مدينة بيت لحم في فلسطين
مدينة بيت لحم في فلسطين أحد المدن المعروفة لدى كل دول العالم، فعلى الرغم من الأزمة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية من احتلال، إلا أنها من أكثر الأماكن التي برزت بالكثير من الأحداث التاريخية الهامة، والتي يُرغب في زيارتها من قِبل كافة الأفراد، لذا ومن خلال موقع البلد سنقدم لكم بعض المعلومات عن مدينة بيت لحم في فلسطين.
سبب تسمية مدينة بيت لحم في فلسطين
ارتبطت مدينة بيت لحم في فلسطين بالعديد من الأحداث والأماكن التاريخية التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا، كما أن موقعها بين مدينتي الخليل والقدس جعلها تتواجد بمنطقة الجبال والهضاب الوسطي بفلسطين.
كما أنها تقع بدائرة عرض 31.42 شمالًا وخط طول 35.12 شرقًا، وقد أشارت الرسائل بتل العمرانية إلى أن سبب تسمية المدينة بهذا الاسم يرجع إلى الاسم الخاص بجنوب مدينة القدس، والتي عرفت باسم بيت إيلو لاهاما، والتي تترجم إلى (بيت الإله) لاهاما أو لاخاما، والذي يمثل إله الطعام لدى الكنعانيين.
الجدير بالذكر أنه تم ترجمة اسم مدينة لحم إلى العديد من الأسماء والمعاني المختلفة لدى بعض الحضارات الأخرى، فقد عرفت ببيت الخبز عند الآراميين، وهو من الأسباب الرئيسية التي كان لها أثر كبير في اختيار اسم بيت لحم ليكون اسم المدينة، وعرفت بأفرات وأفراته لدى الآراميين، والتي تعني الثمار أو ما هو خصب.
حيث نشأت مدينة بين لحم منذ القدم، فقد سكنها الكنعانيون لفترة تتجاوز 2000 قبل الميلاد، ثم توالى عليها العديد من القبائل المختلفة فيما بعد ليقيموا بالمدينة، وكنتيجة لوجود العديد من القبائل المختلفة في العقائد والمعتقدات وجدت العديد من الصراعات الداخلية للاستيلاء على حكم المدينة، وقد كانت قبائل اليهود الكنعانيون من أبرز القبائل التي وجدت في تلك الصراعات، ولكن لا يربط تلك القبيلة أي صلة بالصهيونية الحالية سواء على الناحية العقائدية أو التاريخية.
يمكنك ايضًا الاضطلاع على: أين تقع غزة في فلسطين
استرداد مدينة بيت لحم
وجدت الكثير من الصراعات بالمدن الفلسطينية منذ القدم، ولكن على الرغم من تلك الصراعات إلا أنه تم استرداد المدينة من قِبل الفلسطينيون بالقرن الحادي عشر قبل الميلاد بعد قتل شاؤوم، ليتولى داود -عليه السلام- زمام أمورها، ثم ابنه الذي تولى الحكم من بعد والده.
بعد مرور أعوام كثيرة من استرداد مدينة بيت لحم في فلسطين تمت محاصرتها من جديد لتدخل في الحكم الروماني ليقوم هيرودوس الحاكم للمدينة بهذا الوقت ببناء قلعة؛ حتى يتمكن من اللجوء إليها في وقت الحرب، ثم تم بناء معبدًا للإله أدونيس أعلى كهف السيد المسيح.
يقال أن هذا الإمبراطور قد أعتنق الديانة المسيحية سرًا، وقد خشي على كهف السيد المسيح من الاندثار قبل انتشار المسيحية، ولكن بعام 314 ميلاديًا سمح الإمبراطور الروماني قسطنطين بحرية الأديان والعبادات لكل شخص.
عدد سكان مدينة بيت لحم
تزايد عدد السكان ببيت لحم منذ أخر عملية إحصاء تم إنشائها، ففي عام 1922 ميلاديًا أوضحت الإحصائيات بأن عدد سكان المدينة بهذا الوقت قد وصل إلى 6658 نسمة فقط، ليتم إنشاء إحصائية جديدة بعام 1931 ميلاديًا وقد أوضحت بأن عدد السكان قد وصل إلى 7320 نسمة.
ظل عدد السكان في تزايد مع مرور الوقت إلى أن وصلت أخر الإحصائيات، والتي أوضحت بأن عدد السكان بعام 2007 ميلاديًا قد وصل إلى 25266 نسمة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تاريخ مدينة الخليل في فلسطين
النشاط الاقتصادي للمدينة
اشتهرت مدينة بيت لحم بالعديد من الحرف والمصنوعات التي تعتبر من أفضل ما تم إنتاجه حول العالم، والتي تنوعت بين المصنوعات الصدفية والخشبية وبعض التحف التذكارية، كما أنها اشتهرت بأعمال التطريز، والتي كان يحصل عليها الحجاج الذين يمرون بالمدينة.
كما أنها عرفت بالنشاط السياحي الكبير، حيث إن الصناعات السياحية من أكثر الصناعات المنتشرة بالمدينة كما هو الحال بالصناعات الأخرى، كما أنها تعد من مصادر الدخل القومية الأساسية للمدينة؛ وذلك لوجود الكثير من الأماكن الأثرية والدينية التي تم تشيدها على مدار القرون السابقة.
نتيجة لازدهار هذا القطاع في العمل، توجه إليه فئة كبيرة من المواطنين ليكون المهنة الأساسية لهم، حيث يعمل بهذا القطاع نسبة تتجاوز 28% من إجمالي سكان المدينة.
النشاط الثقافي للمدينة
على مدار قرون عديدة أصبح التعليم من الأمور الأساسية لدى سكان مدينة بيت لحم، وقد أثر ذلك بشكل كبير على النشاطات الثقافية لدى سكانها، كما تم إنشاء أولى المدارس التعليمية منذ فترة تتجاوز 200 عامًا من وقتنا الحالي، وذلك نتيجة للطابع الديني الغالب على السكان.
كما تم إنشاء العديد من المدار الأخرى مع مرور الوقت، والتي تنوعت بين المدارس العادية والمدار الخاصة ليصل عدد المدار عام 1978 ميلاديًا إلى 31 مدرسة تحتوي على 8300 طالب وطالبة في زيادة مستمرة كل عام.
الأماكن التاريخية ببيت لحم
برزت مدينة بيت لحم بالكثير من الأماكن والمعالم التاريخية والدينية التي تم تشيدها بالعصور المختلفة، والتي مرت المدينة بها منذ أكثر من 2000 عامًا وإلى يومنا الحالي؛ لذلك يتم زيارتها من قِبل السائحين من دول العالم المختلفة، ومن أكثر المعالم شهرة بمدينة بيت لحم في فلسطين ما يلي:
كنيسة المهد
تعتبر تلك الكنيسة من أقدم الكنائس التي تم تشيدها في العالم منذ نشأة المسيحية، وذلك بعد أن أصبح الديانة المسيحية هي الديانة الرئيسية للرومان بالشرق، وقد كان ذلك بعهد قسطنطين عام 324 من الميلاد لتقوم الملكة هيلانة بإعطاء أمر تشييد الكنيسة بعام 335 من الميلاد، ليتم الانتهاء منها عام 339 ميلاديًا.
كما أصبحت تلك الكنيسة هي المركز الرئيسي للعبادة بمدينة بيت لحم، والتي كان يزورها كل من كان معتنقًا للديانة المسيحية لإقامة العبادات، وقد تم تشيدها بأعلى كهف ميلاد السيد المسيح عليه السلام.
إلى جانب ذلك فقد تم استخدام الرخام الأبيض في صناعة أرضيات الكنيسة، كما تم استخدام الكثير من صور ورموز القديسين بجدران الكنيسة، بالإضافة إلى 14 قنديلًا فضيًا، وقد شيدت الكنيسة على النمط البازلكي الذي كان يتم استخدامه بالمعابد الرومانية حينها.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عدد الفلسطينيين في العالم
دير ابن عبيد
تم بناء الدير عام 500 من الميلاد بشرق قرية العبيدية، والتي تبعد 9 كيلومترات عن مدينة بيت لحم، وقد قام ثيودوسيوس بتولي أمر بناء هذا الدير ليصبح من أفضل المعالم التاريخية الدينية بمدينة بيت لحم.
مغارة الحليب
تقع المغارة بالجهة الجنوبية الشرقية من كنيسة المهد، وهو المكان الذي أرضعت به السيدة مريم عيسى -عليه السلام- عندما اختبأت من جنود هيرودس، وقد كان ذلك عند توجهها إلى مصر.
دير الجنة المقفولة
لا يعتبر هذا الدير من الأماكن التاريخية القديمة جدًا، حيث تم تشييده خلال فترة تتجاوز القرن بقليل، فقد تم إنشائه عام 1901 من الميلاد، والذي يتولى إدارته العديد من الراهبات منذ نشأته وحتى اليوم.
كما يقع دير الجنة المقفولة بأرطاس، والتي تبعد عن برك سليمان بمسافة 2 كيلومتر فقط.
مسجد بلال (قبر راحيل)
من أقدم المساجد التي تم بنائها بمدينة لحم، والذي يُعتقد فيه بأنه القبر الخاص براحيل وهي زوجة سيدنا يعقوب -عليه السلام-، والتي قد ماتت مباشرةً بعد مولد طفلها بنيامين، كما أن هذا المكان يحتل مكانة مقدسة لدى كل من المسلمين والمسيحين وحتى اليهود.
حيث تم بناء الحرم الخاص بالمسجد للوقت الحالي خلال فترة تواجد العثمانيين، ويقع الجامع بالمدخل الشمالي لبيت لحم بطريق القدس.
برك سليمان
من أشهر البرك القديمة والتي لم يعد يتم استخدامها، فبعد أن كانت تضخ المياه إلى القدس وبيت لحم توقفت عن العمل وأصبحت من الأماكن التاريخية التي يتم زيارتها باستمرار.
احتوت تلك البركة على ثلاث برك ضخمة على شكل مستطيل، وقد وجد أنها تتسع إلى حوالي 160 ألف متر مكعب من المياه، التي كانت تحتويها من خلال مياه الأمطار المتساقطة من الجبال، كما أن أشجار الصنوبر الكثيفة تحاط بها من كافة الاتجاهات.
كما يرجع سبب تسمية تلك البرك بـ (برك سليمان) نتيجة لبناء سيدنا سليمان لها لزوجاته، وذلك كما ذُكر بالإنجيل، حيث وُجدت العديد من الأماكن التاريخية الأخرى والتي تحتوي على الكثير من القصص والأحداث التاريخية الهامة لمدينة بيت لحم، والتي منها ما يلي:
- آبار النبي داوود.
- دير مار سابا.
- كنيسة حقل الرعاة الأرثوذكسي للروم.
- آبار النبي داوود.
- كنيسة حقل الرعاة لللاتين.
- دير مار الياس.
- قصر هيرويون.
- كنيسة القديس نقولا.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: آثار فلسطين
بذلك نكون قد قدمنا لكم بعض المعلومات عن مدينة بيت لحم في فلسطين، وأبرز الأحداث التاريخية التي مرت بها، مع عرض النشاطات الاقتصادية والثقافية التي وجدت بالبلاد على مدار القرون السابقة، بالإضافة إلى الأماكن التاريخية التي تم تشيدها بالمدينة، والتي يقوم بزيارتها الكثير من سكان العالم، خاصةً لارتباطها بالكثير من الأحداث التاريخية المختلفة بدءً من الرسل وحتى دول الحضارات المختلفة، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم النفع والفائدة.