حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها
حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها حسب الشريعة الإسلامية، وما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وحسب العرف والقانون المصري والعربي.
في السطور القادمة عبر موقع البلد سنعرض لكم حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها، وما هو قول الشريعة الإسلامية فيها، وما ورد من أقوال العلماء المعاصرين والرأي القانوني في هذه المسألة.
حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها
الزواج هو عبارة عن علاقة بين رجلٌ وامرأة أساسها وقوامها الرحمة والمحبة والألفة بين الزوجين، وهذا حسب ما ورد في قول الله تعالى في الآية الحادية والعشرين من سورة الروم:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ).
فيجب أن يُبنى الزواج على أساس من الحب المتبادل بين الزوجين، وبين أهلهما والعلاقات التي تربطهم ببعضهم البعض، واحترام الزوج لأهل الزوجة والعكس صحيح، فيكون احترام الزوجة لأهل زوجها دليلًا على تقديرها له وحبها الشديد، فهي تبر أهله.
كما أنه من علامات حب أهل الزوج هي مساعدتهم في أمور وواجبات البيت من تنظيف ورعاية، وهذا له من الثواب العظيم، ومن جبال الحسنات التي يمكن أن تكتسبها الزوجة بكلمة طيبة تقال لوالدي الزوج.
أما بر الزوج بأهل زوجته يكون بإرسالها إلى أهلها لزيارتهم، وحسن معاملته لهم، وأن تكون المعاملة بالمثل بين الزوج وأهل زوجته، وأهل الزوج وزوجته، أما العكس فهو الأمر الغير مستحب بين الزوجين وأهلهما، وهي أن تكون الزوجة كارهة لأهل زوجها.
في هذه الحالة يكون حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها منقسم إلى عدة أقوال، منها الأقوال الشرعية، والتي نعرضها في السطور القادمة من هذا الموضوع، ومنها ما ورد في العادات والتقاليد العربية، ومنها ما قاله القانون عن هذه المسألة.
القانون المصري والعربي لا رأي ثابت له، فالاختلاف يعود حسب الحالة، على الرغم من أن بعض الحالات يكون القانون فيها في صف الزوجة، إذا ثبت أن أهل الزوج أهل شر وفساد.
لكن إن كانت الزوجة من أهل الفساد فإن القانون يقف في وجهها، وفي الحالتين الطلاق هو القرار الأقرب لحل هذه النزاعات.
اقرأ ايضًا: حكم الطلاق مرة واحدة
حكم من تكره أهل زوجها في الشريعة الإسلامية
في السطور السابقة عرضنا لكم حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها في القانون المصري، والقرارات الصادرة من القانون في هذا الأمر، لكن ما هو رأي الإسلام في حكم هجر الزوجة لأهل الزوج، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم إجابة هذا السؤال.
تقول اللجنة الدائمة للإفتاء بدار الإفتاء الأردنية إن رعاية الزوجة لأهل الزوج أحد أسباب الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى، والأصل في الشرع أن زوجة الابن غير مكلفة شرعًا برعاية أهل الزوج، كما أنها غير مكلفة بأن تسيء معاملة أهل الزوج.
فإن قامت الزوجة بحسن رعاية الأم والأب المسنين فلها الأجر والثواب على ما تفضلت به، وإن لم تفعل فلا إثم عليها، وإن كانت تسبهم وتعاملهم المعاملة السيئة فقيل من بعض العلماء أن الوزر عليها.
أما الأستاذة الدكتورة عبلة الكحلاوي -رحمها الله- عميدة كلية الدراسات الإسلامية للبنات ببورسعيد سابقًا فقالت إن معاملة الزوجة لأهل الزوج يجب أن يكون فيها عدلٌ وقسط، يبدأ هذا العدل من الزوج نفسه.
فيجب أن يكون الزوج مساويًا للحقوق قدر المستطاع بين زوجته وأهله، وجعل العلاقات بينهما هادئة، وألا يجور على حق المخطئ منهما، وألا يعنفهما.
فهؤلاء هم أهله، وهذه زوجته مستقره ومستودعه، وألا يخرج الزوج إلا وقد أصبحت علاقة الأهل بالزوجة لا يشوبها البغض.
أما إن كانت الزوج هي المخطئة، وتسب الأم وتلعنها فإن التوبة واجبة عليها لا محالة، وعليها الرجوع إلى الله والإنابة إليه، وعلى الزوج أن يحفظ مكانة أمه، إما بردع الزوجة بتهديدها بالطلاق، أو بفصل كلٍ منهما عن الأخرى.
قول ابن باز وابن عثيمين في هذه المسألة
تطرق الشيخان عبد العزيز بن عبد الله بن باز، والشيخ محمد صالح آل عثيمين -رحمهما الله- إلى مسألة حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها، وفي هذه الفقرة سنوضح لكم قول الشيخين في الزوجة الغير واصلة لأهل زوجها.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز في الزوجة الكارهة لأهل زوجها، إن وصل أهل الزوج ليست من صلة الأرحام بالنسبة للزوجة، وإن أمكن لها أن تزور أهل زوجها ولا تقطعهما فهو خير لها وثواب عظيم، وإن لم تستطع فإن الكلمة الطيبة تكفي.
أما إن كانت زيارة الزوجة لأهل الزوج تتسبب في الشر والأذى بين الزوجين، فالأفضل هو الانقطاع عن الزيارة ولا إثم أو حرج في هذا الأمر، والأمر بالمثل بالنسبة للزوجة، فإن كان ذهابها إلى أهله يتسبب في المشاكل بينهما فإن الزيارة تنقطع.
أما الشيخ ابن عثيمين فقال في حكم الزوجة الكارهة لأهل زوجها، أن الزوج يجب أن ينظر إلى شدة العلاقة بينه وبين أهله، وشدة الخصومة بين الأهل والزوجة ورؤية وفعل ما هو خير، وذكر الشيخ أن الزوجة إن كانت هي المخطئة فعليها بالتوبة والرجوع إلى الله.
أما إن كان أهل الزوج على خطأ فإن الأفضل والأصلح هو فصلهما عن بعضهما البعض، وأن يكون للزوجة بيت مستقل، عسى أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الخلافات التي نشبت بين الزوجين.
أقوال العلماء المعاصرين في كره أهل الزوج
في السطور السابقة من هذا الموضوع ذكرنا حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها بالنسبة لأقوال كبار العلماء على هذه المسألة، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم أقوال العلماء المعاصرين في هذه المسألة، ورأي كلٍ منهم.
يقول فضيلة الدكتور عمر عبد الكافي في هذه المسألة، إن مسألة كره الزوجة للأم، أو للأهل بصفة عامة، تعود في الأصل إلى الزوج، فعلى الزوج أن يعرف كيفية التعامل بين الزوجة، والأهل وأن التعامل بينهما مختلف.
وعليه ألا يوصل بين سلبيات الزوجة والأم في حالة الأم أو الزوجة السيئات الخلق أي المخربات، فعلى الزوج بالفصل بينهما، وستصلح إن شاء الله العلاقات بين الأهل والزوجة، ويعد هذا القول من طرق إصلاح العلاقة بين الزوجة وأهل الزوج، وهو ما لجأ إليه الشيخ.
أما الشيخ عزيز فرحان فقال إن الزوجة عليها أن تعلم أنه من حقوق الزوج على زوجته وصل رحم أهل الزوج، حيث إن كره الزوجة لأهل الزوج في قول الشيخ هو من مشيعات المحبة والرحمة بين أهل الزوج والزوج.
أما الشيخ شمس الدين الجزائري فقال: إن كره الزوجة لأهل زوجها يضع العداوة والبغضاء بين الزوجين، وقال الشيخ شمس الدين الجزائري نصًا إن المرأة التي لا تحب أهل الزوج.
أو لا تحب زيارة الأهل فهي “امرأة ليس خير فيها ولا بركة“، وأنها من أسباب قطع صلة الرحم، والرحم معلقة بعرش الرحمن، كما أن الشيخ قال إن الزوجة عليها أن تحسن إلى أهل الزوج.
تتشكل مشاعر الإنسان تجاه من يعيش معه حسب معاملته، فإن كانت سيئة فسيعامل بالمثل، لذا عليكن بحسن المعاملة، فإن المعاملة السيئة تؤدي إلى أن تنقلب المودة إلى حرب.