كم يستغرق تقرير الطب الشرعي؟ وما الحالات التي يتم الاستعانة بالطبيب الشرعي بها؟ حيث يهدف الفحص التشريحي عقب الموت إلى فحص الجسم ومعرفة سبب الوفاة، بالإضافة إلى أنه يعرض الحالة المرضية المتسببة في الوفاة، ويتم تدوين هذا في تقرير خاص، ومن خلال موقع البلد نعرض لكم الوقت الذي يستغرقه تقرير الطب الشرعي.
كم يستغرق تقرير الطب الشرعي
يعتبر تقرير الطب الشرعي عبارة عن شهادة طبية يدونها الطبيب المسؤول، ويهدف إلى ظهور الحقيقة التي يتم التنازع عليها، كما أنه من المستندات الهامة لإصدار الأحكام القضائية، فهو وثيقة رسمية تعتمد عليها المحكمة بصورة كبيرة من ضمن وثائق الدعوى.
أما عن إجابة سؤال كم يستغرق تقرير الطب الشرعي فتظهر النتائج الأولية لتشريح الجثة خلال فترة أقل من 24 ساعة، ولكن التقرير قد يستغرق فترة تتراوح من 4 – 12 أسبوع لاعتماد النتيجة، وهذا وفقًا للظروف.
متى يتم اللجوء إلى الطب الشرعي
من خلال التعرف إلى إجابة سؤال كم يستغرق تقرير الطب الشرعي نتعرف إلى أوقات استخدامه، فيعتبر الطبيب الشرعي موظف قضائي مسؤوليته التحقيق عن الوفيات في بعض الحالات المعينة، وفي الغالب يتم إحالة الوفيات له إذا كانت حالة الوفاة من الحالات التالية:
- وفاة غير متوقعة مثل الوفاة المفاجئة لطفل صغير.
- وفاة عنيفة أو مشبوهة أو غير طبيعية مثل الانتحار أو تناول جرعة كبيرة من دواء معين.
- الوفيات الناتجة عن حادث.
- أي وفاة حادثة خلال أو عقب أي إجراء طبي مثل الجراحة.
- الوفيات مجهولة السبب.
الهدف الرئيسي من الفحص التشريحي عقب الموت هو معرفة سبب الوفاة وطريقتها، بالإضافة إلى تحديد إذا ما كان هناك حاجة إلى فتح تحقيق بالحادث أم لا، وفي حالة وفاة أحد الأقارب بالحالات المذكورة مسبقًا فلن يتم طلب إذن منك وسيتم إحالة الجثة لتقرير الطب الشرعي على الفور لاعتباره طلب قضائي.
كيف يتم عمل فحص الطب الشرعي
كما ذكرنا مسبقًا فحص الطب الشرعي يتم إجرائه من قبل أطباء يمتلكون خبرة لمدة 5 سنوات على الأقل، ويكونوا ملمّين بعلم الأحياء، الكيمياء والفيزياء والفقه فلا يكونوا أطباء فقط، وتجري خطوات فحص الطب الشرعي كالآتي:
- يتم إجراء الفحص بصورة مبكرة قدر الإمكان خلال يومين أو 3 أيام من الحادث، وفي بعض حالات الوفاة يتم إجراؤه خلال 24 ساعة من حدوث الوفاة.
- يحدث تشريح الجثة في غرفة خاصة بذلك، ويتم فتح جسد المتوفى ثم استئصال بعض الأعضاء لفحصها، وفي بعض الأحيان قد يعتمد الطبيب على مظهرها.
- هناك بعض الأعضاء التي تحتاج فحص دقيق، وقد يأخذ هذا الفحص بضعة أسابيع حتى يكتمل، ويعمل المشرح على إعادة الأعضاء للجسد مرة أخرى عقب انتهاء الفحص التشريحي.
ماذا يحدث بعد فحص الجثة التشريحي
بعد طرح إجابة سؤال كم يستغرق تقرير الطب الشرعي فنتعرف إلى ما يحدث بعد الفحص التشريحي، حيث يعمل الطبيب على إجراء مجموعة من الخطوات التي تنحصر فيما يلي:
- بعد الانتهاء من التشريح يعمل على كتابة تقرير بما وجد أثناء الفحص.
- في حالة كان تشريح الجثة مطلوب من قبل طبيب شرعي فيخبر أقارب المتوفى بسبب الوفاة المُحدد.
- إذا كان مطلوب من طبيب في مستشفى سيتمكن أقارب المتوفى من طلب تقرير بالنتائج من المستشفى التي تم التشريح بها.
ما يجب التقيد به من قبل الطبيب الشرعي
قد أعلنت الجهات المعنية عن وجود بعض الإرشادات التي يجب على الطبيب الشرعي الالتزام بها، وهذا بسبب أهمية هذه الوظيفة، ومن أبرز هذه الإرشادات ما يلي:
- عدم منح التقارير المفتوحة إلا في حالة الضرورة الطبية وأن تكون بمنتهى الموضوعية والجدية، وخاصةً في الحالات التي لم تستقر بعد أو التي تعد خطرًا على حياة المصاب أو تحتاج مراقبة.
- أن تكون التقارير المقدمة قطعية بناءً على أسس موضوعية والنتائج مدعمة بأسباب ثابتة ومبررة.
- الحرص على ترقيم تاريخ التقرير وتواجد ختم الطب الشرعي المعتمد والتوقيع في نهاية التقرير مع كتابة الاسم الصريح بالإضافة إلى زمن وعمر أعراض العنف التي تمت ملاحظاتها.
- التأكد من هوية المصاب وشخصيته منعًا لحدوث التباس أو تحايل.
- تقدير الضرر الواقع على المصاب أو المتوفى من خلال مدة الشفاء أو التعطل عن العمل، ويجب العلم بأن هذا لا يرتبط بمهنته أو سنه أو جنسيته أو مكانته الاجتماعية، فتقدير مثل هذه الأمور يُترك للقاضي.
- ألا تتدخل الأهواء الشخصية والكيدية في كتابة تقرير الطب الشرعي حتى لا يفقد قيمته ومصداقيته.
- في حالة تعدد المتهمين بالحادث فيجب فصل كل إصابة على حدة ومعرفة آثارها ونتائجها بصورة مستقلة.
- على الطبيب الالتزام بالقضاء الشرعية الطبية في منطقة عمله وإخبار الجهات المعنية عند التغيب.
تاريخ تشريح الجثث
في إطار الإجابة عن سؤال كم يستغرق تقرير الطب الشرعي فنتطرق لمعرفة تاريخ تشريح الجثث، حيث يعد علم التشريح عبارة عن دراسة الجسم والكشف عما داخل الجسم للتحدث عنه، وبمدينة الإسكندرية ومع بداية القرن الثالث قبل الميلاد تم إجراء أول توثيق لعملية التشريح بصورة عملية.
هذا أكد على كونه من أقدم العلوم في التاريخ خاصة تاريخ الطب، وفي اليونان القديمة كان كلوديوس غالين الطبيب الأشهر، والذي كانت تستند كل استنتاجاته إلى على تشريح الحيوانات المختلفة، وكان تشريح الجسم الإنساني في هذه الحقبة الزمنية أمر نادر.
حيث كان يعمل الأستاذ على قراءة مراجع طبية في التشريح لغالين ثم يطبق المساعدون عمليًا دون الاكتراث إلى النتائج، وكانت الكنيسة في هذا الوقت لم تمنع التشريح بصورة واضحة، إلا أنها لم تقبل تشريح أي جثة بشرية، وحدث هذا في القرنين الثاني والثالث عشر وتسبب في تراجع الأبحاث الطبية في علم التشريح.
عصر النهضة
بحلول القرن الرابع عشر حدثت طفرة في هذا العلم على الرغم من الاعتماد بصورة أساسية على أعمال غالين دون التأكد عن طريق التشريح الفعلي، وفي هذا العصر ظهر ليوناردو دافنشي والذي اعتبر أيقونة النهضة، وتمكن من إجراء العديد من عمليات التشريح التفصيلية لجسم الإنسان، والتي كانت أساس رسوماته الدقيقة والتفصيلية للإشارة للجسم والأعضاء.
من القرن السادس عشر لمع اسم أندرياس فيزاليوس في عالم التشريح، حيث طور علم التشريح خلال عصر النهضة، وكان يعمل على وصف ما يراه خلال عملية تشريح الأجساد البشرية، فكان يسجل العضلات والأعصاب والأوتار ويصل إلى أصغر التفاصيل، وتمكن من إثبات ما يزيد عن 200 خطأ بداخل أعمال غالين التشريحية خلال دراساته العلمية الشاملة.
كان هذا بمثابة ثورة في الطب بأكمله وليس علم التشريح فقط، وخلال هذا العصر لم يكن التشريح مهمًا لمهنة الطب فقط بل لفئة كبيرة من الأشخاص، وفي القرن السابع عشر تم بناء المسارح التشريحية في المدن المختلفة لمشاهدة عملية التشريح بشكل مباشر لزيادة الشغف فيما يتعلق بعلم التشريح بين الجميع.
يعد تقرير الطب الشرعي من المستندات الضرورية التي لا غنى عنها، فهو يُطلب بأمر قضائي للتعرف إلى الكثير من المعلومات عن حالات الوفاة ويساعد للوصول إلى الحقيقة.