اختلف الفقهاء حول حكم التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج في المستقبل، حيث نرى في وقتنا الحالي أن هناك الكثير من الشباب الذين يرون أن الأمر طبيعي ويمكن القيام به حتى يتعرف إلى الفتاة التي ستصبح في أحد الأيام أمًا لأطفاله، وهذا ما سنعرضه لكم من خلال موقع البلد.
حكم التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج في المستقبل
من الأمور التي يمنعها الدين هو إيجاد الفتاة التي يميل قلب الشاب إليها ويرغب في إخبارها أنه يرغب في الزواج منها، وهذا لأن الدين حرم خطبة الفتاة المخطوبة من قبل.
كما يجب أن يعلم أنه لم يوجد دليل شرعي يحرم فطرة الإنسان في الحب، وهو ما يسعى إليه الإنسان كما أن الفتاة لا مانع من أن يوجد ميل بداخلها تجاه شاب ما.
لكن تبادل الخطابات أو الرسائل أو المكالمات الهاتفية هي من الأمور التي نهى عنها الشرع، ولا يكون المباح إلا تقدم الشاب للخطبة وإن تمت تكون من فضل الله، ولكن في حالة لم تتم الخطبة يجب أن يلتزم كل منهما بما أمر الدين من غض البصر وقطع أي وسيلة اتصال بينهما.
أما في حالة إخبار الشاب الفتاة أن ظروفه الحالية لا تسمح للتقدم إلى خطبتها يجب عليهم قطع التواصل وعدم إجراء أي مكالمات أو مقابلات أو غيرها من طرق التواصل، فهذا يكون غير جائز فلا يعد الزواج المستقبلي حجة للتواصل بأي شكل.
أسباب يجب بها قطع العلاقة قبل الزواج على الفور
بعدما تعرفنا إلى حكم التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج في المستقبل ينبغي أن نتعرف إلى الأسباب التي تستوجب قطع هذه العلاقة على الفور، وهذا نتيجة للأسباب الآتية:
- حدوث مثل هذا التواصل يعد من اتخاذ الأخدان وهي إحدى الأمور التي نهى عنها المولى عز وجل في كتابه الشريف.
- يكون أكبر ذريعة تؤدي إلى الوقوع في الأمور المحرمة مثل اللغو في الكلام حتى يصلوا إلى الأمور الفاضحة، ثم تصل إلى خراب البيت وانتهاك العرض.
- التواصل بين الطرفين دون وجود ارتباط شرعي تشهد عليه الأسرة وتنعدم به الرقابة ولا تتواجد أي متابعة لتصرفاتهم يجعل كل شخص يقوم بما يرغب به دون أي خوف ودون وجود أي رقيب عليهم.
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل الهواتف أو الإيميلات يجعل أحد الطرفين يكذب، فالفتاة تقوم بالكذب على أهلها بإخبارهم أنها تتحدث لصديقتها، وفي المستقبل وفي حالة لم يكن هذا الشخص زوجها ستضطر إلى الكذب عليه لتقول له إنها لم تقع في مثل هذه التجربة من قبل.
بعض الأقاويل عن حكم التعارف بين الرجل والمرأة قبل الزواج
هناك بعض الشيوخ والأئمة الذين ذكروا آرائهم حول العلاقة القائمة بين شاب وفتاة قبل الزواج، وهذا بسبب اقتناع الشباب بآراء مثل هؤلاء الشيوخ، ومن أهم هذه الأقاويل الآتي:
- قال الدكتور يوسف القرضاوي إن الكلان بالمعروف لم يتم نكرانه في الشرع، واستشهد بالآية الكريمة
{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [الآية 32: سورة الأحزاب]
، فإذا كان الكلام مشروع ولا توجد أي خلوة بين الشاب والفتاة وكان الحديث بينهم به موضوعات مفيدة للطرفين فلا بأس بهذا الأمر ما دام بعلم الأهل.
- الدكتور عبد الرازق فضل بدأ حديثه قائلًا إنه الكلمات لو كان لها محكمة لقدمت كلمة الحب طلب إليها من أجل أن تظهر براءتها من التدنيس الذي ألحق بها لكل شخص أصبح يبيح لنفسه أي نظرات أو كلمات أو إيحاءات لمن لا صلة له بها.
- وإن هذا الأمر له بمخالفة صريحة واتباع أمور سيئة، ولهذا أمرنا الله بغض البصر وحفظ الفرج، كما أنه من شروط الحفاظ على المجتمع، ويجب ألا ننسى أن الرجل فتنة للمرأة والمرأة فتنة له، وأن الحل السليم هو الزواج الشرعي.
- قال الشيخ عطية صقر رحمه الله عليه إن الصداقة بين النوعين هو أمر غير مشروع نهائيًا، بل هي من أخطر الأهواء التي يمكن اتباعها في سن الشباب، وهذا بسبب العاطفة القوية التي تغلب على عقل الشباب والبنات فهذه الفترة، وضعف العقل أمامها يمكن أن يتسبب في حدوث أخطار جسيمة.
ومنها ما يتعلق بالشرف والذي يجب أن يحرص عليه كل شخص عاقل، فإن الإسلام رأى أن لا ضرر ولا ضرار ومن أهم التعاليم التي وضعها هو البعد عن أي مراكز شبه تكثر بها الظنون السيئة، وأردف حديثه واستشهد بالحديث الشريف “ما تركتُ بعدي فتنةً أَضَرَّ على الرجالِ من النساءِ” رواه أسامة بن زيد وسعيد بن زيد.
الضوابط التي يجب اتباعها خلال التعارف
عقب الاطلاع على حكم التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج في المستقبل ينبغي أن نطلع على الضوابط المتبعة ليتم التعارف، فهذه الضوابط تضمن للطرفين عدم الوقوع في أي خطأ أو التعرض لأي أمور رذيلة، وتنحصر في الآتي:
- يجب التواجد في مكان عام عند المقابلات، وهذا في وجود شخص قريب أو محرم لمنع حدوث الخلوة.
- ألا يكون مضمون الحديث مواضيع خارجة، أو يوجد به مواضيع لمعصية المولى عز وجل.
- عدم وجود خضوع بالقول في حديث الفتاة أو حديث به لين تجاه الرجل.
- أن تكون ملابس الفتاة ساترة ومحتشمة ولا تلفت الرجل إليها.
- عدم القيام بالمصافحة.
ما يجب أن يحدث خلال فترة التعارف
لا يمكن أن نتحدث عن حكم التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج في المستقبل دون أن نتحدث عن الأمور الواجب فعلها في هذه الفترة، وهذا لأنها تعتبر من الأمور الضرورية حتى يبدي كل طرف موافقته على الارتباط أو رفضه خاصةً إذا كانت النية هي الارتباط طوال العمر، وما يجب القيام به، في هذه الفترة والذي يتمثل في الآتي:
- تقديم بيانات صادقة حيث يجب أن يقوم كل شخص بتعريف نفسه منذ الجلسة الأولى في التعارف مع تقديم كافة البيانات التي يحتاجها الطرف الآخر، مع يجب الصدق الكامل في هذه المعلومات، وهذا لأن مثل هذه المعلومات تبني حياة جديدة فلا يمكن الكذب، وفي الجلسات التالية إذا كان هناك قبول يمكن إخبار الشخص في حالة المعاناة من أي مرض.
- منح فترة زمنية لطرح الأسئلة والاستفسارات وأن يتقبل كل طرف استفسارات الآخر والإجابة عنها بصدر رحب دون أي تذمر أو قلق.
- توضيح الملامح الشخصية حيث يجب أن يعرف كل شخص عن ميوله وطباعه ومستواه الانفعالي والمبادئ والاتجاهات، كما يجب التحدث عن التطلعات والطموحات سواء كانت مادية أو علمية أو روحية، ويمكن إخبار الشخص عن وسائل تقضية وقت الفراغ وعن الأمور التي يحب أن يفعلها أو يمارسها.
- من الهام توضيح إذا كنت ممن يترددون على المقاهي أو تدخن أو تتناول أي نوع من المكيفات الأخرى، حيث توجد العديد من الفتيات اللاتي لا يفضلن الارتباط بشخص مدخن أو يتناول أي نوع من المكيفات.
- السؤال عن طبيعة العلاقة بالأسرة بالإضافة إلى مستواه الديني والإيماني، فهذا الشخص سيكون أب/ أم لأولادك مستقبلًا لهذا يجب الحرص على اختيار شخص يتناسب معك دون أي خلل.
فترة التعارف تعد من أهم الفترات التي تمر على الرجل أو المرأة، كما أن العديد من العلماء تحدثوا عن حكم التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج في المستقبل.