كيف يحقق الإنسان تقوى الله؟ هذا السؤال من الأسئلة المتكررة التي يبحث عن إجابتها العديد من الأشخاص؛ لأن تقوى الله لها أثر عظيم على حياة الإنسان الدينية والدنيوية وجزائها في الحياة الأخرة كبير، لذلك حرصنا على إعداد هذا المقال عبر موقع البلد للتعرف على كيف يحقق الإنسان تقوى الله وصفات الإنسان التقي وثمرات التقوى التي يجنيها الإنسان فنرجو منكم المتابعة.
كيف يحقق الإنسان تقوى الله
كيف يحقق الإنسان تقوى الله ؟ فيوجد مجموعة من الأمور التي يستطيع الإنسان من خلالها الوصول إلى تقوى الله ومحبته، ومن أبرز هذه الأمور ما يلي:
- اجتناب الشبهات، وترك المحرمات والابتعاد عنها نهائياً.
- الحرص على الاجتهاد في طاعة الله والتدبر في أمور الدنيا والأخرة، حتى يكون الإنسان مستعد دائماً للقاء الله سبحانه وتعالى، لأن موعد الموت لا يعلمه إلا الله.
- المداومة على فعل السنن، لأنها تقي الإنسان من الوقوع في الشبهات.
- التوازن بين حاجات النفس والجسد، فالمسلم ينبغي عليه تأدية حقوق جسده دون أن يتعدى على حقوق الله ،وذلك لأن الدين الإسلامي اعتدال ورحمة.
- الإخلاص والتفاني في العمل ابتغاء وجه الله ومرضاته، وعدم السعي وراء السمعة والشهرة بين الناس.
- الحرص على اختيار الألفاظ الطيبة، التي لا تغضب الله عز وجل.
- الاستقامة والصبر على الأذى.
- المحافظة على وصايا الله وجهاد النفس.
- الخشية من الله في السر والعلن.
- عبادة الله في كل الأمور، طمعاً في محبته ورضاه ورحمته وثوابه.
- الإكثار من الصيام، فقد قال الله عز وجل ” یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلصِّیَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ”.
- التحلي بصفات المتقين وأخلاقهم كما ورد في الآية الكريمة “لَّیۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ وَٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِیلِ وَٱلسَّاۤىِٕلِینَ وَفِی ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَـٰهَدُوا۟ۖ وَٱلصَّـٰبِرِینَ فِی ٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ وَحِینَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ”.
- التفكر في آيات الله وتدبر قدرته في تصريف الكون، كما في قوله تعالى ” إِنَّ فِی ٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَّقُونَ”.
- التمسك بسنة الرسول الكريم وتجنب البدع في الأمور، فقد قال تعالى ” وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَ ٰطِی مُسۡتَقِیمࣰا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِیلِهِۦۚ ذَ ٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ”.
- الإكثار من ذكر الله، ومصاحبة أهل الدين والإيمان.
- اجتهاد المسلم في فعل الطاعات وترك المعاصي، لأن الله سبحانه وتعالى يحب عبده المجتهد الحريص على فعل الطاعات لنيل محبة الله ورضاه.
مظاهر التقوى
يوجد العديد من المؤشرات التي تدل على وصول المسلم إلى تقوى الله ونيل محبته، ومن أبرز هذه المؤشرات ما يلي:
- صفاء القلب وسلامته من الحقد والبغضاء والحسد والكراهية.
- مساعدة الآخرين، وتقديم يد العون لهم.
- نشر العلم والفضيلة والخير.
- ذكر الله والإصلاح بين الناس.
صفات الإنسان التقي
يتسم الإنسان التقي بالعديد من الصفات، من أهمها وأبرزها الآتي:
- الإيمان بالغيب وإقامة الصلاة والاهتداء بالقرآن، وجاء ذكر هذه الصفات في قوله تعالى: ” ذَ ٰلِكَ ٱلۡكِتَـٰبُ لَا رَیۡبَۛ فِیهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِینَ ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَیۡبِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ وَٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ وَمَاۤ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡـَٔاخِرَةِ هُمۡ یُوقِنُونَ”.
- الصبر على طاعة الله وطلب المغفرة منه والتوسل إليه، قال تعالى ” ٱلصَّـٰبِرِینَ وَٱلصَّـٰدِقِینَ وَٱلۡقَـٰنِتِینَ وَٱلۡمُنفِقِینَ وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِینَ بِٱلۡأَسۡحَارِ”.
- الإيمان بالله وملائكته وإنفاق المال في سبيل الله فقد قال تعالى ” لَّیۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ وَٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِیلِ وَٱلسَّاۤىِٕلِینَ وَفِی ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَـٰهَدُوا۟ۖ وَٱلصَّـٰبِرِینَ فِی ٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ وَحِینَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ”.
- الإنفاق في العسر واليسر وكظم الغيظ والصبر على الإساءة والعفو عنها، لقوله تعالى ” ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ فِی ٱلسَّرَّاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ وَٱلۡكَـٰظِمِینَ ٱلۡغَیۡظَ وَٱلۡعَافِینَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِینَ”.
- أن يكون باراً بوالديه.
- أن يصل رحمه.
- عادل.
- كلامه طيب.
- عفيف النفس.
- يغض البصر عن كل المحرمات.
ثواب المتقين
ينال المتقين أجر وثواب عظيم في الدنيا والآخرة، ويمكن توضيح ذلك في الآتي:
- ينالون محبة الله ورضاه فقد قال تعالى ” بَلَىٰۚ مَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ وَٱتَّقَىٰ فَإِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِینَ”.
- دخول الجنة وتثقيل الميزان بالحسنات لقوله تعالى ” جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ یَدۡخُلُونَهَا تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُۖ لَهُمۡ فِیهَا مَا یَشَاۤءُونَۚ كَذَ ٰلِكَ یَجۡزِی ٱللَّهُ ٱلۡمُتَّقِینَ”.
- الوصول إلى منزلة عالية في الدين لقوله تعالى ” زُیِّنَ لِلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا وَیَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ۘ وَٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ فَوۡقَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ وَٱللَّهُ یَرۡزُقُ مَن یَشَاۤءُ بِغَیۡرِ حِسَابࣲ”.
- نزول البركة من السماء والحصول على رحمة الله لقوله تعالى ” وَٱكۡتُبۡ لَنَا فِی هَـٰذِهِ ٱلدُّنۡیَا حَسَنَةࣰ وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ إِنَّا هُدۡنَاۤ إِلَیۡكَۚ قَالَ عَذَابِیۤ أُصِیبُ بِهِۦ مَنۡ أَشَاۤءُۖ وَرَحۡمَتِی وَسِعَتۡ كُلَّ شَیۡءࣲۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِینَ هُم بِـَٔایَـٰتِنَا یُؤۡمِنُونَ”.
- زيادة الرزق والبركة به فقد قال تعالى ” وَمَن یَتَّقِ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجࣰا وَیَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَحۡتَسِبُۚ “.
- نيل محبة الناس في الدنيا.
- رحمة الله سبحانه وتعالى فقد قال تعالى ” وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ مُبَارَكࣱ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُوا۟ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ”.
- توفيق الله ونيل معونته قال تعالى ” وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ”.
- تحصين المسلم وتأمينه من كل ما يخشاه فقد قال تعالى ” وَیُنَجِّی ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا یَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ”.
- أفضل طريق للتقرب إلى الله قال عز وجل ” وَمَا تَفۡعَلُوا۟ مِنۡ خَیۡرࣲ یَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُوا۟ فَإِنَّ خَیۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ”.
- سبب في قبول العمل قال تعالى ” إِنَّمَا یَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِینَ” وقوله تعالى ” یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوۡلࣰا سَدِیدࣰا، یُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَـٰلَكُمۡ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن یُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِیمًا”.
- النجاة من العذاب لقوله تعالى ” وَیُنَجِّی ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا یَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ”.
- التوفيق وتيسير الأمور وتكفير الذنوب والبشرة بالنصر ورؤية الله ولقاءه لقوله تعالى ” إِنَّ ٱلۡمُتَّقِینَ فِی جَنَّـٰتࣲ وَنَهَرࣲ فِی مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِیكࣲ مُّقۡتَدِرِۭ”.
من هنا نكون قد توصلنا إلى ختام موضوعنا اليوم بعد أن تعرفنا على كيف يحقق الإنسان تقوى الله وثواب التقوى وثمارها في الدنيا والآخرة، وفي النهاية نتمنى أن يكون المقال حقق الاستفادة المرجوة منه، ونوصيكم بمشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي حتى تعم الفائدة على الجميع.