اسلاميات

هل يشعر الميت بالوقت

هل يشعر الميت بالوقت ربما تبادر هذا السؤال يوماً إلى ذهنك يا عزيزي، فلست وحدك من يرغب في التعرف على إجابة هذا السؤال، فالكل شغوف بمعرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عن تلك الفترة الزمنية الغامضة، التي لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى، ولا نعلم عنها إلا ما قد بلغنا به الله ورسوله، فحياة البرزخ غامضة، لذا سنجيب اليوم من خلال موقع البلد على سؤال هل يشعر الميت بالوقت بالتفصيل والأدلة عليه من القرآن والسنة.

هل يشعر الميت بالوقت

اتفق أهل العلم على عدم شعور الميت بالوقت، فالميت مثل الشخص النائم لا يشعر بمرور الوقت أثناء نومه، فأول ما يسأل النائم عنه فور استيقاظه هو الوقت، وأول خطوات الشخص بعد استيقاظه تكون إلى مكان ساعة الحائط المعلقة في منزله رغبةً منه في معرفة الوقت.

أو ينظر إلى شاشة هاتفه المحمول، ليعرف كم الساعة وكم مر عليه من الوقت أثناء نومه، كذلك الميت لا يعي الأحداث الجارية، ولا يدرك الليل والنهار ليقيس من خلالهما كم مرَّ عليه من الزمن في الحياة البرزخية، فهي ليست مكملة للحياة الدنيا.

لكنها حياة جديدة تختلف في طبيعتها وأدق تفاصيلها ولا يمكننا التنبؤ بها، نعم ترد إلينا فيها أرواحنا ونحيا من جديد ويشق الله لأهل الجنة مكانهم فيها، ويكشف لأهل النار مقعدهم فيها، ولكن لا يمكننا التنبؤ بشيء عن حياة البرزخ إلا ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، فالحياة البرزخية تعد من الغيبيات.

أدلة تؤكد عدم شعور الميت بالوقت

وحتى تكون إجابتنا على سؤالك دقيقة وغير قابلة للشك، دعنا نقدم لك بعض الأدلة التي تدعمها وتؤكد صحتها، وإليك بعض الأدلة على عدم شعور الميت بالوقت فيما يلي:

الدليل الأول

قول الحق تبارك وتعالى في سورة الأحقاف: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ) “سورة الأحقاف الآية 35”

وهنا يؤكد الله تبارك وتعالى على اختلاف قياس الوقت لدى الأموات، كأن كل الذي يمر به الإنسان حينها لم يتعدى ساعة زمنية كالتي مرت به أثناء حياته الدنيا.

الدليل الثاني

كما أن هناك بعض الأدلة الموجودة في القرآن الكريم تؤكد توقف الشعور بالوقت عند الميت تماماً حيث جاء في القرآن ما يلي:

  • يقول الحق تبارك وتعالى: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) “سورة النَّازِعَاتِ الآية رقم 46”.

  • وَقَوْلِهِ : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ). “سورة يونس الآية 45”

  • وقد علق ابن كثير رحمه الله في شرحه لهذه الآيات، حيث قال:

“وَحَاصِلُ ذَلِكَ أَنَّهُمِ اسْتَقْصَرُوا مُدَّةَ لُبْثِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْبَرْزَخِ حِينَ عَايَنُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشَدَائِدَهَا وَطُولَهَا” انتهى “تفسير ابن كثير”

الدليل الثالث

بالإضافة إلى ما ورد عن الشيخ بن عثيمين رحمه الله في كتابه المعروف مجموعة فتاوي ورسائل العثيمين حيث قال: “اعلم أن الزمن بالنسبة للميت يذهب سريعا ، كأنه ليس بشيء ، أمات الله رجلا مائة عام فلما بعثه قال:

(قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) “البقرة الآية 259”

وذلك على الرغم من أن الفترة التي مات فيها بلغت مائة سنة، كذلك أهل الكهف لبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا، وهو نوم، والنوم ليس كالموت، الموت أسرع في ذهاب الوقت، وهؤلاء الأموات الذين ماتوا لهم منذ سنين طويلة تجدهم كأنهم ما مرت عليهم دهور طويلة، كأنهم الآن ماتوا.

قال الله تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) النازعات 42 – 46 “.

وختاماً نكون قد أجبنا عن سؤالكم الذي يشغل أذهان الكثير من المسلمين، وهو هل يشعر الميت بالوقت، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم إجابة كافية ووافية لسؤالكم، وأن يكون المقال أعجبكم وأفادكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى