببضع سنوات قام بفتح بورصة وذلك كان في عام 1326م.
أهم السلاطين العثمانيين
في إطار حديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، وجب علينا ذكر أهم أو أنجح سلاطين عثمانيين يظن البعض أننا سوف نذكر جميع سلاطين هذه الإمبراطورية العظيمة، لأنه بطبيعة الحال عند رؤية الإنسان شيء ناجح يظن أن كل الهيكل الخاص به ناجح، ولكن الحقيقة عكس هذا.
فقد كان يتخلل فترة حكم الإمبراطورية العثمانية الكثير من السلاطين الفاشلين، والذي أدوا إلى سقوط هذه الإمبراطورية التي دام مجدها أكثر من 600 عام، لذلك في إطار حديثنا حول محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، سنعرض لكم أهم وأبرز سلاطين هذه الإمبراطورية العريقة الذين قاموا بوضع لمساتهم في الإمبراطورية مما أدى على توسعها وزيادة شأنها في النقاط التالية:
- السلطان أورخان غازي.
- السلطان مراد الأول.
- السلطان بايزيد الأول.
- السلطان محمد الأول.
- محمد الثاني وهو محل حديثنا اليوم.
- السلطان سليم الأول.
- السلطان مصطفى الثاني.
- سليمان القانوني.
- عبد الحميد الثاني.
بعد أن ذكرنا لكم كل ما يتعلق بمحمد الفاتح وفتح القسطنطينية، نوضح لكم أنه لم تستطع الكلمات وصف الإمبراطورية العثمانية، بسبب عظمة ومكانة هذه الإمبراطورية العريقة في التاريخ الإسلامي ومدى تأثيرها على حياة المسلمين، وتطور دول وعواصم العالم الإسلامي، فهي الإمبراطورية الوحيدة التي مرت في التاريخ الإسلامي، وهي التي تحتل أكبر وأطول فترة حكم في التاريخ الإسلامي بأكمله.
فعند الحديث عن محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، لا بد من ذكر أن هذا السلطان يُعد من أعظم السلاطين الذين مروا على الإمبراطورية العثمانية على مر حكمها، وهو الذي وضع بصمته في التاريخ الإسلامي، وذلك لأنه قام بفعل ما لم يستطع أي أحد غيره من عمله، وهو فتح القسطنطينية هذه المدينة الحصينة ذات الأسوار المنيعة.