مال وأعمالمهن ومهارات

تعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية

يُمكنك تعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية حيث إن المسرح هو مركز المواهب وأصل الفنون، فيحتاج الممثل تعلم العديد من المهارات ليجيد التمثيل على المسرح أو إن كان كاتب يستطيع أن يكتب بطريقة صحيحة وجمل موزونة.

من خلال موضوعنا عبر موقع البلد سوف نعرض لكم كل ما يخص موضوع تعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية.

تعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية

إن فن الخطابة من الفنون القديمة حيث بدء عند بلاد العرب قديمًا، وكان هناك علمًا في بلاد الإغريق القديم يسمى علم الخطابة.

المسرح يعد أيضًا من الفنون القديمة التي كان منشأها في بلاد اليونان القديمة، ولاقى الكثير من الاستحسان لدى جموع الشعب الإغريقي، وهناك الكثير من المؤلفين والأدباء الإغريق مؤلفاتهم تدرس حتى الآن وينتج على غرارها الكثير من الأعمال الأدبية الأخرى.

يعد علم الخطابة هو عامل مهم في المسرحية ونستطيع من خلال العمل الأدبي والمسرحي أن نتعلم فن الإلقاء والخطابة بصورة كبيرة، فهناك جزء من المسرحية يدرس فيه الإلقاء المسرحي فقط.

دعونا من خلال السطور الآتية نتعرف على فن الخطابة في المسرحية من الألف إلى الياء، وكما ذكرنا أن فن المسرحية موجود منذ القدم عند العرب والإغريق واستلهمها منهم بعد ذلك الرومان.

فنجد أن الخطابة المسرحية أو ما يعرف بالإلقاء المسرحي له ثلاثة أنواع وسنحاول موافاتكم بتلك الأنواع فيما يلي.

الإلقاء الخطابي

إن النوع الأول من فنون الإلقاء والخطابة هو الإلقاء الخطابي، وهذا النوع يرتبط ارتباط وثيق بتلك المسرحيات التي تكتب وتعرض باللغة العربية الفصحى.

حيث إنه يلزم على الممثلين وهم على خشبة المسرح أن يتحلوا بالفصاحة اللغوية والقدرة السليمة على نطق الكلمات العربية مع استخدام القواعد النحوية بشكل سليم والنطق بالتشكيل وتوضيح مخارج الأحرف.

كما أن فن الإلقاء الخطابي هو من الأنواع الشديدة في القدم، حيث إنه مرتبط باللغة العربية الفصحى والتي تعد تلك المسرحيات إلى اليوم هي التي تشكل التراث الثقافي العربي.

فن الخطابة كان من أشهر الفنون عند العرب قديمًا حيث كانوا يقفون في الأسواق العربية ويتبادلون الشعر والخطب وكانوا يتنافسون على من يكون الأفصح بينهم، وكانوا يعقدون مبارزات في الشعر.

كذلك عند اليونان القديم فنجد أيضًا أن أسواقهم كانت مجالًا للتبادل الثقافي الفني من عرض مسرحيات وإلقاء الشعر والخطابة والنقاشات الفلسفية، وكانوا يقيمون فيها المسابقات في مختلف الفنون منها فن الخطابة، وهذا النوع مهم جدًا لتستطيع تعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية.

الخطابة الشعرية

الشعراء هم أكثر الناس حاجة إلى هذه المهارة سواء على مستوى كتابتهم للأشعار أو على مستوى إلقائهم لها، حيث إن الشاعر ملزم أن يجمع في أسلوب كتابته بين القواعد الشعرية وضبط الجملة حيث الوزن والقافية، وفي ذات الوقت يستطيع المحافظة على جمال الحوار الدائر والمضمون.

إن المسرحيات الشعرية يجب فيها بجانب الحرص على أسلوب الكتابة الشهرية أن يحرص الشاعر على أن يكون هناك تشويق وإثارة في الحوار وسير الأحداث حتى يتمسك الجمهور بمشاهدة العرض المسرحي حتى النهاية.

يجب هنا على ممثل المسرحية الشعرية أن يراعي في إلقاءه تجزيئ مقاطع الجمل والاهتمام بالنغمة التي تصدر بين الأبيات في النص الشعري، مع مراعاة التشكيل، حيث إنه يجب عليه نطق الكلمة نطقًا سليمًا ليستطيع أن يوصل المعنى للمشاهد، كما يعد هذا النوع مهمًا حتى تتم إجادة تعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية.

الإلقاء التمثيلي

الخطابة التمثيلية أو الإلقاء التمثيلي هو النوع الأشهر الآن في أغلب المسرحيات التي تعرض في يومنا هذا، فهو يعتبر حرًا من كل قيود الأنواع الأخرى فهو لا يتقيد سوى بالحديث في سياق أحداث المسرحية.

لا تكون لغة الحديث في هذا النوع تتقيد باللغة العربية الفصحى، بل هنا يمكن استخدام اللغة العامية التي يتكلم بها الشعب في الشاعر وحياته اليومية، وبالتالي التحرر من كل القواعد النحوية.

لذلك أسلوب الخطابة التمثيلية يعتبر خاليًا من كل القواعد أثناء كتابة السيناريو مع المحافظة على الأسلوب الشيق الذي يعمل على جذب المشاهدين، فلذلك في الأغلب يكون الاعتماد الأساسي على القدرة التمثيلية للممثل المسرحي ليصل المعنى المراد، ويعتبر هذا النوع مهم جدًا لتستطيع تعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية.

خطوات الخطابة المسرحية

الكثير من الناس يستهوون المسرح ويتطلعون للتمثيل على خشبة المسرح، لكن في البداية يجب أن تسأل نفسك سؤال، ما هو هدفك من العمل كممثل مسرحي؟ هل من أجل الشهرة أم من أجل سماع تصفيق وهتافات الناس وأنت على خشبة المسرح؟

كل هذه الطموحات ليست بالشيء الخطأ بل بالعكس هي كلها أهداف جميلة ولكن يجب أن تعرف أولًا كيف تسعى إليها، فمن خلال موضوع تعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية سنعرض لكم خطوات يمكن أن تؤهلكم لتكونوا قادرين على الخطابة والإلقاء على خشبة المسرح:

التحلي بالراحة التامة

على الرغم من كثرة الضغوطات النفسية التي يمر بها الممثل المسرحي سواء منذ بداية بحثه عن فرصة مناسبة للتمثيل على المسرح أو عند استعداده وتحضيره للدور، أو رهبة الظهور لأول مرة أمام الجمهور.

لذا يجب على الممثل المسرحي أن يتحلى بالراحة وهنا لا يقصد بها الراحة كالنوم أو الجلوس أو غيره، بل الراحة هنا مقصود بها هنا هي راحة عضلات الجسم والوجه وأيضًا الصوت.

حيث إن مرت العضلات بمجهود أجهدها سواء كان بدني أو نفسي، فهذا يؤثر بالسلب على قدرة وأداء الممثل على خشبة المسرح فيكون الأداء سيئًا وغير جذابًا، كما أن إجهاد الصوت قبل العرض يؤدي إلى إرهاق أحبالك الصوتية وآلام الحلق فبالتالي يؤدي إلى ضعف جودة الصوت.

لذا فإن راحتك أثناء الإلقاء والخطابة أول شيء يجب أن تتنبه له عندما تحاول أن تتعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية.

أبعد نظرك عن الحضور

من أجل تعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية، تعتبر من المبادئ الرئيسية في الخطابة المسرحية هو أن يبدو الكلام وكأنه صادرًا منك بتلقائية وموجهًا إلى الممثل الآخر أو لمجموعة الممثلين أو حتى إن كنت تخاطب نفسك في مشهد فردي.

لكن يجب أن نعلم أنه حتى وإن اختلفت الظروف فلا يجب عليك أن تجعل الجمهور يشعر أنه جزء من العرض، أو أن حوار المشهد يخاطبهم، بل على العكس يجب أن ينخرط الممثلون مع بعضهم البعض في هرمونيا متمازجة وجميلة داخل إطار أحداث المسرحية.

ذلك لكي يصل إلى الحضور بأن الأحداث ستتوالى وتتابع حتى يصلوا مع الممثلين إلى نهاية الأحداث، لذا على الممثل أن يوجه نظره إما لممثل آخر أو شيء مادي أمامه إن لم يكن هناك ممثلين آخرين على خشبة المسرح.

تقمص الشخصية

هذا الجزء يعد هو الأصعب على الإطلاق خلال الخطابة المسرحية، ففيها يجب على الممثل أن يتخلى عن ذاته الحقيقية وماهيته ويلتحم بالشخصية التي يقوم بأداء دورها، يجب عليه أن يعيش الشخصية ويدرس جوانبها النفسية والمادية ليستطيع أن يتوحد معها.

في هذه الحالة يستطيع الممثل أن يفكر بدماغ الشخصية ويصدر منه ردود أفعال الشخصية وانفعالاتها ليس ردود أفعاله هو.

فالممثل الجيد هو من يستطيع أن يدمج روحه مع روح الشخصية التي يقوم بالتحضير لتمثيلها فينتج على المسرح الموهبة التي ينتظرها الجميع نتاج هذا الاندماج.

هنا يكون كل ما يخرج من فم الممثل صادق يستطيع الجمهور التفاعل معه بسهولة وأن تصل إليهم الانفعالات صادقة فتتفاعل معها مشاعر الحضور، لذا فمن أهم الأشياء التي يجب أن تراعيها أثناء تعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية هو أن تحسن تقمص الشخصية.

وضوح التعبيرات والصوت

إن أداء الممثل على المسرح يختلف كل الاختلاف عن أدائه أمام الكاميرا، حيث إن الكاميرا تسلط تركيزها على وجه الممثل بشكل كبير لتستطيع أن تلتقط التعبيرات والإيحاءات التي يقوم الممثل بإصدارها خلال أدائه التمثيلي.

كما أنه يتم التركيز على الصوت حتى يركز على الحوار وتوضيح الانفعالات الصوتية وقت الحوار، وإن لم يظهر الصوت واضحًا من السهل تعديله بعد ذلك في مرحلة المونتاج.

لكن الأمر مختلف كل الاختلاف على المسرح فبالرغم من وجود ميكروفونات لتكبير الصوت تعلق لكل ممثل لكن لا يستطيع أيضًا مكبر الصوت أن يعمل على توضيح الكلمات لكل الحاضرين في المسرح.

فمن شروط أن تكون ممثل مسرحي أن تجعل صوتك يصل إلى من يشاهدك في الصفوف الأخيرة كمن يشاهدك في الصفوف الأولى.

لذا الواجب على الممثل المسرحي أن يتعلم كيف يكون صوته أعلى من الطبيعي أثناء أدائه على المسرح، ويراعي مخارج الألفاظ والحروف ووضوح الكلمات.

يمكنك أن تتمرن في منزلك على الصوت الواضح بواسطة مسجل صوت حديث تضعه على مسافة كبيرة منك وتبدأ بإلقاء بعض الجمل والكلمات، وتختبر بهذا مدى قوة صوتك ووضوح الكلمات الخارجة من فمك.

ثم كرر هذه التجربة أكثر من مرة وقم بتغير المسافة التي تضع فيها المسجل على أن تكون أبعد في كل مرة، كما يمكن أن تضعه تارة في مكان عالي وتارة في مكان منخفض لتستطيع تجربة صوتك في أكثر من اتجاه ومسافة، لتضمن أنه على المسرح سوف يصل لكل الجمهور.
كما يمكنك أيضًا أن تصدر بعض الضجيج بجانبك وجرب أكثر من مرة تسجيل صوتك لتضمن أنه حتى لو كان هناك ضجيج أو حديث في المسرح فإن جودة صوتك لن تتأثر كثيرًا بهذا.

الاهتمام بالتفاصيل ودقتها

يجب أن تدرس المسرحية التي تقوم بعرض دورًا فيها بكل دقة، فإن كانت مسرحية تاريخية أو رواية تاريخية فيجب عليك أن تدرس البيئة التي كان فيها أحداث تلك المرحلة، من حيث الملابس وطريقة الكلام وتسريحات الشعر وطريقة المشي والكلام.

يجب عليك أثناء القيام بدورك في المسرحية أن تهتم بدقة تعابير وجهك ودقة الكلام والإحساس الخارج من الكلمات التي تنطقها.

يجب أن تكون مراعي للدقة في كل كلمة من كلمات النص الذي تقوله حتى يخرج للجمهور بالجودة التي يجب أن يصل بها للجمهور من دقة في المشاعر والمشاهد.

فإنك إذا أخذت أن العمل المسرحي هو مجرد فصول تحكى من روايات أو حكايات مجرد أن يحفظها الممثلون ثم يرددوها ويلقون كلماتها، فهنا يفقد العمل قيمته الفنية التي يجب أن يكتسبها ويخسر المشاهد مصداقية المشهد والممثل.

لكن اهتمامك بالتفاصيل مهما كان حجمها كبير هذا يضفي على عرضك لمسة ساحرة يتفاعل فيها المشاهد معك تستطيع بذلك جذب انتباهه.

فمثلًا إن كان أحد الممثلين يلقى كلامًا مؤثرًا وباقي الممثلين يظهرون ملامح التأثر وتعبيرات الضيق أو الفرح هذا يضفي على المشهد روح المصداقية التي يحتاجها، ليلفت انتباه المشاهد ويثير مشاعره، ويستطيع المشاهد أن يشعر أن هذا العمل جزء متكامل لا يفصله شيء عن الحياة الواقعية.

فاهتمامك بالتفاصيل أهم شيء يجب أن تركز عليه لتستطيع تعلم مهارة الخطابة عبر المسرحية.

انتبه إلى لغة الجسد

كن حريصًا دومًا على أن تولي اهتمامًا خاصًا إلى لغة جسدك، فالكلمات وحدها لا تستطيع أن توصل المعلومة، فيجب عليك أن تنتبه للآتي وأنت على المسرح:

  • قم بتدريب نفسك على أن تقف بشكل مستقيم ووضعية مريحة لتستطيع أن تخرج ما عندك من مشاعر وكلمات.
  • حاول ألا تضع يدك إلى جانبيك أو مدها أمامك بشكل ثابت إلا في حالة أن المشهد يحتاج ذلك فحاول أن تستعمل يدك في التعبير عما يدور في الحوار.
  • انتبه جيدًا إلى وجهك وتعبيراته على أن تكون متناسبة مع الحوار وحالة المشهد.
  • يمكنك دائمًا أن تتدرب أمام مرآتك وأنت تلقي حوار أو تقوم بتمثيل مشهد معين لتستطيع ضبط ملامح وجهك.

يُمكنك اكتساب مهارة الخطابة من خلال العمل المسرحي، وهي من المهارات المميزة والتي تُضفي على صاحبها رونقًا خاصًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى