هل خلع الحجاب من الكبائر؟ وما حكم خلع الحجاب بعد ارتدائه في الدين؟ حيث تثار حول قضية ارتداء الحجاب منذ قديم الأزل العديد من الخلافات، وهو ما يتسبب في لغط كبير بين الناس؛ لذا سنجيب في هذا الموضوع عن حكم الدين في ارتداء الحجاب، وسؤال هل خلع الحجاب من الكبائر؟ من خلال موقع البلد.
هل خلع الحجاب من الكبائر
إن الله عز وجل غيور على العباد، وقد كرم دين الإسلام المرأة منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام في تحريمه لوأد البنات، كما أنه تم الذكر في السيرة النبوية عن عقبة بن عامر أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام قال في حديث صحيح: “لا تَكْرَهوا البَناتِ؛ فإنَّهُنَّ المُؤْنِساتُ الغَالِياتُ”.
إذًا فهل يُكره الله عز وجل المرأة على شيء يسبب الضيق لها، هو عز وجل من جعل للمرأة قيمة في الحياة بعدما كانت تُقهر، ومن جعل للرجال أوامر وحدود لا يتعدوها مع النساء في الزواج، وقبلها للحفاظ عليها من شرور الدنيا، بالطبع لا يعتبر ذلك من المنطق، كما أنه ليس من الدين.
فقد جعل الله عز وجل الحجاب وقاية للمرأة من الشرور في الدنيا، وخاصةً شهوات الرجال، التي من المتعارف أنها الغريزة القوية لديهم، فإذا كان الحجاب أمر غير هام، أو ليس بأمرٍ له حكمة يعلمها الله عز وجل، فلم لم تأمر به أحكام الدين على الفتيات الصغار!
ذلك ما يؤكد أن الحجاب الذي فرضه الله عز وجل على المرأة فور وصولها لسن البلوغ يتعلق بمصلحتها هي أولًا، وليس مجرد أمر يسبب الأذى لها من ضيق، أو التعرق الغزير بسبب شدة الحرارة؛ بل لسبب أسمى من هذا، وهو أن تحافظ على نفسها من فتن الدنيا.
على هذا فإن إجابة سؤال هل خلع الحجاب من الكبائر تكون بالنفي، فلا يمكن الجزم أن من تخلع الحجاب تكون قد فعلت كبيرة من كبائر الله، بل إن الحجاب فرض أمر الله عز وجل به المرأة، وعدم الامتثال به يعتبر معصية للخالق، لها إثمها المختلف، الذي يقبل الله التوبة بعده وقتما تشاء المرأة أن تعود لرُشدها.
حكم الشرع في خلع الحجاب
إن الأديان السماوية جميعها قد كرمت مُعتنقيها، ولم يتواجد إكراه في أمور الدين أبدًا خاصةً بدين الإسلام، حيث إن الله تعالى ذكر ذلك في كتابه الكريم بسورة البقرة الآية 256: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، وهو ما يمكن الامتثال به في كافة الأوامر المتعلقة بالدين.
إن كنت تبحثين عن إجابة سؤال هل خلع الحجاب من الكبائر، فنعم المرأة أنتِ، لأن العبد الذي يبحث عن أمور دينه، ويخاف أن تعصي الله ويكون فعلها بعدم ارتداء الحجاب مؤرق لها، يعتبر أفضل العباد عن آخر الذي قد يسمع عن تحريم الدين لأمر صغير ولا يبحث عنه.
لذا إن كنت تبحثين عن إجابة لسؤال هل خلع الحجاب من الكبائر، فعليك العلم أولًا أن العبد ينبغي أن ينظر لعظمة الخالق، وحجمه، وليس لحجم العقاب على الذنب، فحتى وإن اختلفت الأقاويل بخصوص كون خلع الحجاب كبيرة من الكبائر، لكن الله عز وجل عظمته، والفرق بين رضاه وغضبه لا يختلفا أبدًا.
ما هي الكبائر وهل خلع الحجاب بعد ارتدائه كبيرة؟
جميعنا يعلم أن الحجاب فرض ألزم الله عز وجل به المرأة المسلمة، بالإضافة لتواجد الحجاب عند بعض الأديان الأخرى كالدين المسيحي لكن باختلاف طريقته، لكن البعض منّا فقط من يعلم بالكبائر التي تتواجد في دين الإسلام.
لذا قبل السؤال هل خلع الحجاب من الكبائر عليك العلم أولًا بالكبائر التي حددها الله عز وجل في دين الإسلام لتجدي إجابتك اليقينية بأدلة من آيات الله وسنة رسوله.
إن الكبائر في الإسلام هي كل فعل عظم شأنه، وكان معصية كبيرة لله عز وجل، والذي يختلف عن الإثم، أو عدم الامتثال لأمور العبادة، والتي تكون توبتها مقبولة.
بعكس الكبيرة التي حذر الله عز وجل من ارتكابها، إذًا فنحن على اتفاق الآن أن الإسلام يشمل ذنبان منهما الصغير، ومنهم ما يعتبر كبيرة، فهل خلع الحجاب من ضمن الكبائر؟
قد تم الذكر في السيرة النبوية عن أبي هريرة عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال:
“اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ”
حدد الرسول عليه الصلاة والسلام أكبر سبعة كبائر التي يعاقب الله عليها عقابًا شديدًا، وتكون عواقبها وخيمة على الإنسان، والتي تتمثل في عدم التوحيد بالله عز وجل، والتعامل مع السحرة أو العمل بالسحر.
إلى جانب القتل، والاستيلاء على مال اليتامى، أو الهروب أثناء الجهاد في سبيل الله، أو اتهام المرأة بالزنا عفانا الله.
بالإضافة لوجود بعض الكبائر الأخرى التي لم يتم ذكرها في هذا النص فهناك أحاديث أخرى تشمل الزنا، لكنه يجب العلم أن السيرة النبوية، والآيات القرآنية لم تُرد أن خلع الحجاب يعاقب عليه الله مثل عقاب الكبائر.
خلع الحجاب إثم وليس كبيرة
بعد العلم بإجابة سؤال هل خلع الحجاب من الكبائر وأن الله عز وجل قد فرضه على المرأة وجعل من تركه إثم شديد، يمكن سرعة التوبة عنه، ولم يتم ذكر أن هناك عقاب أشد لمن تخلع الحجاب بعد ارتدائها إياه.
فقد خلق الله عز وجل الإنسان ذو نفس ضعيفة، وهو وحده يعلم ما في خفايا القلوب، وهو من يهديها لطريقه ويثبتها عليه، فإن كنت رجل وتبحث عن سؤال هل خلع الحجاب من الكبائر لتقنع ابنتك، أو زوجتك، أو الأخت فاعلم أن الله عز وجل يقبل التوبة في أية وقت، وأن ترك الحجاب إثم وليس كبيرة.
أما إن كنت امرأة وعلمتِ الإجابة عن سؤال هل خلع الحجاب من الكبائر، فعليك العلم كذلك بأن رضا الله عز وجل أهم من كل متع الدنيا، ومن متعتك بجمالك.
حيث إنه قد تم ذكر العديد من الأدلة في القرآن الكريم التي توجب ارتداء الحجاب، والعديد من الآيات التي تحذر من عقاب الله للشخص الذي لا يحاول التوبة، ومن تلك الأدلة:
- قد قال الله تعالى في سورة الأحزاب بالآية رقم 59:
(َيا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْن َوكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً).
أدلة فرض الحجاب
كما أن الله عز وجل لم يفرض الحجاب على المرأة سوى أمام من ليسوا بمحارمها من الرجال، وحرم الله عز وجل أن تتزين المرأة أمام رجل ليس من محارمها، ويعتبر الشعر من زينة المرأة.
فلا تقدر امرأة أن تنكر أنها بشعرها المنسدل أجمل من شكلها بحجابها، وهو ما يؤكد أمر الله عز وجل، أن الملابس الغير ساترة، وعدم ارتداء الحجاب الذي فرضه الله عز وجل أمر يعاقب عليه.
حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النور بالآية رقم 31: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ما يجعل المرأة تتساءل عن هل الحجاب من الكبائر، يعتبر بداية في الطريق الصحيح للهداية، والتوبة عن هذا الذنب الذي شدد عليه الله عز وجل، لحماية المرأة من قلوب الناس المريضة، والتي أصبحت منتشرة في تلك الأيام.
هل يقبل الله التوبة بعد خلع الحجاب؟
إن الله عز وجل قد سمى نفسه بالتوّاب، فهو يقبل التوبة من عباده الصالحين فور عقد النية على ترك الذنب، بل ويُمهد طريق الهداية للعاصي عند علمه بذنبه، لذا ينبغي للإنسان التوبة عن كل الأمور الخاطئة التي يفعلها، والتوبة عن أوامره التي لم يمتثل لها، دون التردد.
قد قبل الله عز وجل التوبة من سيدنا آدم عليه السلام بعدما عصى أوامره، وهو أحن على عباده من جميع الخلق، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم بسورة البقرة في الآية رقم 37: (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
التي تم تكرار اسم التواب في القرآن الكريم عدة مرات؛ لذا ينبغي العلم أن ترك الحجاب إثم يعاقب الله عليه وينبغي التوبة عنه.
يعد خلع الحجاب من الأمور التي تجعل المرأة آثمة، فقد فرضه الله عز وجل في القرآن الكريم، لكنه لم يرد أي ذكر في الأدلة القرآنية، والسيرة النبوية أنه من الكبائر.