الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة تعد من الأمور التي يجب على المسلم أن يكون على دراية ووعي كامل بها، فيجب أن يكون المسلم ملم بكل أمور دينه، خاصةً إذا كان الأمر يتعلق بركن من أركان الدين ألا وهو الزكاة، ففي موقع البلد سوف نتناول كل ما يدور حول الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة.
الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة
تعد الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وإن إخراج الزكاة فرض على كل مسلم عاقل، ومن الجدير بالذكر أن الزكاة لها عدة أنواع من بينها زكاة المال.
إن المال الذي تم استثماره في التجارة يجب إخراج الزكاة من الأرباح التي يحصل عليها التاجر، أي أن زكاة التجارة تعد فرع من فروع زكاة المال.
كما أن الأشياء التي أعدت للتجارة مثل: العقارات، والحيوانات أو السلع، يخرج منها زكاة، أوراق نقدية، أو ذهب، أو فضة، وقد أشار العلماء إلى أن هناك شروط من أجل إخراج الزكاة على التجارة، وسنوضح جميع هذه الشروط فيما يلي من فقرات.
شروط إخراج زكاة التجارة
يوجد شرطين أساسيين لإخراج زكاة التجارة، ولكن العلماء وضعوا شرطين آخرين، سوف نتعرف إليهم في الفقرات التالية:
1- نية التجارة عند التملك
إن العلماء اختلفوا في هذا الشرط، وقد جاء اختلافهم على قولين، سوف نتعرف إليهما في النقاط التالية:
- أشار جمهور العلماء من المالكية، والحنفية، والشافعية إلى أنه يشترط وجود نية للمالك أن ما سوف يمتلكه يكون للتجارة من أجل إخراج زكاة عروض التجارة.
- أما الرأي الثاني خالف الأول، وأشار العلماء إلى أنه ليس شرطًا، ما دامت التجارة سوف تتم، وهذا كان رأي ابن عثيمين.
2- ملكية العروض بعقد مفاوضة
جاء هذا الشرط ليفيد بأنه لا بد أن يكون الشخص مالك تلك العروض التي يتاجر فيها، واختلف أيضًا العلماء على هذا الأمر، وجاء الاختلاف على ثلاثة أقوال، وهي:
- جاء مذهب الشافعية والمالكية، لكي يؤكد على وجوب ملكية العرض.
- أما القول الثاني الذي أكد عليه الحنابلة، هو وجوب وجود النية أثناء امتلاكه للتجارة، ولكن لا يشترط ملكية العرض بعقد مفاوضة، مثل الهبة، والوصية.
- أما الرأي الثالث أنه لا يشترط امتلاك العرض.
3- بلوغ النصاب
إلى جانب التعرف إلى الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة، من الجدير بالذكر أن نصاب هذا النوع من الزكاة هو نصاب الذهب والفضة، وذلك لأنهما لا يتغيران، وقد اشترط جمهور العلماء من أجل إخراج زكاة عروض التجارة أن تبلغ العروض النصاب.
4- مضي الحول
فقد أكد العلماء على ضرورة مرور عام كامل على قيمة تلك العروض، وقد أكد الحنفية والمالكية على أنه إذا نزل سعر العروض عن حد النصاب أول الحول، فلا يجب إخراج الزكاة في تلك الحالة.
5- لا يكون هناك نية للانتفاع
أكد العلماء على شرط ألا يكون هناك نية لاستعمال تلك العروض والانتفاع بها لا المتاجرة بها، فمن امتلك عروض للانتفاع بها لا يكون عليه زكاة، وهذا الشرط أجمع عليه كل العلماء فيما عدا الحنفية.
كيفية حساب زكاة عروض التجارة
في إطار التعرف إلى الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة، فإن حساب زكاة التجارة تتم من خلال معادلة حسابية بسيطة جدًا.
فعلى صاحب المال أن يقوم بجمع قيمة عروض التجارة، ويجمع عليها النقود التي يمتلكها، والديون التي ينتظر من المديون سدادها، أي يجمع كل ما لديه من أموال.
كما عليه أن يجمع كل ما لديه من نصاب الذهب والفضة، فإن وجدها بلغت النصاب عليه أن يخرج الزكاة والتي تكون قيمتها 2.5%، وتكون المعادلة كالآتي:
- (عروض التجارة + كل النقود + الديون المرجوة – الديون التي على التاجر) × 2.5%.
فعلى ذلك يكون المقدار الذي سوف ينتج من تلك المعادلة هو مقدار الزكاة التي عليه إخراجها التاجر.
أنواع زكاة المال
في إطار الحديث عن الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة، فمن الجدير بالذكر أن زكاة المال تشمل الكثير من أنواع الزكاة الأخرى التي لا بد من معرفتها، حيث إن إخراج الزكاة أمر واجب على كل مسلم، وهذا ما سوف نعرضه في الفقرات التالية:
1- زكاة النقود
أوجب العلماء إخراج زكاة المال على كل الأحوال، بشرط أن تبلغ نصاب الذهب وهو 91 جرام، أما نصاب الفضة فهو 642 جرام، ولا يمكن إخراج الزكاة إذا كانت النقود لا تساوي النصاب.
تبلغ قيمة الزكاة على النقود 2.5% من قيمتها، وأجاز العلماء إخراج زكاة الذهب ذهبًا، وإخراج زكاة الفضة فضة، ومن الجدير بالذكر أن حلي المرأة لا زكاة فيه.
2- زكاة الثمار والزرع
إن الشخص الذي يملك زرعًا أو ثمارًا عليه أن يخرج زكاة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “وليسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أوْسُقٍ صَدَقَةٌ” رواه البخاري.
أي أن نصاب الثمار هو خمسة أوسق، أو ما يعادل 2600 جرام لدى جمهور العلماء، فمن لا يملك هذا المقدار ليس عليه أن يخرج الزكاة.
3- زكاة المعادن
إن المعادن هي كل ما يتم استخراجه من الأرض، مثل الذهب أو الفضة وتكون الزكاة عليه ربع العشر، وكذلك الحال في امتلاك أي معادن أخرى، مثل الحديد أو النحاس فزكاتهما ربع العشر.
4- زكاة الأنعام
لا بد من إخراج زكاة على كل الأنعام، مثل الإبل أو البقر، ولكن هناك بعض الشروط التي لا بد من توافرها، والتي تتمثل فيما يلي:
- بلوغ النصاب
- مضي حول
- الأكل من المرعى
فيمكن القول إن لكل خمسة من الإبل، يلزم إخراج شاة زكاة عليهم، فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يمتلك 10 من الإبل، فعليه أن يخرج شاتان، أما الخمسة عش، تكون زكاتها 3 شياه، وهكذا.
أما بالنسبة لنصاب البقر، فهو أربعون بقرة يخرج فيها بقرة واحدة، أما بالنسبة للغنم فلكل أربعين شاة واحدة.
أهمية الزكاة وحكمها في الإسلام
كما ذكرنا أن الزكاة تعد ركن من أركان الإسلام، لذا فهي فرض على كل مسلم بالغ عاقل، ومن الجدير بالذكر أن الزكاة تم فرضها في شوال العام الثاني من الهجرة، وقد جاء في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تشير إلى وجوب الزكاة وأهميتها، مثل قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاة) البقرة:43.
فإن مجيئها بعد الصلاة في تلك الآية إشارة إلى أهميتها، وقد قرنها الله بالصلاة في 82 آية في القرآن الكريم، كما أشار الله تعالى في كتابه الكريم إلى تحرم منعها، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة:
(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ الفَة مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا ئَهُم بَلْ هُوَ شَر لَّهمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة وَلِلَّه مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) آل عمران: 180.
كذلك تم ذكرها في السنة النبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ“رواه البخاري .
فقد جاء هذا الحديث ليؤكد على وجوب الزكاة، حيث إنها من أساسيات الإسلام، وساوى بينها وبين الصيام والشهادة والصلاة، كل هذا يبين لنا مدى أهميتها وثوابها عند الله سبحانه وتعالى.
إن الزكاة فرض من الله سبحانه وتعالى ولا بد على كل مسلم أن يؤدي كل الفروض، كما أن ثوابها عند الله عظيم، وتجعل المرء ينال رضا الله سبحانه وتعالى، ويحصل على البركة في ماله ورزقه.