الأم والطفلصحة الطفل

التحرش الجنسي بالأطفال التعريف .. الأسباب … الوقاية والعلاج

يعد التحرش الجنسي بالأطفال التعريف.. الأسباب… الوقاية والعلاج من أكثر القضايا الحساسة والشائكة في العالم كله وليس في دول العالم الثالث فقط، وبالرغم من وجود التحرش الجنسي بالنساء منذ سنوات طويلة كظاهرة سلبية في العالم، إلا أن كثيرًا من الناس يرون أن التحرش والتعدي الجنسي على الأطفال هو أمر كارثي وأكثر وحشية، واليوم سوف نسلط الضوء على هذه القضية ونتعرف إلى كل ما يخصها عن كثب من خلال موقع البلد.

التحرش الجنسي بالأطفال التعريف.. الأسباب… الوقاية والعلاج

إن التحرش بكافة أشكال وأنواعه جنسيًا أم لفظيًا أم عدوانيًا يعد من أخطر الآفات المجتمعية التي توجد في كل دول العالم تقريبًا، وهو لا يرتبط بشكل محدد بسن معين أو فئة معينة أو طبقة اجتماعية خاصة.

إلا أن هذا لا يفند حقيقة أن التحرش الجنسي منتشر بصورة أكبر وعلى نطاق أوسع في الدول النامية الفقيرة التي يواجه فيها الشباب صعوبات بالغة لكي يتزوجوا، كما وينتشر في البلاد التي ينتشر فيها الجهل ويتغذى على أرواح البشر فيقتل لديهم الوعي والقيم والأخلاق ويدمر مكانة الوازع الديني في نفوسهم.

لكن أكثر ما يؤسف في هذا الأمر هو أن يتعرض إليه طفل صغير ذكرًا كان أم أنثى، وإذا أردنا أن نتحدث عن التحرش الجنسي بالأطفال التعريف.. الأسباب… الوقاية والعلاج، فيجب أن نعرض كل من تلك العناصر على حدة وهذا يتضح أكثر فيما يلي:

1- تعريف التحرش الجنسي بالطفل

أول ما يمكننا الحديث عنه في التحرش الجنسي بالأطفال التعريف.. الأسباب… الوقاية والعلاج هو التعريف، ويمكننا تعريف التحرش الجنسي بالطفل على أنه سلوك عدواني يقوم فيها الجاني البالغ أو المراهق، باستخدام طفل صغير لكي يشبع رغباته الجنسية المريضة.

من الممكن أن يكون التحرش الجنسي بالطفل يتم فيما بين اثنين من القُصَّر فرق السن بينهما خمس سنوات فيما فقط، إلا أن السن الفاصل المعتمد في أغلب دول العالم هو ثمانية عشرة سنة، لأن كل من هم دون سن الثامنة عشر يعتبرون قُصَّر.

يتضمن التحرش الجنسي بالطفل تعريضه إلى نشاط معين أو سلوك جنسي ما، وغالبًا ما يتضمن التحرش الجنسي بالطفل ملامسته بطريقة معينة أو دفعه لملامسة الشخص المتحرش جنسيًا.

يعتبر التحرش الجنسي بالطفل واحدًا من الجرائم التي انتشرت في المجتمع منذ فترة غير قصيرة، وهي تعد ضربًا من ضروب الاستغلال الجنسي من قبل شخص بالغ لطفل صغير لكي يتصل به جنسيًا ويشبع رغباته، ويكون ذلك بفرض السيطرة والإجبار والعنف.

2- أسباب التحرش الجنسي بالأطفال

في إطار التعرف إلى التحرش الجنسي بالأطفال التعريف.. الأسباب… الوقاية والعلاج، يجب أن نتطرق إلى معرفة الأسباب التي تدفع الشخص إلى التحرش بالطفل من الأساس، لكي يكون الأهل ملمين بها ويتمكنوا من حمايته منها قدر الاستطاعة، ومن أبرز الدوافع للتحرش:

1- خلل التربية والتنشئة

تعد التربية والتنشئة الغير سليمة واحدة من أبرز وأهم أسباب دفع الرجل أو الشاب إلى التحرش جنسيًا بالأطفال، وذلك لتقصير الأهل في تنمية وازع الضمير في نفسه منذ الطفولة، مما ينتج عنه تقدمه في السن وميله إلى التصرفات والسلوكيات العنيفة العدوانية ومن بينها التحرش الجنسي.

2- اضطراب المتحرش سلوكيًا

لا يقصد بالاضطراب السلوكي لدى المتحرش أنه يعاني من مرض نفسي، بل هو مجرد شخص يتمتع بسلوك مضطرب وغير متزن بغض النظر عن المستوى الاجتماعي الذي ينتمي إليه هو فئته العمرية أو مستواه المعرفي والثقافي، فهو شخص مدرك لكل ما يفعله إلا أنه يعاني من خلل ما يجعله يتصرف بشكل عنيف.

3- التحرش كرد فعل

لقد أثبتت بعض الدراسات النفسية أن التعدي الذي يقوم به الشخص المتحرش ربما يكون مجرد ردة فعل للكثير من الأسباب، منها البيولوجية كزيادة نسبة التلوث في البيئة مما يدفعه إلى التصرف بعنف، وتوجد أيضًا أسبابًا اجتماعية ونفسية وسياسية كالقمع والحرمان من الاحتياجات الرئيسية والتفكك الأسري والتكدس السكاني.

4- التواطؤ الاجتماعي

يقصد بتواطؤ المجتمع هو انتشار سلوكيات وأخلاقيات وظروف سلبية في المجتمع، تدعم من إحساس المتحرش برغبته في التعدي على الغير في ظل وجود مجتمع سلبي يتساهل مع المتحرشين ويؤيدهم في موقفهم، وينظر إلى الطفل الصغير على أنه الطرف الضعيف وهذا ما يعكس لديه تمييز سلبيًا ضد الأطفال الصغار.

5- الإحساس بالانكسار

قد يكون المتحرش يعاني من الكثير من الاضطرابات النفسية التي تولد لديه شعورًا بالانكسار، لذا يقوم بالتحرش الجنسي لكي يحصل على لذة أو متعة مؤقتة، وربما لا يكون دافعه هنا هو ملامسة جسم الطفل أو الطفلة للاستمتاع، بل قد تكون لمجرد تطبيق مبدأ التعدي والقمع والثورة والقوة للشعور بالسيطرة والتفوق على طرف ليست له حيلة.

3- الوقاية من التحرش الجنسي بالأطفال

من أهم ما يجب أن نتطرق إلى الحديث عنه ضمن إطار التعرف إلى التحرش الجنسي بالأطفال التعريف.. الأسباب… الوقاية والعلاج هو سبل وقاية الطفل من التعرض إلى هذه الجريمة، وهذا يتم من خلال اتباع الآتي:

  • تعليم الأهل طفلهم أنه لا يجب عليه أن يفتش عورته أمام أي شخص وأن يستر جسده أمام الناس.
  • تنبيه الطفل إلى أنه لا يجب أن يكشف جسمه لأحد من الأشخاص أو يسمح لأي شخص بلمس جسمه.
  • مراقبة الطفل وهو خارج المنزل وبالتحديد في خارج نطاق المنزل ولكن من دون أن يشعر الطفل أنه مراقب.
  • تعريف الطفل كيف يميز بين النظرات العادية ونظرات المتحرشين.
  • ملاحظة الأهل كافة الاشتراكات الاجتماعية للطفل، وعدم السماح لأي شخص برعاية أولادهم.
  • تدريب الطفل على ممارسة أحد أنواع الرياضة القتالية للدفاع عن النفس.
  • تشجيع الطفل على إخبار أهله بكل تفاصيل حياته اليومية.
  • تجنب توبيخ الطفل حينما يسرد تفاصيل تافهة او مزعجة أو حتى غير صحيحة، لأنه إذا خاف من التوبيخ لن يتحدث أبدًا.
  • الحرص على ألا يسمع الطفل أي كلمة أو تعبير خارج.
  • إفهام الطفل أن جسمه ملكية خاصة به فقط.
  • ضرورة تعريف الطفل بالأماكن التي يجوز له كشفها من جسمها وتحديد الأماكن الأخرى التي لا يجوز كشفها.
  • إفهام الطفل بأن الأم وحدها هي التي يحق لها أن تكشف جسده لكي تساعده في الاستحمام أو دخول الحمام ولا أحد آخر له هذا الحق.
  • التعرف إلى كل أصدقاء الطفل وأهاليهم وتحديد ما إن كانوا مناسبين لصحبة الطفل أم لا.
  • التأكد من تفعيل خيار البحث الآمن للإنترنت قبل أن يستخدم الطفل الوسائل الإلكترونية.
  • عدم السماح للطفل بتحميل أي برنامج أو مقطع فيديو مصور قبل أن يشاهده الأب أو الأم أولًا.
  • تعويد الطفل على إخبار والديه في حالة تلقيه لطلب مراسلة من شخص غريب.
  • شرح الأهل للطفل الأماكن التي يجوز للغير لمسه أو تقبيله فيها والأماكن الأخرى التي لا يجوز الاقتراب منها.
  • الحرص على أن تكون تعبيرات الوجه متزنة ومعتدلة أثناء الحديث مع الطفل عن هذا الأمر، حتى يلاحظ الولد علامات الاشمئزاز والتقزز وعدم قبول الشخص المتحرش.

4- علاج الطفل من أثر التحرش

استكمالًا للحديث عن التحرش الجنسي بالأطفال التعريف.. الأسباب… الوقاية والعلاج، يجب أن نتطرق إلى الحديث عن طريقة علاج الطفل من أثر التحرش، وليكن الأهل على علم بأنه الولد أو البنت يكونون في حالة من الخوف والصدمة القوية، لذا لعلاج الأمر يجب على الأهل التصرف على النحو التالي:

حسن الاستماع للطفل

حينما يبدأ الطفل في سرد ما حدث معه يكون في حالة من توتر والخوف والرهبة الشديدة، لذا يجب على الأهل أن يحسنوا الإصغاء لطفلهم لكي يتفهموا الوضع أكثر ويمنحوه المساحة لكي يقص عليهم ما حدث، ويجب أيضًا أن يكون الاستماع باهتمام تقطعه بعض الأسئلة المهمة مثل متى حدث ذلك أو هل حدث نفس الأمر في مرة سابقة أو من كان هذا الشخص.

الهدوء أثناء الحديث

في حال تعرض الطفل إلى التحرش الجنسي وقرر ان يخبر والديه بما حدث، يجب الحفاظ على هدوء الأعصاب قدر المستطاع أثناء سرد الطفل للأحداث مهما كان الأمر صعبًا، كما وتجب السيطرة على النفس ومقاومة ردود الأفعال القوية مثل الصراخ أو البكاء والعصبية المفرطة، حيث إن ذلك سيتسبب في خوف الطفل وزيادة الموقف سوءًا على سوئه.

تهدئة الطفل

حينما يخبر الطفل أهله بما تعرض له يجب على الأهل أن يعملوا جاهدين لكي يهدئوا من روع الطفل، ويحاولوا أن يخلصوه من مشاعر الخوف أو القلق والتوتر، ويجب أن يوضحوا له بأنه لم يرتكب ذنبًا وليس له يدًا فيما تعرض إليه من أذى، وبأنهم يحبوه جدًا وسوف يتدخلوا لحل الأمر لحمايته من أي أذى.

تجنب التهديد والتوعد للمتحرش

لا يجب على الأهل بعد أن يعرفوا من ابنهم ما حدث أن يتسرعوا أو يرتكبوا أي تصرف عنيف، تقديرًا لوجود بعض الإجراءات التي سيكون من اللازم اتخاذها فيما بعد، وبعد أن يعرفوا من الطفل من هو الشخص الذي تحرش به جنسيًا، يجب ألا يتوعدوا له أمام الطفل لأنه من الوارد جدًا أن يكون ذلك الشخص مقربًا من الطفل ويحبه وسوف يصدم فيه.

فحص الطفل طبيًا

يجب الاطمئنان على الطفل وفحصه جيدًا من الناحية الطبية، لأن التحرش الجنسي به ربما يكون قد تطور ووصل إلى حد الاعتداء، حينها يجب اصطحاب الطفل إلى طبيب وفحص جسمه جيدًا وبالتحديد فحص الأعضاء التناسلية له، فيستطلع حالة فتحة المهبل وفتحة الشرج لدى الفتاة، بينما يطمئن على حالة العضو الذكري وفتحة الشرج لدى الولد.

أثر التحرش الجنسي على الطفل

لن يخلو الحديث عن التحرش الجنسي بالأطفال التعريف.. الأسباب… الوقاية والعلاج من ذكر الآثار الجانبية التي يعاني منها الطفل جراء تعرضه للتحرش الجنسي، فإن الطفل حينما يتعرض لحادث مؤلم كهذا لا ينساه أبدًا لبقية حياته، وتأثراته السلبية وآثاره الجانبية تكون على الصعيد الجسدي والصعيد النفسي أيضًا، وتنقسم آثار التحرش الجنسي على الطفل إلى الآتي:

1- الآثار النفسية للتحرش الجنسي بالطفل

حينما يتعرض الطفل إلى حادثة التحرش الجنسي فإنه ومن دون شك يعاني بعدها من تبعات هذا الموقف المؤلم، ويظهر تأثره النفسي بالواقعة في التغيرات الآتية:

  • الدخول في حالة من الاكتئاب والانطواء والعزلة.
  • الشعور بالقلق والتوتر والخوف دومًا.
  • الأرق.
  • اضطرابات النوم.
  • تراجع ثقة الطفل بنفسه.
  • ضعف انتباه وتركيز الطفل.
  • تلعثم الطفل أثناء الكلام.
  • تبدل سلوك وطبع الطفل إلى العدوانية سوءًا مع الأصدقاء أو مع الحيوانات الأليفة.
  • زيادة النشاط البدني والحركي للطفل عن المعتاد.
  • عصيان أوامر الوالدين وعدم الاهتمام بكلامهما.
  • الهدوء المفرط الغير معتاد.
  • إدمان الطفل لتعاطي المخدرات أو شرب الكحوليات على المدى البعيد حينما يكبر.
  • اضطرابات وحركات لا إرادية مثل مص إصبع الإبهام أو التبول لا إراديًا.

2- الآثار الجسدية للتحرش الجنسي بالطفل

كما يعاني الطفل من آثار نفسية غاية في السوء نتيجة تعرضه إلى التحرش الجنسي، فإنه يعاني أيضًا من أضرار جسدية جسيمة وخاصةً إذا كان الأمر قد تطور حتى بلغ مرحلة الاعتداء الجنسي عليه، ومن بين هذه الآثار:

  • الرضوض الجنسية.
  • التعرض إلى نزيف قوي قد يؤدي إلى وفاة الطفل.
  • التهاب الأماكن التناسلية لدى الولد أو البنت.
  • انتقال بعض الأمراض الجنسية المعدية في حال كان المتحرش أو المغتصب قد استخدم أدوات معينة خلال الاعتداء.
  • تمزق وتلف الأعضاء التناسلية لدى الطفل إذا كان الاعتداء عليه شديدًا ومقاومته كانت عنيفة.
  • أضرار عصبية متعددة نتيجة الصدمة.
  • ظهور أعراض هياج عصبي شبيهة بأعراض مرض الصرع.
  • تحول الطفل إلى شخص شاذ جنسيًا حينما يكبر أو يصبح هو نفسه متحرشًا جنسيًا.

علامات تعرض الطفل للتحرش الجنسي

إن التحرش الجنسي بالأطفال التعريف.. الأسباب… الوقاية والعلاج قضية شائكة وحساسة للغاية، يجب تناول كل واحد من جوانبها على حدة لكي نكون أكثر إلمامًا بالوضع، ويجب إدراك فكرة أن الطفل يخاف بشدة حين يتعرض للتحرش الجنسي، وبالتالي سيحاول قدر الاستطاعة أن يخفي عن والديه حقيقة ما حدث معه ظنًا منه أنه سيعاقب بقسوة أو أنه قد أخطأ.

في حال كان الطفل لا يتحلى بالشجاعة أو تملكه الخوف من الإفضاء لوالديه بما تعرض له، فإن هناك بعض العلامات التي تشير وبوضوح إلى أن الطفل قد تعرض إلى التحرش أو التعدي الجنسي، ومن بين هذه العلامات:

  • ملاحظة تغيرات حادة ومفاجئة في سلوكيات الطفل، مثل ميله إلى العدوانية أو ردود الأفعال المبالغ فيها أو ملاحظة قلقه وتوتره بصفة مستمرة.
  • شعور الطفل بالإحباط والخوف.
  • قلق الطفل واكتئابه.
  • تعدي الطفل على غيره أو محاولة إلحاق الأذى به.
  • اضطراب مواعيد النوم لديه.
  • معاناته من الكوابيس أثناء الليل بشكل متكرر.
  • ملاحظة اضطراب في شهية الطفل تجاه تناول الطعام.
  • تعمد تجنب مكان معين أو شخص محدد.
  • رفض زيارة الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء دون أن يقدم سببًا واضحًا لرفضه هذا.
  • بدء استخدامه لألفاظ ومصطلحات جنسية لم يعتد عليها منه من قبل وهي أكبر من عمره أيضًا.
  • التصرف بسلوكيات جنسية.
  • ملاحظة وجود خدوش أو آثار للضرب على أي جزء من جسمه.
  • إهمال الطفل لمظهره ونظافته الشخصية على غير المعتاد منه في السابق.

ربما يكون كل ما يخص التحرش الجنسي بالأطفال التعريف.. الأسباب… الوقاية والعلاج مجرد مصادفة أو أمر غير متعمد من الشخص الكبير، ولكن عند التأكد من أنه كان تصرفًا متعمدًا يجب تبليغ الشرطة بما حدث للطفل لكي يلقى هذا المجرم جزاءه ويكون عبرة لأمثاله في المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى