هل وجود الحمام في البيت خير؟ وما حكم تربية الحمام في المنزل؟ حيث إن تربية الطيور أو الحيوانات بوجع عام لها العديد من الأحكام الشرعية، ويعتبر الحمام من الطيور الأليفة التي يحبها الإنسان كثيرًا وهناك من يتخصص في تربيتها، كما أن هناك من يحرص على وجودها على مائدة الطعام، وتربية الحمام في البيت يُقال إنا خير، ولكن ما صحة هذه العبارة؟ هذا ما سنعرفه من خلال موقع البلد.
هل وجود الحمام في البيت خير
يعتقد الكثير من الناس أن هناك علاقة وثيقة بين الحمام وقدوم الخير، نظرًا لِما ورد عن دوره الذي قام به في الغار مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لذا فإن الناس تحرص على تربيتها كنوع من أنواع المباركة، ولكن في حقيقة الأمر أنه لم يرد أي نص شرعي يؤكد هذا الحديث.
من الطبيعي أن يستأنس الإنسان بوجود الحيوانات أو الطيور في منزله، فهي روح تُرزق ويؤجر على إطعامها، وإن كانت لا تجلب الأذى إلى أصحاب المنزل أو الجيران فلا مانع من تربيتها، ولكنها لا تجلب الخير، ولا تجلب الشر، وكل شيء بيد الله سبحانه وتعالى.
حكم تربية الحمام في البيت
بعد أن تمكنا من التعرف على إجابة سؤال هل وجود الحمام في البيت خير، يجدر بنا ذكر أن الدين الإسلامي وأحكام الشريعة لم تترك أي صغيرا أو كبيرا إلا وتحدثت عنها باستفاضة، ومن بينها تربية الحمام في المنزل.
الجدير بالذكر هنا أنه لم يرد أي نص شرعي يشير إلى جواز تربية الحمام في المنزل، او منعها، ومن الطبيعي ان الأشياء التي لم يرد لها أي نص شرعي بالتحريم تكون غير محرمة، وذلك في حال أن تربية الحمام كان الغرض منها الأكل أو الانتفاع بما تنتج من فضلات، أو حتى الاستئناس بها في المنزل.
لكن في حال أن تربية الحمام ضرر عان، أو ضرر على أي فرد من الأفراد فإنه من الخطأ تربيتها، وفقًا للقاعدة الشرعية (لا ضَرر ولا ضِرار)، كما هناك الكثير من الأحكام التي تدور حول أن تربية الحمام تعتبر إضاعة للوقت، حيث إنه يقضي طوال اليوم بدون أن عمل فقط لمراقبتها، كما أن من صور إضرارها للغير هو أكلها للزرع، أو أذية الآخرين بفضلاتها.
آراء الفقهاء في تربية الحمام
ذكر العديد من الفقهاء رأيهم في تربية الحمام، حيث إن ذلك الأمر كان عليه جِدال كبير، لذا نجد أن الآراء تختلف من فقيه لآخر، وعلى غرار التعرف على إجابة سؤال هل وجود الحمام في البيت خير، يجدر بنا ذكر الآراء الفقهية لهذا الأمر، وهي كالتالي:
- السرخسي صاحب المبسوط قال عن تربية الحمام تلك القاعدة الفقهية: (فأمَّا إذا كان يُمسِك الحمام في بيتِه يستأنس بها ولا يطيّرها عادةً، فهو عدْلٌ مقبول الشَّهادة؛ لأنَّ إمساك الحمام في البيوت مباح، ألا ترى أنَّ النَّاس يتَّخذون بروج الحمامات، ولم يمنع من ذلك أحد).
- ذُكر عن حرب (سَمِعْتُ أحْمَدَ قال: لا بَأْسَ أنْ يَتَّخِذَ الرَّجُلُ الطَّيْرَ في مَنْزِلِه إذَا كَانَتْ مَقْصُوصَةً؛ لِيَسْتَأْنِسَ إلَيْها، فَإنْ تَلَهَّى بها فإنِّي أكْرَهُهُ، قُلْت لأحْمَدَ: إن اتَّخَذَ قَطِيعًا مِن الحَمَامِ تَطِيرُ؟ فكَرِهَ ذَلِكَ كَرَاهَةً شَدِيدَةً، ولم يُرَخِّصْ فِيه إذا كَانَتْ تَطِيرُ؛ وذَلِكَ أنَّهَا تَأْكُلُ أمْوَالَ النَّاس وزُرُوعَهُمْ). *قَالَ مُهَنَّا: (سَأَلْت أبا عَبْد اللَّه عَن بُرُوجِ الحَمَامِ الَّتِي تَكُونُ بِالشَّامِ، فكَرِهَها، وقَال: تَأْكُلُ زُرُوعَ النَّاسِ).
- من الفقهاء الذين أدلوا برأيهم في تربية الحمام ابن قدامة المقدسي، حيث إنه قال (فأمَّا إذا كان يُمسِك الحمام في بيتِه يستأنس بها ولا يطيّرها عادةً، فهو عدْلٌ مقبول الشَّهادة؛ لأنَّ إمساك الحمام في البيوت مباح، ألا ترى أنَّ النَّاس يتَّخذون بروج الحمامات، ولم يمنع من ذلك أحد).
- الآداب الشرعية تحتوي على العديد من القواعد التي تخص العديد من الأشياء، ومن بينها أمر تربية الحمام في المنزل، وهي كالتالي: (يُكْرَهُ اتِّخَاذُ طُيورٍ طيَّارَةٍ تَأكُلُ زُرُوعَ النَّاسِ، وتُكْرَهُ فِرَاخُهَا وبَيْضُها، ولا تُكْرَهُ المُتَّخَذَةُ لِتَبْلِيغِ الأخْبَارِ فَقَط)، قالَ المَرُّوذِيُّ: قُلْت لأبِي عبد اللَّه: ما تَقُولُ في طَيْر أُنْثَى جَاءَتْ إلى قَوْمٍ فأزْوَجَتْ عِنْدَهُمْ وفَرَّخَتْ، لِمَن الفِرَاخُ؟ قالَ: يَتْبَعُونَ الأُمَّ، وأظُنُّ أنِّي سَمِعْته يَقُولُ في الحَمَامِ الَّذِي يَرْعَى الصَّحْرَاءَ: أكْرَهُ أكْلَ فِرَاخِها، وَكَرِهَ أنْ تَرْعَى في الصَّحْرَاء، وقَالَ: تَأْكُلُ طَعَامَ النَّاس).
شروط جواز تربية الحمام في المنزل
إن الحمام شأنه شأن جميع الحيوانات، وحكم تربيتها في المنزل لا يختلف كثيرًا عن الأحكام الشرعية الواردة عن الحيوانات الأليفة، ومن الأحكام الشرعية وآراء الفقهاء التي ذكرناها سابقًا نجد أن الإباحة هي الحكم الشرعي لهذا الأمر، ولكن مع شروط معينة، وفي صدد التعرف على إجابة سؤال هل وجود الحمام في البيت خير، سوف نذكر تلك الشروط كما يلي:
- لا يجوز أن تكون تربية الحمام الغرض منها جذب حمام الغير، حيث إنه في تلك الحالة يكون الغرض من التربية هي السرقة المباشرة.
- لكي تكون تربية الحمام في المنزل أمر جائز، فإنه يجب على مُربيها ألا يُهدر الكثير من وقته في حراستها، مُتناسي بذلك واجبه الديني وفروضه.
- ألا تكون تلك التربية على حساب العمل اليومي مثل الوظيفة أو الدراسة أو الأعمال المنزلية وتربية الأطفال بالنسبة للنساء.
- الإمساك على الطيور من دون تطييرها، وذلك حتى لا تأكل من زرع الناس وتسبب لهم الأذى.
نظرًا لارتباط الحمام بأكثر من واقعة دينية مثل قصة سيدنا موسى أو قصة الغار مع النبي صلى الله عليه وسلم يتساءل الكثيرون حول هل وجود الحمام في البيت خير أم ليس له علاقة.