قصة عن الصداقة والوفاء
قصة عن الصداقة حيث الكثير من الأشخاص يجدون أنه من السهل تكوين اصدقاء كثر، ولكنّهم يدركون أنّه من الصعب العثور على الأصدقاء الحقيقيين الّذين يقفون إلى جانبهم خلال مشاق الحياة، ولقد أنعم الله على بعض النّاس بنعمة الصداقة الحقيقيّة، فإن كان الله قد انعم عليك بالأصدقاء الحقيقيين فأنت فعلاً من الأشخاص المحظوظين.
قصة عن الصداقة (جاي وفيجاي)
- كان هناك صديقان يعيشان في قرية صغيرة قرب مدينة جايبور يدعيان جاي وفيجاي، وكانا أصدقاء منذ الطفولة ويدرسون في إحدى الكليّات مع بعضهما البعض، وكانت هذه الكليّة بعيدة عن مكان إقامتهما، وكان عليهما عبور النّهر والتلال والمرور فوق مناطقٍ رمليّة ليتمكّنا من الذّهاب للكليّة معاً.
- في إحدى الأيام الماطرة تعين على جاي وفيجاي المشي للكلية كالمعتاد، وفي طريقهما كانا يتناقشان حول ما أخذوه عن النظرية الذرية في الكليّة، واختلفا في وجهات نظرهم، مما أدى إلى حدوث نقاشات حادة بينهما حتى وصلت إلى استخدام اللغة السوقيّة البذيئة.
- وفي نوبة غضب صفع جاي فيجاي، فانصدم فيجاي من صديقه وغضب وكتب على الرّمال” اليوم أعزّ أصدقائي صفعني”، ثمّ أكمل كلّاً منهما المشي نحو الكليّة بصمتٍ واضح.
- أثناء طريقهما وصلا إلى النّهر الّذي كان يفيض وكان عليهما عبوره، سار فيجاي نحو النّهر وهو يعلم بأنّه لا يجيد السباحة، بدأ يغرق، ومع قوّة تدفّق المياه والفيضان شعر كأنّ النهر سيأخذه بلا رجعة .
- رأى جاي صديقه يغرق ومن دون تفكير قفز في النّهر لينقذه، واستطاع سحبه وساعده على استعادة أنفاسه بشكلٍ طبيعيّ. وعندما تعافى فيجاي ونهض كتب في طريقه إلى التلّة: “اليوم أعزّ أصدقائي أنقذ حياتي”.
- فتعجّب جاي وسأل صديقه: لماذا كتبت على الرّمال عندما صفعتك؟ و لماذا كتبت على التلّ عندما أنقذت حياتك؟ أجاب فيجاي: علينا يا صديقي أن ننسى الخطأ الّذي يقوم به أحدنا للآخر، وأنا قمت بالكتابة على الرّمل لأنّ الكلام سيُمحى في أيّ وقتٍ من الأوقات، ولكن إن فعل أيّ صديقٍ لصديقه شيئاً جيّداً عليه أن يتذكّر له ذلك ويكتبه على الحجارة ليبقى للأبد. عندها احتضن جاي فيجاي ثم اكملا طريقهما إلى الكليّة وكأنّ شيئاً لم يحدث.
قصة الوفاء بالوعد:
- كان هناك صديقين عاشا مع بعض لسنوات طويلة وكانت بينهما صداقة شديدة تحمل أسمى معاني الصداقة, وقرر كل منهما أن يفترق واتفقا على المدة وكانت عشرون عاما, وأن يحتفظ كل منهما على نفس الملابس التي سوف يتقابلان بها, وعلى المكان الذي سوف يجمعهما بعد هذه المدة الطويلة, وعاهد كلا منهما الآخر على الوفاء بالعهد ومن ثم افترقا.
- ثم مرت العشرون عاما في لمح البصر وتهيأ كلا منهما للقاء الآخر ولبسا نفس الملابس المتفق عليها وذهبا لنفس المكان المحدد, وجاءت لحظة اللقاء التي انتظراها بعد هذه المدة الطويلة والاشتياق الذي لا يوصف لرؤية كلا منهما الآخر, وعن مسافة ليست ببعيدة شاهد الصديق صديقه الآخر أن ملامح وجهه متغيرة ولكن توقع هذا من طيلة سنوات الفراق, وتلاقيا الصديقين وعانقا كلا منهما الآخر.
- وأخذ الصديق الأول يسأل الصديق الثاني بأن طريقة كلامه ونبرة صوته مختلفتين وملامحه متغيرة وكل شيء متغير عن السابق وكأن فيه شيء مختلف لم يعهده, وقال له ” هل حدث لصداقتنا شيء جعلك تختلف عن ذي قبل؟” فأجابه الآخر وبحزن شديد ” إن صديقك قد توفاه الله وأنا صديقه وهو أوصاني أن ألتقي بك في هذا المكان وبهذه الملابس”, ولما الصديق سمع خبر وفاة صديقه شعر بالذهول من هول الصدمة واخذ يجهش بالبكاء وكلا منهما يعانق الآخر.
اصدقاء في حب الله لا المال
- كان هناك أصدقاء يجتمعون في كل ليلة خميس من الأسبوع وكانوا أصدقاء يضرب بهم المثل عن الصداقة, وفي إحدى أيام التجمع حضروا جميعا إلا واحدا منهم لم يحضر, ومرت أيام وليالي اتصل بهم صديقهم ليخبرهم أنه سوف يسافر فحضروا جميع الأصدقاء.
- وانقضت الليلة من الحديث والضحك والأسرار, ثم سافر الصديق إلى عملا في إحدى البلاد العربية, وظل باقي الأصدقاء يجتمعون كعادتهم, وعند موعد عودة صديقهم قرروا الذهاب إلى المطار لاستقباله, ولكن الصديق كان قد مرض مرضا شديدا فذهبوا به إلى المستشفى ولم يفارقوه أبدا أثناء مرضه وكانوا يمدونه بالمال فكانوا أصدقاء في حب الله وليس في حب المال.
قصة التسامح والغفران
- كان هناك صديقان يمشيان سويا في الصحراء وفي اثناء سيرهما اختصما فصفع أحدهما الآخر, فتألم الصاحب من صفعة صاحبه فسكت ولم يتكلم, ولكن كتب على الرمل “اليوم أعز أصدقائي صفعني على وجهي”, وواصلا المسير وهم مختصمان من بعضهم, وفي أثناء مسيرهم وجدوا واحة فقررا كلا منهما أن يستحما في الماء.
- وأثناء استحمامهما كان سيغرق الذي تألم من الصفعة فأنقذه صاحبه ولما فاق ابتسم ثم قام ونحت على الصخر” اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي”, فتعجب صاحبه من تصرفه وقال له لماذا كتبت على الرمل عندما صفعتك, وعندما أنقذتك كتبت على الصخر, فتبسم صديقه وقال له قد كتبت على الصخر إنك أنقذتني حتى تبقى خالدة في القلب حتى لا رياح تمحيها, ولكن عندما صفعتني كتبتها على الرمل لتمحوها رياح التسامح والغفران.
قصة رائعة عن الصداقة
في إحدى المحاضرات وصلت ورقة صغيرة كُتبت بخطٍ غير واضح
تمكنت من قراءتها بصعوبة بالغة … مكتوب بها:
فضيلة الشيخ
: هل لديك قصة عن أصحاب أو أخوان .. أثابك الله؟؟
كانت صيغة السؤال غير واضحة، والخط غير جيد…
سألت صديقي: ماذا يقصد بهذا السؤال؟
وضعتها جانباً، بعد أن قررت عدم قراءتها على الشيخ…
ومضى الشيخ يتحدث في محاضرته والوقت يمضي …
أذن المؤذن لصلاة العشاء …
توقفت المحاضرة، وبعد الآذان عاد الشيخ يشرح للحاضرين
طريقة تغسيل وتكفين الميت عملياً …..
وبعدها قمنا لأداء صلاة العشاء ….
وأثناء ذلك أعطيت أوراق الأسئلة للشيخ
ومنحته تلك الورقة التي قررت أن استبعدها
ظننت أن المحاضرة قد انتهت ….
وبعد الصلاة طلب الحضور من الشيخ أن يجيب على الأسئلة ….
عاد يتحدث وعاد الناس يستمعون ….
ومضى السؤال الأول والثاني والثالث ..
هممت بالخروج، استوقفني صوت الشيخ وهو يقرأ السؤال ….
لن يجيب فالسؤال غير واضح ….قلت:
لكن الشيخ صمت لحظة ثم عاد يتحدث:
جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين
ومع الشاب مجموعة من أقاربه، لفت انتباهي، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة،
شاركني الغسيل، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه
أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع …..
وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر …
ولسانه لا يتوقف عن قول:
إنا لله وإنا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله …
هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً ….
بكاؤه أفقدني التركيز، هتفت به بالشاب ..
إن الله أرحم بأخيك منك، وعليك بالصبر
التفت نحوي وقال
: إنه ليس أخي
ألجمتني المفاجأة، مستحيل، وهذا البكاء وهذا النحيب
نعم إنه ليس أخي،
لكنه أغلى وأعز عليّ من أخي
سكت ورحت أنظر إليه بتعجب، بينما واصل حديثه ..
إنه صديق الطفولة، زميل الدراسة، نجلس معاً في الصف وفي ساحة
المدرسة، ونلعب سوياً في الحارة، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم
كبرنا وكبرت العلاقة بيننا، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة، ثم
نعود لنلتقي، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ….
التحقنا بعمل واحد …
تزوجنا أختين، وسكنا في شقتين متقابلتين ..
عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا، يزيد الفرح عندما يجمعنا
وتنتهي الأحزان عندما نلتقي …
اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة …
نذهب سوياً ونعود سوياً …
واليوم
… توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء …
يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا
؟؟ …..
خنقتني العبرة
، تذكرت أخي البعيد عني، لا. لا يوجد مثلكما …
أخذت أردد،
سبحان الله، سبحان الله، وأبكي رثاء لحاله …
انتهيت من غسله، وأقبل ذلك الشاب يقبله ….
لقد كان المشهد مؤثراً، فقد كان ينشق من شدة البكاء
حتى ظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة …
راح يقبل وجهه ورأسه، ويبلله بدموعه …
أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه …
وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة …
أما الشاب فقد أحاط به أقاربه …
فكانت جنازة تحمل على الأكتاف، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً …
وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه ..
سكن قليلاً، وقام يدعو، ويدعو …
انصرف الجميع ..
عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله
وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير …
وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر
حضرت جنازة لشاب، أخذت أتأملها،
الوجه ليس غريب
، شعرت بأنني أعرفه، ولكن أين شاهدته …:
نظرت إلى الأب المكلوم، هذا الوجه أعرفه …
تقاطر الدمع على خديه، وانطلق الصوت حزيناً ..
يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ….
يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن، يقلب صديقه، يمسك بيده،
بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه، ثم انخرط في البكاء ….
انقشع الحجاب، تذكرته، تذكرت بكاءه ونحيبه ..
رددت بصوت مرتفع: كيف مات؟
عرضت زوجته عليه الطعام فلم يقدر على تناوله، قرر أن ينام
وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته
وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه
رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه،
وأخذ يردد :
إنا لله وإنا إليه راجعون …إنا لله وإنا إليه راجعون.
رأينا فيما سبق القصة عن الصداقة التي ألهمت جميع الاصدقاء, حيث ان الصداقة كنز لا يمكن الاستغناء عنها لانها أفضل ما في الوجود.