الأم والطفلالحمل والولادة

تجربتي مع الولادة بدون ألم

تجربتي مع الولادة بدون ألم تجربة جميلة وهي من أجمل التجارب التي مررت بها في حياتي، فقد شاهدت طفلتي أثناء الولادة وضممتها إلى صدري بعد نزولها مباشرةً فما أروع هذا الإحساس، واليوم أحكي لكم تجربتي مع الولادة بدون ألم وما هي الطرق العديدة للولادة بدون ألم، والطرق الطبيعية لتسهيل الولادة، والآثار الجانبية للولادة بدون ألم، أحكي لكم كل هذا عبر موقع البلد.

تجربتي مع الولادة بدون ألم

في أثناء فترة حملي كان يراودني مثل باقي الأمهات مخاوف الحمل وهي الموت أثناء عملية الولادة، وعندما ذهبت إلى الطبيبة المشرفة على حالتي هدأت من روعي، وسألتني عن مصدر هذه المخاوف، وأجبتها أنني أخشى ألم الولادة فقد سمعت العديد من الحكايات التي يشيب لها الشعر من الألم الغير محتمل أثناء الولادة.

فطمأنتني الطبيبة وقالت لي أن الطب تقدم كثيرًا واليوم هناك الولادة بدون ألم، وسألتني هل تودين رؤية طفلتك وقت ولادتها؟ فأجبتها بالطبع، فقالت لي إذًا هي الولادة بدون ألم، لتكون الولادة هي التجربة الجميلة التي تخبري ابنتك عنها وتصفي لها مشاعرك فور رؤيتها.

وبالفعل وأنا في الأسبوع الـ 36 للحمل اتفقت الطبيبة معي على تفاصيل الولادة وهي أنها سوف تعطيني حقنة الظهر بعد التخدير الموضعي، ومن خلال هذه الحقنة يتم إدخال قسطرة في الظهر والقسطرة هي أنبوبة بلاستيكية رفيعة يتم إدخالها في مكان معين في الظهر يحدده الطبيب ويتم تثبيت القسطرة بلاصق طبي، وتمتد هذه القسطرة لتخرج مقدمتها من عند الكتف حيث يتم حقن جرعات المخدر أثناء الولادة، وعندما تخوفت من الحقنة أخبرتني الطبيبة أن كل هذه الخطوات لا تتعدى من خمس إلى عشرة دقائق ليس إلا.

فذهبت في موعد الولادة إلى المستشفى وأخذت حقنة الظهر لا أنكر أنها مؤلمة ولكن ليست كما يخاف منها الكثيرين، ثم زال أي ألم وشاهدت طفلتي وهي تخرج للحياة ورفرف قلبي بهذا الإحساس، وحضنت أبنتي التي لا طالما اشتقت إلى رؤيتها، وكانت هذه هي تجربتي مع الولادة بدون ألم.

المسكنات للولادة بدون ألم

تعمل على تقليل ألم الولادة ولكن تشعر ببعض الألم فهي لا تمنع هذا الشعور بالألم لكنها تقلل منه، وتشمل:

المسكنات الأفيونية

هي تستخدم أثناء الولادة للحد من ألم الولادة ويتم الحقن إما عن طريق العضل أو عن طريق الوريد، وهذه المسكنات تعطي الشعور بالراحة ولكنها لا تمنع الشعور بألم الولادة كله وفي الغالب تسبب القيء والغثيان والنعاس، كما أنها تؤثر على تنفس الجنين فور ولادته.

التخدير وأنواعه

يتم التخدير في عمليات الولادة عن طريق أدوية مخدرة سواء كان تخدير كلي أو نصفي، والتخدير الكلي يكون في حالات الولادة القيصرية فقط، أما الولادة الطبيعية فتتم عبر التخدير الجزئي وهو عدة أنواع:

التخدير الموضعي

هو عن طريق وضع مادة مخدرة في المنطقة المحيطة بالمهبل، وفي هذه الحالة فإن الأم لا تشعر بكل ألم الولادة، ويستخدم فقط عند خياطة الجرح بعد الولادة.

إحصار فوق الجافية

المقصود بها حقنة الظهر وهي الطريقة الأكثر انتشارًا في العالم أجمع، وفيها يتم حقن المخدر داخل النخاع الشوكي، ويبدأ مفعول المخدر خلال من 5 إلى 10 دقائق، ويمكن إجراء تخدير فوق الجافية عندما يصل اتساع عنق الرحم إلى 4 سم ولا يجب أن تعطى عندما يبلغ اتساع عنق الرحم إلى 7 سم، لأن عملية الولادة ستكون أسرع من أن يعطي الطبيب حقنة الظهر.

التخدير النخاعي

يتم من خلال الحقن المباشر للنخاع الشوكي وهو يختلف عن إحصار فوق الجافية فهو يعمل بشكل أسرع من إحصار فوق الجافية كما أنه يعطي التخدير المناسب بداية من أسفل البطن في حين أنك تستطيعين تحريك رأسك وذراعيكي بحرية.

التخدير النخاعي وفوق الجافية (التخدير المختلط)

تعطي هذه الطريقة التخدير المناسب مع إعطاء نسبة قليلة من المخدر وتستطيع الأم من خلال هذه الطريقة المشي بمساعدة الغير أو الوقوف لوقت قليل.

التخدير بالقرب من عنق الرحم

يكون هذا في المرحلة الأخيرة من البدء من الولادة حيث تحقن الأم بجرعتين في عنق الرحم، مما يعمل على عدم الشعور بألم انقباضات الرحم، وقد ينتج عنه هبوط مفاجئ في نبض الجنين وتأثر نشاطه بعد الولادة مباشرةً.

التخدير الفرجي

يعرف بهذا الاسم لأنه يحقن في جانبي قناة الولادة ويكون هذا النوع من التخدير في المرحلة الثانية من المخاض، أو يتم عند الحاجة لزيادة فتحة الفرج وفيها تقل نسبة أن يتأثر الجنين بالمخدر أي أنها أكثر أمانًا.

التخدير بالارتشاح المحلي للعجان

تتم أيضًا في المرحلة الثانية من المخاض وقبل إجراء الشق في النسيج الموجود بين فتحة المهبل وفتحة الشرج (العجان).

التخدير العام

المعروف بالبنج الكلي ويتمثل في الفقدان الكامل للوعي خلال عملية الولادة لتخفيف الشعور بالألم خلال عملية الولادة، ويتم غالبًا خلال عملية الولادة القيصرية أو عندما يحتاج الطبيب إلى استخدام الملقاط في الولادة في بعض الحالات الطارئة.

طرق طبيعية لولادة سهلة بدون ألم

خلال تجربتي مع الولادة بدون ألم وقبل اقتراب موعد الولادة، طلبت مني الطبيبة التي تباشر حالتي أن أقوم ببعض الخطوات لولادة سهلة وعدم الشعور بألم الولادة وكانت الطرق هي:

  • تمارين النفس: وهي تمرينات بسيطة عن طريق التنفس بهدوء وبطئ عند بداية الشعور بانقباضات الرحم وتلك الطريقة في التنفس تزيد من الشعور بالراحة والاسترخاء، كما أن سماع الموسيقى أو التفكير في أمور مختلفة غير الولادة تساعد على تشتيت الانتباه عن الآلام الناتجة عن انقباضات الرحم.
  • يمكن تناول أطعمة محفزة للولادة مثل الأناناس الذي يحتوي على مواد تساعد على توسيع عنق الرحم ومن ثم تعجيل الطلق وتسهيل عملية الولادة، كما أن بعض التوابل مثل الزنجبيل والقرفة والزعتر تعد من محفزات الطلق، ويعرف التمر بأنه يساعد على توسيع عنق الرحم وتسهيل الولادة.
  • المشي واليوجا من أهم التمرينات الرياضية التي يجب على الأم التي اقترب موعد ولادتها أن تتبع إحداها، فهما يسهلان من عملية الولادة، حيث إن المشي له دور في مساعدة الجنين على اتخاذ الوضعية الصحيحة المناسبة للولادة، كما أن اليوجا تساعد على الهدوء النفسي اللازم لمنع توتر وقلق ما قبل الولادة.
  • المساج هو يساعد الحامل على التخلص من التوتر النفسي والبدني قبل الولادة، والمساج وقت الولادة هام جدًا لتخفيف الإحساس بالألم، وخاصة في منطقة الظهر.
  • تشتيت الانتباه، فألم المخاض في الولادة الأولى يتراوح بين 12 إلى 14 ساعة، ويكون عبارة عن انقباضات أسفل الظهر وأسفل البطن، ويجب على الأم ألا تقوم بأي نشاط مثل المشي أو سماع موسيقى محببة إليها.
  • تجربة حمام الماء الدافئ مع وضع قطرات من زيت عطري محبب، كان له القدرة خلال تجربتي مع الولادة بدون ألم على منحي إحساس بالاسترخاء وخاصةً عند وضع الماء الدافئ على أماكن انقباضات الولادة الموجودة في أسفل الظهر وأسفل البطن.
  • العلاقة الزوجية من أهم محفزات الولادة، فهي تساعد على توسيع عنق الرحم لتسهيل الولادة، كما أن السائل المنوي يساعد على جعل الرحم لينًا.
  • تدليك حلمة الثدي والمنطقة البنية المحيطة بها في الأسابيع الأخيرة للحمل، تساعد على تعزيز انقباضات الرحم وتعجيل عملية الولادة.
  • الالتزام بوضعيات الولادة عند الشعور بألم الطلق تساعد الجنين على اتخاذ الوضعية الصحيحة للولادة وهذه الوضعيات هي: الركوع على يديك وقدميك، أو تحريك الوركين إلى اليمين واليسار.

