أعرض الكفار في سورة الفرقان بسبب ماذا؟
أعرض الكفار في سورة الفرقان بسبب ماذا؟ سوف نتعرف عليهم اليوم عبر موقع البلد ، حيث أن القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، وهو الكتاب الصالح لكل الأمم في كل زمان ومكان، وقو اجتهد العلماء منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير سور القرآن المختلفة، ولا يزالون إلى اليوم يسعون للاستفادة من آيات القرآن واستخراج ما بها من معان وأحكام، وموضوع هذا المقال هو أعرض الكفار في سورة الفرقان بسبب؟
سورة الفرقان
سورة الفرقان هي واحدة من السور المكية، ولا يوجد بها سوى بضع آيات مدنية، نزلت سورة الفرقان بعد سورة يس وقبل سورة فاطر، ترتيبها في المصحف الشريف رقم 25، بينما تعد السورة رقم 42 من حيث النزول، أما عن عدد الآيات فيبلغ 77 آية كريمة، وتقع سورة الفرقان في الجزء ال19 من القرآن.
وفي السورة توجد سجدة تلاوة واحدة في الآية رقم 60، وقد بدأت السورة بأسلوب ثناء على الله تعالى حيث بدأت بقوله (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)، والفرقان هو اسم من أسماء القرآن الكريم.
أسباب نزول سورة الفرقان
لا يوجد سبب واحد واضح لسبب نزول سورة الفرقان كاملة، فيوجد بعض الآيات التي لم يعرف سبب نزولها إلى الآن، ويوجد بعض الآيات التي لها سبب نزول واضح وجلي بينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه الكرام، وفيما يلي بعض الآيات وبيان سبب نزولها:
1ـ سبب نزول الآية رقم 10 من سورة الفرقان
قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا}.
روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم و أخبره أن ملكًا لم ينزل إلى الأرض أبدًا يريد أن يزوره، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له:
“إن الله يخيرك إن شئت أن يعطيك من خزائن كل شيء ومفاتيح كل شيء لم يعط أحدًا قبلك، ولا يعطيه أحدًا بعدك، ولا ينقصك مما دخر لك عنده شيئا).
فرفض النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وأخبره أنه يريد الآخرة، فنزلت الآية.
2ـ سبب نزول الآية رقم 20 من سورة الفرقان
قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً).
حيث نزلت هذه الآية عندما عير مشركي قريش النبي صلى الله عليه وسلم وذكروا أنه لا يختلف عنهم من كونه بشرًا عاديًا يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون.
حزن النبي صلى الله عليه وسلم لذلك حزنًا شديدًا، فأنزل الله تعالى جبريل عليه السلام ليسلي نبيه ويعزيه، وأخبره أن الله يقرئه السلام، وأخبره أن شأنه شأن جميع البشر والرسل قبله، فما أنزل الله قبله إلا رسل يأكلون الطعام ويشربون ويمشون في الأسواق، ولم يرد الله تعالى لنبيه أن يطول حزنه، أو أن يعيره أحد بالفقر والفاقة.
ولا تتردد في قراءة المزيد عبر: فضل قراءة سورة الفاتحة 1000 مرة وسبب تسميتها ومقصاد السورة
3ـ سبب نزول الآية رقم 27 من سورة الفرقان
، نزلت هذه الآية في أحد كفار قريش وهو:
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً).
قال تعالى: عقبة بن أبي معيط، حيث كان عقبة من أشراف قومه، وكان من عادته أنه إذا قدم من سفر صنع وليمة كبيرة ودعا إليها أشراف قومه، وعندما قدم ذات مرة وصنع وليمة دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يحضر وليمته وهو لا يزال على كفره.
كره عقبة أن يأبى حضور مأدبته أحد الأشراف، فقدم إلى النبي ونطق الشهادتين أمامه، ذهب النبي معه وأكل من مأدبته، وعندما جاء أبي بن خلف وعلم ما كان من عقبة وبخه وقال له لا أصافحك ولا أكلمك حتى تأتي محمدًا وتبثق في وجهه وتقول فيه ما ليس فيه، وبالفعل ذهب عقبة إلى النبي صلوات ربي وسلامه عليه وفعل كل ما أمره به خليله.
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة، والظالم في هذه الآية هو عقبة بن أبي معيط، والخليل هو أبي بن خلف، وقد قتل عقبة في غزوة بدر، وقتل أبي بن خلف في غزوة أحد عليهم من الله ما يستحقون.
4ـ سبب نزول الآية رقم 68 من سورة الفرقان
قال تعالى: “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ).
وسبب نزول هذه الآية كما جاء في الحديث الشريف ،عن ابن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم، أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قلت ثم أي ؟ قال أن تزاني حليلة جارك.
فأنزل الله تصديق ذلك (والذين لا يدعون….) إلى آخر الآيات.
أعرض الكفار في سورة الفرقان بسبب؟
أعراض الكفار في سورة الفرقان بسبب؟، جاء الجواب عن سبب إعراض الكفار عن آيات الله تعالى في سورة الفرقان في قوله تعالى:
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُواْ ظُلْماً وَزُورا)، وهذا يعني أن الكفار لديهم اليقين التام والأدلة القاطعة الكافية التي تقر بأن القرآن هو كتاب الله المعجز المنزل على نبيه المرسل.
ولا يخدع الكفار إلا أنفسهم، ولهم العاقبة الوخيمة، حيث أنهم لا يعرضون عن جهل، بل يعرضون عن علم ومعرفة، وفي ذلك قال تعالى:
“إنهم يكّذبون بالرحمن وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً).
تلخيص عام للدروس المستفيدة من سورة الفرقان
لسورة الفرقان دروس عظيمة يمكن الاستفادة منها وهي تنقسم إلى 4 أمور مرتبة كالآتي:
- تسبيح الله عز وجل وتنزيهه عن كل ما لا يليق به، وحمده سبحانه وشكره على تنزيل هذا القرآن على نبيه المصطفى الهادي محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان أن تدبير الكون كله بيد الله سبحانه وتعالى، ونفي الولد عنه جلا وعلا.
- بيان مدى تطاول المكذبين الذين ينفون لقاء الله عز وجل، وبيان حالهم في اليوم الذي يلقون فيه الله عز وجل، ويرون الملائكة.
- شرح لبعض المظاهر الكونية التي تبين مدى إبداع الله سبحانه وتعالى في خلقه، كتعاقب الليل والنهار ومشهد مد الظل، وبيان أن البشر أصلهم جميعًا من الماء، وبالرغم من تقديم كثير من الصور التي تدل على تفرد الله سبحانه وتعالى بالربوبية والعبودية، إلا أن الكفار لا يزالون على عندهم واتباع هواهم.
- مدح ووصف عباد الله الصادقين الذين يسجدون لله تعالى ويعبدونه حق عبادته، وبيان الأسباب التي جعلتهم يستحقون حب الله لهم وثنائه عليهم، وبيان أن باب التوبة مفتوح في كل وقت لمن أراد العودة والإنابة لله تعالى.
كما يمكنك التعرف على: سبب نزول سورة الرحمن وما هو فضل سورة الرحمن
وإلى هنا نكون قد تناولنا موضوع أعرض الكفار في سورة الفرقان بسبب؟، وبينا جزء من فضل سورة الفرقان ومكانتها بين السور القرآنية، هذا بالإضافة إلى الحديث عن الدروس المستفادة من سورة الفرقان، وبيان مدى المكانة التي أعدها الله سبحانه وتعالى للتائبين والراجعين إليه وأن باب التوبة مفتوح في كل وقت لكل إنسان، فالله تعالى هو الغفور الرحيم.