اسلامياتثقافة إسلامية

الفرق بين إبليس والشيطان

الفرق بين إبليس والشيطان لا يستطيع الكثير من الناس التعرف عليه، حيث خلق الله الشيطان قبل الإنسان، وجعل عالم الشياطين من العوالم الغيبية التي لا يعرف أحد عنها أي شيء، فلا يستطيع الإنسان رؤيتهم أو سماعهم، فيعتقدون أن الشيطان هو إبليس فهل هناك فرق بالفعل أم أنهم كائن واحد؟ هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال موقع النيل.

الفرق بين إبليس والشيطان

إبليس ليس من الملائكة فقد كان من الجن العابدين لله، وكان إبليس كثير العبادة حتى أنه فاق الملائكة في الاجتهاد في العبادة، وكان من خزنة الجنة، وهو من الجن الذين يستطيعون رؤية الإنسان ولا يستطيع الإنسان رؤيتهم، وهو الذي رفض واستكبر عن الامتثال لأمر الله حين أمره بالسجود عند خلق آدم، وهو كبير الشياطين وأبو الجن كلهم، وهو عدو الإنسان، وقد طلب من الله أن يتركه حتى يغوي آدم وذريته إلى يوم القيامة، وكان السبب في إخراج آدم وحواء من الجنة بعد أن وسوس لهما أن يأكلا من الشجرة التي حرمها الله عليهما.

كان الجن يعيشون في الأرض قبل الإنسان، ولكنهم أثاروا فيها الفساد فقام الله بإهلاكهم، إلا إبليس فقد كان من الجن الآمن، فكرمه الله وجعله الله في الملأ الأعلى، وقد خلق الله إبليس من نار كما خلق جميع الجن، اغتر بخلق الله له من النار، لأنه يرى أن النار التي خلق منها أفضل من الطين الذي خلق منه الإنسان، فاستعلى عن السجود لآدم ورفض أمر الله فكان ذلك سبب في طرده وخروجه من الجنة، ولعنه الله إلى يوم الدين، قال تعالى:

(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)، البقرة:34

يقال إن الشيطان يستطيع التجسد في صورة إنسان أو حيوان أو على هيئة أخرى، فقد دل على   ذلك، عندما كان أبو هريرة يتحدث مع رجل كان يحاول أن يسرق الطعام، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أنه شيطان، وهو يحاول السيطرة على الإنسان ويجعله يشرك بالله، فإن لم يستطع فيحاول جعله يبتدع ويطبق تلك البدعة، فإن لم يستطع يحاول جعله يرتكب المعاصي الكبيرة، ثم يزين له ويقنعه بالصغائر يشغله عن القيام بالأمور الطيبة والمباحة.

قيل إن اسمه لم يكن إبليس بل كان “عزازيل” أو”الحارث”، ولكن بعد معصيته لله مُسِخ وسمي إبليس، وكلمة إبليس تعني: المطرود من رحمة الله، فهو من الفعل “بلس”، أي: طرد، وكلمة إبليس من الألفاظ الأعجمية، وليس لها نظير في العربية، ومن الألفاظ التي لم تُسمى بها أحد.

أما الشيطان فهو أحد المخلوقات التي خلقها الله، وهو كائن خارق للعادة، ومن أنواع الجن، وهم من الجن الكافر، والشياطين هم العاصون والمتمردون على أوامر الله، وهم جنود إبليس، ويكون أكثرهم غواية وتضليل للبشر هو أقربهم لإبليس، ويستطيع الشيطان رؤية الإنسان، ويحاول تضليله وإبعاده عن طريق الحق في كل وقت، ولا يموتون إلا مع موت إبليس.

الشيطان تجسد للشر فهو لفظ لا يقتصر على الجن فقط فهو يدل على كل من يدعو إلى الشر والفساد من الجن أو الإنس، ويطلق على كل ما تمرد وتعدى حدود الله، وكلمة شيطان مأخوذة من الفعل شطن، أي: بعُد، وهي اسم جنس، يشير إلى قبيلة من الجن وذرية إبليس، وجنوده، فهم منبع الشرور، ويؤدي على هلاك الإنسان في الدنيا والآخرة.

حقيقة الجن

يطلق لفظ الجن على جميع من خلقهم الله من نار، والجن تعني الستر، وسمي الجن بهذا لاختفائهم وعدم التمكن من رؤيتهم، وهم ليسوا شياطين منهم المؤمن الذين يعبدون الله ويوحدونه ومنهم الكافر العاصي، وقد كان الجن يعيش على الأرض قبل أن يخلق الله الإنسان لكنهم أفسدوا فيها فعاقبهم الله وأهلكهم، وطردوا إلى الجبال والبحار، وهم يموتون بخلاف الشياطين.

وهم أجسام هوائية خارقة للطبيعة، لا يستطيع الإنسان رؤيتها، وعالم الجن من العوالم الخفية التي لا تدرك بالحواس، وهم يستطيعون التشكل بأشكال مختلفة، وهم مكلفون بالعبادة؛ فهم يتمتعون بالعقل والإرادة، وهم قابلون للهداية، ومخيرون بين الحق والباطل، والصواب والخطأ.

أُرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، كما أُرسل إلينا ليدعوهم إلى الإيمان بالله وترك المعصية، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب مجموعة منهم، معروفة بقبيلة النصيبين، وقد سخر الله الجن لسيدنا سليمان، فهم يستطيعون القيام بالأعمال التي لا يستطيع البشر القيام بها، ويجب الايمان بوجوده، وإنكار وجودهم كفر، لأنه إنكار لما جاء في القرآن.

الحكمة من خلقهم

خلق الله إبليس لحكمة لا يعلمها إلا هو، ولتحقيق بعض الأمور، وهناك بعض الحكم التي لا يعلم بتفاصيلها إلا الله، منها:

  • إظهار كمال قدرة الله في خلقه، وفي خلق المتباينات والأضداد، فقد خلق الظلام والنور، والملائكة والشياطين، وفي خلق النار، فالشيطان مخلوق من النار، والنار تدل على الفساد والعلو، كما تدل على النور والإشراق.
  • كي يرى الملائكة والمؤمنين حال إبليس وما آل إليه نتيجة لمعصية الله، فيكون ذلك آيةً لهم تدفعهم إلى زيادة العبودية له والخشية منه.
  • جعله عبرة لمن يخالف أمر الله ولا يطيعه، ويصر على معصيته، فيزداد حذرهم وخوفهم من معصية الله والوقوع في الذنوب.
  • اللجوء إلى الله من شر الشيطان وكيده، ومجاهدة الشيطان، فتكتمل وتزداد مراتب العبودية لله.
  • إكمال العبودية لله، في الصبر والمجاهدة على المعاصي، وترك الهوى.
  • جعله الله عبرة لمن يعصونه ويخالفون أوامره، ويصرون على ارتكاب المعاصي والذنوب.
  • ظهور المعاني التي تتعلق بأسماء الله، فلو كان الجن والإنس كالملائكة، فلم تكن ستظهر تلك المتعلقات.
  • لتعظيم الخوف من الله، ومعرفة أن الملك لله وحده، ومن تمام ملكه الثواب والعقاب والإعزاز والإذلال.
  • كي يكون فتنة يختبر الله بها خلقة فهو يوسوس لهم ويدعوهم إلى المعصية والفساد، فهو امتحان الله لخلقه للتمييز بين الخبيث من الطيب.
  • إيقاع الناس في الاختبار، فمن يقوم باتباع الشيطان ويعصي الله، فقد فشل في اختبار الدنيا، ومن يجاهده، ويتجنب المعاصي ويطيع أوامر الله فقد نجح في اختبار الدنيا.

سبل الوقاية من الشيطان

مما لا شك فيه أن للجن والشياطين تأثير على الإنسان، فهم العدو الأول للإنسان، ولا سبيل للوقاية منهم إلا بالأذكار والقرآن ولذلك يجب معرفة طرق وسبل الوقاية من الجن، والتي هي:

  • الاستعاذة بالله دائما والاستعانة به، وقراءة المعوذتين، فلهم أثر كبير في دفع أذى الشياطين، وعلى كبح وسوسة الشيطان.
  • الحفاظ على الصلاة في جماعة، فالشيطان لا يقدر على الجماعة من المسلمين.
  • قراءة القرآن، والمحافظة على قراءة سورة البقرة، فهي تصرف أذى الشيطان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، وإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة).
  • الإكثار من ذكر الله، والإكثار من الطاعات، والامتثال لأوامر الله ورسوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قرَأ ابنُ آدَمَ السَّجدةَ فسجَد اعتزَل الشَّيطانُ يبكي ويقولُ: يا ويلَه أُمِر ابنُ آدَمَ بالسُّجودِ فسجَد فله الجنَّةُ وأُمِرْتُ بالسُّجودِ فأبَيْتُ فلِيَ النَّارُ).

عالم الجن من الغيبيات التي أخفاها الله عن الإنسان، ووجوده أمر مفروغ منه يجب الإيمان به تبعًا لما ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى