شخصيات ودول

أبرز وأهم شعراء العصر الجاهلي

أبرز وأهم شعراء العصر الجاهلي: أفضل 10 شعراء في العصر الجاهلي بالصورسوف نتعرف عليهم اليوم عبر موقع البلد ، حيث أنه لو يعلم العرب في يومنا هذا أبرز وأهم شعراء العصر الجاهلي الذين قدموا للأدب العربي المعلقات وغيرها من نظم الشعر العظيمة لوجدوا أن لغتهم العربية تحتل مكانةً كبيرةً، وبأننا لدينا تراث كبير لا تحتكم عليه أمة أخرى، والحق أن الشهر الجاهلي له مذاق خاص، فألفاظه تجذب القارئ العربي، حتى لو تعسر عليه فهم معاني الكثير منها، مما لا نستخدمه في عصرنا الحديث.

الشعر في العصر الجاهلي

كان العرب في العصر الجاهلي يعتمدون على الشعر في التعبير عن مشاعرهم ويترجمون به عواطفهم، وقد كان الشعر من أرفع آداب هذا العصر، ولا زلنا حتى عصرنا هذا نراه بهذه الصورة، ولم يخلد تاريخ الشعراء في هذا العصر سوى ما ألقوه من أشعار أظهرت الجمال في كل شيء ونحجت في أن تترك أثرًا في نفس متلقيها.

ومن الجدير بالذكر أن أولى القصائد الشعرية العربية لم تصلنا، بل انقرضت ولم يتبق منها إلا مقطوعات قليلة يسيرة خالية من أساليب التصوير والتعبير ومتحررة من القيود التي أصبح الشعر يتسم بها بمرور الوقت، وكنتيجة طبيعية لهذا فإن الشعر الجاهلي الذي وصلنا هو مليء بالأساليب الجزلة المليئة بالسجع والمتنوعة في أوزانها الشعرية.

أبرز وأهم شعراء العصر الجاهلي

أثرت البيئة الجاهلية على قوة الشعر وعدد الشعراء، فالمنافسة التي كانت قائمة بين القبائل العربية أدخلت الشعر في ساحة المعركة، وكان التفاخر بعدد الشعراء في القبيلة هو نهج كل قبيلة، وأدت العصبية السائدة في هذا الوقت إلى ازدياد شعور كل شاعر بانتمائه لقبيلته وأرضه، وخاصةً عند نشوب الحروب، مما أدى إلى نهضة أدبية في الشعر الجاهلي.

في هذا الوقت لم تكن أسلحة الحرب قاصرة على السهام والنبال والفرسان وغيرها، بل كان الشعر أبرز هذه الأسلحة التي تجعل كل قبيلة تسابق الأخرى في ميادين البيان والفصاحة، ولكثرة شعراء العصر الجاهلي لم يستطع المؤرخون حصرهم، فقام بعضهم بتقسيمهم على أساس الشهرة، والبعض الآخر اتخذ من الأساليب والمعاني أساسًا لتقسيمه، ونورد أبرز وأهم شعراء العصر الجاهلي فيما يلي:

1- امرؤ القيس

هو الشاعر اليمني امرؤ القيس بن حجر بن حارث، وهو ينتمي إلى قبيلة كندة، كان والد امرؤ القيس سيد قومه وكان فاحش الثراء، فنشأ هذا الشاعر نشأة مترفة وعاش حياة ملآى بالبزخ ولم يكن يفعل سوى اللهو والسكر وقول شعر المجون، ولما قتل والده قال مقولته الشهيرة “ضيعني أبي صغيرًا وحملني دمه كبيرًا”، ولما عزم امرؤ القيس على الثأر لأبيه استعان بقيصر الروم ليساعده على استعادة ملكه في قبيلته، بني أسد، ولكن حدث أن قام القيصر بتسميم جلد امرؤ القيس.

وهناك اختلاف بين النقاد في السبب الذي دفع بالقيصر لهذا الفعل، فمنهم من قال بأن امرؤ القيس كان يواعد ابنته وبلغه ذلك عن طريق بعض الأعراب المصاحبين لأمرؤ القيس، ومنهم من قال بأن حاشية القيصر قد حذروه من أن ينقلب العرب عليه بعد نيل ما يصبون إليه، ولهذا سمي امرؤ القيس بعد ذلك بذي القروح، وفي طريق عودته من القسطنطينة مات بأنقرة.

عد النقاد امرؤ القيس أحد أفحل شعراء العصر الجاهلي، حيث امتاز شعره بالألفاظ الجزلة والاستعارات، وكان شعر امرؤ القيس غالبًا في غزل النساء ووصف الطبيعة المحيطة به والهجاء، وهو أول من ابتدأ شعره بالتغني بالمحبوبة ورثاء الأطلال، ولم يخل شعره من الحكمة، بالرغم من أنه كان يمثل الترف الذي عاش شبابه فيه.

2- زهير بن أبي سلمى

هو زهير بن ربيعة الملقب بأبي سلمى، وهو من قبيلة مزينة من مضر، ولد أبي سلمى ونشأ في عائلة من الشعراء أثرت في شخصيته الشاعرية، فكان أبوه وزوج أمه وخاله وأخته وأولاده من الشعراء، وعرف عنه أنه جمع بين الشعر وسدادة الرأي والحكمة، وكان ينتقي كلامه ويترك الحواشي، وساعدته حكمته وبلاغته على المشاركة في الملاحم الحربية.

من أهم الحروب التي اشترك فيها زهير بن أبي سلمى حرب الغبراء وداعس، ولبلاغته وشدة فصاحة شعره وصفه سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- بأنه أشعر شعراء العرب، وهو يعتبر أحد شعراء المعلقات السبع، ومما ميز شعره أنه كان في تطور مستمر، فكان بمضي الوقت ينقح ويحسن شعره ويهذبه.

3- طرفة بن العبد

هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبعة بن قيس بن ثعلبة، من بني بكر، كان طرفة يشتهر بحسبه ونسبه، حيث أنه ينحدر من جده الأكبر للعرب الحجازيين، وهو الذي كان يدعى عمرو ويكنى بأبي عمرو، وكان جده هذا معروفًا بالشرف والوجاهة، وكان أبوه شجاعًا مقدامًا، ولكن طرفة كان يتيم الأب، وقتل وهو في العشرينات بعد أن هجا الملك عمرو بن هند سنة 215 هجرية.

جمع شعر طرفة بن العبد ما بين الألفاظ المعقدة الغريبة والعذبة، أثرت في ذلك البيئة التي نشأ فيها وعاش حياته بها، فمنذ طفولته بدأ في نظم الشعر واصفًا الطبيعة المحيطة به بألفاظ خشنة، ومع الوقت رقت ألفاظه شيئًا فشيئًا ونضج شعره وأصبح قريبًا من الشعر البدوي المتحضر فأصبح جزلًا قويًا يصف ما يراه، وقد تعددت أغراض شعره بين الوصف والفخر والهجاء والحكمة.

4- عمرو بن كلثوم

هو عمرو بن كلثوم التغلبي المكنى بأبي الأسد، وهو يعد أحد أبرز وأهم شعراء العصر الجاهلي، نشأ أبي الأسد في أسرة رفيعة ذات حسب ونسب وكانت من سادات تغلب، فوالده  كلثوم وأمه ليلى بنت المهلهل، ولما توفي والده تولى عمرو سيادة قومه، على الرغم من صغر سنه الذي لم يتجاوز السادسة عشر، وعاش عمرًا طويلًا وتوفي سنة 600 ميلادية.

كان عمرو بن كلثوم شاعرًا موهوبًا نسج الشعر الارتجالي وهو في سن صغيرة، وامتاز شعره بالسلاسة وبكثرة الفخر، حيث لم يسبق وأن بالغ أحد شعراء الجاهلية في التفاخر كما فعل هو، وهو صاحب المعلقة السابعة الشهيرة، والتي تعتبر من أفضل ما جادت به قرائح شعراء الجاهلية والعرب، وكان سبب نظمها خلاف نشب بينه وبين عمرو بن هند.

5- الحارث بن حلزة

هو الحارث بن حلزة بن مكروه، وكنيته أبو عبيدة، ينتمي لقبيلة بكر في العرق وكان سيدًا من ساداتها، كان الحارث شاعرًا خبيرًا بنظم الشعر، وهو صاحب إحدى المعلقات التي قيل أن السبب في نظمها أن عمرو بن هند أراد الإصلاح بين بني بكر وبني تغلب بعد حرب البسوس فجمع القبيلتين وأخذ رهنًا من كل قبيلة مائة غلام، بغية أن يكف بعضهم عن بعض.

ما حدث هو أن الملك كان يغزو بهؤلاء الغلمان فهلك بنو تغلب ولم يصب البكريين بأذى، وهنا طالب التغلبين البكريين بالدية، ولكنهم رفضوا فاجتمعوا لدى الملك الذي كان يميل لبني تغلب، ولما رأى الحارث ذلك قام وألقى قصيدته تلك من وراء حجاب، لإصابته بالبرص، ونجحت هذه المعلقة التي جعلته ضمن أبرز وأهم شعراء العصر الجاهلي في إقناع الملك بالحكم لصالح بكر على تغلب.

6- عنترة بن شداد

هو من أبرز وأهم شعراء العصر الجاهلي، وهو عنترة بن شداد بن بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، من قبيلة نجد، وأمه كانت حبشية، كان عنتر يلقب بعنترة الفلحاء، لم يعترف قوم عنتر به، لكون أمه حبشية ونفاه أبوه ثم استدعاه بعد ما كبر واعترف به، وهو من شعراء العرب الفرسان الذي نظم الكثير من القصائد في حب عبلة ابنة عمه.

7- الأعشى الأكبر

هو ميمون بن قيس البكري، ولقبه الأعشى، وكنيته أبو بصير، وهو أحد أبرز وأهم شعراء العصر الجاهلي، ولد الأعشى عام 530 بقرية اليمامة وكان كفيفًا، ولذا لقب بالأعشى، نشأ فقيرًا بسبب إدمانه الخمر والمقامرة، فكان يتكسب من نظم الشعر للأمراء والملوك، وكان أكثر ما ينظم الشعر في غرض المدح والغزل والوصف، وقصيدته اللامية عدت من المعلقات.

8- لبيد بن ربيعة

هو من بني عامر بن صعصعة، وهو ينتمي إلى قبيلة مضر، وهو أحد شعراء البدو الشجعان، أدرك الإسلام فاعتنقه وهجر الشعر بعد أن كان ينظمه في كل غرض، عاش لبيد ومات في الكوفة سنة 41 هجرية، وقد نظم الشعر في غرض الرثاء وبرع في ذلك وله إحدى المعلقات، وقال النقاد عنه أنه أفضل شعراء العرب الذين قل لغوهم.

9- عبيد بن الأبرص

هو عبيد بن الأبرص بن عوف الأسدي، أحد شعراء قبيلة مضر، كان ذا شأن عند قومه بسبب ما عرف عنه من الذكاء والحكمة والشجاعة والمروءة، كان عبيد أحد الشعراء المقربين للكندي فقال فيه أشعارًا كثيرة، وقد قتل على يد المنذر بن ماء السماء الذي كان يجعل يومًا للنعيم يهب فيه ما يشاء لمن يشاء ويومًا للبؤس يقتل فيه من يشاء.

10- النابغة الذبياني

هو زياد بن معاوية الذبياني، من بني ذبيان، وكنيته أبو أمامه، والسبب في تلقيبه بالنابغة ربما يعود إلى تقدير العرب لمن يتفوقون بصفاتهم وليس بما ورثوه عن آبائهم، ولد الذبياني في ضاحية بنجد وكان محاطًا ببيئة صحراوية قاسية أثرت في تكوين شخصيته، وهو ما جعله قائدًا في قومه يأخذون برأيه ويسترشدون بمشورته في الحروب، وله معلقة شهيرة.

وهكذا نرى أن أبرز وأهم شعراء العصر الجاهلي هم من نظموا المعلقات التي اعتبرها العرب إحدى عجائب الدنيا، والتي انبثقت عن عقليات فذة ومواهب عظيمة صقلتها البيئة المحيطة بها، ومن يسمع بهؤلاء الشعراء ويعرف الكثير عن حياتهم يشعر بالفخر لكونه ينتمي إلى العرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى