مال وأعمالنصائح مهنية ومالية

تجربتي في تسديد ديوني

إنَّ تجربتي في تسديد ديوني من أصعب ما مررت به من تجارب، بل وهي من أسوأ ما يمر به الناس عمومًا، فقد يبدو أمر الوقوع تحت طائلة الديون شديد الوضوح في نتائجه وعواقبه الوخيمة، لكننا لا ندرك حقًا مدى صعوبة الدين حتى يتم الدخول فيه، لذا من خلال موقع البلد سأنقل لكم خلاصة تجربتي في تسديد ديوني وأتمنى إفادتكم.

تجربتي في تسديد ديوني

بالطبع قد يعد الدين مشكلة كبيرة ولا يجب تجاهلها حتى لا يتفاقم الأمر، فمن واقع تجربتي في تسديد ديوني قررت أن أنصحكم ببعض الملاحظات الهامة، وبالأخص إذا كنت تواجه سداد ديون ذات مبالغ كبيرة، فسيزداد الأمر صعوبة، وسيصبح أكثر إرهاقًا.

في يومًا ما تفاجأت بأن تجاهلي للديون تسبب في تراكمها، وذلك جعل موقفي أصعب، فقد شعرت خلال تلك التجربة بأن ذلك الدين بمثابة قيد على الحرية المادية لدي وقد مررت بالعديد من الأزمات المترتبة على ذلك.

لذا فمن خلال تجربتي في تسديد ديوني أدركت أنه بغض النظر عن حجم أعباء الديون الخاصة بك سواء كانت كبيرة أو صغيرة، فقُم بإنشاء أهداف صغيرة لتتبعها على طول الطريق وكافئ نفسك عند تحقيقها.

هذا يمكن أن يساعدك على البقاء متحمسًا في طريقك في التسديد، ففي حين أنه لا يمكن تجنب بعض الديون مثل الرهن العقاري أو قرض السيارة، إلا أنه يمكنك التعامل مع الديون الأخرى غير الضرورية التي تسبب الإجهاد، فبمجرد صياغة خطة والالتزام بها، قد تجد نفسك خاليًا من الديون ولديك الإدراك الكافي؛ حتى لا تقع فيها مرة أخرى.

كيفية تسديد الديون في 3 خطوات

لا توجد طريقة واحدة لسداد الديون تصلح للجميع، وبالتالي فعليك اختيار الاستراتيجية التي تناسبك وفكر في نوع الدين الذي لديك، والمبلغ الذي تدين به، ومستوى دخلك، وما هي العوامل والمُسببات التي تجعلك تظل متحمسًا، لكن هناك طريقة قد قمت بإتباعها أثناء تجربتي في تسديد ديوني لذلك فسأقوم بطرح خطواتها عليكم مُفصلة عبر الفقرات المقبلة ولكن بشيء من التفصيل.

1- قم بجدولة كل الديون

قد يكون من الصعب مواجهة وضعك المالي، لكنها خطوة أولى مهمة لسداد ديونك، فعليك أن تعرف بالضبط المبلغ المستحق عليك، وهنا من الممكن وضع قائمة لتعرف جميع المبالغ الواجب دفعها بكافة أشكالها.

فالإجمالي الذي تحصل عليه هو الحد الأدنى للمبلغ الذي تحتاج إلى دفعه كل شهر لمجرد البقاء في السداد، ومع ذلك فإذا كان هذا هو كل ما تدفعه مقابل دينك على أساس شهري، فسيكون من المستحيل تقريبًا سداده بالكامل دفعة واحدة.

استكمالًا للحديث عن تجربتي في تسديد ديوني، أشير إلى أنَّ هناك ثلاثة تفاصيل إضافية تحتاج إلى معرفتها حول كل دين، وهي كالتالي:

  • تاريخ استحقاق كل دفعة.
  • الحد الأدنى للدفع الشهري.
  • سعر الفائدة.

تجدر الإشارة إلى أنه من المهم معرفة هذه التفاصيل؛ لأنها ستساعدك في النهاية على تحديد أفضل خطة سداد، وبمجرد إدراج ديونك الحالية، قُم بعمل قائمة أخرى تتضمن جميع نفقاتك الشهرية غير المتعلقة بالديون، مثل البقالة وفاتورة الهاتف والمرافق والغاز لسيارتك والإيجار والترفيه والملابس وما إلى ذلك.

2- حاول جدولة النفقات

يمكن أن تختلف بعض هذه المبالغ من شهر لآخر؛ لذلك فمن الجيد أن تأخذ متوسط ​​عدة أشهر، لتكون أكثر دقة فعلى سبيل المثال، لمعرفة متوسط ​​مدفوعات الكهرباء الشهرية، اجمع إجمالي فواتير الستة أشهر ثم قسّم المبلغ على ستة، ليكون هذا هو متوسط ​​تكلفة الكهرباء الشهرية للأشهر الستة الماضية.

حيث تمثل هذه القائمة المصاريف الأساسية التي يتعين عليك دفعها كل شهر، فقُم بمقارنة هذا المبلغ الإجمالي مع دخلك الشهري، مع الأخذ في الاعتبار الأموال المتبقية فقط بعد دفع الضرائب وغيرها من المبالغ المقتطعة من صافي الدخل الشهري، وبعدها عليك أن تطرح إجمالي هذه النفقات من دخلك الشهري.

أما إذا كان المبلغ المتبقي بعد دفع هذه الفواتير الضرورية، أقل من المبلغ الذي يتعين عليك دفعه لسداد دينك، فستحتاج إلى اتخاذ إجراء حيوي يُمكن أن يكون كالتالي:

  • البحث عن فرص للادخار؛ لذلك اعد النظر في نفقاتك وفكر في طرق إنفاق أقل.
  • توحيد الديون، ربما في قرض واحد من أجل سدادهم جميعًا، ومن ثمَّ العمل على تسديد هذا القرض فقط بفوائده.
  • زيادة الدخل الشخصي من خلال الحصول على وظيفة إضافية، أو بيع أحد الممتلكات التي يُمكن الاستغناء عنها.

فإذا كان المبلغ المتبقي بعد دفع النفقات الأساسية، أكثر من الحد الأدنى للمبلغ الذي تحتاج إلى دفعه للديون، فحدد مقدار الأموال الإضافية التي ترغب في تخصيصها لسداد ديونك كل شهر، وتذكر أنه كلما زاد المبلغ الذي يمكنك دفعه فوق الحد الأدنى، كلما زادت قدرتك على سداد ديونك بشكل أسرع.

كما يُمكنك أيضًا وضع ميزانية والتقليل من إنفاقك في ميزانية الأسرة، فهي خطة تلخص أرباحك وعادات إنفاقك، بحيث يكون لديك فكرة واضحة عن أين تذهب أموالك وأين يمكنك إجراء تغييرات لتقليل النفقات وزيادة الأموال التي لديك لسداد ديونك، وبالتالي فإذا التزمت بها، فستساعدك خطة الميزانية على التأكد من أنك لا تضيع أكثر مما تكسب، وربما تساعدك أيضًا على الخروج من الديون.

3- كن دؤوبًا خلال فترة سداد الديون

بينما تعمل على سداد ديونك الحالية، فمن المهم ألا تقوض عملك الجاد من خلال تحمل أي ديون جديدة، وبالتالي تجنب أي إغراء في استخدام قرض شخصي أو بطاقة تحويل رصيد لتوحيد ديون بطاقة الائتمان ما لم تكن مجتهدًا للغاية، بشأن عدم استخدام البطاقة بمجرد سداد الرصيد، أو لا تتقاضى سوى ما تعرف أنه يمكنك سداده كل شهر.

في كل مرة تسدد فيها دينًا بنجاح، استثمر الأموال الإضافية التي حررتها لسداد المزيد من ديونك الأخرى، وفي الأشهر التي تجني فيها أموالًا أكثر مما كان متوقعًا، أو تكون نفقاتك أقل من المتوقع، اجعل الأموال الإضافية تعمل بجد أكثر من خلال وضعها في سداد مدفوعات إضافية لديونك.

أحيانًا يكون الدين أكثر من اللازم، وقد تخشى أنك لن تتمكن أبدًا من سداد كل ما عليك، فمن الممكن أن يكون الملاذ الأخير هو طلب المساعدة من أحد، أو العمل على تغيير الخطة المتبعة في السداد.

فإذا شعرت بالإحباط بسبب طول المدة التي تقوم فيها بتسديد الديون، الأمر الذي بدوره يؤثر على حياتك الاجتماعية بل والمهنية أيضًا، حيث إنك بالسداد تقوم بالتضحية على حساب أمور أخرى في حياتنا اليومية وفي الرفاهيات، وبالتالي يجعلك هذا كله تشعر بعدم الرضا وأنت في أثناء السداد.

لكن نشير هنا إلى أن التغيير الإيجابي هو كل ما تحتاج إليه من أجل الحصول على دافع جديد يجعلك تمضي قدمًا إلى الأمام؛ لذلك فبدلًا من ضياع الوقت في التفكير في إرهاق الديون، فكر أكثر في التقدم الذي تم إحرازه في السداد، حيث إن تقدمًا بطيئًا خيرٌ من عدم التقدم على الإطلاق.

نصائح حول تسديد الديون

بعد أن انتهيت من سداد الديون، أقدم لكم بعض النصائح الخاصة بتجربتي في تسديد ديوني لعلّها تُجدي مع البعض، وتلك النصائح كما التالي:

  • عالج ديونك عن طريق تدوين كل ما تدين به، فيمكن أن تساعدك رؤية ديونك مدونة ومتابعتها باستمرار في إنشاء ميزانية؛ حتى تتمكن من تخصيص أموالك بشكل استراتيجي، وسيساعدك هذا أيضًا على الشعور بمزيد من التحكم والسيطرة على الديون؛ مما يولد مزيدًا من الثقة لديك.
  • إنّه من السهل أن تشعر بالحرج بشأن ديونك وتحاول إبقائها سرًا، ولكن عندما تختبئ منها، فإن ذلك يجعل سدادها أكثر صعوبة.
  • قد يكون من المفيد أيضًا كتابة نوعية وجودة الحياة التي تريد أن تعيشها عندما تكون خاليًا من الديون؛ ليكون ذلك حافزًا لك للتخلص من الديون والاستمرارية في السداد لتصور نجاحك، بغض النظر عن مدى بعدك عن الوصول إليه.
  • قُم بالنظر إلى الجانب الإيجابي بعد سداد الديون، فعندما تنتهي من سداد ديونك أخيرًا، فستكون قد اكتسبت عادات ادخار رائعة أيضًا، مثل كيفية ادخار الأموال كل شهر.
  • إن إطالة مقدار الوقت الذي تسدد فيه الديون، بالإضافة إلى إضافة الفائدة، هو خيار سيء فلا يُمكنك الاعتماد عليه، بل حاول قدر الإمكان تخفيف حِدة الديون وتقليل مدتها قدر المستطاع

السداد السريع للديون

بما أن المال يعتبر مورد محدود لا يأتي منه سوى الكافي إن لم يكن القليل في حالة إذا كنت من أصحاب الديون؛ لذلك فيجب أن تكون راشدًا عقلانيًا حتى تتمكن من تسديد ديونك.

من خلال تجربتي في تسديد ديوني أدركت أن هناك ديونًا تتطلب الأولوية في السداد وبالتالي فهي مُلحة تحتاج سرعة في التسديد، حيث لا يتم إنشاء جميع الديون بشكل متساوي، وبالتالي لا يكون تسديدها أيضًا بالتساوي، وعليك أيضًا أن تتجنب الوقوع في دائرة الديون المغلقة، وهي أن تكون مدينًا بشكل أكثر من أجل سداد ديون أخرى.

فهنا ستجد نفسك مدينًا طوال الوقت؛ لذلك فحاول قدر الإمكان العمل على زيادة الدخل بشكل كبير في فترة وجيزة بحيث تفقد الكثير من ديونك سريعًا.

التعامل مع الديون أمرًا صعبًا، حيث قد يستغرق الأمر عدة سنوات ويأتي معه العديد من الحواجز التقنية، لذا فإنه باستخدام الإجراءات المناسبة، يمكنك سداد ديونك بالكامل، هذا ما قمت بتوضيحه لكم من خلال موضوع تجربتي في تسديد ديوني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى