علاقات

في حالة رفض الزوج الطلاق

في حالة رفض الزوج الطلاق والتي تنتشر بكثرة في العديد من البيوت، بل ومع استمرار تعنت الزوج يشير على زوجته أن تلجأ للخلع، حتى يتم إبراؤه من كافة الأمور المادية المستحقة للزوجة مثل مؤخر الصداق ونفقة المتعة وما إلى ذلك، ما هي الإجراءات التي باستطاعة الزوجة اللجوء إليها؟ وهل يعتبر الأمر ظلماً بيناً لها أن تطلق بدون أية حقوق مالية؟، وعبر موقع البلد سنتعرف على كافة التفاصيل حول هذا الموضوع.

في حالة رفض الزوج الطلاق

قام قانون الأحوال الشخصية بتقديم أحد الخيارات للزوجة بين أن تقوم برفع دعوى خلع أو رفع دعوى طلاق من زوجها، ويترتب على دعوى الطلاق حصول الزوجة على جميع حقوقها، من نفقة زوجية ونفقة عدة ونفقة متعة ونفقة مؤخر الصداق، ويحدث ذلك عند قيامها برفع دعوى طلاق حسب الإجراءات القانونية الصحيحة، حيث تذهب إلى مكتب تسوية المنازعات الذي أنشأته وزارة العدل خصيصاً حتى يتم قبول الدعوى أمام المحكمة، فهو ركن أساسي وشرط ضروري من شروط قبول الدعوى أمام المحكمة.

الأوراق المطلوبة لفتح ملف الدعوى والمسمى بملف التسوية

هناك مجموعة من الأوراق الهامة التي لابد من إحضارها، لفتح ملف التسوية، والتي تتمثل فيما يلي:

  • صورة بطاقة الرقم القومي.
  • شهادات ميلاد الأبناء إن وجد.
  • قسيمة الزواج الأصلية ونسخة منها.
  • يقوم مكتب التسوية باستدعاء الزوج لإيجاد سبل وحلول بين الزوج والزوجة، وعند عدم وجود أية حلول فإن الزوجة يحق لها أخذ ملف التسوية ورفع الدعوى أمام المحكمة مباشرةً.

لماذا يرفض الزوج تطليق زوجته؟

الزوجة تعتبر في جميع الأديان طرف هش وضعيف، فهي الأم والأخت والابنة، على هذا شرع لها الدين أخذ حقوق واجبة من الزوج حتى تستطيع المضي في حياتها بكل أمان مع وجود دخل ثابت يأتيها عن طريق الزوج السابق يعينها على مصاعب الحياة.

العديد من الأزواج يقومون برفض الطلاق ليس إلا وسيلة ضغط على الزوجة لكي تتنازل عن حقوقها المادية التي شرعها لها الدين والقانون في حالة حدوث الطلاق.

قانون الأحوال الشخصية في القانون رقم 20 عام 1925م، أشار أن الزوجة تقيم دعوى نفقة وتثبت حال الزوج أنه متيسر الأحوال، حتى يحكم القاضي للزوجة بأكبر مبلغ ممكن حتى تستطيع مواصلة حياتها وتربية الأبناء.

ما الذي يمكن للمرأة فعله في حال رفض الزوج الطلاق؟

المرأة التي تعاني مع زوجها في حياتها الزوجية، كأن يكون عنيف معها أو يقوم بضربها وسبها، أو أنه دائم الشك بسلوكيات زوجته، وترى الحل الوحيد أن تلجأ للطلاق، لكن رفض الزوج للأمر كيف تتعامل الزوجة معه؟ وسنتعرف على الإجابة فيما يلي:

  • يمكن لها رفع دعوى فسخ عقد الزواج، مع بيان أسباب ذلك مثل أن الزوج يقوم بضرب زوجته أو كثير السب، أو سيئ المعشر إلى غير ذلك من أسباب تكون معها استحالة استمرار العلاقة الزوجية بينهما.
  • المرأة عن طريق الإثبات والدليل والبرهان القاطع بأن الزوج سيئ المعشر، تستطيع كسب قضية الطلاق بسهولة ولا ترد للزوج المهر.
  • في حالة رفض الزوج الطلاق تقوم الزوجة بتسجيل الرسائل النصية التي قد يرسلها الزوج لزوجته ويقوم بسبها أو شتمها فيها، مما يكون دليل وحجة لأسباب الطلاق.
  • إن تعرضت الزوجة للضرب من زوجها تستطيع عمل تقرير طبي في أي مستشفى تثبت به حالتها، ويكون حجة قوية في دعوى الطلاق.
  • حالة طرد الزوج لزوجته من البيت، أو هجر الزوج لزوجته وتركها في بيت أهلها، لابد من وجود شهود إثبات ذلك مع تحديد مدة الطرد أو الهجر بمنتهى الدقة، في تلك الحالة يمكن رفع دعوى طلاق وإثبات حالة هجر أو طرد الزوج للزوجة ويمكنها ربح القضية بكل سهولة.
  • يمكن للزوجة بعد إتمام الطلاق، القيام بدعاوى أخرى منفصلة منها نفقة الأولاد وما لها من حقوق أخرى.

