لماذا سميت حواء بهذا الاسم سؤال طالما بحث عنه الكثير من الناس، فحواء هي أم البشر، ولها تنتسب النساء بشكل خاص، فقد جرت العادة أن يطلق على كل امرأة اسم حواء، أما عامة النساء والفتيات فيطلق عليهم بنات حواء، فهي زوجة آدم عليه السلام أبو البشر، وقد خلق الله حواء لتكون زوجة له يأنس ويطمئن قلبه بوجودها بجانبه، أما عن سؤالكم أعزائي لماذا سميت حواء بهذا الاسم فهذا ما سنوضحه لكم في السطور الآتية عبر موقع البلد فتابعونا لتعرفوا أكثر.
لماذا سميت حواء بهذا الاسم
اختلف العلماء والمؤرّخون أثناء محاولاتهم للإجابة عن هذا السؤال الذي حير الكثير من الناس وهو لماذا سميت حواء بهذا الاسم، فربما يرجع سبب اختلافهم إلى عدم وجود دليل قاطع في القرآن الكريم والسنة النبوية يؤكد سبب تسمية السيدة حوّاء بهذا الاسم.
فمنهم من يرى أن سبب اختيار اسم حواء لها يرجع إلى كونها أماً لكل الأحياء، ومنهم من يرى أنها قد سميت بهذا الاسم لأنها قد خلقت من شخص وهو حي، ومنهم من يرى أنها قد سميت بهذا الاسم بالتحديد لأنها سمراء الشفاه، فكلمة الحوة في لغتنا العربية تعني سمراء الشفاه.
فتابعوا أعزائي فيما يلي لنعرض عليكم أراء العلماء حول سبب تسمية السيدة حواء بهذا الاسم ونبين لكم أصح الآراء وأرجحها، وإليكم أهم الآراء:
الرأي الأول
يرى أصحاب الرأي الأول في إجابتهم عن ذلك السؤال وهو لماذا سميت حواء بهذا الاسم أن سبب تسمية حوّاء بهذا الاسم قد يرجع إلى اشتقاقها من كلمة الحوة، والتي تعني في اللغة العربية سمراء الشفاه، فيقال على المرأة حواء ويقال على الرجل أحوى.
كما تطلق هذه الكلمة حوة على اللون الأحمر القاتم الذي يميل إلى اللون الأسود أو الأسمر، أي أن سبب تسمية السيدة حواء بهذا الاسم هو كونها امرأة سمراء البشرة، والحقيقة أن هذا الرأي مجرد اجتهاد من اهل اللغة لمعرفة سبب تسمية حواء بهذا الاسم.
تقييم هذا الرأي
لا يمكننا أن نجزم بصحة هذا الرأي حيث لا يوجد دليل قاطع يثبت صحته.
الرأي الثاني
يرى أصحاب الرأي الثاني أثناء محاولتهم معرفة لماذا سميت حواء بهذا الاسم أنه قد يرجع سبب تسميتها بحواء إلى كون السيدة حواء أماً لكل الأحياء، فعندما خلق الله تعالى أبينا آدم خلق له السيدة حواء لتكون زوجة له يأنس بها وتطيب نفسه بوجودها، وقد حملت منه عشرون بطناً وأنجبت منه أربعون ابن وابنة.
وقد زوج أبينا آدم عليه السلام أبناءه بحيث يتزوج كل ذكر من بطن لأنثى من بطن أخرى، حرصاً منه على أن يكون هناك تغريب، وقد أكد على هذا الرأي الإمام النووي رحمه الله تعالى، في شرحه لأحاديث الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
- روى الإمام مسلم عن ابن عباس رضى الله تعالى عنه: “أن سبب تسمية السيدة حواء بهذا الاسم أنها أماً لكل الأحياء، فجميع البشر الذين قد أتوا على ظهر هذه الأرض من ذرية من أنجبتهم بطن حواء، وقد ولدت حواء لآدم عليه السّلام كما روي لنا أربعين مولودًا في عشرين بطنًا، فقد شاء الله تعالى أن تحمل حوّاء في كلّ بطنٍ زوجين من الذّكر والأنثى، وكان من عادة آدم عليه السّلام أن يُزوّج ذكر كلّ بطنٍ من أنثى بطن آخر حرصًا على التّغريب ما أمكن”. روى الإمام القرطبي في تفسيره.
- وقد ورد أيضاً في شرح مسلم للنووي قال: روينا عن ابن عباس قال: “سميت حواء لأنها أم كل حي، قيل إنها ولدت لآدم أربعين ولداً في عشرين بطناً في كل بطن ذكر وأنثى”.
تقييم هذا الرأي
يعتبر هذا الرأي من أرجح الآراء المختلفة حول أسباب تسمية حوّاء بهذا الاسم، ولكن لا يمكننا أن نجزم بصحته، فلا يوجد دليل عليه سوى هذه الكلمات التي قدمناها لكم، والتي وردت عن ابن عباس رضى الله عنه.
الرأي الثالث
يرى أصحاب الرأي الثالث في محاولتهم الوصول إلى إجابة السؤال الذي شغل الكثير من العلماء وهو لماذا سميت حواء بهذا الاسم، أن سبب تسمية حواء بهذا الاسم أن الله تعالى قد خلقها من حي وهو أبينا آدم عليه السلام.
حيث تقول إحدى الروايات أن أبينا آدم عليه السلام كان يجلس وحيداً، وقد خلق الله تعالى حواء، من أحد ضلوع صدر آدم عليه السلام وهو جالس في وحدته، دون أن يشعر بذلك، وعندما انتبه آدم عليه السلام بوجودها، سألته عنها الملائكة لتختبر معرفته.
فقال لهم هذه امرأة، ولما سألته الملائكة عن اسمها قال لهم هي حواء، فسألته الملائكة عن سبب ذلك، فأخبرهم أن كونها امرأة يرجع إلى أنها قد خلقت من المرء، وأن اسمها حواء لأنها خلقت من حي، لذا يقال أن أبينا أدم عليه السلام هو أول من سماها بهذا الاسم.
تقييم هذا الرّأي
الحقيقة أنه لا يوجد دليل قاطع على صحة هذه الرواية ولا نجزم بصحتها، فهي مجرد اجتهادات لبعض العلماء.
وختاماً نكون قد أجبنا عن سؤالكم الذي حير الكثير من الأذهان، وهو لماذا سميت حواء بهذا الاسم، وقد عرفنا سوياً مدى اختلاف الآراء في الوصول إلى حقيقة هذه المسألة الهامة، حيث واجه العلماء مشكلة عدم ورود أي من الأحاديث النبوية الصحيحة التي قد تطرقت إلى هذه المسألة لتثبت صحة أحد الآراء أو تكذبها، لذا لا يمكن الجزم بصحة هذه الآراء فهي مجرد نتائج لاجتهاد العلماء.
