هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب ؟ يعد هذا السؤال واحد من الأسئلة التي تتكرر قبل قدوم عيد الأضحى المبارك، لهذا سوف نتعرف اليوم من خلال موقع البلد على رأي علماء الفقه والشريعة في توزيع لحم الأضحية وكيفية توزيعه بالطريقة الصحيحة كما سوف نتعرف على رأي كل من المذاهب الفقهية الأربعة وهم الشافعية والمالكية والحنابلة والحنفية.
هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب ؟
نعم يجوز توزيع الأضحية على الأقارب ولكن ليس الأضحية بالكامل بل يتم توزيعها حسب ما جاء في أحكام الشريعة الإسلامية، حيث ذكر الدكتور علي فخر أمين عام الفتوى في دار الإفتاء المصرية أن الأضحية يتم تقسيمها 3 أقسام هي: ثلث لأهل البيت، ثلث للفقراء، ثلث للأصدقاء، ونظرًا لأن الأصدقاء من الممكن يندرجوا تحت الأقارب لهذا يمكن توزيع جزء من الأضحية للأقارب.
الهدف الأساسي من الأضحية هو توزيع جزء كبير منها للفقراء، لأن الفقراء تنتظر هذا العيد لكي تستطيع تناول اللحوم لأنها غالية الثمن، لهذا فإن الأقارب يؤخذ لهم نصيب من ثلث الأصدقاء وليس ثلث الفقراء.
عن السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها “أنهم ذبحوا شاة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بقي منها؟)، قالت: ما بقي منها إلا كتفها، قال: “بقي كلُّها غير كتفها لقوله تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ}”.
طريقة توزيع الأضحية عند الشافعية
يرى مذهب الشافعية أن توزيع لحوم الأضحية ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
- ثلث لصاحب الأضحية وأهل بيته.
- ثلث يهديه لمن يشاء من أقاربه وأصدقائه.
- ثلث يتصدق به على الفقراء.
- أما في المذهب القديم للشافعية فقد كانوا يأكلون النصف ويتصدقون بالنصف وقد استدلوا على ذلك بقول الله تعالى:
{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.
طريقة توزيع الأضحية عند الحنابلة والحنفية
يرى كل من الحنابلة والحنفية أن لحم الأضحية يقسم إلى ثلاثة أجزاء هي:
- الثلث الأول يكون لصاحب الأضحية وأهل بيته.
- الثلث الثاني يهدى للأقارب والأصدقاء.
- الثلث الأخير للفقراء.
- أما قديم مذهب الحنفية والحنابلة فقد كانوا يذهبون إلى تقسيم الأضحية إلى قسمين جزء للمضحي وجزء للفقراء.
كيفية توزيع الأضحية عند المالكية
ذهب جمهور المالكية أن توزيع الأضحية عند المالكية كالتالي:
- صاحب الأضحية له أن يأكل من الأضحية ما يشاء وأن يوزع منها ما يشاء.
-
قال: “ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ”.
توزيع لحم الأضحية نيء أو مطبوخ
اختلف أهل الفقه والشريعة حول توزيع لحم الأضحية نيء أو مطبوخ كالتالي:
- قال المالكية أنه لا فرق في توزيع لحوم الأضحية نية أو مطبوخة، المهم الالتزام بالقسمة إلى ثلاثة أجزاء.
- الشافعية ذكروا أن لحم الأضحية يجب أن يوزع نيء.
- أما الحنابلة فقد قالوا أنه يجب توزيع المقدار الواجب من لحم الأضحية نيء.
- لا يجوز للمسلم أن يعد وليمة للفقراء لتناول لحم الأضحية، بل الأفضل أن يعطي لهم حقهم من لحوم الأضحية ملك لهم.
- يمكن للمضحي أن يعطي الجزار جزء من الأضحية هدية له أو صدقة، لكن لا يجوز أن يكون ذلك من حساب الجزار وهذا باتفاق كل أهل العلم.
- الدليل على ذلك ما رُوي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّه قال:
“أَمَرَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ أَقُومَ علَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لا أُعْطِيَ الجَزَّارَ منها، قالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِندِنَا”.
الآن قد تعرفنا على الإجابة لكل من يسأل عن هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب ؟ وتعرفنا على عن رأي أهل الفقه والشريعة في طريقة توزيع الأضحية، بجانب التعرف على بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بالأضحية، نتمنى أن يكون هذا الموضوع أعجبكم.