الطلاق للضرر وحقوق الزوجة

الأمور السابقة التي أشرنا إليها والتي قامت الزوجة فيها بإثبات وقوع ضرر نفسي ومادي عليها من الزوج مما جعلها تلجأ للقضاء، هو ما يسمى ( طلاق للضرر)، وأجاز هذا الطلاق كافة الحقوق المادية والشرعية للزوجة، على سبيل المثال مؤخر الصداق المثبت في عقد الزواج، لكن ما هي حقوق الزوجة الأخرى تحت ظل هذا النوع من أنواع الطلاق؟ والتي من بينها:

قائمة المنقولات أو ممتلكات الزوجة

  • هذه القائمة التي تكتب فيها عدة بنود على سبيل الأمانة، والتي يوقع عليها الزوج.
  • ترد لها كما وردت كتابتها وإلا يعرض الزوج نفسه للحبس في حال الامتناع.

مسكن الزوجية

  • الطلاق للضرر يتيح للزوجة البقاء في مسكن الزوجية في حالة ثبوت حضانتها للأطفال.
  • يحق لها طلب أجر مسكن مع وجوب شرط وجود أطفال تحت حضانتها.

نفقة العدة ونفقة المتعة

  • نفقة العدة حق واجب على الزوج تجاه مطلقته، في هذه الفترة يمكن للزوجة أن تعود لزوجها، لكن قبل حدوث ذلك يوفر لها الزوج هذه النفقة حتى تستطيع توفير المأكل والمشرب والملبس، وتبدأ من تاريخ وقوع الطلاق وليس من تاريخ علم الزوجة به.
  • حالة ثبوت الضرر يحق للمطلقة طلاق نهائي أخذ نفقة المتعة مدة لا تقل عن سنتين، أما المطلقة طلاق رجعي لا تأخذ نفقة متعة.

الخلع في الشريعة الإسلامية

شرع الدين أمر آخر في حالة رفض الزوج الطلاق وهو الخلع، ما طبيعة هذا الأمر؟ وما الأمور المترتبة عليه من حقوق؟

نظام الخلع موجود في الشريعة الإسلامية حيث ورد في آيات القرآن الكريم:”الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”.

أتاح للزوجة التي تكره الحياة و المعيشة مع زوجها أن تقوم بالخلع، حتى لا يترتب على إكراه الزوجة أمور غير محمودة العقبى مثل النشوز أو الخيانة وما غير ذلك من ابتعاد عن شريعة الله.

يمتاز الخلع بأنه يرفع عبء الزوج المالي المترتب في حال حدوث الطلاق، لأن الخلع يقوم بإعفائه من أداء هذه الحقوق.

يمنع الخلع بخلاف الطلاق للضرر عن الزوجة الحرج في إفشاء الأسرار الزوجية التي لابد من علم المحكمة بها كما أوضحنا في حال الطلاق للضرر، أما الخلع فهو لا يتطلب ذلك.

آثار إجراء الخلع

الخلع هو أمر من أمور الطلاق، هل يمكن للزوجة أن تتزوج بعد الخلع؟ وماذا لو أرادت أن تعود لزوجها؟:

  • الخلع طلاق بائن بينونة صغرى إن لم تكن الطلقة مكملة للثلاث، على هذا لا يجوز للمرأة الرجوع إلى الزوج إلا بعقد ومهر جديدين.
  • أما الطلقة البائنة بينونة كبرى و مكملة للثلاث، فلا تجوز الرجعة للزوج إلا في حالة زواج المطلقة بزوج آخر زواجاً صحيحاً، ثم تطليق الزوج الثاني لها أو وفاته.

الأمور المترتبة على الخلع؟

ترفع الزوجة دعوى الخلع في حالة رفض الزوج الطلاق، ومحاولة الأشخاص المقربين إجراء الصلح، ويترتب على إجراء الخلع ما يلي:

  • تنازل الزوجة عن جميع حقوقها المالية الشرعية، مثل نفقة العدة، نفقة المتعة، مؤخر الصداق.
  • ترد كذلك لزوجها مقدم الصداق( المهر) المثبت في عقد الزواج، حتى تقوم المحكمة بإجراء الخلع وتطليق الزوجة من زوجها.
  • تقوم المحكمة بناءً على دعوى الخلع بـ انتداب حكمين من شأنهما إجراء محاولة الصلح، في مدة قدرها 3 أشهر، أما في حالة رفض الأمر تحكم بالتطليق.
  • يترتب على ذلك الحكم بالتطليق للخلع عدم قبول أي دعاوى قضائية بالطعن على الحكم.
  • لا تسقط مع الخلع حضانة المرأة للأطفال، كما لا تسقط معه نفقة الأولاد إن وجدوا.

في حالة رفض الزوج الطلاق الذي ينشأ نتيجة تعنت الزوج الشديدة، ورفضه لما يمس كرامته مما يدعوه إلى العناد في إعطاء المرأة حقوقها، دعاها ذلك في حالة استحالة استمرار الحياة بينهما إلى اللجوء لأمور القضاء لمساعدتها على الطلاق بأي طريقة ممكنة لكي توفر لنفسها وأبناؤها الحياة الكريمة التي تريد أن تحياها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى