لماذا سميت عمان بهذا الاسم
لماذا سميت عمان بهذا الاسم؟ وما هي أشهر معالم مدينة عمّان؟ عمّان هي المدينة الغنية عن التعريف نظرا لكونها عاصمة الأردن وهي أكبر مدينة في المملكة الأردنية حيث يسكنها 4 مليون نسمة وتبلغ مساحتها 1680 كم مربع.
بفضل موقعها الاستراتيجي أصبحت مدينة جاذبة للمستثمرين، ومن خلال موقع البلد سنجيب على سؤال لماذا سميت عمان بهذا الاسم.
لماذا سميت عمان بهذا الاسم
نود في البداية أن نفرق بين عمان بضم العين وهي سلطنة عُمان، وعَمّان بفتح العين وتشديد الميم، وهي عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية لأن الكثير من الناس يجد صعوبة في التفريق بين الكلمتين نظرا لتشابههما.
تشتهر عَمان بكونها مدينة التلال السبعة وتمت تسمية مدينة عمان بهذا الاسم لأنها قامت على أنقاض مدينة (ربة عمون)، وبعدها تم اشتقاق اسم هذه المدينة من اسم (ربة عمون).
فأضحت عاصمة لقبائل العمونيون فيما بعد، وإحدى أبرز عواصم بلاد الشام، وبعد سقوط الاستعمار البريطاني للأردن واستقلالها من قبضة الاستعمار عام 1946م، حينها أصبحت عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية.
وتتميز عمان في الوقت الحالي بالعمارة العريقة، وتنوع سكانها من مختلف الأصول فهم قدموا من مناطق متعددة، ولكن الغالبية العظمى منهم من أصول فلسطينية، وبعضهم أتى من أصول قوقازية.
البعض الآخر جاء من البلدان المجاورة كالعراق وسوريا بسبب الحروب هناك، كل هؤلاء الناس الذين أتوا من أصول مختلفة يعيشون في مودة وسلام برغم اختلافاتهم العرقية والدينية.
حدث اتساع في مساحة المدينة في الآونة الأخيرة ويرجع ذلك للازدياد السكاني الهائل وحركة الهجرة المتزامنة، وبالرغم من ذلك تعد هذه المدينة من ضمن أفضل مدن الشرق الأوسط بيئيا واقتصاديا وتم هذا التصنيف استنادا على الكثير من العوامل الثقافية والاجتماعية.
مدينة عَمّان جغرافيًا
تقع المدينة على الخريطة إلى الشمال من دائرة عرض 31، وإلى الشرق من خط طول 35 درجة، ويبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر حوالي سبعمائة وخمسين مترا، وارتفاع الجبال بها ما يقرب 918 مترا.
تقع بقرب مدينة إربد في شمال الأردن بمسافة تقدر بنحو 80 كيلومترا، وتبعد عن مدينة العقبة جنوب المملكة الهاشمية بنحو 360 كيلومترا، وتبعد عن نهر الأردن بمسافة 45 كيلومتر تقريبا
بالنسبة للمناخ تتميز عمان بالمناخ المتوسط في بعض المناطق، وبالمناخ شبه الصحراوي الحار في مناطق أخرى، فبصورة عامة يمتاز طقس المدينة باعتدال الجو.
تتأثر المناطق التي تقع على المرتفعات وسفوح الجبال بالمناخ المتوسطي بينما المناطق الشرقية يسود فيها المناخ الصحراوي.
فتعد مدينة عمان من أهم وأبرز المدن الجاذبة والساحرة في الأردن حيث تتركز فيها كافة المراكز التجارية والاقتصادية والتعليمية والحكومية.
نظرًا لوفرة المعالم السياحية والعلاجية الطبية والآثار العريقة قديمة الأزل تستقبل المدينة السياح الأجانب القادمين من أوربا والأميركتين والدول العربية الشقيقة ومن شتى أنحاء المعمورة.
آثار مدينة عَمّان
من أشهر أثار المدينة التاريخية (جبل القلعة) و(رجم الملفوف) و(المدرج الروماني)، وكانت مستقرا للحيثيين والهكسوس والعماليق، وبعدها أصبحت مستقرا ومعقلا للعمونيين الذين منحوا للمدينة لقبها لتصبح عمون، ثم جاء الأمويين وحولوا الاسم إلى عمان.
قام الأشوريين والبابليين بغزو هذه المدينة، وتحالف أهلها من العمونيون إلي الحلف الآرامي لمواجهة الأشوريين وصد غزوهم، ولكن أنتصر الأشوريين عليهم. ثم أعطي الملك سنحاريب الحكم الذاتي لأهلها، وذلك أدي فيما بعد لاستقرار الأوضاع سياسيًا واقتصاديًا، وسيطروا على جزء كبير من طرق القوافل التجارية مما أدي إلي بسط قبضته في مجال التجارة وتنشيطها
عثر باحثي الآثار مؤخرًا على 4 تماثيل تنسب لملوك دولة العمونيين التي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، والدراسات تؤكد أنه تم تشييد مملكتهم في مدينة عمان في الألف الثالث قبل الميلاد، وأطلقوا عليه اسم (ربة عمون) والتي تعني دار ملك عمون.
عَمّان في عصر الرومان
تصنف مدينة عمان من ضمن أقدم وأعرق مدن العالم، فتاريخ نشأتها يعود إلى سبعة آلاف سنة قبل الميلاد، ومر تاريخها بالعديد من الحضارات العتيقة من بينها الحضارة العمونية، واليونانية والرومانية والإسلامية، لذلك فهي مليئة بالكثير من الآثار التي ترجع إلى حقب تاريخية مختلفة ومتنوعة
سيطرت الإمبراطورية الرومانية على عمان ثم استحوذت عليها الدولة البيزنطية بداية من 63 م حتى 636 م، وفي أثناء تلك الفترة تم إدراج عمان ضمن مدن حلف الديكابولس الذي يضم عشر مدن تقع في كلا من الأردن وسوريا وفلسطين.
قام الرومان بترميم المدينة وبنوا المدرج الروماني الذي يعد من أشهر الآثار القديمة ذات الطابع العمراني الروماني، وهو عبارة عن مسرح كبير تصل مساحته حوالي 7600 متر مربع أعلى قمة جبل الجوفة، وتم تشييد هذا المسرح العملاق لتكريم الإمبراطور الروماني مادريانوس الذي زار عمان في عام 130 م.
فهناك الكثير من الآثار الأخرى التي خلفتها الدولة الرومانية في مدينة عمان مثل ساحة الفورم التي تقع بين جبلي القلعة والجوفة أمام المدرج الروماني في وسط عمان، فتبلغ مساحتها نحو 7600 متر مربع، وتم تشييدها في منتصف القرن الثاني الميلادي.
تعد دولة العمونيين أبرز حقبة في تاريخ عمان، حيث أصبحت عاصمة للعمونيين في سنة 1200 ق.م، وكان جبل القلعة مقرا لهم ومركزا لعاصمتهم، فهناك شيدوا قصورهم وقلاعهم الحصينة التي مازالت باقية حتى الآن هي وبقايا آثارهم وجدران الأسوار والآبار المحفورة في الصخور الجيرية.
كان يطلق على مدينة عمان اسم (فيلادلفيا) في الحقبة الرومانية، وهو أشهر الأسماء القديمة لعمان، وتمت تسميتها بهذا الاسم اشتقاقا من اسم محتلها بطليموس فيلادلفوس، حيث وقعت المدينة في قبضته في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد، ويقال إن معنى كلمة فيلادلفيا هو الحب الأخوي.
الفتح الإسلامي لمدينة عَمّان
فتحت الجيوش الإسلامية عمان وكان ذلك على يد يزيد بن أبي سفيان، والذي أسقط دولة الغساسنة البيزنطيين، أضحت عمان المركز الإداري ومقر إقامة الأمير في عصر الخلافة الأموية.
تم صك وحدات النقود المعدنية بها في ديوان الصك بعمان، وفي عصر الخلافة العباسية استخدمتها الخلافة العباسية كحصن لهم لحمايتهم من ثورات الأمويين الذين طالبوا باسترداد الخلافة.
كما أن في زمن الدولة الفاطمية كانت الدولة كانت مقرًا لتجمع الجيش، ومر من خلالها الناصر صلاح الدين الأيوبي أثناء معاركه ضد القوات الصليبية في الكرك.
بعد انتصارها لاحقًا على الصليبيين أصبحت تتبع الدولة الأيوبية، وفي عصر المماليك شهدت عمان استقرارًا سياسيًا واقتصاديًا، ولاحقًا تم إهمال عمان لعشرات السنين وذلك بسبب الكوارث الطبيعية والزلازل وانتشار مرض الطاعون الذي استنزف حياة الآلاف من سكانها في هذا الحين.
مدينة عّمان في الأدب العربي
جاء اسم المدينة في الكثير من الأدبيات العربية القديمة، مثل كتاب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) للمقدسي، فقال:
(مدينة عمان هي واحدة من ضمن ثلاث مدن تشبه مكة)
كما ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي أبياتًا لـ (الأحوص بن محمد الأنصاري) فقال عن مدينة عمان:
أقول بعمان وهل طربي به **** إلي أهل سلع إن تشوقت نافع
أصاح ألم تحزنك ريح مريضة **** وبرق تلالا بالعقيقين لامع
فإن الغريب الدار مما يشوقه **** نسيم الرياح والبروق اللوامع
مدينة عمان تعد من ضمن أشهر المدن في العالم التي ينصح بزيارتها نظرا لمعالمها السياحية الخلابة وعراقة آثارها، واستقرار أحوالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.