إن معرفة نسبة النيكوتين في المعسل قد تجعلك تتراجع عن تناوله مرة أخرى، باعتباره شكل من أشكال التدخين الضار بالصحة، لما يحتويه من مواد مخلطة تؤدي إلى تلف الجهاز التنفسي بالكامل بالإضافة إلى المخاطر الأخرى التي سنعرضها لك اليوم بموقع زيادة لتحاول أن تستبدل تلك العادة بأخرى مفيدة لصحتك.
نسبة النيكوتين في المعسل
أوضحت الدراسات الطبية الحديثة التي أجريت عن عينة من المعسل للتعرف على تلك النسبة التي يحتوي عليها من النيكوتين والتبغ، والتي من خلالها تبين أن نسبة النيكوتين في المعسل الذي يوجد في رأس الشيشة الواحدة (الغيار الواحد) الغير منكهة يساوي 70 سيجارة عادية يمكن أن تتناولها.
ففي هذا خطر كبير للغاية على صحة الإنسان وتظهر تلك الآثار بشكل أسرع فيما يرتبط بتدهور حالته بشكل تدريجي عند تناوله اليومي للمعسل بغض النظر عن نوعه.
كما أوضحت تلك الأبحاث التي أجريت عن تحليل محتوى النيكوتين التي كانت للعديد من أنواعه، فيما هو لثلاثة عشر نوعًا للتأكد من نسبة النيكوتين في المعسل والمقارنة بينها في أنواعه التجارية للجراك من خلال استعمال تقنيات حديثة واستمرت تلك التجارب لمدة ثمانية أشهر، للتعرف على تلك التطورات التي تحدث داخل جسم الشخص المتناول للمعسل مع مرور الوقت.
من خلال نتائج تلك الدراسات والتجارب تبين أن هناك فروقات كبيرة بين أنواع الجراك لما تحتويه من نسبة نيكوتين، لكن المتوسط الذي تم التعرف عليه يتراوح بين 1.80 إلى 41.3 مجم/ جم من خليط المعسل.
أما عن المكونات الأخرى التي توجد داخل رأس الشيشة والتي تصل كميتها في المتوسط إلى 20 جم من التبغ غير المنكهة هو 713 مجم/ رأس، وهو أقل من ذلك في جراك المعسل بما يعادل 67 مجم/ رأس.
نتيجة لذلك، خلصت الدراسة إلى أنه في بعض الأنواع، قد تعادل الشيشة غير المنكهة 70 سيجارة عادية، وأوضح الباحثون أيضًا أنه على الرغم من أن المواد المضافة مثل العسل والتفاح والجليسرين وغيرها تقلل من نسبة النيكوتين لكل جرام، فإن تدخين رأس دبس السكر يحتوي في المتوسط على ثلث محتوى النيكوتين في علبة (20 سيجارة أو ما يعادلها أي 204 مجم / علبة)، حيث يرفع مستويات النيكوتين في الدم بنسبة 20٪ أعلى من السجائر.
بحسب الأستاذ محمد بن صالح الحجاج رئيس مجلس الإدارة، أوضحت الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر أن هذه النتائج تبدد الاعتقاد السائد بأن الشيشة أخف وزنًا من السجائر العادية.
حيث من الواضح أن النكهة الزائدة والتي يقابلها نسبة النيكوتين في المعسل مرتفعة ويمكن أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في نسبة النيكوتين في الدم، وذلك بالطبع يُسبب أضرار التبغ المعروفة، وأهمها سرطان الرئة، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وتصلب الشرايين، وقرحة المعدة.
كما تعتبر الأرجيلة (الشيشة)أكثر خطورة على البشر لأن تدخين الشيشة لمدة ساعة يعادل تدخين علبة سجائر كاملة (20 أو أكثر).
أضرار المعسل ودخان الأرجيلة على صحة الإنسان
تبعًا لتلك النتائج الفحصية للتعرف على نسبة النيكوتين في المعسل تبين أنه لا يوجد نسبة كبيرة من الدراسات التي أجريت عن أضرار الشيشة مقارنةً بتلك التي أجريت واكتشفت عن دخان السجائر، ولكن هناك بعض الدراسات أوضحت أن مدخن السجائر كمدخن المعسل، بالنسبة لزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض السرطانية وأمراض الأوعية الدموية والقلب.
كان أن السبب في كون أن الشيشة أو المعسل واحد من أنواع التدخين التي تصل إلى درجة الإدمان يرجع إلى احتواء دخان المعسل على نسبة عالية من النيكوتين، على الرغم من أن هذا الدخان يعبر طريقه خلال المياه الموجودة في جزء الشيشة الذي يخفض من نسبته وحدته، إلا أن تلك النسبة المتبقية والتي تصل إلى الإنسان تعتبر كافية لأن يصل إلى درجة الإدمان، وبالتالي يصبح الإقلاع عنه أمر صعب.
جدير بالذكر أن أحد الدراسات الأمريكية التي أجريت عن أضرار نسبة النيكوتين في المعسل، قالت إن هناك نسبة تقدر 12.9% من مدخني الشيشة أو المعسل يدمنونها بشكل لا يمكن التوقف عنها، وبالتالي يرتفع لدى هؤلاء الأشخاص خطورة الإصابة بأمراض القلب والشرايين وكذلك العديد من الأمراض الخطيرة التي تهدد الجهاز التنفسي.
كما هو الحال في إصابة المدخن للمعسل بشكل مستمر بسرطان القصبات الهوائية، أو سرطان الرئة، أو سرطان المثانة ويرجع ذلك إلى نسبة النيكوتين التي تدخل في تركيب الدم وتصل إلى البول عن طريق ترشيح الكلى للدم وإخراج تلك السموم إلى المثانة وتراكمها داخل المثانة يزيد نسبة الخطر.
بالإضافة إلى تلك المشكلات الصحية يتسبب النيكوتين الموجود في المعسل في رفع نسبة البروتين داخل الجسم وهو ما يزيد من تحفيز وتكون الخلايا السرطانية مما يكون أورام.
أضرار المعسل على المرأة الحامل
في سياق التعرف على نسبة النيكوتين في المعسل، من الممكن القول إن الضرر من المعسل يبدأ من الفم حيث تزداد نسبة خطورة إلى حد الإصابة بسرطان اللثة واللسان، وتتفاقم تلك الأخطار بالنسبة للمرأة الحامل فيما قد يكون سبب في خسارة الجنين بالتعرض للإجهاض، أو الولادة المبكرة، وكذلك ارتفاع نسبة حدوث التشوهات الخلقية، ومشكلات لا تحصى في المشيمة.
أضرار المعسل على البشرة
تستطيع تلك النسبة أيضًا من النيكوتين الموجودة في المعسل أن تكون سبب في ظهور علامات الشيخوخة المبكرة بخلايا الجلد، وهو ما يمكن ملاحظته في ظهور بعض التجاعيد في عمر مبكر، وقد يرجع السبب في هذا إلى أن النيكوتين يتسبب في تضييق الأوعية الدموية التي تغذي البشرة وتنقل إليها الفيتامينات والدم وتحافظ على رطوبتها، وبالتالي نقل نسبة الأوكسجين الذي يصل إلى البشرة.
ما هي السموم الموجودة في المعسل؟
ليس فقط نسبة النيكوتين في المعسل هي السبب في خطورة الإصابة بالأمراض بل أنه يحتوي على مجموعة من المكونات الأخرى التي تعد بمثابة سموم تدخل الجسم بمجرد استنشاق دخانه.
حيث يتعرض مدخن المعسل إلى ما يقدر بحوالي 1.7 ضعف النيكوتين الموجود في السيجارة الواحدة، وحوالي 8.4 ضعف نسبة أول أكسيد الكربون الذي يعتبر من أخطر السموم العاملة على تقليل نسبة الأكسجين داخل الدم.
بجانب ذلك يوجد في المعسل ما يساوى 36 ضعف نسبة القطران الموجودة في السيجار، كما وجدت بعض الدراسات الأولية أن الأشخاص الذين يدخنون الشيشة مرة واحدة يوميًا ينتجون كميات مماثلة من النيكوتين في بولهم مثل أولئك الذين يدخنون 10 سجائر يوميًا، بينما توجد تركيزات أول أكسيد الكربون البالغة 30 جزءًا في المليون في هواء الزفير، أي أكثر من دخان السجائر بالنسبة للكمية المنتجة من مرة إلى خمس مرات.
على الرغم من عدم وجود أبحاث كافية، تشير بالأدلة العلمية إلى أن مدخني الشيشة يتعرضون لعدد من السموم والمعادن الثقيلة الأخرى المسببة للسرطان، ووجد في دخان الشيشة بعض السموم الموجودة أيضًا في دخان السجائر، مثل الألدهيدات والفورمالديهايد.
لكن لم يوجد ما يكفي من تلك الدلالات العلمية التي تشجع فكرة أن مرور الدخان عبر الماء يقلل من سمية المواد الموجودة فيه، وأن تعريض دبس السكر لدرجات حرارة أقل من التعرض للتبغ في الدخان (حوالي 450 درجة مماثلة لتلك الموجودة في السجائر) 900 درجة مئوية مقارنة بالدرجة المئوية في الشيشة).
إن نسبة النيكوتين والسموم الموجودة في المعسل كفيلة بأن تجعل المتعرف عليها يقلع عن تناوله بشكل نهائي، لهذا من الضروري أن تعلم تلك المواد الضارة التي تدخل جسمك في كل مرة تتناولها فيها.
