تعليم

احكام الميم الساكنة

احكام الميم الساكنة من أحكام التجويد الجوهرية، وأما عن التجويد فهو قراءة القرآن الكريم بصورة صحيحة، بإعطاء كل حرف حقه من المخارج والصفات، ومستحقه من المد أو الغن أو الإظهار أو الإدغام أو الإقلاب أو غيره دون لحنٍ أو تحريف.. وفيما يلي نوضح لكم كل أحكام الميم الساكنة بصورة تفصيلية لا نقصان فيها ولا اختزال.

احكام الميم الساكنة

الميم الساكنة هي الميم التي سكونها ثابت في الوصل وفي الوقف، نحو الميم في: “الْحَمْدُ لِلَّهِ”
سواء كانت ميم أصلية نحو: “وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” الميم في يعتصم ميم من أصل الكلمة، أو غير أصلية في الكلمة نحو قوله : ” وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ أؤْمِنُونَ”.

موقع الميم الساكنة

تقع الميم الساكنة متوسطة أو متطرفة.

تأتي في كل أشكال الكلمة من اسم وفعل وحرف نحو: الاسم في “الْحَمْدُ لِلَّهِ”، الفعل في ” إِذَا قُمْتُمْ” والحرف في “أَمْ لَمْ”.

ترد الميم الساكنة قبل كل الحروف العربية عدا حروف المد حتى لا يلتقي ساكنين، وذلك لا يمكن نطقه من الأساس.

الميم الساكنة في تحفة الجمزوري

ذكر العلامة الجمزوري في تحفته الميم الساكنة بقوله

والميم إن تسكن تجي قبل      الهجالا ألف لينة لذي الحجا

حكم الميم الساكنة مع ما يليها

للميم الساكنة مع ما يليها من حرف ثلاث أحكام

  • الإدغام الصغير.
  • الإخفاء الشفوي.
  • الإظهار الشفوي.

هناك تفصيلات لكل حكم من الأحكام الثلاث وهي:

أحكام الإخفاء الشفوي

لا يكون الإخفاء الشفوي إلا مع حرف الباء فقط.
إذا وردت الميم الساكنة في آخر كلمة وبعدها في الكلمة باء يرافقها غنة نحو قوله: “فَاحْكُم بَيْنَهُم” و قوله: “تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ” وقوله: “وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ”.

سبب تسمية الإخفاء الشفوي

الإخفاء: لأن الميم تختفي عندما تلاقي حرف الباء.
شفويًا: لأن الحرفين (الميم والباء) يخرجان من الشفتين.

سبب الإخفاء الشفوي هو تشابه المخرج لحرفي الميم و الباء وعلامته في رسم المصحف هو تعرية الميم من أي حركة.

أحكام الإدغام الصغير

إذا وقعت الميم الساكنة بعدها ميم متحركة يجب إدغام، ويسمى إدغام المثلين (إدغام المتماثلين)
سواء كان الحرفين في كلمة واحدة أو في كلمتين متتابعتان.
يجب إطباق الشفتين إطباق كامل في النطق الكلمة.
نحو قوله: ” مِّن مَّاء مَّهِينٍ”.

سبب تسمية الإدغام الصغير

إدغام: لأن الميم الساكنة أدغمت (دخلت) في حرف الميم المتحركة.
مثلين: لأن الحرفين متحدان في النطق والرسم واللفظ والصفة.

علامة الإدغام الصغير في رسم المصحف أن الميم الاولى عارية من الحركات والميم التالية مشددة.
وقال الجمزوري في تحفته عنها:

والثاني إِدْغَـامٌ بِمِـثْلِـهَا أَتَـى *** وَسَـمِّ إدغـاماً صَـغـِيراً يَا فَـتَى

أحكام الإظهار الشفوي

هو إظهار الميم عندما تلتقي بباقي الحروف العربية (باق الحروف غير الميم والباء)
أي يكون النطق بها ظاهر دون غنة. نحو قوله تعالى: ” لَهُمْ فِيهَا”.

أذا وقع أي حرف من عروف اللغة العربية غير حرفي الباء والميم بعد الميم الساكنة(سواء كان في كلمة واحدة أو كلمتين ) يجب الإظهار في نطقه.

سبب تسمية الإظهار الشفوي

إظهارًا: لأن القارئ يُظهر الميم الساكنة عند نطقها (عندما تلاقي أحد الحروف غير الميم والباء)
شفويًا: لأن النطق حينها يكون من الشفتين (مَخرج الميم الطبيعي).

علامتها في رسم المصحف هو أن تكون الميم فوقها سكون، وسبب الإظهار هو تباعد مخرج الميم الساكنة عن مخارج باقي الحروف غير الباء.

قال الجمزوري في تحفته عن الإظهار الشفوي:

والثالثُ الإظهار في البقيــــــةْ *** من أحرف وسمها شفوية
واحــذر لـدى واوٍ وفـا أن تخـتفي *** لقربهـــــــــا ولاتحاد فاعرف

حكم الميم الساكنة إذا أتى بعدها حرف (الفاء أو الواو)

بسبب قرب الميم من الفاء في المخرج واتحاد الميم مع الواو في المخرج تكون أشد إظهارًا عندما تسبق هذين الحرفين.
وتسمى في هذه الحالة إظهارًا شفويًا أشد إظهار.

وقد جمع صاحب لآلئ البيان في تجويد القرآن أحكام الميم الساكنة كلها في قوله:

وأخــف أحرى عند با وأدغما *** في الميم والإظهار مع سواهما

أهمية علم التجويد

تكمن أهمية علم التجويد في  قراءة القرآن بالطريقة التي تلا به القرآن الرسول صلى عليه وسلم، ووصل إلينا بنَصه دون أن يتغير فيه حرف واحد أو حركة واحدة عن تريق التواتر وهو أن يحفظه عدد كثير من الصحابة ويبلغوه لعدد أكثر بنفس الطريقة مع كتابته في المصاحف فلا يمكن أن يجتمع كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على خطأ واحد متشابه.
لكن بعد عصر الفتوحات الكبير ودخل في الدين الإسلامي غير عرب كثيرون من الصين شرقًا إلى الأندلس غربًا دخل اللحن وخطأ القراءة على ألسنة المسلمين الجدد  فكان لابد من استنباط علم التجويد لوضع قواعد لقراءة القرآن.
كما أن علم التجويد يعطي تناسق صوتي جميل لتلاوة القرآن الكريم، ونغمة محببة إلى الأذن تجذب السامعين وتجعلهم يحبون سماع المزيد.

وقد اختلف العلماء حول حكم ترك التجويد في القرآن إلى فريقين:

الأول: هو رأي علماء القراءات المتقدمين وبعض المتأخرون قالوا: “أن الأخذ بجميع أصول التجويد واجب يأثم تاركه”.
ومنهم محمد بن الجزري قال:

والأخذ بالتجويد حتم لازم *** من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا *** وهكذا منه إلينا وصلا.

الرأي الثاني: أصحاب هذا الرأي هم بعض المتأخرين من علماء التجويد، يفرقون بين مسائل التجويد التي تفسد المعنى وهذه يأثم تاركها، وما يسمونه (واجب صناعي) وهذا واجب على أهل هذا العلم لتمام قراءة النص قراءة صحيحة وهي القواعد المذكورة في كتب التجويد (الغنة والإدغام والإخفاء….) وهذا النوع لا يأثم تاركه عند أصحاب هذا الرأي.

بذلك نكون قد نقلنا لكم ما قاله علماء التجويد والقراءات حول احكام الميم الساكنة وموقعها و أنواعها نرجو أن نكون قد أفدناكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى