شخصيات ودول

تاريخ دولة جبل طارق

دولة جبل طارق من الدول التي تتمتع بطبيعة صخرية جذابة للعديد من السياح، فيأتون إليها من جميع الدول لمشاهدة الصخرة التي تحمل اسمها، بالإضافة إلى تاريخ المنطقة الحافل بالنزاعات السياسية والفتوحات والاحتلال، سواء بين المسلمين والإسبان أو بين بريطانيا وإسبانيا.

تبرز أهمية دولة جبل طارق في مضيقها والذي سُمي على أسم القائد المسلم طارق بن زياد، ومن خلال موقع البلد سنوضح سبب تسمية دولة جبل طارق بذلك الاسم وما هي أهميتها، والخصائص الجغرافيا لها وتاريخ حكم المُسلمين لمنطقة جبل طارق، وتاريخ سيطرة بريطانيا على دولة جبل طارق، والحالة الاقتصادية لمنطقة جبل طارق.

دولة جبل طارق

كانت دولة جبل طارق موضع صراع كبير بين دولة بريطانيا ودولة إسبانيا، حيث كانت دولة جبل طارق مستعمرة بريطانية حتى العام الذي أعلنت فيه عن إقامة مناطق حكم ذاتي لباقي مستعمراتها 1981 ومن هنا بدأ الصراعات والمفاوضات بين المملكة الإسبانية والبريطانية والتي انتهت باحتفاظ بريطانيا بالمنطقة.

بعد أن أصبحت بريطانيا هي الحاكمة الفعلية لمنطقة جبل طارق، تشكل برلمان من 17 عضو إنجليزي مُنتخب من 3أحزاب رئيسية في المنطقة وهم:

  • حزب الليبراليين.
  • حزب الاجتماعيون الديموقراطيون.
  • حزب العمل الاشتراكي.
  • سبب تسمية دولة جبل طارق

    ترجع تسمية تلك المنطقة بدولة جبل طارق إلى عام 711 ميلاديًا الذي قام فيه القائد المسلم الأمير طارق بن زياد بعبور المضيق هو وجيوشه مُتجهًا إلى إسبانيا لنشر الرسالة الإسلامية من شمال طنجة، وبالفعل نجح الزعيم الإسلامي طارق بن زياد في السيطرة على المنطقة وأصبحت الأندلس بأكملها ومنطقة جبل طارق جزءًا هامًا من الدولة الإسلامية.

    أهمية دولة جبل طارق

    تكمن أهمية دولة جبل طارق في المضيق الذي يحمل أسمها، حيث يُعتبر مضيق جبل طارق من أهم المضائق في العالم فهو نقطة أتصال بين قارتي أوروبا وأفريقيا ويفصل بين حوض البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي، ويؤثر مضيق جبل طارق على التجارة العالمية بشكل كبير حيث يعبر من خلاله سدس تجارة العالم أي حوالي ما يُعادِل 250 ناقلة شحن ضخمة، وتكون نسبة أرباح مضيق جبل طارق من تجارة النفط العالمية تقريبًا 5%.

    تتميز أيضًا منطقة جبل طارق بسياسية بيع المنتجات بدون القيمة المضافة، مما دفع الكثير من أصحاب الشركات والمؤسسات إلى فتح فروع لها في تلك المنطقة، فأصبحت منطقة جبل طارق تحتوي على العديد من المراكز التجارية الهامة، والسلع رخيصة الثمن مُقارنًة بالدول الأُخرى.

    خصائص منطقة جبل طارق الجغرافية

    تقع دولة جبل طارق في أقصى جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية، تحديدًا فوق منطقة صخرية محاطة بمياه البحر الأبيض المتوسط.

    يبلغ عدد سكان دولة جبل طارق نحو 45ألف نسمة، من ضمنهم حوالي 5 ألاف فرد من العناصر العسكرية البريطانية وعائلاتهم، وباقي السكان من أصول برتغالية ومغربية، وأصول إيطالية وإسبانية ومالطية، وتبلغ مساحة أرضها 6.843 كيلومتر مربع.

    مُعظم السكان في منطقة جبل طارق ينتمون إلى الديانة المسيحية، وأقلية منهم ينتمون إلى الديانة الإسلامية، ولغتهم الأساسية في الدولة هي الإنجليزية فهي لغة المستعمر، وذلك على الرغم من قيام معظم السكان بالتحدث بالإسبانية.

    يعيش سكان منطقة جبل طارق في شقق صغيرة من ضمن مبانٍ تحتوي على طوابق مُتعددة.

    تُقدم حكومة دولة جبل طارق التعليم بشكل مجاني حتى سن الخامسة عشر، ويقتصر التعليم في منطقة جبل طارق على التعليم المتوسط، حيث لا توجد هناك مؤسسات للتعليم العالي، ويظهر انتماء المنطقة لبريطانيا في تقديم سكانها خدمات للقاعدة البريطانية العسكرية وخدمات بناء السفن وترميمها، بالإضافة إلى عملهم في الخدمات السياحية الخاصة بها، وفي مقابل ذلك يحصلون على احتياجاتهم من المواد الغذائية عن طريق الاستيراد.

    تاريخ حكم المُسلمين لمنطقة جبل طارق

    كانت منقطة جبل طارق قبل الفتح الإسلامي خاضعة لحكم المملكة الإسبانية، وفي عام 711 ميلاديًا قام الأمير المسلم طارق بن زياد بالتوجه من المغرب ناحية بلاد الاندلس لفتحها ونشر الرسالة الإسلامية هناك، ونجح بالفعل في إخضاعها وأصبحت الأندلس فيما بعد جزءًا هامًا من تاريخ وحضارة الدولة الإسلامية.

    ظل حكم المسلمين في المنطقة لمدة أربعة قرون دون تغيير، حتى تم ضم منطقة جبل طارق إلى إمارة غرناطة، وهي إمارة مسلمة قوية تواجدت في الأندلس، واستمرت منطقة جبل طارق في تبعيتها لإمارة غرناطة المسلمة حتى عام 1309 الميلادي.

    قامت القوات الإسبانية بالهجوم عام 1309 على منطقة جبل طارق وإخضاعها لسيطرتها حتى عام 1333ميلاديًا، ولكن أستطاع المسلمون إعادتها مرة أخرى عن طريق قبيلة تُسمى قبيلة بني مرين، حيث أعادوا منطقة جبل طارق تحت الحكم الإسلامي وتابعة لمملكة غرناطة في عام 1374.

    من بعد عام 1374 ظل حكم المسلمين أكثر من 7 قرون ونصف في منطقة جبل طارق، حتى أستولى عليها الإسبان عام 1492 بعدما استولوا على الأندلس كلها، ولأول مرة تتمكن دولة إسبانيا من السيطرة على منطقة جبل طارق التي لم يستطيعوا حكمها طوال فترة حكم المسلمين إلا 24 عامًا فقط.

    تاريخ سيطرة بريطانيا على جبل طارق

    بعد سيطرة الإسبان على منطقة جبل طارق وخُسارة المسلمين مُلكهم المستحق هناك، ظلت منطقة جبل طارق تحت السيادة الإسبانية حتى أوائل القرن الثامن عشر، حيث قامت حرب شرسة على خلافة العرش الإسباني في عام 1701، واستمرت تلك الحرب حتى عام 1714، ولم تنتهي تلك الحرب إلا بتوقيع معاهدة تُسمى أوتريخت عام 1713.

    سيطرت بريطانيا على منطقة جبل طارق بموجب معاهدة اوتريخت، فانتقلت السيادة من إسبانيا إلى بريطانيا مدى الحياة، على الرغم من مُحاولات إسبانيا الفاشلة في استعادة منطقة جبل طارق.

    ظلت منطقة جبل طارق تحت السيادة البريطانية حتى عام 1981 الميلادي، والذي أعلنت فيه إنهاء فرض الحكم المباشر على المنطقة وتعميم نظام الحكم الذاتي على مستعمراتها، مما أدى إلى مُعاودة إسبانيا في المطالبة بحقها في منطقة جبل طارق، والتي قد سبق وتنازلت عنها لبريطانيا بموجب اتفاقية أوتريخت.

    عزمت بريطانيا أنه لم تنتهي تبعية جبل طارق للعاصمة لندن بشكل كامل، بل هي منحت منطقة جبل طارق الحكم الذاتي فقط لا غير، وبسبب ذلك الخلاف أصبح هناك عداءً شديدًا بين بريطانيا وإسبانيا على تلك المنطقة، وجرت العديد من المفاوضات بينهم انتهت برغبة السكان المحليين لمنطقة جبل طارق بأتباع السيادة البريطانية.

    يعيش في جبل طارق حوالي 30ألف نسمة من أصول عرقية إنجليزية، ويتمتعون بميزة الحكم الذاتي ولديهم برلمان مُستقل مُكون من 17 عضو فقط، ويتولى منصب رئيس وزارتها في الوقت الحالي “فابيان بيكاردو”.

    انضمت منطقة جبل طارق إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 1973 بسبب كونها تابعة للقوة العظمى لبريطانيا، ودليلًا على ذلك أنها لم تحصل حتى الأن على اعتراف دولي من منظمة الأمم المتحدة بأنها دولة مُستقلة.

    الحالة الاقتصادية لمنطقة جبل طارق

    منذ زمن طويل كانت الحالة الاقتصادية لمنطقة جبل طارق تعتمد بشكل كبير على الجيش البريطاني، حيث كان يشكل الجيش البريطاني نحو 60% من إجمالي الدخل القومي في عام 1984ولكن انخفضت نسبته جدًا في العشرين سنة الأخيرة إلى 7% من إجمالي الدخل، وقد حدث ذلك بسبب ظهور أنشطة اقتصادية أُخرى، وهي:

    • مراكز التسوق التي تباع فيها البضائع بدون ضريبة القيمة المُضافة، الأمر الذي حث العديد من الشركات البريطانية الكُبرى على فتح فروع لها في المنطقة مُستفيدين من تلك التسهيلات.
    • تواجد العديد من خدمات الألعاب الإلكترونية الشبكية ودور نشر الكتب، مُحققين أقصى استفادة من النظام القضائي والنظام الضريبي المشجعين على هذه الفئة من الاستثمارات.
    • ساهمت السياحة في الإقليم في جذب عدد كبير من السُياح البريطانيين والإسبان لمشاهدة الصخرة الشهيرة هناك، وقضاء رحلة في منتصف البحر لمدة يوم واحد.

    عرضنا لكم في موضوعنا حول دولة جبل طارق العديد من المواضيع المتعلقة بتلك المنطقة، كسبب تسمية جبل طارق بذلك الاسم وما هي أهميتها، والخصائص الجغرافيا لها وتاريخ حكم المُسلمين للمنطقة، وتاريخ سيطرة بريطانيا عليها، والحالة الاقتصادية لمنطقة جبل طارق.

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى