تعليم

محي الدين بن عربي

محي الدين بن عربي من أشهر علماء المسلمين الأندلسيين، فضلاً عن كونه شاعر وفيلسوف ألف العديد من المؤلفات التي تجاوزت ال 800 مؤلف، إلا أنه لم يبق منها سوى 100 مؤلف فقط، دعونا نتعرف سوياً من خلال هذا المقال عبر موقع البلد على نشأته محي الدين بن عربي وسيرته وأهم أعماله.

محي الدين بن عربي

هو محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي، نشأ  في مدينة مُرسية (مدينة إسبانية حالياً)، من أب عربي طائي وأم عربية خولانية وهى عائلة عُرفت بالزهد والتقوى.

وقد عرف عند الصوفيين بالشيخ الأكبر والكبريت الأحمر، رئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، سلطان العارفين ومحيي الدين.

هو أحد كبار الصوفية والفلافسفة المسلمين، كان والده علي بن محمد من أئمة الفقة والحديث ومن أعلام الزهد والتقوى والتصوف، أما جده فقد كان أحد قضاة الأندلس وعلمائها مما جعل ابن عربي ينشأ في جو ديني.

انتقل والد بن عربي إلى إشبيلية وكان حاكمها في ذلك الوقت السلطان محمد بن سعد، وكانت إشبيلية آنذاك عاصمة من عواصم الحضارة والعلم في الأندلس.

تلقى ابن عربي تعليمه الديني على يد أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء فتعلم القرآن الكريم وقرأه بالقراءات السبع والمعاني والإشارات، ثم قام والده بتسليمه إلى طائفة من رجال الحديث والفقه وأخذ يتنقل بين البلاد، إلى أن استقر أخيراً بدمشق وعاش بها طوال حياته وأصبح من أشهر علمائها إلى أن توفى عام 1240م.

أصيب بن عربي بمرض شديد في شبابه وأثناء هذا المرض رأى رؤية في منامه أنه كان محاط بعدد كبير من قوى الشر يريدون قتله، وفجأة رأى شخص جميل قوي البنيان بشوش الوجه هجم على هذه الأرواح وقام بفتكها وتفرقتها، ولم يبق أي أثر لها.

فسأله بن عربي من أنت فقال له الرجل أنا سورة يس، وهنا استيقظ بن عربي فرأى والده جالساً بجواره يقرأ عند رأسه سورة يس، وما لبث أن شُفي من مرضه فأتته فكرة أنه معد للحياة الروحية ونوى أن يسير فيها حتى النهاية.

1- سيرة محي الدين بن عربي

كان محي الدين بن عربي متصوف وشاعر وفيلسوف ولد في 17 من شهر رمضان عام 558 هجرياً الموافق 26 من شهر تموز عام 1165م، لُقب بالشيخ الأكبر عند المتصوفين أما في الشرق الأوسط فقد عُرف بالشيخ الأكبر محي الدين بن عربي.

كان ابن عربي من أتباع المذهب السني، وعلى الرغم من ذلك ألف الكثير عن أئمة الإثنى عشر عند الشيعة، والتي أصبحت ذات شأن كبير لديهم وقد حدث جدال كبير بشأن المذهب الفقهي الذي ينتمي إليه ابن عربي، ولكن الأرجح أنه كان ينتمي للمذهب الظاهري.

لاقت تعاليم ابن عربي ومؤلفاته انتشار واسع على مستوى العالم، ولم تكن قاصرة على المسلمين فقط بل انتشرت بين طبقات المجتمع الدُنيا، نتيجة انتشار المد الصوفي.

وبفضل شهرة مؤلفات ابن عربي تم ترجمتها إلى العديد من اللغات، مثل الفارسية والتركية والأردية.

2- عائلة محي الدين بن عربي

وُلد محي الدين بن عربي لعائلة متداخلة الأصول فقد كان والده عربي الأصل ينتمي لواحدة من أشهر وأبرز القبائل العربية وهى قبيلة طئ، أما والدته فكانت من البربر وهم قبائل كانت تقطن شمال إفريقيا.

وقد أشار ابن عربي في مؤلفاته أن عمه الذي كان يدعى يحيي الصنهاجي كان من الأثرياء وكان يشغل منصب أمير مدينة تلمسان، إلا أنه ترك منصبه لينضم إلى المتصوفين وذلك عقب لقائه بأحد شيوخ الصوفية.

كان والد ابن عربي المعروف بعلي بن محمد يخدم في جيش حاكم مرسية المعروف باسم ابن مردنيش، وبعد وفاته انتقل والد بن عربي لخدمة سلطان الموحدين أبو يعقوب يوسف الأول وكان ذلك عام 1172م.

ومن هنا عاد إلى العمل الحكومي وانتقل هو وعائلته من مرسية إلى إشبيلية، وهناك نشأ ابن عربي وترعرع في بلاط الحاكم وتلقى التدريب العسكري، وبعد فترة من تدريبه شغل منصب سكرتير حاكم إشبيلية، وتزوج من إمرأة تدعى مريم وهى فتاة تنتمي لإحدى العائلات البارزة.

3- نشأة محي الدين بن عربي الروحية

نتج عن نشأة محي الدين بن عربي في بيئة دينية وتردده على المدارس الرمزية إبراز الناحية الروحية لديه في سن مبكر، فلم يكن قد تجاوز العقد الثاني من عمره حتى انخرط في أنوار الكشف والإلهام.

وعندما اقترب من العشرين من عمره أعلن عن سيره في الطريق الروحاني، وأنه بدأ يطلع على أسرار الحياة الصوفية، وأن هناك العديد من الأمور المخفية تكتشف أمامه، وأنه كرث حياته للبحث المتواصل عما يحقق الكمال لتلك الاستعدادات الفطرية.

4- رحلات محي الدين بن عربي

يحكى أن بن عربي انتقل بين العديد من البلدان وخاض بها رحلات كثيرة، ومن ضمنها الرحلات الآتية:

  • توجه إلى غرناطة مع شيخه أبي محمد عبد الله الشكاز عام 595 هجرياً.
  • بدأ رحلاته الطويلة المتعددة إلى بلاد الشرق فاتجه واستقر في دمشق، وكان ذلك في الفترة ما بين 597 – 620 هجرياً الموافق 1200 – 1223 ميلادياً.
  • رحل إلى مكة عام 1201م وهناك استقبله شيخ إيراني وقور جليل تميز برجاحة عقله وصلاح أحواله وخُلقه، وهناك التقى بفتاة تدعى نظام ابنة هذا الشيخ وكانت ذات خُلق وجمال وتزوجها.
  • في عام 599 هجرياً زار الطائف وقد توجه إلى بيت عبد الله بن العباس ابن عم الرسول لزيارته، ووقتها استخار الله وكتب رسالة حلية الأبدال لصاحبيه أبي محمد عبد الله بن بدر بن عبد الله الحبشي، وأبي عبد الله محمد بن خالد الصدفي التلمساني.
  • ارتحل ابن عربي إلى الموصل عام 601 هجرياً الموافق 1204م، وهناك جذبته تعاليم الصوفي الكبير علي بن عبد الله بن جامع، وفي نفس العام زار قبر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
  • في عام 1206م رحل إلى مدينة القاهرة.
  • عاد إلى مكة عام 1207م ومكث بها ثلاث سنوات، ومن ثم عاد إلى دمشق وزار قونية بتركيا وقد لاقى ترحيب شديد من قبل أميرها السلجوقي، وهناك تزوج من والدة صدر الدين القونري وبعدها بفترة وجيزة ارتحل إلى أرمينيا.
  • رحل إلى بغداد عام 1211م، وهناك التقى بشهاب الدين عمر السهروردي الصوفي الشهير.
  • في عام 1214م زار مكة ووجد هناك مجموعة من الفقهاء ممن حاولوا تشويه سمعته بين الناس بسبب إحدى مؤلفاته، مما جعله يترك مكة متوجهاً إلى دمشق ومنها رحل إلى حلب، وأقام بها مدة من الزمن وقد تنعم بحياة كريمة من أميرها.
  • توجه ابن عربي إلى دمشق مرة أخرى في عام 1223م وظل بها حتى وفاته عام 1240م، وقد كان أمير دمشق وقتها أحد تلاميذته ومن المؤمنين بعلمه وظل هذه الفترة بدمشق يؤلف ويعلم الناس، إلى أن أصبح واحد من أشهر علمائها وقد التقى به الكثير من العلماء والطلاب، ومن أبرزهم الشيخ جلال الدين الرومي.

5- عقيدة محي الدين بن عربي ومذهبه الفقهي

اختلف العلماء بشأن المذهب الفقهي الذي ينتمي إليه محي الدين بن عربي، إلا أنه على الأرجح أنه كان يتبع المذهب الظاهري، وذلك قبل أن يجتهد لنفسه كما يبدو في رسائله.

6- أهم كتب ومؤلفات محي الدين بن عربي

قام محي الدين بن عربي بتأليف الكثير من الكتب والمجلدات، ومن أهمها وأبرزها الآتي:

  • كتاب تفسير ابن عربي، والذي يضم تفسير محي بن عربي للقرآن الكريم.
  • كتاب الفتوحات المكية المكون من 37 سفر و560 باب، وقد تم وصف هذا الكتاب بأنه من النصوص الصوفية، وأن له نشرة علمية معتمدة أكاديمياً في الدراسات الجامعية وهى نشرة الدكتور عثمان يحيي.
  • كتاب فصوص الحكم، وهو إحدى المؤلفات التي أثارت جدلاً كبيراً وقت نشرها وإلى وقتنا هذا لا يزال مصدر للجدل والنقاش.
  • ديوان ترجمان الأشواق وقد خصصه بن عربي لمدح نظام بنت الشيخ أبي شجاع بن رستم الأصفهاني، التي عرفها في مكة عام 598 هجرياً.
  • كتاب شجرة الكون.
  • كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام.
  • كتاب اليقين وهو الكتاب الذي تناول موضوع اليقين، وهو إحدى الموضوعات التي حيرت العديد من فلاسفة هذا العصر.

7- أقوال محي الدين بن عربي

ورد عن بن عربي العديد من الأقاويل ومن ضمنها الآتي:-

  • من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد.
  • لو صح أن يرقى الإنسان عن انسانيته والملك عن ملكيته ويتحد بخالقه تعالى، لصح انقلاب الحقائق وخرج الإله عن كونه إله، وصار الحق خالقاً والخلق حقاً.
  • الله تعالى واحد بالإجماع، ومقام الواحد يتعالى أن يحل فيه شئ أو يحل هو في شئ أو يتحد في شئ.
  • الحكم نتيجة الحكمة، والعلم نتيجة المعرفة فمن لا حكمة له لا حكم له، ومن لا معرفة له لا علم له.
  • لا تعترضوا على المجتهدين من علماء الرسوم، ولا تجعلوهم محجوبين على الإطلاق فإن لهم القدم الكبيرة في الغيوب، وإن كانوا غير عارفين وعلى غير بصيرة بذلك ويحكمون بالظنون.
  • فإذا سمعت أحداً من أهل الله يقول أو ينقل إليك عنه أنه قال الولاية أعلى من النبوة، فليس يريد ذلك القائل إلا ما ذكرناه، أو يقول أن الولي فوق النبي والرسول، فإنه يعني بذلك في شخص واحد وهو أن الرسول من حيث أنه ولي أتم منه من حيث أنه نبي ورسول لا أن الولي التابع له أعلى منه، فإن التابع لا يدرك المتبوع أبداً فيما هو تابع له فيه إذ لو أدركه لم يكن تابعاً فافهم.

8- نظريات محي الدين بن عربي

ورد عن محي الدين بن عربي العديد من النظريات، ومن أهمها نظرية الإنسان الكامل وقد كانت فكرة هذه النظرية متأصلة في الإسلام وعند الصوفيين تحديداً، إلا أن بن عربي تعمق في تحليلها، إذ أنه ناقش بها شرحاً للإنسان الكامل قضية الوحدانية.

وبالإضافة إلى النظرية السابقة فهناك الكثير من النظريات الأخرى، ومن ضمنها نظرية ختم الولاية، الأعيان الثابتة، المراتب السبعة ونظرية التنزلات الستة.

9- وفاة محي الدين بن عربي

توفى محي الدين بن عربي في 28 ربيع الثاني من عام 638 هجرياً الموافق 16 نوفمبر من عام 1240م، وتم دفنه في سفح جبل قاسيون بدمشق.

آراء العلماء في ابن عربي

انقسم العلماء حول محي الدين بن عربي وتعاليمه ومؤلفاته فمنهم من أيد مبادئه ونظرياته ومنهم من عارضها، ويمكن توضيح ذلك في الآتي:-

أولاً: المؤيدين لابن عربي

  • ابن حجر الهيتمي الشافعي.
  • عبد الوهاب الشعراني.
  • علاء الدين محمد بن علي الحصكفي.
  • الفيروز آبادي.
  • شهاب الدين عمر السهروردي.
  • السيوطي.
  • أحمد المقري المغربي.
  • ابن كمال باشا مفتي الدولة العثمانية.
  • ابن عابدين الحنفي.
  • عبد الغني النابلسي.

ثانياً: الساكتون عنه

  • شرف الدين المناوي.
  • الشوكاني.

ثالثاً: المعارضون له

  • الحافظ الذهبي.
  • ابن تيمية.
  • ابن خلدون.
  • أبو زرعة العراقي.
  • تقي الدين السبكي.
  • أبو حيان الأندلسي.
  • أبو حجر العسقلاني.

سبب الجدل حول شخصية ومؤلفات محي الدين بن عربي

كان سبب الخلاف والجدل حول شخصية محي الدين بن عربي، ما ورد في بعض مؤلفاته ومن أشهرها قوله “نحن قوم يحرم النظر في كتبنا وذلك أن الصوفية تواطئوا على ألفاظ اصطلحوا عليها وأرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة منها، فمن حمل ألفاظهم على معانيها المتعارفة بين أهل العلم الظاهر كفر وكفرهم”

فمن فسر هذه المقولة بالطريقة الصحيحة فهم ما يقصد محي الدين فقد حذر من تداول الكتب بين الجهلاء، ومن سلم بظاهر هذه الألفاظ دون أن يفهمها جيداً وهو جاهل بمعانيها في المذهب الصوفي فقد رأى بها كفراً.

المعاصرين لمحي الدين بن عربي

عاصر محي الدين بن عربي عدد كبير من الشعراء والعلماء والفلاسفة، وهم على النحو التالي:-

  • ابن رشد.
  • فخر الدين الرازي.
  • صدر الدين القونوي.
  • العز بن عبد السلام.
  • شهاب الدين عمر السهروردي.
  • فريد الدين عطار.
  • أبي الحسن الشاذلي.
  • توما الأكويني.
  • جلال الدين الرومي.

مؤلفات كُتبت في سيرة ابن عربي

هناك العديد من الكتب والمؤلفات التي تناولت سيرة محي الدين بن عربي، ومن أهم وأبرز هذه المؤلفات الآتي:

  • هكذا تكلم ابن عربي للمؤلف نصر حامد أبو زيد.
  • ابن عربي ومولد لغة جديدة للدكتورة سعاد الحكيم.
  • محي الدين بن عربي – حياته، مذهبه، زهده – سلسلة أعلام الفلاسفة للمؤلف فاروق عبد المعطي.
  • قرة أهل الحظ الأوفر في ترجمة الشيخ الأكبر للشيخ حامد العمادي.
  • جامع كرامات الأولياء للشيخ يوسف النبهاني.
  • رسالة صفي الدين بن أبي المنصور في سير الأولياء من تأليف المعهد الفرنسي بدمشق.
  • سير أعلام النبلاء للذهبي.
  • البداية والنهاية لابن كثير.
  • العبر في خبر من غبر للذهبي.
  • شذرات الذهب لابن عماد الحنبلي.
  • لسان الميزان لابن حجر العسقلاني.
  • الطبقات الكبرى للشعراني.
  • الموسوعة الصوفية لعبد المنعم الحنفي.

مؤلفات كُتبت للدفاع عن محي الدين بن عربي

تم تأليف العديد من الكتب التي تناولت الدفاع عن محي الدين بن عربي، ومن أهمها وأبرزها المؤلفات الآتية:

  • تنبيه الغبي في تبرئة ابن عربي، لجلال الدين السيوطي.
  • الاغتباط بمعالجة ابن الخياط، للفيروز آبادي.
  • الرد على المعترضين على الشيخ محي الدين، للفيروز آبادي.
  • الرد المتين على منتقص العارف محي الدين، لعبد الغني النابلسي.
  • تنبيه الأغبياء على قطرة من بحر علوم الأولياء، لعبد الوهاب الشعراني.
  • القول المبين في الرد عن الشيخ محي الدين، لعبد الوهاب الشعراني.
  • الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر، لعبد الوهاب الشعراني.
  • قرة أهل الحظ الأوفر في ترجمة الشيخ الأكبر، لحامد العمادي.
  • مفتناح الوجود الأشهر في توجيه كلام الشيخ الأكبر، لعبد الله الصلاحي.
  • الانتصار للشيخ محي الدين، لعلي بن ميمون المغربي.
  • كشف الغطاء عن أسرار كلام الشيخ محيي الدين، لسراج الدين المخزومي.

مؤلفات كُتبت في نقد ابن عربي

من أشهر المؤلفات التي تضمت نقد لشخصية وأقوال بن عربي كتاب تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي لبرهان الدين البقاعي، وقد تناول به أقوال أهل السنة والجماعة في تكفير بن عربي، ومن ضمن هؤلاء العلماء ولي الدين العراقي، زين الدين العراقي، العز بن عبد السلام، أبو حيان الأندلسي وابن تيمية وغيرهم الكثير.

من هنا نكون قد توصلنا إلى نهاية المقال بعد أن استعرضنا أهم المعلومات عن محي الدين بن عربي وسيرته ونشأته ومؤلفاته وأبرز أقواله ونظرياته ونتمنى أن يحقق المقال الاستفادة المرجوة منه ونوصيكم بمشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي لكي تعم الفائدة على الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى