اسلامياتثقافة إسلامية

كيفية إخراج الصدقة عن الميت

كيفية إخراج الصدقة عن الميت تتسنى من خلال بعض الخطوات الواجب على المسلم اتباعها التزامًا بما جاء في الشريعة الإسلامية، فمن صور الإحسان على المتوفي التصدق، فعلاوةً على أجر الصدقة لفاعلها فإن المتوفي يحتاج إليها أيضًا، ومن خلال موقع البلد سوف نتعرف على فضلها وأنواع الصدقة التي يمكن لأهل الميت إخراجها عليه.

كيفية إخراج الصدقة عن الميت

يبحث البعض عن الطريقة التي يحاولون بها زيادة أعمال المتوفي الطيبة وحسناته حتى بعد موته والتي تعد الصدقة من أهمها، ومن الجدير بالذكر أنها تعتمد أكثر على النية التي يخرجها بها الشخص المتصدق.. حيث لا يوجد أي معايير لنوعية الصدقة أو كميتها ولكنها تعتمد فقط على النية كما أنه لا يشترط أن يقول المتصدق عبارات معينة حتى تقبل الصدقة منه فهو يستطيع قول ما يراه مناسب.

لكن ما يرتبط بكيفية إخراج الصدقة عن الميت هناك سؤال.. هل من اللازم أن تكون الصدقة التي تُخرج على روح الميت من ماله الخاص أم من الممكن أن تكون من أموال أحد أقاربه أو أبنائه؟ فقد صرحت دار الإفتاء في ذلك أنه يجوز التصدق على الميت من أموال أقاربه أو أبنائه كما أنه لا يجب التصدق على الميت من ماله إلا بعد أن تُؤخذ موافقة الأبناء على ذلك، حيث إنهم الورثة الشرعيين له ولا يجب التصرف في ماله إلا بعد اطلاعهم.

أنواع الصدقة الجارية على الميت

من الأمور التي تفيد الميت بشكل كبير وضع نسخة من القرآن الكريم في أحد المساجد بنية إعطاء ثوابها له حيث إن ذلك يساعد على أخذ الميت الكثير من الحسنات التي تتمثل بحسنة على كل حرف في حال تمت قراءة هذه النسخة من قِبل أحد رواد المسجد.

ذلك لأن النبي قد قال:

(مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ ﴿الم﴾ حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ).. كما قال أيضًا :(يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما).

من خلال معرفتنا كيفية إخراج الصدقة عن الميت من المهم ذكر أنه في حال كان أهل الميت من الأشخاص المقتدرين ماديًا فيمكنهم بناء مستشفى علاجية شراء أحد البيوت التي تسمح بتواجد عدد كبير من الأشخاص فيه ووضع عدد من اليتامى والمحتاجين فيه.

حيث إن ذلك له أجر كبير عند الله سبحانه كما أنه يساعد على الاستفادة من فضل الصدقة الذي ذكره الرسول الكريم:

(كافِلُ اليَتِيمِ له، أوْ لِغَيْرِهِ أنا وهو كَهاتَيْنِ في الجَنَّةِ وأَشارَ مالِكٌ بالسَّبَّابَةِ والْوُسْطَى).. كذلك يمكن أن يتم سداد دين أحد الأشخاص المتعثرين في ذلك حيث إن الرسول الكريم قال: (من أنظرَ معسرًا كانَ لَه بِكلِّ يومٍ صدقةٌ ومن أنظرَه بعدَ حلِّهِ كانَ لَه مثلُه في كلِّ يومٍ صدقةٌ).

في سياق ذكر كيفية إخراج الصدقة عن الميت يلزم الإشارة إلى أنه يمكن لأهل الميت زرع شجرة بالقرب من منزلهم والاهتمام بسقايتها حيث كلما أكل أحد من الثمار التي تنتجها أو استظل بظلها يأخذ الميت حسنات استنادًا لما قاله الرسول في الحديث الشريف:

(ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ).

فضل الصدقة لكلا الميت والحي

في سياق معرفة كيفية إخراج الصدقة عن الميت يجب ذكر أنه من فضل الله على الإنسان أنه مكنه من التصدق له أو لأحد من أمواته، كما أنه سبحانه أعطاها الكثير من الفضل والثواب العظيم، ومن خلال الآتي سوف نتعرف على فضلها:

  • من فضل الصدقة العظيم أنها تعطي المتصدق مكانة الوقوف في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله في يوم القيامة، كما قال الرسول: (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفاها حتَّى لا تَعْلَمَ يَمِينُهُ ما تُنْفِقُ شِمالُهُ).
  • تدعي الملائكة كثيرًا للشخص المتصدق بصلاح الحال وغيرها من الأدعية المحمودة بناءً على الحديث الشريف: (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا).
  • في حال كان يعاني المتصدق أو أحد من أهله من مرض ما فإن للصدقة فضل في شفائه (داووا مرضاكم بالصدقة).
  • تنظف الصدقة قلب المتصدق من كل الأمور السيئة التي تعلق به من غل وحقد وغيره.
  • لها فضل في علو مكانة المتصدق عنه أو المتصدق يوم القيامة، كما أنها تزيد من حسناته مما يحميهم من عذاب النار.
  • من فضل الله على المتصدق أنه يضاعف له أجره يوم القيامة حيث قال النبي: (مَن تَصدَّقَ بعَدْلِ تمرةٍ مِن كسْبٍ طيِّبٍ، ولا يَصعَدُ إلى اللهِ إلَّا طيِّبٌ؛ فإنَّ اللهَ يَقبَلُها بيَمِينه، ثمَّ يُربِّيها لِصاحِبِها، كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه، حتى تَكونَ مثلَ الجبلِ).
  • تساعد الصدقة على الإكثار من مال المتصدق كما أنها ترزقه البركة فيه والدليل على ذلك قول الحديث الشريف: (ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ).
  • كما أن الصدقة تعد من أسباب لين القلب استنادًا إلى الحديث النبوي: (إنْ أردتَ أنْ يَلينَ قلبُكَ، فأطعِمْ المسكينَ، وامسحْ رأسَ اليتيمِ).
  • الصدقة تزيد من الحسنات كما أنها تقلل من السيئات فقد قال الرسول الكريم: (والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ).
  • تعوض الصدقة النقص في أداء فريضة الزكاة كما جاء في الحديث: (أوَّلُ ما يُحاسَبُ به العبدُ يَومَ القيامةِ صَلاتُهُ، فإنْ كان أَتَمَّها كُتِبَتْ له تامَّةً، وإنْ لم يَكُنْ أَتَمَّها قال اللهُ عزَّ وجلَّ: انظُروا هلْ تَجِدونَ لعَبْدي مِن تَطَوُّعٍ فتُكْمِلونَ بها فَريضتَه؟ ثمَّ الزَّكاةُ كذلك، ثمَّ تُؤخَذُ الأعمالُ على حِسابِ ذلك).
  • قال النبي: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح ‏يدعو له).
  • كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إنّ مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته ‏بعد موته: علماً علَّمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو ‏بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه ‏بعد موته).

طرق الإحسان إلى الميت

في إطار التعرف على كيفية إخراج الصدقة عن الميت يجب معرفة أنه لا تقتصر إفادة الميت على إخراج الصدقة حيث توجد الكثير من الطرق الأخرى التي تحميه من دخول النار وتزيد من حسناته، كما أنها تعد من الأمور السهلة التي لا تكلف الكثير من الجهد أو المال، تتمثل في النقاط التالية:

  • في حال كان الميت من الأشخاص الذين ينذرون النذر يجب التأكد من أنه لا يوجد عليه أي نذر لم يقم به وفي حال وُجد يجب على أفراد عائلته القيام به بدلًا عنه.
  • إذا كان هناك أي نوع من أنواع الديون على الميت فيحب أن يقوم أهله بسدادها عنه فتلك من الأمور التي تضره بشدة في حال لم يجد من يسده عنه.
  • يجب الإكثار من الدعاء له بالمغفرة والرحمة.
  • من المفترض ذكر الميت بكل المحاسن التي كانت توجد فيه وعدم ذكره بأي من العيوب التي كان يختص بها.
  • من المهم أن يقوم أهل الميت بالإسراع من تكفينه ودفنه حيث إن ذلك من أكثر الأمور ضرورة للميت بعد موته مباشرة.
  • في حال لم يقم الميت بصيام أيام صوم مفروضة في دينه يجب على أهله صيامها بدلًا عنه.
  • من الممكن إخراج الأموال بعد تقدير الأيام بالأموال بمراجعة الشيوخ أو دار الإفتاء.
  • تقدير القبر وعدم النبش عليه في حال تمت زيارته وعدم الجلوس عليه.
  • القيام بعمرة أو حج بنية أن ثوابها للميت، ومن المهم التنبيه أنه يجب على من يقوم بالعمرة أو الحج أن يكون قد سبق له أدائهم وليست أول مرة.
  • من الممكن أن يتم التبرع بإحدى الكراسي الطبية المتحركة أو مجموعة من الأدوات الطبية أو الأدوية العلاجية أو التبرع بالدم في أحد المستشفيات التي تعطي أكياس الدم بشكل مجاني للمحتاجين، حيث في حال تم استخدامها من قِبل الأطباء أو أحد المرضى يساعد على كسب الميت الكثير من الحسنات.
  • وضع أحد خزانات المياه المتنقلة التي تسمح للعابرين بالشرب منها.
  • لا يعرف الكثير من الناس أن تعامل أهل الميت بحب واحترام مع الناس من الأمور التي تعتبر من الصدقات الجارية على الميت حيث إن ذلك يعمل على إكثار الدعاء له.

يجب أن يهتم كل مسلم بإخراج الصدقات له وللميت من والديه أو أقاربه، للاستفادة من فضلها العظيم والأجر الكبير الذي وعد الله به عباده من ورائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى