أسئلةفوازير

هل يصل الإنسان إلى حد أن يكره نفسه

هل يصل الإنسان إلى حد أن يكره نفسه؟ هل يمكن أن يكون ذلك حقيقًا أم أنه شيء مجازي؟ مؤخرًا أصبح الناس يرددون: أنا سئمت من حياتي، أنا كرهت نفسي، وعبارات أخرى من هذا القبيل.

مما يستوقفنا ويثير فضولنا حول هذا الموضوع الشائك هل حقًا يمكن للشخص أن ينبذ ذاته؟ هيا بنا لنتناول ذلك من خلال موقع البلد، مسلطين الضوء على أسباب الأمر والنتائج المترتبة عليه.

هل يصل الإنسان إلى حد أن يكره نفسه

أصبح العديد من الأشخاص يعانون من التوتر الدائم بسبب تراكم الأشغال والمسئوليات عليهم وعدم توافر ما يسد الاحتياجات الأساسية، فيجد المرء نفسه في منتصف كل شيء، لا يستطيع التوقف في دائرة الحياة، ولا يستطيع إكمالها بسبب نفاذ طاقته.

حينها يحتاج المرء أن يأخذ قسطًا من الراحة العقلية قبل الراحة الجسدية، وذلك حتى يستطيع مواصلة عمله والمهمات التي ينبغي عليه القيام بها، لكن الظروف المعيشية التي يعاصرها لا تمنحه الفرصة لذلك.

مما يجعله بالفعل يكره نفسه والظروف التي جعلته يصل إلى ما آل إليه، ومن هنا نستنتج أنه بالفعل يمكن للمرء أن يكره نفسه جراء الظروف الحياتية، فهي من أول مسببات كراهية الذات.

ما هي كراهية النفس؟

كره الشخص لذاته هو الشعور النفسي بالنقد الدائم، حيث يشعر الكاره لنفسه أن هناك شخصًا آخر بداخله، دائمًا يقلل من شأنه وينتقده ويدينه ويدفعه إلى كره ذاته وعدم تحملها.

مما يضعه في حصر نفسي قوي، يسبب له العزلة والاكتئاب، مما يكون له عظيم الأثر في محاولة التخلص من النفس بقتلها.

مسببات كراهية الشخص لنفسه

بعد التعرف على إجابة سؤال هل يصل الإنسان إلى حد أن يكره نفسه، كان من الضروري أن نتعرف على بقية أسباب كره الشخص لذاته، والتي تتشكل فيما يلي:

  • أن يشعر الشخص بكراهية الأشخاص حوله، وذلك من خلال كثرة انتقادهم له، ولأفعاله التي يرونها خاطئة من وجهة نظرهم.
  • تذكير الشخص بماضيه وما كان يقترفه، ففي أحد الجلسات يقوم أحد الأصدقاء بترديد الأفعال المخزية التي كان يقوم بها الشخص في ماضيه، وقد اقتلع عنها بشكل نهائي، مما يؤثر على الشخص بشكل سلبي، ويجعله يكره نفسه.
  • شعور المرء أنه دون قيمة، ويترسخ هذا الشعور بداخله، بسبب الأشخاص المحيطين له، حيث لا يقدرونه، أو يعيرونه القدر الكافي من الاهتمام.. مما يجعله يشعر بالأحاسيس الغريبة فيتساءل: هل يمكن للشخص أن يبغض نفسه؟
  • تنمر بعض الأشخاص عليه، وإشعاره أنه متفرد بالعديد من العيوب غير المحتملة، كأن يقول له شخص أنا لو مكانك ما كنت لأحتمل نفسي، حينها يبدأ المرء بالاعتراض على حاله، الذي لا يقدر على تغييره، مما يجعله يبغض حاله.
  • عندما يقرر الأشخاص استثناءك من كافة الأمور، حيث يفضلون الخروج والاستمتاع دونك، حينها يعتقد السوء في نفسه، ويبدأ في كراهيتها تدريجيًا.
  • عندما يشعر المرء أن الأشخاص المحيطين دائمًا لا يأخذون برأيه، ويعارضونه بشكل دائم، فيهيأ له أن آرائه بشكل دائم خاطئة، فهو لا يقدر على التحكم في الأمور بحكمة، فيبدأ في كراهية نفسه، والانطواء حتى لا يعطي آراء مرة أخرى.
  • عدم اقتناع الشخص بأن الأرواح تتنافر وتتجاذب، فيمكن أن يكرهه طائفة كاملة بسبب الغيرة أو الحقد، بل ينعكس عليه الأمر أنه شخصًا سيئًا لا يحبه الآخرين، لذا عليه أن يكره نفسه إن لم يستطع تغييرها ليحبها الجميع.

علامات كره المرء لذاته

بعد إجابة تساؤل هل يصل الإنسان إلى حد أن يكره نفسه، والتعرف على أهم الأسباب التي تجعل المرء يصل إلى تلك الحالة، دعونا نتعرف على العلامات التي تظهر على الشخص الكاره لنفسه، والتي تتشكل فيما يلي:

  • الحزن الشديد، حيث يشعر المرء الذي يكره نفسه ببالغ الحزن نتيجة الأفكار السلبية التي تراوده جراء شعوره بأنه غير مرغوب في حياة الآخرين.
  • تقلب المزاج، يشعر المرء الذي فقد ثقته وحبه لنفسه بتقلب المشاعر، فتارة تجده مفعم بالحيوية، وتارة تجده قد فقد الرغبة في أي شيء.
  • يقلل الشخص الكاره لنفسه من قدره الذي ينبغي أن يكون عليه، وذلك نتيجة فقدانه للثقة في نفسه.
  • السماح للآخرين بإهانته، فهو لا يدافع عن نفسه إذا رأى أن هناك من ينتقده بأسلوب فظ أو يتعدى معه الحدود التي يجب عليه ألا يتجاوزها في التعامل الطبيعي.
  • التعب الدائم، فالشخص الكاره لنفسه دائم الشعور بالألم، وذلك نتيجة الإحباط المتزايد وهذا ينعكس على الأعضاء الجسمانية، فيسبب له الوجع في معظم الأنحاء.
  • تمزيق الذات، الشخص الذي لا يحب نفسه تجده دائمًا يجلد ذاته بصورة مبالغ فيها سواء في جلساته مع نفسه، أو أمام الآخرين، كما أنه لا يثني على نفسه في حال أنه قام بعمل شيء محمود قد شكره الأخرون عليه.
  • عدم الاهتمام بنفسه أو مظهره، فالكاره لنفسه لا يهتم أن يظهر بمظهر جذاب، فهو يعتقد أن الناس على أي حال تبغضه، فلن يهمهم الشكل الذي يظهر به، كما أنه لا يعطي جسده الحق في الرياضة أو الترفيه، أو الأكل الجيد أو حتى النوم المتواصل.
  • افتقاره إلى القناعة، فهو دائم إحداث المقارنات بينه وبين الأشخاص الآخرين، مما يقلله في نظر نفسه بصورة أكبر.

علامات أخرى تدل على كراهية المرء لشخصيته

تناولنا بعض الدلالات الخاصة بكره الشخص لنفسه بعد جواب سؤال هل يصل الإنسان إلى حد أن يكره نفسه، فهيا بنا لنتعرف على المزيد من علامات كراهية الذات والتي تأتي على النحو التالي:

  • لا يمكن لهذا الشخص الاعتراض، فالشخصية الكارهة لنفسها لا يمكنها قول لا بأي حال من الأحوال، بل قد يصل الأمر بأنها لا تبدي رأيها من الأساس.
  • التعلق بالماضي، فالشخصية التي لا تجد نفسها في الحاضر، وتكره وجودها، تجدها تحن إلى الماضي بكل تفاصيله، حيث كانت تحب الحياة وتحب ذاتها آنذاك.
  • لا يستطيع اتخاذ القرارات، وذلك خوفًا من انتقاد الآخرين له، وتثبيط عزيمته، اعتقادًا منه أنهم يكرهونه.
  • الاعتذار دون سبب، حيث يشعر الكاره لذاته بأنه مذنب أغلب الأوقات، فتجده دائم الاعتذار دون ارتكابه لشيء يستدعي ذلك.
  • كثير الكذب، يخشى الرجل الكاره لحاله أن يكرهه الآخرين بشكل أكبر عند التعرف إليه عن كثب، لذلك يحاول إخفاء الكثير عن هويته من خلال الكذب المستمر.
  • يخاف من التطلعات، فهو يشعر بصغر حجمه مقارنة بمن يحيطون به، لذلك تجده لا يتطلع إلى تحقيق أي شيء هادف، مبررًا ذلك بأنه لن يستطيع تحقيقه.
  • لا يحب المناسبات السعيدة، ينبع ذلك من نظرته التشاؤمية للحياة، فهو يبحث عن السلبيات فقط، ولا تدرك عيناه ما يبث الفرح في الروح، فهو دائم الهروب من مسببات السعادة بشكل واضح.
  • الانعزال عن الآخرين، فالشخص الذي لا يحب نفسه دائم الهروب من التجمعات، وذلك اعتقادًا منه أنهم سوف يهاجمونه أو ينتقدونه.
  • الكراهية لطبيعته.. الشخص الذي لا يحب نفسه، تجده يكره ملامحه والشكل الذي خلقه الله به، فيختفي عن الأنظار لعدم قدرته على ارتداء قناع أو إخفاء وجهه.

نصائح لحب الذات

بعد أن عرفنا كافة الأعراض التي تظهر على الكاره لذاته، وبعد الحصول على الإجابة المؤكدة لسؤال هل يصل الإنسان إلى حد أن يكره نفسه، دعونا نطلق بعض النصائح التي يستطيع الشخص من خلالها أن يعود إلى حب نفسه قبل أن يصل به الأمر إلى مضاعفات وخيمة، والتي تتمثل فيما يلي:

  • التعامل مع المشكلة وفهمها جيدًا، فأول خطوة لحب الذات بعد كرهها، هو تيقن المرء أنه يواجه مشكلة وهي كرهه لذاته، من هنا يمكنه حل الأمر بكل سهولة، فهذه الخطوة تعتبر قطع لنصف مشوار حب الذات.
  • التعاطف مع الذات، يجب على المرء أن يتصالح مع نفسه ويحبها كما هي، وذلك من خلال تبريره لأخطائه في حق نفسه، والتيقن بأنه ليس أقل من أحد، وأن ليس هناك من هو أفضل منه.
  • الانخراط مع الأصدقاء، فالتواصل مع الأصحاب من الأمور التي تجعل الشخص يقبل على الحياة مجددًا ويحب نفسه ويحب أن يسعدها من خلال التواجد وسط أناس أسوياء نفسيًا.
  • تحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية، وذلك من خلال تغيير المنظور الذي ينظر منه الكاره لنفسه إلى الأمور الإيجابية، فبدل قوله أنا كنت سيئ اليوم، يمكنه قول أنا لم أكن بأحسن حال اليوم.
  • التحدث مع النفس وتحفيزها، فالشخص الكاره لنفسه هو أكبر مساعد له، حيث يمكنه قلب الأمور رأسًا على عقب، من خلال تحفيزه لنفسه ودعمه لها، وإيمانه بأنها تبلي بلاءً حسنًا، وليس سيئًا كما يعتقد في أغلب الأوقات.
  • مقاومة الأفكار السيئة، على المرء الكاره لشخصيته أن يحاول أن يقتل الأفكار السلبية التي تداهمه، سواء النابعة من تفكيره في نفسه، أو في الآخرين.
  • تقبل مديح الآخرين، فيجب على المرء عدم السخرية من الذات حال مدح الآخرين له ولصفة جميلة فيه.

يجب على الشخص أن يحب نفسه بشكل مناسب، حتى يستطيع أن يخرج أجمل ما فيها، وحتى لا يشعر الشخص برغبته في طرح سؤال هل يصل الإنسان إلى حد أن يكره نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى