علاقات

الحالات التي لا يقع فيها الطلاق

الحالات التي لا يقع فيها الطلاق شغل هذا الأمر أذهان العديد من الناس، لما فيه من شكوك وملابسات كثيرة في حالة وقوع الطلاق فعلاً والرجل والمرأة ليسا على علم، فكثيراً ما يحلف الرجل على زوجته إن لم تفعل شيء تعتبر طالق، هل يقع الطلاق في تلك الحالة؟ وما هي الحالات التي لا يقع فيها الطلاق؟ كل هذا سنتعرف عليه عبر موقع البلد في السطور التالية.

الحالات التي لا يقع فيها الطلاق

اجتمع جمهور الفقهاء على أن من أهم الحالات التي لا يقع فيها الطلاق تتلخص فيما يلي:

طلاق الشخص السكير

لا وقوع للطلاق  الذي حدث من شخص كان في حالة سكر ومتعاطي الخمور، ولا طلاق لأي شخص كان عقله مغيب عن طريق نوع من المخدرات أو ما يذهب العقل، فيكون كالغائب لا يدري ما يقول ويفعل، وبطلان الطلاق في تلك الحالة اتفق عليها كافة المذاهب.

طلاق المكره

لا يعتمد العلماء أن إكراه الزوج على تطليق زوجته يعتبر واقعاً، ورأوا أن إجبار الزوج على ذلك لا يجوز أن يحتسب طلاق، كمن يتم تعرضه للقتل إن لم يقم بالطلاق فهو في تلك الحالة ينفي وجه أساسي من وجوه الطلاق وهو أنه اختياري وليس بالإجبار.

طلاق الغضبان

لا يعتد بطلاق صدر وقت عصبية زائدة عن الحد من الزوج، حيث يصل الزوج إلى درجة لا يعي معها ما يتلفظ به، لكن إن عاد إلى رشده وهداه وطلق زوجته فالطلاق يقع في تلك الحالة.

طلاق المجنون

الزوج الذي أصابه شئ من الجنون وقام بتطليق زوجته لا يعتد بطلاقه كذلك، وعلى الزوجة الذهاب للجهات المختصة للحصول على الطلاق.

طلاق المصدوم

الزوج الذي أصابته صدمة أدت به إلى التلفظ بالطلاق، لا يقع طلاقه في تلك الحالة لأنه رد فعل على حدث قام بعمل صدمة له جعلته كالمغيب عن أفعاله، ولا يعتد كذلك بالطلاق في حال وقوعه بغير شاهدي عدل، وأقرت قوانين الأحوال الشخصية ذلك أن كل طلاق حدث بغير وجود شاهدي عدل لا يقع.

ماذا يعني الطلاق المعلق؟ وما حكمه؟

يعتبر تماسك الأسرة هو أمر حتمي لتماسك المجتمع ككل، كلما كانت الأسرة أكثر تماسكا كلما ازداد معه تماسك المجتمع.

كلمة زوجة وكلمة إمرأة بين اللفظين فرق كبير، فالزوجة تعني السكن والمودة والرحمة، وانتفاء حدوث ذلك هو أدعى مسبب لحدوث الطلاق.

يشترط الكثير من الأزواج على زوجاتهم بعدم فعل شيء بعينه، مثلاً يقول لها إن خرجتِ من المنزل اليوم فأنت طالق، يطلق على ذلك (الطلاق المعلق)، حيث يتعلق حدوث الطلاق بحدوث أمر أو شأن آخر يرتبط فوراً بوقوعه حال حدوثه، أقر الأئمة الأربعة وهم الإمام أبو حنيفة ، الإمام الشافعي، الإمام ابن حنبل، الإمام مالك، بوجوب الطلاق في حالة حدوث الأمر المرتبط به.

يحدث خلاف ذلك الأمر أي عدم الطلاق في حال التزام الزوجة بأمر زوجها بفعل شيء، أو شئ معين نهاها عن فعله وبالفعل لم تقم به، لا وقوع للطلاق في تلك الحالة.

علماء الدين الأجلاء بعد البحث عن الأمر وتيسيرًا على الزوج والزوجة، رأوا أن نية الزوج وقت التلفظ بهذا الكلام هي المحدد الرئيسي للأمر، فيتم سؤاله هل كانت نيتك وقت التلفظ بذلك قصد الطلاق بالفعل؟ أم مجرد التهديد للزوجة ونهيها عن فعل شيء بعينه.

إن كان يقصد الطلاق فيقع الطلاق في تلك الحالة، وتعتبر من الحالات التي لا يقع فيها الطلاق أن يكون في نيته التهديد وليس الطلاق وقت التلفظ بالقول.

طلاق الإغلاق ماذا يعني؟ وما هو حكمه؟

الطلاق في حالة تغيب العقل المصاحب لحالة الغضب الشديد، هل يقع الطلاق وتترتب عليه الإجراءات المصاحبة للطلاق؟ وما الذي يترتب على الطلاق من آثار في حالات الغضب العارمة.

لا شك أن العلماء أوضحوا أن الطلاق لا يكون صحيحاً إن وقع من الزوج في حال غضبه الشديد، الذي يجعله لا يعي ولا يدرك ما يصدر عنه من الأقوال والأعمال والتصرفات.

تسمية هذه الحالة عند جمهور الفقهاء ب (طلاق الإغلاق) لأن الإنسان يكون كأنه أغلق على عقله، ويكون حاله كالمجنون الذي لا يعقل وهو بهذا فاقد للقصد والاختيار، ويعتبر الطلاق في تلك الحالة غير واقع.

حالات تبطل وقوع الطلاق

توجد العديد من الحالات التي يبطل معها وقوع الطلاق، وتتمثل فيما يلي:

الزوج غير بالغ

الزوج الصبي سواء المميز أو غير المميز، وهو من لا يعرف الصواب من الخطأ، وقوع الطلاق منه على حالته تلك لا يجوز، لأن الطلاق يسبب ضرراً والصبي لا يدرك عواقب وقوع الضرر من عدمه.

طلاق الخطأ

يحدث أن يكون الزوج من مراده قول شئ لكنه تلفظ بلفظ آخر، مثلاً أن يخبر زوجته أنت طالق جميل وهو يقصد أنت طائر جميل، قول الخطأ لا يجوز معه وقوع أي نوع من أنواع الطلاق.

طلاق الشك

كأن يشك الزوج إن كان قام بتطليق زوجته أم لا، لأن أساس الزواج أنه مثبت باليقين، كذلك الطلاق لابد أن يثبت بالتيقن التام والتأكد من قيام الزوج به.

هل يقع الطلاق بالحلف؟

الزوج في حالات عديدة يخبر زوجته بقول مثل والله لو فعلت كذا فأنت طالق، ما هي حالة الطلاق في هذا الظرف؟

رأى جمهور الفقهاء أن الحلف بالله على أمر كذلك لا يجوز في الأساس، وأن الحلف بالطلاق هو حلف بغير الله وشرك وفيه إثم كبير، كالذي يحلف برأس أبيه وما غير ذلك، وهو لا يوجب وقوع الطلاق، فالحلف بالطلاق لا يقع به طلاق حسب مذهب أهل السنة، ويعمل به في قانون الأحوال الشخصية والمحاكم المختصة حالياً.

عواقب وآثار الطلاق

يكون أولها عدم اتباع سنة النبي ﷺ عند اختيار الزوجة، فقد وصانا الرسول ﷺ بحسن اختيار الزوجة في الأساس حيث يطلب بعض الأزواج أن تكون زوجته على دين الإسلام الحق، فيصيبهم جزء من التشدد وقت الاختيار، وآخرين لا يريدون زوجة متدينة فهم مفرطين، وأفضل اختيار هو الوسطي الذي يختار زوجته التي تكون على خلق ودين، فتظهر أثر معاملاتها مع الناس جميعاً.

حسن اختيار الزوجة عامل أساسي من عوامل استمرار الزواج، أما سوء معاملات الزوجين مع بعضهما البعض فهو أدعى سبب للطلاق، ويقع في تلك الحالة ضحايا ليس لهم أي ذنب وهم الأبناء، وما يحدث من خلافات حول حضانتهم وتربيتهم، وعواقب وآثار الطلاق لا تحمد عقباها، فهي مسبب خلافات ونزاعات تستمر فترات طويلة بين الزوجين.

الطلاق هو السبيل أو الطريق الذي شرعه الإسلام لإنهاء العلاقات الزوجية، والطلاق ينتهي كما بدأ الزواج، فالزواج بدأ بكلمة وينتهي كذلك بكلمة

هل اللفظ الذي تنتهي به العلاقة هو اللفظ المتكرر؟ وهل يقع اللفظ بالطلاق الذي يكون تحت تأثير؟ كل تلك الحالات تخضع للتدقيق من القاضي أو المفتي قبل إقرار وقوع أو عدم وقوع الطلاق، الذي يبحث في ظروف وملابسات حالة الزوج وقت التلفظ بذلك.

الحالات التي لا يقع فيها الطلاق وأسباب بطلان وقوع الطلاق في تلك الحالات، في الختام فإن الطلاق ليس حكرًا على الزوج فقد كفل الشرع للمرأة تطليق نفسها بالعديد من الطرق، لكن على الزوجين حسن التفكير والتدبر في عواقبه، وفي الأساس عليهما بحسن الاختيار منذ البداية حتى لا يصل بهم الحال للطلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى