اسلامياتفقه

متى ولد عيسى عليه السلام

متى ولد عيسى عليه السلام؟ وما الذي ذكر في مولده من الإنجيل؟ فجميعنا يعلم نبي الله عيسى عليه السلام ولد في زمن كان فيه بنو إسرائيل في حالة مزرية، وهذا ما اتفق عليه أغلب المؤرخون، فكانوا قد تعرضوا للغزو عن طريق الملك نبوخذ نصر، والذي قسم الشعب إلى ثلاثة أقسام، قسم نفاه وقسم سجنه وقسم قتله.

ولكن ما هو اليوم الذي ولد فيه تحديدًا؟ وما هي أصح الآراء في ذلك؟ دعونا من خلال موقع البلد أن نعرف متى ولد عيسى عليه السلام.

متى ولد عيسى عليه السلام؟

هذا السؤال له إجابات كثيرة من مواقع ومصادر متعددة، فيوجد انقسام في الكتب السماوية، وفي كتب التراجم والتراث، حيث يزعم المسلمون أن عيسى عليه السلام ولد في يوم معين، ويزعم النصارى أنه ولد في يوم آخر، وبالطبع فإن الله أعلى وأعلم متى ولد نبيه عيسى بن مريم عليه السلام.

لكننا سنأتي ببعض الأقاويل لبعض العلماء الكبار، ومن المعروف أن أوروبا تحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح في كل سنة، ففي التقويم اليولياني والتقويم الغريغوري الاحتفال بعيد الميلاد يكون من ليلة يوم الرابع والعشرين من شهر ديسمبر، وحتى نهار الخامس والعشرين.

لكن توجد بعض الكنائس اليوليانية التي تحتفل من ليلة السادس من شهر يناير، إلى مطلع شمس اليوم التالي، والكتاب المقدس لا يذكر التاريخ الذي ولد به عيسى بالضبط، ولكنه يذكر بعض المواقف التي حدثت، فتدل على المناخ الذي يمكن أن يكون السيد المسيح قد ولد به.

فمثلًا بعض الأساقفة “آباء الكنائس” قد حددوا منذ المجمع المكسوني الأول عام 325 موعد ولادة السيد المسيح، ففي إنجيل الطفولة ليعقوب المنحول قال إن البابا بيوس الـ 11 قد قال إن الحدث كان في منتصف الليل.

أيضًا يوم 25 من شهر ديسمبر كان عيدًا للأوثان لتكريم إله الشمس والذي كانوا يقولون إنه لا يقهر سول إنفكتوس، لذلك حدد آباء الكنيسة أن المسيح ولد في عيد ميلاد ذكره هذا الإله، حتى يكون رمزًا وشمسًا قوية لا تُقهر.

من خلال الفقرات التالية سنتعرف أكثر على الآراء التي جُمعت حول مولد نبي الله عيسى عليه السلام.

مولد المسيح من الأناجيل

لم يتم التحديد في أي من أناجيل “متى، يوحنا، مرقس، لوقا” وقتًا معينًا لمولد السيد المسيح، فإجابة سؤال متى ولد عيسى عليه السلام ليست مذكرة بشكل مباشر.

فقال الأمريكي ويليام جيمس ديورانت في كتاب قصة الحضارة، بالتحديد في الفصل الـ 26 من الكتاب الخامس، أنه في كل من إنجيل “متى ولوقا” كان مولد المسيح في الأيام التي كان فيها هيرودس ملكًا على اليهود، والتي بالتحديد سنة 3 قبل الميلاد.

أما في إنجيل يوحنا فموجود فيه أن المسيح ولد ما بين سنة واحد قبل الميلاد إلى ثلاثة قبل الميلاد، هذا بالنسبة للعام الذي ولد فيه المسيح، أما إلى اليوم بالتحديد فلم يتم تحديد اليوم في أي إنجيل.

لكن بفضل اجتهادات المؤرخين كانت هناك إجابات وآراءً مختلفة، فمنهم من قال إنه ولد في يوم 19 من شهر إبريل، وقد قال البعض الآخر أن المسيح ولد في العاشر من مايو.

أما بالنسبة لأكبر معلم في الإسكندرية في علم اللاهوت إكليمندس السكندري قال بالتحديد أن السيد المسيح ولد في اليوم الـ 17 من شهر نوفمبر للعام الثالث قبل الميلاد، لكنه لا يوجد دليل واضح وصريح على أحد من تلك الأقاويل بل هي مجرد اجتهادات من العلماء.

علاقة يوحنا المعمدان بميعاد مولد السيد المسيح

في البداية يجب أن تعرف أن يوحنا المعمدان هو اسم نبي الله يحيى عليه السلام، وأن اسم يوحنا هو اسمه في الإنجيل وهو من صلب نبي الله زكريا، أو كما مذكور في الإنجيل زكريا الكاهن، في مجمع نيقية والذي عُقد عام 325 ميلاديًا، تم الاتفاق أن عيد ميلاد السيد المسيح يوم 25 ديسمبر.

كان في ذلك استنادًا على بعض العوامل، منها أنهم حددوا أن مولد السيد المسيح لا بد وأن يكون في أطول ليلة فلكيًا وأقصر نهار، وأن ميلاد عيسى عليه السلام هو النور الذي من خلاله سيكون الليل في نقصان والنهار في ازدياد، وعلاقة يوحنا المعمدان بهذا أنه ذكر في إنجيل يوحنا بعض الكلمات.

قال يوحنا “ينبغى أن ذلك (المسيح أو النور) يزيد وإنى أنا أنقص” (يوحنا 30:3(، ويقال إن يحيى عليه السلام ولد في يوم 25 يونيو وهذا اليوم فلكيًا يعد أطول نهار وأقصر ليل، وأن يحيي عليه السلام مولود قبل نبي الله عيسى بستة أشهر، فعن الطريق الفلك يكون ميلاد السيد المسيح 25 ديسمبر.

متى ولد السيد المسيح من زمن البابا غريغوري؟

في عام 1582 كان في مدينة إيطاليا وبالتحديد في روما بابا للكنيسة يسمى غريغوري، في أيام ذلك الرجل كان هناك بعض العلماء استطاعوا أن يكتشفوا أن أطول ليل وأقصر نهار لا يتوافق فلكيًا مع يوم 25 ديسمبر، بل قالوا إن هذه المواصفات إن أردنا تطبيقها فيجب أن نزيد عشرة أيام.

بمعنى أنه يجب أن نزيد 10 أيام على 25 ديسمبر، حيث إنهم اكتشفوا سبب الخطأ الذي حصل، والخطأ كان في حساب طول السنة، ففي التقويم اليولياني يتم حساب السنة على أنها 365 يوم بالإضافة على ست ساعات وهذا غير صحيح من وجهة نظرهم.

فاكتشفوا أن الأرض تدور حول الشمس دورة كاملة كل 365 يوم وخمس ساعات وثمانٍ وأربعين دقيقة وست وأربعين ثانية، وهذا الوقت أقل من الوقت الذي اعتقده التقويم اليولياني، وهذا الفرق مجموعه إن تم حسبه منذ مجمع نيقية أي من عام 325م إلى عام 1582م 10 أيام كاملة، فقام البابا غريغوري بإعطاء أوامر بحذف عشرة أيام من التقويم.

ذلك حتى يصبح عيد ميلاد السيد يوم 25 ديسمبر بالضبط، فأصبح على سبيل المثال يوم 15 إبريل في التقويم اليولياني هو يوم 5 إبريل في كل أنحاء إيطاليا بالتقويم الغريغوري.

عاصم الدسوقي وتاريخ مولد السيد المسيح

الأستاذ عاصم دسوقي هو مؤرخ مصري كبير متخصص في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي المعاصر، وكان عميدًا بكلية الآداب في جامعة حلوان، وكان أيضًا عضوًا في الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، فمن الطبيعي عندما يقول هذا المؤرخ معلومة عن التاريخ فعلينا الاستماع لها.

أجاب  الأستاذ عاصم عن سؤال متى ولد عيسى عليه السلام، وقال  إن السيد المسيح لم يولد في شهر ديسمبر أو في شهر يناير كما يزعم البعض، بل إنه ولد في شهر أكتوبر، وكان هذا الرأي استنادًا على آية من القرآن الكريم في سورة مريم فتقول ” وهزى إليك بجذع النخلة“.

فقال إن موسم البلح المعروف في جميع الأنحاء هو شهر أكتوبر، لذا فإن المسيح ولد في هذا الشهر، ولكنه لم يذكر بالتحديد في أي يوم ولد سيدنا عيسى عليه السلام، وهكذا قد جاوب الأستاذ عاصم الدسوقي على سؤال متى ولد عيسى عليه السلام بصورة علمية وبدليل مادي.

 قول البابا شنودة في موعد ميلاد المسيح

في يوم من الأيام زار الكاتب والمفكر الليبرالي طارق حجي البابا شنودة، بالتحديد في دير الأنبا في وادي النطرون، وكان يريد ان يسأله عن متى ولد عيسى عليه السلام، وعندما نشر تفاصيل الحديث الذي دار بينه وبين البابا، حدثت ضجة كبيرة بين المؤرخين ورجال الدين.

فالبابا شنودة قال إنه يعتقد أن السيد المسيح ولد في يوم 25 ديسمبر وهو ما يخالف الكنيسة القبطية والكنائس الغربية، والتي تزعم أن السيد المسيح ولد في 7 يناير، وهذا ما أثار جدلًا واسعًا فليس منا من يعرف إلى الآن متى ولد السيد المسيح.

لم يتم ذكر في الأناجيل الأربع أي شيء بخصوص هذا السؤال، لكننا دائمًا ما نتجه إلى كتاب الله القرآن الكريم، وسنعرض لكم ما تم ذكره في القرآن بالتحديد بخصوص هذا الأمر من خلال الفقرة التالية.

متى ولد المسيح من القرآن الكريم؟

القرآن الكريم لم يقف مكتوف الأيدي يشاهد أمام الأقاويل الكثيرة على مولد واحدًا من أنبياء ورسل الله، هو المسيح عيسى بن مريم، فقد كان لهذه القصة سورة كاملة وهي سورة مريم السورة رقم 19 في القرآن الكريم وهي سورة مدنية، وعدد آياتها 98، ونزلت بعد سورة فاطر، لكن ترتيبها في القرآن يأتي بعد سورة الكهف.

قال الله سبحانه وتعالى أن سيدنا عيسى ولد في مناخ معين من خلال الآية رقم 25 من السورة، والتي تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ” وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا”.

قال بعض المفسرين أن كلمة جنيا هنا جاءت لتوضيح أن المناخ الذي كان فيه الحدث هو الصيف، حيث يتم فيه جني البلح من النخل، وإلا فكان الله سيقول رطبًا فقط، ولكنه لأكدها بقوله تعالى “رطبًا جنيًا” فأصبح رأي هؤلاء العلماء أن موعد مولد نبي الله عيسى فصل الصيف.

لكنهم عجزوا أن يعرفوا الموعد بالتحديد، ليظل الأمر معلقًا ومجهولًا بمعرفة الموعد بالدقة.

إذًا من خلال ما سبق تعرفنا على إجابة سؤال متى ولد عيسى بن مريم عليه السلام، من خلال بعض المؤرخين والأناجيل وبعض الإجابات في القرآن الكريم، كان هذا موضوعنا نرجو أن تكونوا تعرفتم استفدتم من المعلومات المقدمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى