أبو حامد الغزالي من هو
أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي هو أحد العلماء الأفاضل المسلمين من القرن الخامس الهجري، فيلسوف من الذين شاركوا في تأسيس المدرسة الأشعرية حيث كان من أكثر العلماء تأثيرًا في الناس وخبيرًا في الفقه ومن علماء اللاهوت حيث كان من رأيه أن العلوم الروحية والتقليد الإسلامي الروحاني كانوا قد تم نسيانهم وفقدانهم من المسلمين، وسيحدثكم موقع البلد عن جزءً من رحلة الغزالي التعليمية وبداية نشأته وتكوين عقله لما وصل إليه في عصره.
أبو حامد الغزالي
ولد الغزالي في 1/1/1058 ميلاديًا وتوفي في 19/12/1111 أي بعمر يناهز ثلاثة وخمسون عامًا، كان أبو حامد فارسي الجنسية ولد في إيران بدولة طوس، تم اختيار لقب الغزالي بسبب بلد الولادة وهي غزالة، وقد قال البعض أن لقب الغزالي يعود لحرفة أبيه في الغزال.
نشأة الغزالي
ولد في بيتٍ فقير وكان والده فقيرًا صالحًا كانت مهنته وقتها هي حرفة غزل الصوف، كان الأب محبًا للفقه والفلاسفة ومختلف العلماء وهو الذي حبب أولاده في العلم كذلك، قام الغزالي بإعطاء بعض المال لصديقًا له ليتولى تعليم أبناءه وقد أجتهد الصديق في تعليم الأبناء وتأديبهما ولكن مع نفاذ المال الخاص بتعليم أولاد الغزالي قام الرجل بالتقديم للولدين في مدرسة لتعليم الطلاب بلا أموال.
نشأ عقل الغزالي في بدايته على يد الأستاذ أحمد الرازكاني عن طريق قراءة الفقه البسيط ثم سافر إلى مدينة جرحان ليتتلمذ على يد الأستاذ أبي نصر الإسماعيلي ثم قام بالعودة لبلاده طوس وقضى فيها ثلاثة أعوام.
كان أبو حامد متزوجًا زوجةً واحدة أنجبت له طفليه أحمد ومحمد، بعد رحلات السفر الدراسية الطويلة للغزالي قام بالرجوع لبلدته طوس في 1105 ميلاديًا ليأخذ مكانًا بجانب بيته للتعبد، وجعلها مدرسة للفقهاء حتى توفي بمرض عضال في 1111 ميلاديًا.
ثمرة اجتهاد الغزالي وملفاته
كان للغزالي العديد من المؤلفات والكتب الذي نشر بها علمه والمعرفة الهائلة التي يحتفظ بها في عقله في العلوم المختلفة من الفقه وأصوله، التصوف، الفلسفة، العقيدة الإسلامية، والرد على المخالفين وقد جعلها الباحثين والعلماء من بعده 228 كتابًا من حيث كتب مفقودة، مخطوطات، ومطابع وكان من أشهر كتب أبو حامد:
- إحياء علوم الدين
- المنقذ من الظلال
- المقصد الأسني في شرح أسماء الله الحسنى
- المنقذ من الضلال
- مقاصد الفلاسفة
- الاقتصاد في الاعتقاد
- معارج القدس في مدارج معرفة الانسان
- تهافت الفلاسفة
- إلجام العوام من علم الكلام
- كيمياء السعادة
معرفة الغزالي
عُرف الغزالي بتمتعه بالذكاء الحاد وحبه للعلم الناجم عن حب والده للعلم، كان يحب الإسلام حبًا شديدًا ومخلصًا له إخلاصًا تامًا وقد كان يدافع عن الإسلام عن طريق نقد الفرق المتطرفة، وكان الغزالي دائمًا يقول: طلبنا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا الله.
بعد أن توفى الجويني قام الغزالي بالسفر إلى بغداد وقد كان قريبًا من الملك مما سهل عليه العمل في مدرسة نظامية ببغداد لتعليم الفقه والقرآن وأصول الدين المختلفة وعلوم الشريعة الإسلامية وقد عمل في مهنة التدريس لمدة 4 أعوام متتالية حتى أصبح الناس يقصدونه لتلقي العلوم الدينية المختلفة منه حيث كان يأتيه الناس من جميع البلدان العربية الإسلامية وقد قال أبو بكر العربي عن الغزالي موضحًا كم الناس الذين كانوا يطالبون بالاستفادة من علومه وعقله الخالص (رأيت الغزالي ببغداد يحضر درسه أربعمائة عمامة من أكابر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه العلم)، وقد كان الإمام الجويني يقول عن أبو حامد: الغزالي بحر مغدق.
اعتكاف الغزالي وانعزاله
قرر الغزالي مصاحبة الشيخ بن محمد الفارمذي والذي كان يذهب إليه الناس للتصوف في نيسابور، حيث اعتكف على دراسة وقراءة الكتب المتعلقة بالتصوف وأثرت كل تلك القراءة والدراسات المختلفة على الغزالي والتي أدت لانعزاله عن الناس تمامًا وأتجه إلى التصوف وبدأت مرحلة جديدة من حياته.
قرر بعد ذلك أن يرحل عن بغداد في عام 488 هجريًا دون علم أحد وترك خلف ظهره كل المناصب والثروات التي حصل عليها وقد اختفى في رحلاته بين القدس، دمشق، المدينة المنورة، الخليل ومكة المكرمة لمدة 11 سنة وقد كتب في تلك المدة الكتاب الذي يحكي رحلته وهو إحياء علوم الدين.
ألف الغزالي 70 كتابًا عن العلوم المختلفة، الفكر الإسلامي، والصوفية وقد وزع كتابه المشهور تهافت الفلاسفة حيث تم تحديد الكتاب على أنه اللحظة الفاصلة في النظرية الخاصة بالمعرفة الإسلامية وقد كان كتاب إحياء علوم الدين آخر كتاب للغزالي والذي عمل على تغطية كافة مجالات العلوم الدينية الإسلامية، ويحتوي على نظام الإسلام الأساسي، وبعض الفلسفة والصوفية كذلك، فبعد رؤية أبو المعالي لكتابه المنخول وجه للغزالي قائلًا: دفنتني وأنا حي، فهلا صبرت الآن، كتباك غطى على كتابي.
من أشهر أقاويل أبو حامد الغزالي
- والنفس إن لم تشتغل بشيء شغلت صاحبها.
- لو عالج الطبيب جميع المرضى بنفس الدواء لمات معظمهم.
- الناس عبيد لما عرفوا وأعداء لما جهلوا.
- ليس في الإمكان أبدع مما كان.
- طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا الله.
- أشد الناس حماقة أقواهم اعتقادًا في فضل نفسه، وأثبت الناس عقلًا أشدهم اتهامًا لنفسه.
حدثناكم عن أبو حامد الغزالي ونشأته واجتهاده في كافة العلوم تاركًا لنا من أفضل وأشهر مجموعات الكتب استخدامًا لتعلم أصول الدين الإسلامي، الفقه، التصوف، الفلسفة، والفقه ورحلات الغزالي الدراسية وأشهر أقاويل الغزالي، ويعد هذا جزءً من قصة فيلسوف أثمرت اجتهاداته ودراساته المتعددة في تكوين عقول العلماء والفلاسفة الحاليين ليرتقوا بأوطانهم ويفيدون الأمة الإسلامية ونتمنى أن نكون أفدناكم.