أعشاب لتسهيل الولادة وتخفيف الألم

توجد بعض الأعشاب التي تساعد الأم على ولادة سهلة لتخفيف حدة الآلام التي تشعر بها أثناء الولادة، ومن خلال تجربتي مع الولادة بدون ألم أنصحكم بالأعشاب التالية عن تجربة:

  • الميرمية عند غليها لمدة 5 دقائق على النار وتركها تهدأ قليلًا، يتم تناولها دافئة فهي تساعد على تخفيف حدة آلام الولادة.
  • الحلبة والنعناع يساعدان على تسهيل عملية الولادة من خلال تسريع الطلق.
  • الكراوية تساعد على تخفيف آلام الولادة وتبكير الطلق.
  • الينسون والزعتر والقرنفل يساعدون على استرخاء عضلات الجسم ومنها عضلة الرحم، مما يخفف من حدة انقباضات الرحم.
  • البابونج وتوت الحجل لهما دور هام في التسريع من الطلق وفتح عنق الرحم.

ما هي الآثار الجانبية للولادة بدون ألم؟

بالرغم من أهمية الأدوات الموجودة حاليًا لتسهيل الولادة وجعل الأم لا تشعر بألم الولادة الغير محتمل، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية المترتبة على الولادة بدون ألم، ومن خلال تجربتي مع الولادة بدون ألم فقد عانيت من بعضها، وبالطبع فإن كل هذا لا يمكن أن يوضع في الاعتبار بعد أن أصبحت ابنتي معي في أمان، وأعرض لكم الآثار الجانبية للولادة بدون ألم وهي:

  • إحصار فوق الجافية يبنتج عنه إنخفاض في ضغط الدم، صداع، صعوبة في التبول، وهناك بعض الأعراض النادرة مثل النزيف في مكان الحقنة أو تلف الأعصاب نتيجة الحقنة.
  • التخدير النخاعي ينتج عنه حساسية تجاه المواد الفعالة المستخدمة في التخدير، قد يحدث نزيف حول العمود الفقري أو ورم دموي حول العمود الفقري، صعوبة في التبول، انخفاض في ضغط الدم، من الأمور النادرة أن تحدث عدوى بكتيرية في العمود الفقري (الالتهاب السحائي) أو يحدث تلف في الأعصاب.
  • أما المهدئات فآثارها الجانبية تكون في النوم الغير منتظم، وقد تشعر الأم بالارتباك، أيضًا فالمهدئات قد تسبب ضيق في التنفس والشعور بعدم الراحة في البطن والجهاز الهضمي.

بهذا أكون قد حكيت لكم تجربتي مع الولادة بدون ألم وأهميتها لتخفيف الشعور بآلام الولادة، وتعرفنا معًا على الأساليب المختلفة للتخدير والولادة بدون الآم وما هي الآثار الجانبية لكلٍ منها، والأعشاب والتمرينات الطبيعية لجعل الولادة أكثر سهولة وبأقل قدرٍ من الألم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى