الأموال التي لا تجب فيها الزكاة هي حالات محددة قد منع الإسلام فيها الزكاة لغرض معين، والزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وهي واجبة الحقوق في الكثير من الحالات، ولكن هناك بعض الحالات التي تحدث عنها الإسلام ومنعها رأفة بأحوال المسلمين، وكذلك أحوال أخرى لأغراض مختلفة، ومن خلال موقع البلد سوف نوضح الأموال التي لا تجب فيها الزكاة وكل ما يدور حول هذا الموضوع.
الأموال التي لا تجب فيها الزكاة
تعد الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي أساس التوازن في الدولة الإسلامية حيث إن تشريع الزكاة يعم على الجميع بالفائدة حسب قوله -سبحانه وتعالى-: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) لذلك فتنفيذها هو حكمًا شرعيًا لا جدال به ولكن هناك بعض الحالات التي لا زكاة عليها.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من الأموال التي تجب فيها الزكاة هي ماذا؟
حالات عدم إجابة الزكاة
هناك أربع حالات لا تستوجب بهم الزكاة، وقد ذكرهم الإسلام وقام بالاستفاضة بالحديث عنهم وشرح أسباب عدم الاستجابة بهم للزكاة، وسوف نتناول تلك الحالات فيما يلي:
الحالة الأولى
بالحديث عن الأموال التي لا تجب فيها الزكاة، فلا يستوجب على المرء الزكاة إذا كان ما يمتلكه هو لاستخدامه اليومي فقط، أي إذا كان ما لديه هو ما يساعده لكي يوفر الطعام والشراب والسكن، ففي هذه الحالة ليس على المرء أداء زكاة ماله حيث إنه لا يفيض منه شيئا يدخره لنفسه، لذلك لا يتوجب عليه أداء فريضة الزكاة.
الحالة الثانية
لا يستوجب الزكاة فيما يمتلك المرء من عقار أو سيارات يستخدمها في استخدامه الشخصي له ولأهل بيته، فلا يتوجب بها الذكاة حيث إنه لا يؤجر العقار، فلا يعود له ربح من ساكنيه وإنما يستخدمه للمعيشة ولا يكنز سيارته ويمتلك غيرها.
الحالة الثالثة
لا يستوجب الزكاة في أي ما يملكه المرء من معادن يستخدمه في حياته اليومية، أما إذا كان لا يستخدمه ويدخره فهي هذه الحالة يستوجب الزكاة على الذهب والفضة والأحجار الكريمة.. غير ذلك فلا يوجد ما هو عليه زكاة في أي معادن أخرى يمتلكها المرء.
الحالة الرابعة
لا تستوجب الزكاة على الديون الخارجية، أي أنه لا زكاة عليك في مالك الذي اقرضته إلى أي فقير أو مسكين، لأنه لا يدخل تحت بند المال المخزن، حيث إنك قد اخرجته من حولك إلى حول إنسان آخر،
إذا فات الحول، وهو السنة الكاملة على المرء وهو له دين خارجي لا يستوجب أيضًا عنه الزكاة، فهذا المال لم يعد تحت إبراء زمته لعدم معرفته إذا كان سيستطيع الحصول عليه مرة أخرى أم سيتعثر المديون، ولن يستطيع السداد.. لذلك لا يجب على المرء الزكاة في هذه الحالة إلا إذا حصل على ماله من المديون ومر عليه الحول.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من الأموال التي تجب فيها الزكاة وأنصبتها
زكاة رواتب العمل
استكمالًا للحديث باستفاضة عن الأموال التي لا تجب فيها الزكاة يختلف النقاش حول زكاة الرواتب للتعرف على ما إذا كانت مستجابة أم لا إجابة لها.. ولكن الإسلام قد شرع ما هو أيسر للمرء، لذلك إذا كان لديك ما يفيض عن راتبك الشهري أو اليومي وتقوم بادخاره لمده قد تعدت السنة أي أنه قد جاء عليه الحول فوجب عليك الزكاة.
لكن إذا كان ما تحصل عليه من راتب عملك اليومي أو الشهري هو ما تستخدمه للحصول على قوت يومك ولأغراض المعيشة فأنت لا استجابة لزكاة مالك، وإذا كان هناك ما يستفيض من أموال راتبك بشكل يومي أو شهري وتقوم بادخاره لبعض الوقت ثم انفاقه على مصرف من مصارف الحياة واحتياجاتها فأنك لا وجوب عليك في أداء فريضة الزكاة حتى إن قمت بادخاره لشهور بشرط ألا يتعدى عليه الحول أي السنة الكاملة.
إذا كنت قد تنوي أن تقوم بأداء زكاتك في شهر ما من كل سنة وأتت الأيام المستحقة لأداء فريضة الزكاة ولم تستطع إخراج مال الزكاة لعدم تواجده، أي أنك قد كان لديك ما اضطرت لصرف مال الزكاة عليه، فلا إلزام لك بدفع الزكاة لأنه لا إجبار في ذلك، ولكن عليك إخراجها حين تستطيع وألا تتركها نهائيًا دون أدائها.
إذا كنت موظف ولا تحصل راتب شهري ثابت أو إذا كان دخلك يومي، فيما معناه أن دخلك متغيرًا فلا فرض عليك في أداء الزكاة حيث إن ما تكسبه متغير ولا ثابت به فإنه فقط يعيلك على مصاريف الحياة.
إذا لم تحصل في العمل على راتبك لمدة قد تزيد عن شهر أو اثنين أو أكثر ثم استطعت أن تحصل عليهم دفعة واحدة، فلا ذكاة عليك بهم حيث إنك قد عملت بهم لتجني قوت يومك، ولكنك لم تستطع الحصول عليهم في الوقت المحدد، فلا فرض عليك من أداء الزكاة عنهم عند الحصول عليهم.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار
زكاة العقارات
أوضح العلماء أنه ليس من الفرض أداء الزكاة على العقارات الخاصة إلا إذا كانت للتجارة، فإذا كنت تتخذ سكنًا لك، وهو عقار ملك لك فلا يستوجب عليه استخراج زكاة عنه نظرًا لأنه استخدام خاص بك، ولا تتربح من وراءه أي لا تؤجره لأحد، ففي هذا الحال العقار استخدام خاص لا وجوب للزكاة عنه.
إذا كنت تملتك عقار وتقوم بتأجيره لأخذ ما يأتي من مال لمساعدتك في الحياة اليومية، فلا يتوجب عليك الزكاة عن العقار الذي تقوم بتأجيره، حيث إنه يعد كمصدر دخل خاص لك لكسب قوت يومك، ولكن يتوجب عليك الزكاة فقط عندما تدخر المال الآتي منه ويمر عليه الحول في هذه الحالة فقط يتوجب الزكاة، ولكن غير ذلك لا يتوجب عليك إخراج زكاة عنه.
إذا كنت تمتلك عقار وقررت بيعه فلا زكاة لك من مال بيع العقار حيث إنه أصبح شيء لا تريده وتريد فقط الخلاص منه فلا يتوجب عليه إخراج زكاة عنه، تتوجب فقط عندما يكون هناك نية لبيعه للتجارة لكن غير ذلك لا يتوجب عليك فريضة الزكاة.
إذا كنت تمتلك عقار بنية التجارة ولكن بعد ذلك قمت بتغير نيتك وقررت بيعه أو تأجيره ليجلب لك باب رزق، فلا يوجد استجابة عليك لدفع زكاة عنه.
إذا قمت بشراء عقار بنية حفظ مالك فقط والمحافظة عليه فلا يتوجب عليك دفع زكاة عنه.
زكاة الزراعة
إذا كنت تمتلك بعض الأراضي الزراعية ولكن لم تسمح لك الفرصة في العمل بها أي أنك لا تقوم بزراعتها وكسب الأموال من خلفها أو تأجيرها لشخص آخر فأنت لا يتوجب عليك الزكاة عنها حيث إنها لا تأتي لك بأي مصدر دخل.
أما إذا قمت بالزراعة في أرض تملكها من أجل الحصول على مؤنة يومك، ومن أجل الاستفادة الشخصية لك ولعائلتك، فلا يتوجب الزكاة عن ما تزرع حسب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليسَ في حَبٍّ ولا تَمْرٍ صَدَقَةٌ، حتَّى يَبْلُغَ خَمْسَةَ أوْسُقٍ، ولا فِيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، ولا فِيما دُونَ خَمْسِ أواقٍ صَدَقَة).
زكاة المواشي
إذا كنت تمتلك ما يقل عن 4 مواشي فلا وجوب عليك في أداء زكاة الفريضة حيث إنها تقدر في أكثر من ذلك، بينما إذا كنت تمتلك أكثر وتقوم بتعليفهم والمحافظة عليهم من أجل الحصول علي قوت يومك وليس من أجل التجارة والربح من ورائهم فلا وجوب عليك في أداء الزكاة عنهم.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: يجوز تقديم إخراج الزكاة وتعجيلها لمن؟ وأنواعها والشروط المطلوبة
هكذا نكون قد قمنا بالحديث حول الأموال التي لا تجب فيها الزكاة، مع ذكر جميع المعلومات الخاصة بكل بند من بنود الحياة والأحكام الشرعية الإسلامية في كل منهم، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.