قصص مغربية بالدارجة
قصص مغربية بالدارجة يمكن الحصول من خلالها على العديد من التجارب المستفادة، والتي بإمكانها أن تساعد أيًا منا على استخلاص العبر والدروس المستفادة؛ لذلك من خلال هذا الموضوع المقدم لكم من موقع البلد سوف نتعرف على قصص مغربية بالدارجة لأشهر الأدباء، والتي يكون بعضها مترجم باللغة العربية.
قصص مغربية بالدارجة
هناك العديد من قصص مغربية بالدارجة التي تمت كتابتها من قبل أشهر الكتاب، وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه القصص تم ترجمتها إلى اللغة العربية الفصحي واللغات الأخرى؛ لذلك من خلال ما يلي سوف نعرض القصص المغربية المشهورة:
الخبز الحافي لمحمد شكري
إن الخبز الحافي يعتبر أولى الأجزاء من السيرة الذاتية الخاصة بالكاتب محمد شكري من ضمن ثلاثة أجزاء، وهم كتاب وجوه وكتاب زمن الأخطاء، وتجدر الإشارة إلى أن فكرة كتابته لهذه السيرة من رفيقه الكاتب بول بولز أمريكي الجنسية، ولكنه يعيش في طنجة.
تم كتابتها في عام 1972، أما بحلول عام 1973، كما تم ترجمتها للغة الإنجليزية وأيضًا للفرنسية ولكن في عام 1981 من قبل الطاهر بن جلون، والجدير بالذكر أنه تم ترجمتها لأكثر من ثمانية وثلاثين لغة في جميع أنحاء العالم ومنها اللغة العربية في عام 1982 ميلادي، وفي السطور التالية سوف نعرض جزء من هذه الرواية:
أبكي موت خالي والأطفال من حولي. يبكي بعضهم معي. لم أعد أبكي فقط عندما يضربني أحد أو حين أفقد شيئًا. أرى الناس أيضًا يبكون. المجاعة في الريف. القحط والحرب. ذات مساء لم أستطع أن أكف عن البكاء. الجوع يؤلمني. أمص وأمص أصابعي. أتقيأ ولا يخرج من فمي غير خيوط من اللعاب. أمي تقول لي بين اللحظة وأخرى:
- اسكت، سنهاجر إلى طنجة. هناك خبز كثير. لن تبكي على الخبز عندما نبلغ طنجة. الناس هناك يأكلون لا يشبعون.
- أخي عبد القادر لا يبكي. أمي تقول:
- خم أو ماش (انظر أخاك) نتاويتروشا (إنه لا يبكي). إشكتتروذ (وأنت تبكي).
- أنظر إلى سحنته الشاحبة وعينية الغائرتين فأكف عن البكاء. بعد لحظات أنسى الصبر الذي أستمده منه.
- دخل أبي. وجدني أبكي على الخبز. أخذ يركلني ويلكمني:
- اسكت، اسكت، اسكت، ستأكل قلب أمك يا ابن الزنا.
رفعني في الهواء، خبطني على الأرض، ركلني حتى تعبت رجلاه وتبلل سروالي.
في الطريق هجرتنا، مشيًا على الاقدام، رأينا جثث المواشي تحوم حولها الطيور السوداء والكلاب، روائح كريهة، أحشاء ممزقة، دود ودم وصديد.
في الليل يسمع عواء الثعالب قرب الخيمة التي ننصبها حيثما يوقفنا التعب والجوع. الناس، أحيانًا يدفنون موتاهم حيث يسقطون. أخي يسعل ويسعل. سألت أمي خائفًا:
-كلا. من قال لك أنه سيموت.
تابع الخبز الحافي لمحمد شكري
تدور أحداث الخبز الحافي حول وجود عائلة تعاني من الجوع والفقر الشديد، مما جعلهم يضطروا للذهاب إلى طنجة، ولكن كان رب هذه الأسرة يتسم بالقسوة والظلم، وكان يتعاطى المخدرات، بالإضافة إلى أنه كان السبب في انحراف أبنائه وفي وفاة أحدًا منهم أثناء غضبه.
تستمر حياته مع عائلته ويذهب إلى المزابل الخاصة بالأغنياء؛ فهو مختلفة تمامًا عن مزابل الفقراء، وكانت أمه تعمل في بيع الخضروات والفواكه بعدما دخل والده السجن، ويبدأ البطل في شق طريقه والعمل في المقاهي وأيضًا بداية انحراف أخلاقه:
– خالي مات.
– أخوك لن يموت. هو فقط مريض.
حين يشتد علي الجوع أخرج إلى حي (عين قطيوط) في الزابل عن بقايا ما يؤكل، وجدت طفلًا يقتات من الزابل مثلي. في رأسه وأطرافه بثور. حافي القدمين وثيابه مثقوبة. قال لي:
- مزابل المدينة أحسن من مزابل حينًا. زبل النصارى أحسن من مزابل المسلمين.
بعد هذا الاكتشاف صرت، أحيانًا أبعد عن حينا: وحيداً أو صحبة أطفال المزابل.
عثرت على دجاجة ميتة. ضممتها إلى صدري وركضت إلى بيتنا. أبواي في المدينة. أخي في ركن ممدد، نصفه الأعلى مرفوع فوق وسادة. يتنفس بصعوبة. عيناه الكبيرتان الذابلتان ترقبان مدخل الباب. يرى الدجاجة. تتيقظ عيناه. يبتسم. يتورد وجهه النحيل. يتحرك كأنه يفيق من إعماء. يسعل فرحاً. أعثر على السكين. يسهل ويلهث. أولي وجهي قبلة المشرق: حيث أرى أمي تولي وجهها وتصلي. قلت جهراً (بسم الله. الله أكبر). هكذا رأيت الكبار يفعلون. ذبحتها حتى انفصل رأسها. انتظرت أن يسيل دمها. أدلكها لعل الدم يسيل منها. يسيل قليل قاتم من ثقب عنقها.
في (الريف) رأيتهم يذبحون كبشاً. لا أدري في أية مناسبة. وضعوا طاساً تحت عنق الكبش الفائر بالدم. امتلأ الطاس وأعطوه لأمي المريضة. رأيتهم يمسكون بها في الفراش وهي تقاومهم عازفة عن شراب الدم. جعلوها تشربه بالقوة. تلوث وجهها وثيابها.
قافلة حكايات مغربية لأشرف أبو اليزيد
وُلِد الكاتب أشرف أبو اليزيد في عام 1963 في مدينة بنها الموجودة في دلتا النيل، وتجدر الإشارة إلى أنه قدعمل في مجال الصحافة والترجمة إلى جانب دراسته للأدب باللغة الإنجليزية، وكان يعمل كمحرر ثقافي في وكالة أنباء رويترز وأيضًا شغل منصب مشرف فني في المجلات منها مجلة نزوي الفصيلة.
بعد ذلك عمل كسكرتير تحرير، وفي يوم من الأيام عمل بشكل رسمي وثابت في مجلة العربي، وبحلول عام 2014 ميلاديًا حاز على جائزة مانهاي الكبرى في الأدب، وفيما يلي سوف نعرض لكم جزء من قافلة حكايات مغربية التي تعد من قصص مغربية بالدارجة:
يشي أول اسم تقرؤه عند عبورك بوابة “ورزازات” بما سيلي من مشاهد وحكايات: مدرسة ابن خلدون
كأنك ستعبر الزمن الذي جاءت بك منه الطائرة، بعد أن تتركه على مشارف المدينة، لتلج زمنًا آخر، وثقافة مغايرة مع اسم عالم الاجتماع الخالد، الحي في شرايين المدن العربية وساكنيها وحضارتها.
هنالك ستفسر العمران وما قبله وأنت تطوي الأرض في قافلة حكايات مغربية، تحملك إليها ورزازات. إنها الواحة، والمدينة، والقرية، والكتاب، المفتوح الذي خص صفحة منه للحكايات، وأخرى للأساطير. وما بين الحكاية والأسطورة دروب جغرافية وتاريخية طويلة، افترشتها القصبات والأمنيات في قلب الصحراء.
جبال ووديان، سيل يحمل الطمي والخصب، وشمس تجاهد السحب الداكنات، هكذا تبدأ رحلتنا بعيد ورزارات بعبور سد المنصور الذهبي. الصور نفسها تتناسخ مرة بعد أخرى.. جبال ووديان، سيل وشمس. نمر بمجموعات من البدو.
فيقول دليل الرحلة شارحًا: بعد أن ينتهي الشتاء يبدأ الرحل في الاحتفاء بالربيع، والخروج من مكامن البرد، تتحرك قبلهم وبعدهم قطعان الغنم وقوافل الإبل.
كانت وجهتنا إلى قلب الصحراء، ونحن فيها. العقد المكتوب الذي وقعناه. أنا وزميلي. مع الجلالي مصطفي. الدليل الذي يفتخر لانتمائه إلى أولاده جلال “بتشديد اللام الأولى” يرسم خط الرحلة كالتالي: سنغادر “ورزازات” إلى أولاد إدريس، عبر وادي درعة، ومنطقة الواحة، مرورًا بزاكورة وخزانة تمكروت “تمجروت نطقا”، والعرق اليهودي. وهو بحر الرمال الخادي، الاسم على مسمى.
باقي قصة قافلة حكايات مغربية لأشرف أبو اليزيد
تعتبر قافلة حكايات مغربية لأشرف أبو اليزيد من ضمن قصص مغربية بالدارجة، لذلك فيما يلي سوف نعرض جزء من هذه القصة:
نخرج من الطرق المستوية، فيبدأ إلى الجبال المحيطة والخوف من السقوط المحيق. لحظات وتبدأ الانحدارات، والمنحنيات التي لا نبصر فيها نهاية الطريق الصاعدة. تذكرت أنني اخترت هذه الطريق عوضًا عن طريق ورزازات. مراكش الخطرة التي حذرتني منها أصدقاء في الدار البيضاء. هذا التحذير جعلني اختار ما اعتقدت أنه أيسر، ولو علمت الغيب، لاخترت الواقع.
وهكذا ما إن نخرج من قلب الغيم، حتى تلقانا طرق منحرفة، وأخرى منجرفة. من بعيد وفوق الدنيا بأسرها يواجهنا شيخ عملاق أسود، كأنه مارد خارج من قمم الحكايات الصحراوية. ها هو جبل كيسان المتجهم بلونه الداكن “يرحب” بنا. الجبل يحرس أكداز متخفيًا بعمامة رمادية من الغيم. وجهه يشرف على واحة مزكيطا، و27 ألف هكتار من الأرض التي ينمو بها 27 نوعًا من التمور، أجودها في الجنوب. من أعلى جبال الأطلس في تلك المنطقة التي تطل على الوادي، تبدو لنا قمم النخلات مثل وردات أبدية على مائدة من الصخور الأزلية.
أدنى جبل كيسان وأخواته، وفي قلب واحة وادي درعة، تنام متفرقات قرى صغيرة. ستظنها غير مأهولة، حتى تلمح قرويًا يسير هنا، أو قرويتين تتوقفان هناك. إنه يوم في حيثاة الجنوب، يمشي فيه الزمن متمهلًا على عربة أوة دراجة أوة درابة، وتستوقفه مصافحات وابتسامات وتحيات.
البيوت من حولها شرائط صغيرة مزروعة بالخضروات، وفي الحقول يزرعون التمر والحناء والقمح والشعير والموز والتين والعنب والسفرجل والتفاح، وكذلك قصب السكر الذي ليس على قرار الأرض مثله طولًا وعرضًا وحلاوة وكثرة ماء. أعرف كيف ساهمت هذه المنتجات في تشجيع ممارسة بعض الحرف المحلية.
مثل النسيج الذي كان كانت له أهمية كبيرة لوجود المواد الأولية كالصوف. ويحدثنا الإدريسي الرحالة في هذا الشأن عن “الأكسية الرقاق والثياب الرفيعة” التي كانت تنتج بالمنطقة.
بعد الهبوط، سنمر في طرق طينية كثيرة، إنها طرق مختصرة، ولكنها وعرة، لن نضطرة إليها في رحلة العودة. الحمد لله.
مجنون الورد لمحمد شكري
إن رواية مجنون الورد تابعة لمحمد شكري الذي وُلِد في عام 1935 بآيت شكير الموجودة في إقليم الناظر الذي يقع في شمال دولة المغرب، وتجدر الإشارة إلى أن طفولته كانت مليئة بالمعاناة والآلام فقد كان يعيش في الريف، وبعد ذلك انتقل إلى طنجة عام 1942، وكان في ذلك الوقت لا يتحدث اللغة العربية.
عندما بلغ العشر سنوات كان يعمل في المقاهي، وبعد ذلك بدأ في حمل الأشياء وأيضًا كان يقوم بتنظيف الأحذية ويبيع الجرائد والمجالات، ومن خلال السطور الآتية سوف نعرض جزء من أشهر رواياته مجنون الورد:
يفد على طنجة، عروس الشمال، كما تلقبها مصلحة السياحة، طفل لم يتجاوز سن السابعة صحبة اسرته الهاربة من المجاعة، بداية الأربعينيات، و الحرب في أوجها.. في مخيلته صور محدودة لقرية ” بني شيكر “، و على لسانه كلمات من اللهجة الريفية يحاول أن يسمي بها الأشياء.
بعد قليل سيلقى القبض على الأب لأنه لاذ بالفرار من صفوف الجيش الإسباني المتقاتل في حرب أهلية طاحنة، لا تعنيه، هو المغربي، في شيء.
يتقدم محمد شكري الطفل وحيدا ليبدأ حياة التشرد من دون أن يعرف المدرسة. يبدأ باكتشاف المدينة ـ الحياة من خلال أعمال يدوية متنوعة: مسح الأحذية، بيع الصحف و الخضر، الاشتغال في المقاهي و المطاعم، التعاون مع عصابة للنشل، إرشاد السياح، تقليد أغاني محمد عبد الوهاب في المقاهي..
يقترب الآن من سن التاسعة عشرة و قد جرب كل شيء، و استوعب طبيعة العلاقات و المعاملات، و عرف القسوة و لم ينعم بالحنان..و ذكاؤه يحثه على أن يواصل السير ليرتاد عالم الذين يتحدثون لغة لا تشبه الريفية و لا الدارجة، حتى لا تظل هناك منطقة يجهلها، و حتى لا يظل بعض الشباب من معارفه يعيرونه بالأمية. في هذه السن المتقدمة، يسافر إلى مدينة العرائش بحثا عن مدرسة ابتدائية تقبله..
تابع مجنون الورد لمحمد شكري
ذهب محمد شكري مع عائلته إلى مدينة تطوان، ولكنه انتقل مرة أخرى إلى طنجة، وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتعلم الكتابة والقراءة، إلا عندما بلغ العشرين عام، وبحلول عام 1955 اتخذ قرار البعد عن كل العالم السفلي الذي كان يعيش فيه، وقد انضم إلى مدرسة متواجدة في مدينة العرائش، وبعد تخرجه عمل في مجال التعليم.
بحلول عام 1966 قام محمد شكري بإصدار أول كتاب له يسمى العنف على الشاطئ في مجلة الأدب لبنانية الجنسية، وفي ذلك الوقت كان مهتمًا بالكتابة الأدبية، واستمر هكذا حتى تمكن من نشر العديد من الكتب، ومن خلال ما يلي سوف نعرض جزء آخر من مجنون الورد التي تعتبر من أشهر قصص مغربية بالدارجة:
وهناك تعلم من التلاميذ الصغار أكثر مما تعلم من معلميه و أساتذته..و عاد إلى طنجة ” متعلما ” ليبدأ مغامرة جديدة و مثيرة مع الكتابة و الأدب..لكن شكري الذي نخرته سوسة الحياة و إغراءات التجربة، لا يستطيع أن يحترف الكتابة عن ” الأشياء ” من خارجها، و هو الذي اعتاد أن يثقب القشرة ليرتاد الشرنقة. الحياة أولا: إدمان الكأس و إدمان الليل فرارا من البلادة و الجهل و من الجنون و الموت. و لم يستطع أن يقاوم وحده قساوة العيش على الهامش، فأصيب بانهيار عصبي و مكث بمستشفى الأمراض العصبية أربعة اشهر خلال سنة 1964. تبدو له الكتابة الآن نوعا من الإدمان لتهدئة حساسيته المرهفة، و مواجهة فوضى الأشياء و المجتمع. و لن تعوزه “المادة”، فقد اختزنت ذاكرته و أعصابه و جسده ما لا تستطيع “اللغة الفصحى” تشخيصه. بعد محاولات قليلة، نشرت له مجلة “الآداب” قصة بعنوان” العنف على الشاطئ” سنة 1966، و تلقى رسالة من الدكتور سهيل إدريس يشجعه فيها على المضي في الكتابة…
أوراق مغربية لنواف القديمي
تُعتبر أوراق مغربية “يوميات صحفي في الأمكنة القديمة” للكاتب نواف القديمي من أفضل قصص مغربية بالدارجة، وتجدر الإشارة إلى أنه وُلِد في مدينة الرياض عام 1976 ميلاديًا، وقام بإطلاق 9 كتب، وكان مهتمًا بالحركات الإسلامية والفكر الإسلامي؛ لذلك من خلال السطور التالية سوف نعرض جزء من هذا الكتاب:
لم أجد تفسيرًا واضحًا لعدم حرصي على زيادة المغرب، رغم أن ظروف عمل عديدة استدعت زيارتي لها منذ عام.. إلا كنت أؤجل هذه الزيادة، متحججًا كل مرة بعذر مختلف.
هذه المرة تزامنت حاجة العمل المؤجلة، مع دعوة كريمة من منظمة حقوقية مغربية لتقديم ورقة بحثية في مؤتمر يقام بالدار البيضاء.. فقررت المشاركة.
أول ما دخلت إلى الصالة الداخلية في مطار الملك خالد بالرياض لانتظار ركوب الطائرة المتجهة إلى الدار البيضاء، وكان ذلك في حدود الساعة الرابعة من فجر الخميس 23 أبريل 2009 ميلاديًا، شدتني وجوه بعض الركاب المرافقين لي على نفس الرحلة.
تعرفون تلك الوجوه المتوجسة والقلقة، التي يبدو واضحًا من عيونها المتهدلة أنها (شرييييبة) حتى الحبل الشوكي.. كان أولئك هم زملائي في هذه الرحلة الطويلة.. أي يستطيعون القول بأنني كنت برفقة مجموعة من رواد العالم السفلي المحترمين.
قبل ركوبنا الطائرة بدقائق اكتشفت أن رحلتنا ستمر عبر القاهرة.. رغم التأكيد السابق للخطوط المغربية أن الرحلة تتجه مباشرة من الرياض إلى الدار البيضاء.
تابع أوراق مغربية لنواف القديمي
إذا كنت من الأشخاص الذين يرغبون في الاطلاع على قصص مغربية بالدارجة، فإليك في السطور الآتية جزء من كتاب أوراق مغربية للكاتب نواف القديمي:
وبعد ساعتين من الطيران توقفنا في القاهرة ساعة تقريبًا، وركب معنا بعض المسافرين الجدد.. وبعد قليل دخل أربعة أو خمسة ركاب يحملون أجهزة تصوير وعدة حقائب و(عاملين زحمة) في مشهد يوحي بأن معهم رجلًا مهمًا.. وإذ بهذا (الرجل المهم) يتجه للجلوس في المقعد الفارغ بقربي. عندما اقترب نظرت إليه وإذ به أحد المطربين الشباب المشهورين، من أولئك الذين باتوا يظهرون في التليفزيون أكثر من مذيعي الأخبار.
توقف هذا المطرب قليلا قرب مقعده، وبدأ ينظر بشزر إلى أحد مرافقيه، وكأنه يقول له: (ليه المقال مش جنب بعض يابن الـ …) عندها قلت له مباشرة: (عاوز تبدل المقاعد).. قال لي وقد رسم على وجهه ابتسامة رجاء: (ياريت).. قمت من مقعدي وتوجهت للجلوس في مقعد آخر اكتشف. بعد فوات الأوان- أنه بجانبي مصارع ضخم.. وفي المقابل جلس بجانب الطرب الكبير أحد مرافقيه كي يسهر على خدمة سعادنه وتلبية رغباته.
في هذا الموضوع قد عرضنا لكم العديد من قصص مغربية بالدارجة التي تم كتابتها على يد أشهر الأدباء في الكتابة الأدبية، مثل محمد شكري، ومع العلم إن هناك بعض القصص ترجمت إلى اللغة العربية وأيضًا الفرنسية واللغات الأخرى، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة المرجوة بشأن قصص مغربية بالدارجة.