خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق
خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق من شأنها أن تُتمم المعنى المقصود من وراء أن يتحلى الفرد بالأخلاق الحميدة التي تخول له أن يُربي أجيالًا يافعة، فيكون المجتمع بنّاءً بالقدر الذي يجعله في مصاف المجتمعات المتقدمة، فالأخلاق هي الركن الركين في التنمية.. تنمية ذات الفرد والتنمية المجتمعية، ومن خلال موقع البلد يسعنا أن نذكر لكم أكثر من خاتمة تتحدث عن الأخلاق الفاضلة.
خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق
مكارم الأخلاق هي أحسنها، ومن يتحلى بها هو الأفضل على الإطلاق، لكونه يتأسى بالرسول الكريم، الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، فمن يحيا بأخلاق فاضلة يكون على الفطرة السوية التي لا انحراف فيها ولا تطرف، أما من يحيا على النقيض متمسكًا بأقبح الأخلاق والسمات، فهو بعيد تمام البعد عن السويّة والاتزان.
على الجانب الآخر نجد أن الفرد ذو الخلق القويم، يمثل خلقه انعكاسًا لرقيه ورقيّ بيئته التي نشأ فيها، علاوةً على اقتدائه بأهله وأقرانه، تلك اللبنة الأولى التي تؤثر فيه، من هنا يكون مدعاة للفخر والاحتذاء.. فيما يلي نقدم أكثر من خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق:
- التحلي بالأخلاق الحميدة لا ينفصل عن الارتباط بالدين، فجميع الأديان حثت على التحلي بمكارم الأخلاق، من هنا نجد أن المحافظ على دينه يحافظ على سماته الحسنة.
- إن التخلّق بخلق أعظم الناس وأكرمهم.. خلق الأنبياء والصالحين، هو المُرتجى والمأمول لدى جميعنا، فلا يرغب المؤمن الصالح سوى أن يُحشر مع السلف الصالح.
- مكارم الأخلاق تتجلى في كل ما هو جميل، فالصدق والأمانة والشجاعة والمروءة، تجعلنا نرى العالم مثاليًا، ومع تقدم المجتمعات تكون مكارم الأخلاق أكثر نُدرة، فمن يتحلى بها عليه أن يتمسك بوجودها.
- من يحرص على أن يتمتع بأخلاق حميدة حسنة ما هو إلا امرئ يطيع الله ورسوله، يرغب في نيل عظيم الأجر والفضل من الله، لا يأبه بمنحرفي الأخلاق وإن كثروا.
- إن الله سبحانه وتعالى في غير موضع أمر بالإحسان والعدل وجميع الصفات الحسنة التي على المؤمن الصادق أن يتحلى بها، كما نهانا عن كل ما هو مذموم قبيح، كالفحشاء والمنكر.
- من أهمية التحلي بمكارم الأخلاق أن ينظر العبد إلى الثواب العظيم الراجع إليه لكونه يمتلك من الصفات أجملها وأبهاها، فيكون خير نموذجًا على المسلم الحق.
- ما أروع مكارم الأخلاق التي جعلت السيدة عائشة تصف نبينا الكريم بأنه قرآنًا يمشي على الأرض، واقتداءً بأشرف الخلق يكون العبد ربانيًا عندما يتصف بالأخلاق الحميدة القويمة التي أمرنا الله بها.
- إن الشريعة الإسلامية في أبسط معانيا تعني بما يجب أن تكون عليه علاقة الفرد بربه على نحوها الصائب، وعلاقة المؤمن بغيره من العباد، وما يجعل تلك العلاقة قويمة هو مكارم الأخلاق.
- عبادة المرء إلى ربه عندما تكون كاملة لا يشوبها شائبة تكون معبرة عن تحليه بمكارم الأخلاق التي تجعله ينأى عن المعاصي والفواحش، ويتمسك بحبل الله المتين.
كانت تلك أمثلة على خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق، وبقي لنا أن نشير إلى عناصر أخرى يُمكن الاستعانة بها في هذا الصدد.. في الفقرات القادمة.
آيات قرآنية عن مكارم الأخلاق
بعد أن قدمنا لكم أكثر من خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق يسعنا أن نذكر ما جاء في محكم التنزيل من خير الكلام الدال على أهمية التحلي بالأخلاق الحميدة في التعاملات بين بني البشر، والتي تعددت بتعدد الصفات والمعاملات، فهذا الموقف يتطلب أن يكون المرء صادقًا، وهذا يتطلبه أمينًا، وهكذا.. لذا نشير إلى بعض الآيات القرآنية التي من خلالها نستدل على أهمية التحلي بمكارم الأخلاق، كما يلي:
- قال الله تعالى في سورة الحجرات: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)“.
- من قول الله تعالى في محكم التنزيل: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)” سورة النحل.
- في سورة القلم: “وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)”، إشارة إلى تحلي أشرف الخلق بأعظم الخُلُق، فهو خير قدوة للعالمين.
- سورة الأحزاب: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)”.
- قال الله تعالى في سورة الجمعة: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)”.
- كذلك قول الله تعالى في سورة فصلت: “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)”.
- في سورة البقرة: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ (83)”.
- قول الله تعالى في سورة آل عمران: “وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)”.
- في سورة التوبة قال الله تعالى: “لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128)“.
- قول الله تعالى في سورة آل عمران: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)“.
- في سورة الشمس قال الله تعالى: “قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)”.
من تلك الآيات القرآنية ومن خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق التي ذكرناها سلفًا تبين لنا أن الأخلاق الحميدة ترتبط دائمًا بالعودة إلى كتاب الله، وسُنة نبيه الشريفة، ففيها من مكارم الأخلاق والقيم التي من شأن المرء أن يرتوي منها أنهارًا، ليشهد الصلاح في دنياه وآخرته.
أحاديث عن مكارم الأخلاق
بعد أن قدمنا لكم أكثر من خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق نذكر أن الأخلاق الحميدة في حد ذاتها غاية، وأساس كل عقيدة سمحة، وانعكاس للمعتقدات والأفكار والتوجهات التي يسير الفرد بناءً عليها، علاوةً على كونها وسيلة لجني كل ثمار الخير في المجتمعات.
من أعظم أسباب النجاة في الدارين أن يكون خلق المرء محمودًا، لأن الأخلاق الحميدة تنعكس تمامًا على سلوكياته مع الغير ومع ذاته أيضًا، ولما كانت مكارم الأخلاق بتلك الأهمية الجللة ذكرها رسولنا الكريم في أكثر من حديث شريف، وبعد أن ذكرنا خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق بإمكاننا ذكر بعض من تلك الأحاديث في النقاط التالية:
- عن أبي ذر الغفاريّ –رضي الله عنه- قال عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال: “اتَّقِ اللَّهِ حيثُ ما كنتَ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ“ (صحيح الترمذي).
- عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: “إنما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ” (صحيح).
- عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول اللهم أَحسَنْتَ خَلْقي فأَحْسِنْ خُلُقي” (صحيح).
- عن قطبة بن مالك –رصي الله عنه- قال: “كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من منكراتِ الأَخلاقِ والأعمالِ والأَهْواءِ” (صحيح).
- عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: “أكْملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا“ (صحيح).
- في حديث آخر عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن مكارم الأخلاق قال: “ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمِنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسَنٍ، فإنَّ اللَّهَ تعالى ليُبغِضُ الفاحشَ البَذيءَ” (صحيح).
- عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال: “ألا أُخبركم بأحبِّكم إليَّ وأقربِكم مني مجلسًا يومَ القيامةِ؟ فأعادها مرتَين أو ثلاثًا. قالوا: نعم يا رسولَ اللهِ! قال: أحسنُكم خُلُقًا” (صحيح).
- عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ اللهَ ليُبَلِّغُ العبدَ بحسنِ خلقِهِ دَرَجَةَ الصَّوْمِ والصَّلاةِ” (صحيح).
- عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- عن الرسول –صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا. وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا” (صحيح البخاري).
إن البر هو اسم جامع شامل للخير كله، وهو يُقصد به مكارم الأخلاق، التي تنطوي على الإحسان وفعل الخير، فكريم الأخلاق يكون كذلك في السر والعلانية، وإلا كانت أخلاقه في سبيل الرياء، وحتى يكون في زمرة الصادقين.
أمثلة على مكارم الأخلاق
في إطار تقديم خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق نذكر أن أشكال الأخلاق الحميدة متعددة، وأشهرها ما يُمكننا ذكره في النقاط التالية:
- الصدق من أعظم مكارم الأخلاق، فالله أعطى منزلة جليلة للصادقين، ومن يصدق في حاله مع نفسه ومع الخالق ومع المحيطين يعرف طريق الصواب دومًا.
- الأمانة مقترنة بالصدق، وكان أشرف الخلق صادقًا أمينًا، فالأمانة تعمل على اكتساب محبة الآخرين وامتنانهم.
- الرضا والقناعة من أجلّ الصفات التي يُمكن أن يكتسبها الفرد، علاوةً على أنها مقترنة بالإيمان الصادق، فالمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره.. والرضا بالحال يساعد على نيل رضا الخالق ومحبة الناس.
- الرحمة والعطف من أهم ركائز مكارم الأخلاق، فلين القلب أمر به الله تعالى وربطه بحسن معاملة العباد واكتساب محبتهم، على أن أشرف الخلق رسولنا الكريم كان رحمة للعالمين كافة، والرحمة بمعانيها تشتمل على اللطف في المعاملة ولين القول والرعاية والحنان وما إلى ذلك من عظيم الصفات.
- حسن الظن والاعتقاد بالله أولًا، وبالناس، وهذا لا يتنافى مع الفطنة والكياسة في شيء.
- كذلك نجد أن صلة الرحم من السمات التي أمرنا الله تعالى بها، فخير الناس أنفعهم لأهله وذويه وأقاربه، ومن لم يكن فيه خيرًا لأهله لا يُنتظر منه خير على الإطلاق.
كيفية التحلي بمكارم الأخلاق
مما لا يفنى ولا ينتهي أخلاق الفرد بينما يفنى هو، وما نقصده أن آثار أخلاقه تبقى خالدة في محياه وعند مماته، على أن الأخلاق الحميدة تؤدي إلى صفات جليلة شتى، كالاحترام والالتزام والحفاظ على الأمانات والوفاء بالعهود.. الأمر الذي يعود على المجتمع بالرقي والارتقاء.
كذلك تجعل مكارم الأخلاق مكتسبها محبوبًا، يفضل الناس أن يتعاملون معه لخلقه الحسن، فيكون ذو علاقات وطيدة، ويأخذون مشورته في أمورهم، لأنهم على قناعة بأن كل ما يصدر منه صائبًا.. وتتعدد الوسائل التي يُمكن من خلالها اكتساب مكارم الأخلاق، فكما ذكرنا خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق نذكر تلك الوسائل كما يلي:
- التضرع إلى الله سبحانه وتعالى والدعاء بأن يرزقنا حسن الخلق، فكان أشرف الخلق يداوم على الدعاء هكذا، وهو من بُعث ليتمم مكارم الأخلاق.
- محاسبة النفس على كل شيء خاطئ تقترفه، حرصًا على تهذيبها لعدم الوقوع في الفاحشة مرة أخرى.
- عدم اليأس من اقتراف المعاصي، فخير الخطائين التوابين، على أن الله لا يمل من عباده الطالبين للتوبة، ويكرمهم من وسع فضله وإحسانه.
- الصبر على مجاهدة النفس لتكون أفضل مما هي عليه، والصبر في اكتساب خير الأخلاق وأفضلها.
- انتقاء الأخلّة الصالحين، فهم مرآة لنا، وهم العناصر التشجيعية التي تجعل المرء رغمًا عنه يكتسب صفاتهم، إما الصالحة أو الطالحة.
- البعد عن محفزات الأخلاق السيئة، سواء كانت البيئة أو جماعة الرفاق، وما إلى ذلك.
فضل التحلي بمكارم الأخلاق
عندما يتحلى المرء بالأخلاق الحميدة يكون بذلك تأثر تأثرًا إيجابيًا بشكل لا يُدركه، حيث إن تلك الإيجابية التي نتحدث عنها تتجلى في تعامل الآخرين معه وتعامله معهم، فمن تلك الأخلاق الحميدة سينبع كل الصواب، فيشعر وكأن حياته رائعة وعلى أفضل حال.. وهذا ما علمناه في كلمات خاتمة موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق.
على أن من يتحلى بالأخلاق الحميدة سيكتب الله له النجاح أينما كان، فهو من يكون أهلًا له، وهذا ما أشار الله سبحانه وتعالى إليه في غير موضع في القرآن الكريم، أن الفلاح مقرونٌ بتزكية النفس التي تتطلب العفة والصدق والأمانة والإخلاص والتقوى.. وما إلى ذلك من مكارم الأخلاق.
فالمجتمعات التي يُكتب لها التقدم تعتمد على عناصر صالحة، فلا يصلح المجتمع إلا بصلاح أفراده، والصلاح الحقيقي يأتي بالتحلي بأجلّ الصفات وأعظمها، فالمبادئ والقيم المجتمعية النبيلة ما دام التمسك بها وعدم إفلاتها هو هدف الأفراد، سيكون المجتمع ناجحًا لا محالة، ويمضي قدمًا للأمام دون تراجع محقق.
أما عندما ترى أحد المجتمعات المحطمة، سيكون ذلك نابعًا من إهدار أفراده القيم والأخلاق الحسنة، التي هي أساسه، فينهار ويسقط بانهيار الخلق، وها هي تلك العلاقة الوطيدة التي لا خلاف عليها.
كذلك وعلى جانب آخر، نجد أن من يتحلى بمكارم الأخلاق يكون مثالًا صادقًا لغيره حتى يُحتذى به على الدوام، وله من ثواب من يتخذه قدوة صالحة، لأنه قد نفعه وأفاده بما هو خير له، وترتبط الأخلاق جليًّا بجوانب شخصية الإنسان كافتها، فهي المسؤولة عن تكوين الشخصية والتأثير على الجانب الديني لها أيضًا.
إن انتشرت مكارم الأخلاق في المجتمعات تجد أن المحبة تنتشر معها، وكذلك الألفة والمودة والإحسان والتعاون وتقوى الله، فلا مجال للتمييز بين المجتمعات، ولا مجال للتفرقة بين الغني والفقير، فمكارم الأخلاق لا تعرف الجور ولا الظلم.
إن مكارم الأخلاق من أصل العقيدة الإسلامية السمحة، فالتوحيد في حد ذاته مقرونًا بأجلّ الصفات وأعظمها، ومن هنا كانت عظمة التحلي بمكارم الأخلاق.