كيف تؤدب من أساء إليك
كيف تؤدب من أساء إليك؟ وما هي طرق التعامل معه؟ من منا لا يقع في مواقف مسيئة يعجز على أن يرد عليها بالشكل المناسب، فتارة تشعر بالغضب الشديد وتود لو أنك ترد بأسوأ ما لديك من كلمات اعتقادًا أن ذلك سيؤدبه، وتارة تفكر في حيرة توقعًا منك أن الصمت كافٍ في تلك المواقف، لذا سنتناول اليوم الحديث عن الحل الأمثل في هذا الموقف على موقع البلد.
كيف تؤدب من أساء إليك
في كثير من الأحيان نتعرض إلى مواقف مسيئة لنا سواء في العمل أو في مجالس اجتماعية بين أصدقائنا أو أقاربنا، وفي المقابل تكون تلك الكلمات كالخنجر الطاعن في قلوبنا، ومن شدة صدمة الموقف قد نظل صامتين دون حديث وعلى وجوهنا بسمة بلهاء تكشف صدمتنا بالقول.
فما التصرف الذي يمكن أن نتخذه في ذلك الموقف؟ وهل يمكن بعدها أن نرد على ذلك على الرغم من انفضاض الحديث أو المجلس وما زالت تلك الكلمات تتردد بداخلنا لدرجة أنها في بعض الأحيان تكون سبب في هز ثقتنا بأنفسنا، وهل من الصحيح أن نظل صامتين، أم هذا يعتبر ضعف منا، أو عجز عن الرد، وغيرها الكثير والكثير من التساؤلات التي تجعلنا نقع في عجلة جلد الذات بأننا لم نقم برد الفعل الصائب في هذا الموقف.
الآن أمامك خيار من الاثنين إن كنت تريد أن تعرف كيف تؤدب من أساء إليك، إما ان تعمل على نقاط ضعف هذا الشخص وتحاول أن تصوب إليه بعض الكلمات وفي تلك الحالة فأنت ترد الإساءة بالإساءة ولكن ذلك غير جيد وسيكون سبب في أن ينتقدك البعض.
أما الحل الآخر هو أن تعمل على نفسك بتحسين تلك العيوب التي يسخر منها إن كنت تمتلك أحد المشكلات التي يجب إصلاحها، لإثبات لمن حوله عكس ما يقوله، مع الالتزام بالصمت، وتوضيح أن تلك الكلمات لا تؤثر فيك.
في تلك الحالة ستحول تلك الكلمات إلى عامل محفز لك لتطوير نفسك إلى الأفضل وتكون محط أنظار الكثير بالإعجاب بك، وهنا سيقف هذا الشخص مذهولًا بأنك لا تتأثر بل سيكون موقفه أمام الجميع ضعيف للغاية.
في المقابل حاول أن تضع في كلا الحلين حدود بينك وبين هذا الشخص قدر الإمكان، لأن إزالة الحواجز قد تكون هي السبب في أن يقول تلك الكلمات لك، لذا لا تدع الفرصة لأحد من خلال صنع حواجز لنفسك، توضح بها شخصيتك.
كيف أتعامل مع من يسيء إليّ
لا تفكر كثيرًا فيما قاله هذا الشخص، فالأمر قد حدث ولكن الآن يجب أن تفكر بطريقة أخرى كيف تؤدب من أساء إليك، فهذه قد تكون الطريقة التي تساعدك على أخذ حقك ورد مكانتك.
حتى وإن كان هذه الكلمات المسيئة سبب في التأثير على حالتك النفسية بالسلب، فهنا توقف عن الحزن وتذكر الموقف، وفكر لماذا قال هذا الشخص عني تلك الكلمات؟ بالتأكيد ستصل لحقيقته خصوصًا إن لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يخرج من فمه تلك الكلمات الجارحة تجاهك.
1- اجعل نفسك لها الأولوية
في بعض الأحيان لا يكون هذا أنانية، وذلك في حالة إن كنت تعطي الآخرين أكثر من حقوقهم عليك، ونعود هنا بالقول إنك قومت بإزالة الحدود اعتبارًا بأنهم أصبحوا أقرب إليك مما كانوا عليه.
لكن في الحقيقة قد يكون ذلك سبب في أن يستغلك العديد من الأشخاص بشكل أو بآخر بصورة ترهقك وتستنزفك، لذا من الضروري أن تضع نفسك في البداية وتذكر أنك إن لم تعطي نفسك الحب والاحترام أولًا وقبل الجميع، ستجد الجميع لا يعطي لك التقدير أو حتى الاحترام.
لذا لبي حاجتك الشخصية التي تحتاجها ولا تتقدم بالخدمة ما دامت نفسك تحتاج إلى تلك الخدمة منك، وذلك لأنك الأولى والأهم، وإن كنت لا تقوم بذلك فتأكد من أن الجميع سيفضل نفسه عنك لأنك بالكاد لا تعطي نفسك أي أهمية وتبدو مهملًا فيها بشكل واضح سواء في صحتك أو هيئتك العامة.
2- ضع حواجز مع المحيطين بك
لا يعني قرب شخص منك لدرجة كبيرة سبب في أن يتخطى حدوده ويقلل من شأنك أمام الجميع، فهذا الشخص لا يحبك، لأنه بالتأكيد إن كان يشعر تجاهك بمشاعر طيبة سيخشى من قول أحد الكلمات الجارحة لك، خاصةً إن تكرر ذلك أكثر من مرة، فلا تقول إنه شخص يتصف بالتلقائية؛ لأنه إن كان ذلك تلقائي منه فهذا يعني أنه يراك كذلك في داخله، وبالتالي فإنك لست في مكانة جيدة أو عالية لديه.
3- لا تلوم نفسك
سواء إن قمت بالرد على الإساءة أو لم تقم بالرد، فلا تقم بلوم نفسك في جميع الأحوال، لأنك إذا صمت وقتها فهذا يعني أنك لم تكن متوقع قول هذا الكلام من ذاك الشخص وبالتالي فأنت تحمل له مشاعر طيبة.
أما إذا قمت بالرد لدرجة سببت له الإساءة أيضًا، فهذا ردًا لكرامتك حتى إن كنت مخطأ، بالتأكيد لكل فعل رد فعل حتى وإن كان هذا الرد أقوى لعله يكون سبب في تجنبك بعد ذلك في أن يخوض في ذلك الحديث الجارح لك.
تذكر أيضًا أن أغلب الأشخاص الذين يتعرضون مرارًا وتكرارًا للإساءة يقومون بلوم أنفسهم دائمًا، وقد يكون ذلك سبب في شعورك بالإرهاق النفسي الشديد، ومن الممكن أن يكون سبب في انخفاض رغبتك تجاه الكثير من الأشياء التي كنت تحب أن تفعلها نتيجة زيادة التفكير.
4- عدم محاولة إصلاح المسيء
إن كان هذا الشخص يتسم بطبع الإساءة دائمًا لا تحاول أن تكون البطل المغير للعالم وتفكر في أن تغيره، لأنه قد يكون سبب في استفزازك أكثر، وتأكد أيضًا من أن هؤلاء الأشخاص لا يتغيرون بسهولة إن لم يتغيروا نهائيًا، لذا لا تجازف بتلك الخطوة.
5- التكلم إلى الناس
إذا تسبب هذا الشخص في هز ثقتك بذاتك من الممكن أن تتحدث إلى الأشخاص المقربين لك، لتتأكد من كلامه وفي تلك الحالة من الممكن أن تقوم بتحسين ذاتك إن كان بالفعل ما يقوله موجود بك.
حيث إن أغلب الأشخاص المتعرضين للإساءة بصورة مستمرة يحاولون إخفاء ذلك، وهو ما يتيح بدوره فرصة في زيادة المجال للمسيء بصورة كبيرة في أن يتمادى لما يفعله.
لكن إذا تحدثت مع الأشخاص المحيطين ستجد الدعم، بشرط أن يكونوا هؤلاء الأشخاص يحملون لك مشاعر حب وإخلاص بأن يوجهوك إلى الصواب دون كلمات جارحة أو مسيئة أيضًا.
6- تحلى بالثقة
يجب التحلي بالثقة بالنفس حتى تقوم بوقف التفكير في الإساءة، فقد تكون الثقة هي الخطوة الدافعة لك في ألا تؤثر تلك الكلمات فيك بأي شكل من الأشكال.
كذلك قد يكون السبب في سخرية هذا الشخص منك هو ثقتك الضعيفة أو التي أستطاع أن يضعفها هو مما يقوله بشكل متكرر، ذلك ينبغي أن تتسلح بالثقة القوية ولا تبين أنك متأثر بما يقوله حتى وإن كنت بالفعل تحتاج إلى بعض التعديلات، فاجعل كلماته إنذار مرسل لك للبدء فقط في التعديل.
7- طلب المساعدة من مختص
في بعض الحالات المتطورة يحتاج الشخص الذي تعرض للإساءة إلى مختص نفسي، وهذا لا عيب فيه، فقد يكون المختص سبب في اكتشافك للعديد من المميزات الكامنة بداخلك التي لا تعرف عنها شيء نتيجة تسليط الضوء على عيوبك فقط.
كذلك من الممكن أن تستعين ببعض الكتب المساعدة في فن الرد المناسب على من يتوجهون بالإساءة إن كنت تتعرض لتلك المشكلة دائمًا.
8- حول الحديث المسيء إلى حديث مضحك
إذا فشلت في الرد المناسب على الكلمات المسيئة من الممكن أن تختار بعض الكلمات التي تحول الموضوع إلى فكاهة، وبالتالي من الممكن أن يكون هذا التصرف سبب في إغضاب من توجه بالإساءة إليك، وقد يكون سبب في فقدانه للهيبة التي يمتلكها حديثه.
معرفتك لكيف تؤدب من أساء إليك قد تكون سبب في تعلمك العديد من المهارات المساعدة في التصرف بالمواقف المحرجة.